4 أسباب تجعل البطالة أمراً إيجابياً

4 أسباب تجعل البطالة أمراً إيجابياً
(اخر تعديل 2024-04-12 05:49:15 )
بواسطة

نظراً لأنَّنا نقضي ساعات وساعات نبحث عن وظائف ونرسل سيرتنا الذاتية إلى المواقع الإلكترونية؛ باتت الأسئلة هذه تشغل عقولنا، لتأتي بعدها مقابلة التوظيف؛ إذ ترتفع آمالنا عندما ترِدنا تلك المكالمة الهاتفية الأولى، فيقول لنا مدير التوظيف: "كنا ننظر في سيرتك الذاتية وأَعجبنا ما رأيناه"، لتتحطم تلك الآمال لاحقاً مع المكالمة الثانية أو الثالثة، أو حتى يكتفون بإرسال رسالة بريد إلكتروني رسمية يقولون فيها: "بعد الانتهاء من إجراء المقابلات، قررنا تعيين مرشح آخر تتناسب مهاراته مع مؤهلات الوظيفة، نتمنى لك التوفيق في بحثك المستمر عن عمل".

رسالة كهذه أسوأ من التسريح من العمل، فالرفض ليس سهلاً أبداً، وغياب اليقين من حياتنا لا يجلب أي راحة، كما أنَّ البطالة ليست ممتعة البتة، ولكن ماذا لو قلنا إنَّها يمكن أن تكون كذلك؟ فإذا نظرنا إليها من منظور مختلف، هل من الممكن أن نجد جانباً إيجابياً في كل ذلك؟ ثم فكر في حياتك قبل وظيفتك الأولى، ماذا كان حلمك؟

لا نتحدث هنا عن هدفك أو خططك؛ بل عن حلمك، تلك الفكرة القديمة وبعيدة المنال التي قضيت كثيراً من الليالي تناقشها مع أصدقائك في الجامعة، أو مع نفسك عندما كان عقلك يسرح في المحاضرات؛ لذا هل من الممكن أن تكون الضربة الموجعة التي تلقاها غرورنا عندما خرجنا من وظيفة كنا نكرهها أصلاً نعمة لا نقمة؟ أيمكن أن تكون بمنزلة دعوة لنعي أنَّه حان الوقت لفعل ما نريده حقاً، وليس ما نعتقد أنَّنا يجب أن نفعله؟

4 أسباب تجعل البطالة أمراً إيجابياً:

إذاً، بدلاً من تركيز انتباهنا على جميع الجوانب السلبية للبطالة، إليك 4 أسباب تجعل الأمر إيجابياً:

1. الاستيقاظ باكراً مع خيارات مفتوحة:

لقد ولت الأيام التي كنا نضطر فيها لجدولة يومنا بالكامل أو حتى الأسبوع أو السنة أو الحياة بأكملها؛ فبدلاً من الاستيقاظ في الخامسة صباحاً، والتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لممارسة التمرينات لمدة 45 دقيقة، والعودة إلى المنزل للاستحمام، ثم الانطلاق بالسيارة بحلول الساعة 7:30، والوصول إلى المكتب بحلول الساعة 8:45 - 9 حسب زحمة المرور، يمكننا أخيراً الاستيقاظ والاستمتاع بالصمت والفرص الجديدة التي سيحملها لنا اليوم الجديد؛ فربما ترغب بممارسة اليوجا، أو إعداد عشاء شهي لشريك حياتك، أو البدء في تأليف الكتاب الذي لطالما أردتَ تأليفه، أو الرسم أو النحت أو المشي على الشاطئ، أو حتى الاستلقاء في السرير طوال اليوم؛ لأنَّه لم تتح لك الفرصة للقيام بذلك منذ 15 عاماً.

الفكرة هي أنَّنا نستطيع أخيراً أن نقرر كيفية قضاء يومنا؛ لأنَّه لم يعد محدداً بالساعة، والأفضل من ذلك يمكننا أخيراً تجنب التخطيط لأي شيء في يومنا، وندعه يمضي كما يشاء، بدلاً من محاولة التحكم في وقتنا، وانتظار مروره بفارغ الصبر ليتسنى لنا أخيراً الهروب من المكتب.

