3 خطوات لإعادة برمجة عقلك الباطن

3 خطوات لإعادة برمجة عقلك الباطن
(اخر تعديل 2024-04-25 05:35:14 )
بواسطة

يستخف معظم الناس بأنفسهم، وعندما تبعدنا الحياة عن المسار الذي حددناه لأنفسنا، نصاب بالإحباط والانزعاج، فترانا نتساءل: لماذا يحدث هذا لنا؟

هذا السخط شعور قوي جداً، ويمكن أن يحفزنا على إحداث التغيير، ولكنَّ عقولنا الباطنة يمكن أن تعمل ضدنا أيضاً، فلا نستفيد من إحباطنا وانزعاجنا؛ وهذا يؤدي إلى تخريب أي فرصة للنجاح.

نفكر بأنَّنا نستحق الأفضل، وقد نبذل مزيداً من الجهد في بعض الوقت، ولكن بدلاً من فعل ما يلزم والسعي لتحقيق تغيير دائم نعود إلى الأماكن التي نعتقد بأنَّنا نستحق أن نكون فيها؛ أي إلى وظائفنا وشؤوننا المالية والصحية وعلاقاتنا وإلى كل ما يحقق لنا الرخاء عموماً، ولكن ماذا لو أخذت زمام الأمور وتعلمت كيفية إعادة برمجة عقلك؟ وماذا لو تمكنتَ من إعادة توجيه تركيزك لتجعل حياتك رائعة؟

عقلك الباطن هو مفتاح النجاح، ويمكنك إعادة برمجته؛ فإذا كنت تريد أن تعيش الحياة التي تتمناها، فقد حان الوقت لاتخاذ قرار بذلك والالتزام به وعقد العزم على تحقيقه، فالذي يُحدِث فرقاً في الحياة ليس ما يمكننا القيام به؛ بل ما نقوم به بالفعل، والحاضر هو أفضل وقت لاستعادة السيطرة على عقلك ووضع هدف أفضل نصب عينيك، فلا مجال للشك في قوة العقل؛ إذ تتطلب تنمية اليقين الكامل والإيمان العميق بنفسك فهم كيفية الاستفادة من برمجة العقل الباطن.

ما هو العقل الباطن؟

العقل الباطن هو الجزء الذي يتخذ القرارات من عقولنا دون الحاجة إلى التفكير بها بجدية، ويختلف عن العقل الواعي، والذي يتضمن الأفكار التي ندركها حينما تخطر في بالنا، كما أنَّه يختلف عن العقل اللاواعي الذي نحتفظ فيه بأحداث وتجارب سابقة لا نتذكرها على الإطلاق.

يُعدُّ تعلم العزف على آلة موسيقية خير مثال عن آلية عمل العقل الباطن؛ فعليك أن تفهم النوتة الموسيقية أولاً، وتحرك أصابعك لتعزف كل نغمة، ولكن مع التدريب ستكتشف أنَّك قادر على اختيار أي أغنية وعزفها.

يتجاوز العقل الباطن بقدراته موضوع تعلم مهارات جديدة؛ فهو يعالج المعلومات ويؤثر في كل ما نفكر فيه ونقوله ونفعله، فهو يخزن معتقداتنا وقيمنا ويحدد ذكرياتنا ويرصد المعلومات من حولنا لاختيار ما يجب إرساله إلى العقل الواعي وما يجب تخزينه لوقت لاحق، إنَّه يؤثر في كل لحظة من حياتنا، دون حتى أن يدرك معظمنا ذلك.

كم من الوقت تستغرق إعادة برمجة عقلك الباطن إذاً؟

يستغرق الأمر حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع بمعدل وسطي، ولكن قد يحتاج إلى وقت أطول، وتعتمد الإجابة على مدى ترسخ السلوك الذي ترغب في تغييره إلى جانب معتقداتك المقيدة.

شاهد بالفديو: العقل الباطن قوة خفية داخلك تنتظر اكتشافها

تغيير طريقة تفكيرك:

إليك فيما يأتي 3 خطوات يمكنك اتخاذها لتتعلم كيفية إعادة برمجة عقلك لتحقيق النجاح، والتي ستغير طريقة تفكيرك وتوجه تركيزك في المسار الصحيح:

1. اتخاذ القرار بالتغيير:

أول خطوة عليك اتخاذها هي توضيح ما تريده؛ إذ عليك أن تتعلم تجنب الإفراط في التفكير والتركيز على أهدافك، لذا فكِّر في النتيجة التي ترغب بتحقيقها، والحياة الرائعة التي تتكشَّف أمامك؛ فالوضوح قوة، وكلما فكرتَ في هذا الأمر أكثر، تعمَّقت في التفاصيل وازدادت رؤيتك تأثيراً؛ وهذا يساعدك على إنشاء خريطة ذهنية لا واعية، ويزوِّد عقلك بالسبل اللازمة لتحويل الرؤية هذه إلى حقيقة.

