3 نصائح لاستخدام مهارات تربية الأطفال في

3 نصائح لاستخدام مهارات تربية الأطفال في
(اخر تعديل 2024-04-13 06:07:14 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدير التنفيذي "كريستوبال فيدما" (Cristobal Viedma)، وخبيرة التسويق "إريكا روزينبيرغ" (Erika Rosenberg)، ويقدِّمان 3 نصائح لاستخدام مهارات تربية الأطفال في المناصب الإدارية.

تتطلب الإدارة تقدير احتياجات الأفراد ومساعدتهم على تلبيتها وإرشادهم وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم؛ من أجل التغلب على المشكلات التي يتعرضون لها وعدم تقديم الحلول الجاهزة، وهنا يكمن التشابه بين الإدارة وتربية الأطفال، ولكن إياك أن تعامل الموظفين كالأطفال حتى لا تتسبب في شعورهم بالاستياء وانخفاض معدلات الاستبقاء ضمن المؤسسة، فلا فائدة تُرجى من تدخلك المستمر في كافة أعمال وتحركات الموظف، وإنَّما يجب أن تكتفي بإرشاده وتزويده بالأدوات والوسائل اللازمة وتسمح له بأن يجرب ويعتمد على نفسه ويتعلَّم من أخطائه ويتطور، وبمعنى أن تمنح الموظف الاستقلال الذاتي الذي يحتاج إليه لخوض تجربته المهنية وحده، وتقدم له الدعم والتوجيه عند اللزوم؛ ويُستنتَج مما سبق أنَّ التوازنَ هو شرط أساسي لنجاح كل من الإدارة وتربية الأطفال.

اعتدتُ أن أطبقَ بعض التقنيات في المنزل مع عائلتي وفي مكان العمل مع أعضاء الفريق لأنَّني أشغل منصب المدير التنفيذي في الشركة؛ إذ تقتضي إحدى هذه التقنيات التحدث عن المكاسب والخسائر، بحيث يشارك كل فرد من العائلة المواقف الطيبة والإنجازات التي أحرزها خلال اليوم من جهة، والمواقف المزعجة والخيبات التي تعرض لها من جهة أخرى، ثم نحتفي بعد ذلك بإنجازات اليوم ونناقش أساليب التعامل مع الخيبات وتجاوزها.

احرص على تطبيق استراتيجية مشابهة في مكان العمل خلال الاجتماعات الفردية الدورية مع أعضاء الفريق، فيتم في هذه الاجتماعات مناقشة المكاسب وتقدير الجهود المبذولة والإنجازات والاحتفاء بها، وتخصيص بعض الوقت للحديث عن الخسائر، وإيجاد الحلول اللازمة لتجنب تكرار الأخطاء في المستقبل، لذا يجب توفير بيئة آمنة تتيح للجميع إمكانية مشاركة أخطائهم حتى يتعلموا منها ويتسنى لهم تطوير أنفسهم.

تطبيق مهارات تربية الأطفال في مكان العمل:

تتشابه الإدارة والتربية في عدة نواحي، ومن ثم يمكنك أن تطبق مهارات تربية الأطفال ضمن مكان العمل لدعم أعضاء الفريق، وفيما يأتي 3 نصائح لاستخدام مهارات تربية الأطفال في المناصب الإدارية:

أولاً: استمع أكثر مما تتحدث

لا يتوانَ الأطفال عن إخبارك بمشكلاتهم وطلب مساعدتك عندما توفر بيئة آمنة تتيح لهم إمكانية مشاركة ما يحدث في حياتهم، وينطبق نفس المفهوم على البالغين؛ لهذا السبب يجب عليك أن تخصص الوقت اللازم للإصغاء إلى مشكلات الموظفين بطريقة عقد اجتماعات فردية دورية أو تطبيق سياسة الباب المفتوح التي تهدف إلى تعزيز التواصل الصريح بين الموظف والإدارة، ويساعدك الإصغاء على معرفة كثير من المعلومات عن ظروف ومجريات حياة الآخرين.

1. السلوكات التي يجب أن تتجنبها:

إياك أن تفرض آراءك الشخصية حتى لا تحيد عن الهدف الرئيسي للمحادثة، فأنت تقدم بهذه الطريقة كافة الحلول والمعلومات التي يحتاج إليها الموظف وتمنعه من الاعتماد على نفسه وتحسين أدائه وتنمية مهارات حل المشكلات عنده.

كشف أحد استطلاعات شركة "جارتنر" (Gartner) أنَّ تدخُّل المدير في كافة تحركات الموظف وإجراء جلسات مكثفة لتقييم الأداء وتقديم التغذية الراجعة "يتسبب في انخفاض مستوى أداء الموظف بنسبة 8%".

2. السلوكات التي يجب أن تركز عليها:

يجب أن تحرص على تهيئة الموظفين الجدد وتعريفهم إلى بيئة المؤسسة ومكان العمل منذ اليوم الأول، ويتسنى للموظف الجديد بهذه الطريقة أن يتعرف إلى باقي أعضاء الفريق ويوطد علاقته معهم؛ وهو ما يؤدي إلى تحسين جودة التواصل وبناء الألفة على مستوى المؤسسة برمتها، وتتيح هذه العملية للموظف الجديد من ناحية أخرى إمكانية الاطلاع على واجباته ومسؤولياته ومتطلبات النجاح في منصبه الجديد، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات والاعتماد على نفسه عندما يواجه مشكلة ما في أثناء العمل.