2. توفُّر الوقت لممارسة الرياضة:

تحب صالات الألعاب الرياضية الإعلان باستخدام علم النفس العكسي (Reverse psychology)، ليُشعروا المرء بالذنب، فيقولون مثلاً: "لا تستخدم وظيفتك بوصفها ذريعة لتجنب الذهاب إلى الصالة الرياضية، أو تناول الطعام بإفراط واكتساب الوزن"، ولكن هل اضطر أي من مدربي اللياقة البدنية هؤلاء العمل لمدة 40-60 ساعة في الأسبوع إلى جانب طهي الطعام والاهتمام بأطفالهم وحيوانهم الأليف ثم التنظيف؟

البطالة وعلى الرغم من صعوبتها، هي الوقت المثالي للاهتمام بنفسك؛ لذا اخرج واركب الدراجة أو اذهب في نزهة أو انضم إلى صالة الألعاب الرياضية، وتنزَّه مع زوجتك لأول مرة منذ فترة طويلة، وحافظا على لياقتكما البدنية معاً، ثم عودا إلى المنزل لتحضير وجبة غداء صحية وشهية بدلاً من تناول الوجبات السريعة في استراحة الغداء.

هذا هو الوقت الذي أنت بأمس الحاجة إليه للتركيز على نفسك؛ إذ سيبدأ مزاجك بالتحسن سريعاً في الوقت الذي ستخسر فيه بعض الوزن أيضاً.

شاهد بالفديو: 6 خطوات تزيد فرصك بالحصول على عمل

3. التطوع:

من أفضل الطرائق للشعور بالراحة تجاه نفسك هي مساعدة شخص وهو في أمس الحاجة إلى ذلك، فحتى لو ليوم واحد من أيامك التي تكون فيها عاطلاً عن العمل، خصص وقتك لمنحه إلى شخص آخر.

أطعم المشردين أو اقرأ كتاباً لأطفال المدارس أو كن منتوراً لشخص ما؛ فالعمل التطوعي يمدنا بشعور هائل بالرضى، والفوائد التي تعود علينا بها كثيرة، لذا علينا أن نذكِّر أنفسنا أحياناً بأنَّ الأمور يمكن أن تكون دائماً أسوأ، وهي كذلك بالفعل بالنسبة إلى الكثيرين.

4. إدارة نفسك بنفسك:

هل حلمتَ يوماً بامتلاك عملك الخاص؟ أو ربما العمل من المنزل؟

يمكن أن يكون التحكم في وقتك أمراً يمدك بالحرية؛ فلديك المرونة وتستطيع أن توازن بصورة أفضل بين وقتك الشخصي والمهني، وسواء اخترت ريادة الأعمال أو البحث عن وظيفة أخرى في شركة، فمن الهام أن تستثمر الوقت هذا من البطالة لتتعرف إلى نفسك، من ثم تصبح تلبية احتياجاتك أهم شيء في حياتك.

أهم ما عليك تذكره هو أنَّك ستجد وظيفة مجدداً؛ فالوضع الاقتصادي يسير في حركة دورية، وهو على وشك الانتعاش، وفي أثناء ذلك حاول ملء وقت الفراغ بالإيجابية والمبادرة، وتعرف إلى نفسك، بحيث عندما تجد وظيفة جديدة لن تسمح لها بتحديد هويتك؛ بل أنت من ستحددها وتعرِّفها، أو ستحدد كيف سيكون المشروع الجديد الذي اخترته ملائماً لحياتك.

في الختام:

قد تبدو البطالة عبئاً ثقيلاً على عاتقنا، لكن يمكننا تحويلها إلى فرصة إيجابية لتحسين حياتنا.

من خلال الاستيقاظ باكراً مع خيارات مفتوحة، وتخصيص وقت لممارسة الرياضة، والتطوع، وإدارة أنفسنا، يمكننا الاستفادة من هذه الفترة لجعل حياتنا أكثر سعادة ورضا.