إذا كنت تريد إعادة برمجة عقلك، ففكِّر في أي جدال تخوضه مع شريك حياتك، وعندما يحتدم النقاش مع شخص عزيز تنسى غالباً الخلاف بحدِّ ذاته، وتركز على أن تكون الكلمة الأخيرة لك وتكسب الجدال، فلا تنتبه لنبرة صوتك وتسيء معاملته كأنَّه عدو لك؛ وهذا يؤدي إلى تفاقم الجدال ويزيد الوضع سوءاً، وبدلاً من ذلك توقف واسأل نفسك عن السبب الأساسي للجدال، فأنت لا تجادل حُبَّاً بالجدال؛ بل يختلف رأيك عن رأي شريكك بشأن أمر ما، وترغب بإيجاد الحل، ولكن عندما ينصب تركيزك على كسب الجدال ستنسى أمر المشكلة الفعلية، وعندما تعي ذلك تستطيع إعادة تركيز اهتمامك على إيجاد حل للمشكلة الأصلية، وإعادة برمجة عقلك بأسلوب فعَّال، وذلك لاستثمار إمكاناته في الوصول إلى حل فوري.

تبدأ إعادة برمجة العقل الباطن بتحديد ما تريده الآن وفي المستقبل والتركيز عليه، وإعطاء توجيهات لعقلك، فكما يقول الكاتب "توني روبينز" (Tony Robbins): "تتدفَّق الطاقة حيث يتَّجه التركيز، لذا عليك أن تحدد رغباتك الجسدية والمالية والعاطفية والروحية في عملك وحياتك الشخصية، وتتخذ قراراً بأنَّك لن ترضى بأن تظل الأمور على حالها، ولن تستمر في العيش بالطريقة ذاتها"؛ لذلك ركز على هدفك، وابدأ بإعادة برمجة عقلك.

2. الالتزام بقرارك:

الخطوة التالية في إعادة برمجة العقل الباطن: هي الالتزام بالقرار الذي اتخذته، لذا حرِّر عقلك من الخوف والشك بالنفس من خلال الالتزام بقرارك وتسليم زمام الأمور لعقلك.

الخوف أكبر فخ يمنع الناس من الإقدام على أي عمل، وجميعنا لدينا مخاوف، سواء أكان الخوف من الرفض أم الفشل أم النجاح أم الألم أم المجهول، وإذا لم تفعل شيئاً حيال الأمر، سيلازمك الخوف دوماً ويعترض طريقك، فلن تتقدَّم إلى الأمام وستعيش حياتك في خوف دائم، وربما لن يسوء وضعك أكثر، ولكنَّه لن يتحسن أيضاً، وسيبقى الخوف حاضراً دائماً في عقلك، ويدفعك بعيداً عن أهدافك.

عدم فعل أي شيء للتخلص من هذا الخوف يعطي مجالاً للسلبية لتسميم أفكارك، كأن تقول لنفسك: "من الجيد أنَّني لم أحاول، فلم أكن لأنجح في ذلك أبداً"، وعندما تنتشر هذه الأفكار السلبية الناتجة عن الخوف في عقلك الباطن، ستتسرَّب إلى كل ما يخطر في بالك من أفكارٍ عن نفسك وعمَّا تفعله، لذا مواجهة مخاوفك مباشرةً هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع الخوف وإعادة برمجة العقل؛ فإذا كنت تخشى الفشل، انظر إليه بوصفه فرصةً للتعلُّم، فإذا فعلتَ أمراً وفشلت، ستعرف ما لم يُجدِ نفعاً، وستكون قادراً على اتباع نهجٍ أكثر وعياً في المرة القادمة، فأنت أفضل حالاً ممَّا كنت عليه سابقاً.

تعني إعادة برمجة دماغك التخلص من الأفكار السلبية التي تدور في رأسك مثل: "لا أستطيع فعل ذلك"، ويشبه الأمر بناء عضلاتك في صالة الألعاب الرياضية، فسوف يكون الأمر في البداية صعباً وربما مرهقاً، ولكن إذا بدأتَ بخطوات بسيطة، وكرَّرت ذلك كل يوم، ستصبح أقوى تدريجياً، فسرعان ما ستتحوَّل إلى عادةٍ لن تحتاج منك إلى ذلك المجهود.