تحدد عملية تهيئة الموظفين الجدد طبيعة علاقتك مع الفريق على الأمد الطويل، ولهذا السبب يجب عليك أن تعمل على بناء هذه العلاقة من البداية، وتتعرف إلى أعضاء الفريق، وتتفهَّم سلوكاتهم ودوافعهم، وتبيِّن لهم أنَّك مستعد للإجابة عن استفساراتهم، وتقديم الدعم والتغذية الراجعة عند الحاجة.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة في الإدارة والقيادة الحكيمة

ثانياً: شجِّع على الشفافية

يجب أن تكون شفافاً وواضحاً في أثناء تعاملك مع أفراد عائلتك حتى تكون قدوة حسنة لأطفالك، وتعزز الثقة ضمن العائلة، وتساهم الشفافية من ناحية أخرى في بناء الثقة ضمن المؤسسة، ولن يفهم الموظف الغرض من توجيهاتك ولن يدرك أنَّها تصب في مصلحته ما لم توضح له أهداف المؤسسة ومخططاتها بصدق وصراحة.

تؤدي الشفافية دوراً بارزاً في تعزيز حس الانتماء والقبول ضمن المؤسسة، وشعور الموظفين بالراحة والقدرة على التعبير عن أنفسهم بحرية وانفتاح؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة الشفافية وتحسين النتائج على مستوى المؤسسة كلها.

1. السلوكات التي يجب أن تتجنبها:

إياك أن تتحدث بلهجة سلبية أو محبطة، أو تستخدم مصطلحات مؤذية لوصف الأشخاص بالتنمر، أو الكسل، أو الأنانية، أو إثارة المتاعب على سبيل المثال، فيصعب على الفرد أن يتخلص من الأذى النفسي عندما يهاجمه أحدهم بمثل هذه الأوصاف السلبية، لذا حذارِ أن تلوم الآخرين على أخطائهم وتحملهم مسؤولية الفشل أو الخسارة، وإنَّما يجب عليك أن تقيِّم الوضع وتحدد الخلل أو سوء الفهم الذي تسبب في حدوث الفشل، وتبحث عن الحلول، وتقدم الدعم اللازم لضمان عدم تكرار المشكلة في المستقبل.

إقرأ أيضاً: كيف علمتني عاملة التنظيف درساً لن أنساه عن الإدارة

2. السلوكات التي يجب أن تركز عليها:

تهدف هذه النصيحة إلى السماح للموظفين بالتجربة واقتراف الأخطاء والتعامل مع المشكلات والمخاطر في أثناء العملية، لذا يجب عليك أن تنظم اجتماعات دورية مع أعضاء الفريق؛ بغية تقديم التغذية الراجعة، وتوضيح أهداف المرحلة الحالية، وشرح الأسباب والدوافع الكامنة خلفها، حتى يفهم الموظف الغرض من المسؤوليات والمهام المترتبة عليه ويشعر بالحماسة للعمل على الأهداف المقبلة، ويُفضَّل أن تبحث أيضاً عن الأساليب التي تساعد الموظفين على التعامل مع المشكلات وإيجاد الحلول وتنفيذ الأهداف الجزئية مع الحرص على التركيز على أهداف المؤسسة النهائية المتعلقة بالإنتاج والإيرادات.

ثالثاً: ساعِد الموظفين على التخطيط لمستقبلهم

يساعد الآباء أبناءهم في تحديد أهدافهم وإعداد خطط منطقية وعملية لتحقيقها، كما يحتاج الموظف للاهتمام والتوجيه بنفس الطريقة عند إعداد خطط التنمية المهنية ومنهجية العمل على المشاريع، وتهدف هذه المساعدة إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي لدى الأفراد حتى يكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم والتعامل مع مختلف الظروف والمواقف.

1. السلوكات التي يجب أن تتجنبها:

يركز بعضهم على الأهداف قصيرة الأمد نظراً لكونها واضحة ومحددة، فضلاً عن أنَّ تحقيقها يُعدُّ سهلاً مقارنةً مع نظيرتها طويلة الأمد، ويؤدي التركيز على الأهداف قصيرة الأمد إلى إهمال التطور الوظيفي.

إنَّ تنمية مهارات أعضاء الفريق وخبراتهم، تنعكس إيجابياً على أدائهم وتساهم في تحقيق أهداف المؤسسة، ومن ثم عليك ألَّا تعطي الأولوية للأهداف قصيرة الأمد على حساب التطور الوظيفي.

2. السلوكات التي يجب أن تركز عليها:

يجب عليك أن تقيِّم مهارات أعضاء الفريق لكي تحدد نقاط ضعفهم، وتشجعهم على النماء، والتطور، واكتساب المهارات الجديدة، كما عليك أن تساعدهم على زيادة معارفهم وخبراتهم، وتتيح لهم فرصة العمل على مشاريع تفيد الشركة وتساعدهم على تحقيق التنمية الشخصية والمهنية.

في الختام:

سوف تحتاج إلى بعض الوقت قبل أن تتمكن من تحقيق التوازن الذي تحتاج إليه وإرشاد الفريق، ولكنَّك ستنجح في نهاية المطاف في إيجاد هذا التوازن والثبات في الأداء، والتوصل إلى أسلوب إدارة ينعكس إيجابياً عليك، وعلى الموظفين، والمؤسسة كلها.