التزم بتحسين نفسك والتغلب على السلبية وعيش حياة أفضل، فعندما تلتزم بالكامل، وأنت مستبعِداً أي احتمال آخر ستدفع بنفسك للمضي إلى الأمام أكثر مما قد يتوقعه أي شخص آخر، وهذه هي القوة الحقيقية لبرمجة العقل الباطن.

3. البحث عن حلول:

بعد أن تقرر مسارك وتلتزم به التزاماً كاملاً قيِّم وضعك الحالي، وفكِّر في النتيجة التي تقودك إليها أفعالك الحالية، ووجِّه عقلك نحو تقييم الأساليب الناجحة وغير الناجحة، وأجرِ التغييرات، وابحث عن حلول لكل ما قد يعترض طريقك.

تعدُّ المرونة جزءاً هاماً من البحث عن حلول وإعادة برمجة عقلك بفاعلية؛ إذ يفرض ضيق الأفق قيوداً عليك، وستفوِّت بذلك فرصاً وطرائق بديلة قد تعود عليك بفوائد مذهلة.

تذكَّر أنَّك لا تملك أبداً سيطرة تامةً على حياتك، فالطريق الذي تسلكه لا يسير كما خططتَ له دوماً، ومن هنا تأتي أهمية التحلِّي بالمرونة خلال ذلك، والتعلُّم من الأخطاء، وتقبُّل الفشل، واستخدام السلبية بوصفها دافعاً للتغيير، وإذا كنتَ تحرز تقدماً، فأنت تسير في الاتجاه الصحيح.

عندما تعيد برمجة عقلك للتركيز على الحلول، فإنَّك تطوِّر القدرة على تغيير أسلوبك في التعامل مع المشكلات حسبما يقتضيه الأمر، فليست كل العقبات والعراقيل والظروف متشابهة؛ إذ تنطوي كل منها على صعوبات خاصة، ويمكنك مواجهتها وجهاً لوجه، فالقوةُ الحقيقية تنبع من الداخل وإعادة برمجة دماغك تهيِّئ لك الظروف للنجاح، فيصبح الإحباط نعمة؛ لأنَّه يعني أنَّك على وشك تحقيق تقدُّم مذهل، ويصبح الفشل درساً تستقي منه النصائح التي تساعدك على أن تكون شخصاً أفضل، كما يصبح أي عائق فرصةً لاستعادة التركيز وإيجاد حل جديد ومبتكَر، وهذه هي القوة النابعة من تفاني عقلك في إيجاد الحلول.

6 نصائح عن كيفية إعادة برمجة عقلك الباطن:

حان الوقت بعد أن أصبحت أكثر قوةً وإصراراً لتبني عادات إيجابية تساعدك على إعادة برمجة عقلك، وذلك لتستعيد اليقين المطلق في نفسك من خلال النصائح الآتية:

1. تبنَّ معتقدات تبعث فيك القوة:

تمنعك المعتقدات المقيِّدة عن تحقيق ما تريده في الحياة، فقد تقوم هذه المعتقدات على نتائج سابقة، أو أحداث سلبية مررت بها، أو رؤية مستقبلية ناقصة، ولكن عندما تقاوم هذه المعتقدات وتشكك في صحتها يمكنك استبدالها بمعتقدات تبعث فيك القوة، فعندما تغيِّر حديثك الذاتي، ستغيِّر عالمك.

2. تقبَّل حالة انعدام اليقين:

لا نستطيع التحكم بالحياة، والأمر الوحيد الذي يمكننا التحكم به هو أفعالنا وردود أفعالنا، وعندما نتقبل هذه الفكرة، فإنَّنا نستعيد القدرة على تحديد حياتنا وإعادة برمجة عقولنا؛ لذا تخلَّ عن حاجتك إلى اليقين، وتقبَّل حالة عدم اليقين تلك، فعندما تختار منح الثقة والعطاء دون مقابل والعيش بوعي، فيمكنك الاسترخاء والاستمتاع برحلة حياتك.

3. ركِّز على الامتنان:

عندما تُفضِّل الامتنان والتقدير على النقد والخوف، فإنَّك تسلِّط الضوء على الجانب الإيجابي من الأمور؛ وهذا يجعلك تركز على ما تملكه وتتجاهل ما ينقصك، كما يُشعرك بالفضول تجاه الأحداث في حياتك، لأنَّك لم تعد تترقبها بارتياب؛ بل تتقبل التغيير، وتدرك أنَّ الحياة لا تبقى على حالها.

4. انتبه إلى بيئتك:

عندما تُعيد برمجة عقلك لتحقيق النجاح، فعليك الحد من التأثيرات السلبية في بيئتك؛ إذ يمتصُّ عقلك الباطن باستمرار المعلومات الواردة من الخارج، ويستخدمها لتكوين معتقدات تُحدِّد طريقة تفكيرك وتصرفاتك، فقد يكون للسلبيةِ المكتسبة من الأخبار اليومية والأشخاص السامِّين ووسائل التواصل الاجتماعي، تأثير عميق في عقلك الباطن دون أن تدرك ذلك.

في أثناء عملك على إعادة برمجة عقلك أحِط نفسك بأشخاص إيجابيين وداعمين، وابحث عن الكتب ومقاطع الفيديو التي ترفع معنوياتك وتزيدك قوةً، وستجد أنَّ عقلك الباطن أصبح أكثر إيجابيةً وحماسةً مع مرور الوقت، وأنَّ الأفكار السلبية قد تضاءلت إلى حدٍّ كبير.

5. تخيَّل:

فكِّر في يومكَ المثالي، أو في العرض التقديمي الهام الذي ستقدِّمه في العمل، أو في موعدك الأول، واختر أمراً لديك التزام فعلي بتحويله إلى حقيقة واقعة، واقضِ من 10 إلى 15 دقيقة كل يوم تتخيَّل بأنَّه حدث بالفعل؛ إذ سيستوعبُ عقلك الباطن هذه المشاعر الموجودة في الصور التي تخيلتها وكأنَّها حقيقية؛ فهذا يمنحك الثقة اللازمة لتحقيقها.

6. استخدم الاختراق الحيوي:

يُشير مصطلح "الاختراق الحيوي" (Biohacking) إلى استخدام التجارب والتكنولوجيا لتحسين صحتك وعافيتك، ويتضمَّنُ العلاجَ بالليزر منخفض المستوى لتعزيز الصحة، واعتماد خطة الصيام المتقطع لتحفيزِ فقدان الوزن، أو إضافة المكملات إلى نظامك الغذائي لتعزيز صحتك.

يُعدُّ الاختراق الحيوي من الطرائق الفعَّالة لإعادة برمجة عقلك من خلال تسخير قوة الموسيقى؛ إذ تستجيب موجات الدماغ بطريقة مختلفة لأنواعِ متنوعة من الموسيقى، ويمكن تحفيز مشاعر معينة باعتماد الإيقاع المناسب.

يتضمَّن العلاج بالنغمات الأذنية تشغيل نغمتين بذبذبات مختلفة، وذلك لتحفيز حالات ذهنية معيَّنة، ولقد ثبُت أنَّ العقل الباطن يستوعب المعلومات بطريقة فعَّالة عندما تكون في حالة استرخاء، لذا يمكنك اعتماد هذا العلاج لتحفيز الموجات الدماغية من النوع "ألفا".

شاهد بالفديو: قوانين العقل الباطن

كيف تدرك نجاح العملية؟

يمكن أن تكون برمجة العقل الباطن صعبة بطبيعتها، فلا يمكن أن تعرف ما يجول في ذهنك دائماً، ولكن توجد طرائق لمعرفة ما إذا كانت جهودك لإعادة برمجة عقلك ناجحةً أم لا، ومنها:

1. يزداد وعيك الذاتي:

يجب أن تفهم عقلك الباطن كي تُعيد برمجته، ومن علامات الوعي بالذات أن تكون قادراً على إيقاف الحديث الذاتي السلبي، والتحكُّم بعواطفك وتركيزك.

2. تزداد إقداماً على المخاطر:

لكل شخص قدرة مختلفة على تحمُّل المخاطر، ولكنَّ المعتقدات المقيِّدة تثنينا عن القيام بأي مخاطرة، فعندما تعيد برمجة عقلك ستزيد ثقتك بنفسك، وتكون مستعداً للخروج من منطقة راحتك.

إقرأ أيضاً: قوانين العقل الباطن: ما هو؟ كيف يعمل؟ وكيف تبرمجه وتسيطر عليه؟

3. تجذب الإيجابية إليك:

كما يقول "توني روبنز": "أنت تتقدَّم نحو ما تفكِّر فيه باستمرار وتركز عليه"، وهذا ما ينصُّ عليه قانون الجذب؛ إذ تؤدي إعادة برمجة عقلك للتفكير بطريقة أكثر إيجابية إلى إضفاء مزيد من الإيجابية على حياتك.