4 خطوات للاستفادة من الخوف

4 خطوات للاستفادة من الخوف
(اخر تعديل 2024-04-25 06:00:20 )
بواسطة

إذا كنت تخشى التعرض للأذى أو الاستغلال في علاقة ما، أو إذا كنت تخاف ترك وظيفة مسدودة الأفق، أو إذا كنت تحاول ببساطة الانشغال لتجنب القلق بشأن الأمور المالية والمشكلات اليومية الأخرى، فيعني هذا أنَّ الخوف يسيطر على حياتك، وأنت الذي تسمح بذلك، وحتى لو "اكتشفت" طريقة لتجنبه، لكنَّك ما تزال تضيع قدراً هائلاً من الطاقة في محاولة ذلك، ولكن ماذا لو اخترت مواجهة مخاوفك بدلاً من الهروب منها، أو تمكنت من التوقف عن المقاومة وتقبل ما لا يمكنك تغييره؟ تخيل كم سيرتاح ذهنك.

لا يفيد الغضب لتجنب الخوف، ولا يمكنك أن تتجاهله لفترة طويلة أو ترك نفسك تغرق فيه، ولكن ماذا لو تمكنتَ من إيجاد طريقة لتقبل مخاوفك والاستسلام لقوتها، وتحرر بذلك نفسك؟ فترى في الخوف علامة على وجودك، لا بل تتوق إلى الشعور به في كل مرة تشعر فيها بالخدر في داخلك، ومن ثم تحاصرك الأفكار.

تملؤك السعادة كلما اجتاحك الخوف؛ لأنَّه دليل على أنَّك يقظ وتدرك ما يحدث، وتواجهه بكل شجاعة، وليكون الخوف بمنزلة دعوة لتستعد وتكون قادراً على التقدم في طريقك.

يمكنك أن تستفيد من الخوف، فهو بمنزلة عدسة تبرز ما يعوقك، فتحوِّل الصعوبات المتصوَّرة إلى نقطة انطلاق نحو ما هو أفضل، فلا يتطلب الأمر سوى الوعي بقوته للاستفادة منه.

إذا استطعت إدراك الخوف الكامن وراء كل عاطفة "سلبية" لديك مثل الغضب أو الحزن أو الاكتئاب أو الإحباط، فهل ستفهم حقاً لماذا تشعر بكل ذلك الاستياء؟

تذكَّر مثلاً غضبك من شخص لأنَّه رفض فكرتك، فقد كان وراء ذلك الغضب معتقدات خفية نابعة من الخوف تخبرك بأنَّ لا أحد سيفهمك أو يقدِّرك على الإطلاق، ولكن هل كنت لتتجنب هذا الخوف لو علمتَ التطور الذي كانت ستشهده شخصيتك؟

خطوات للاستفادة من الخوف:

ما إن تدرك أنَّ الخوف هو ما يجعلك تتشبث بمعتقدات مقيِّدة لا جدوى منها، ستتمكن من استخدامه لصالحك، فما عليك سوى تطبيق الخطوات الأربع الآتية لتحقيق ذلك:

1. مواجهة الخوف:

واجه مخاوفك بدلاً من مقاومتها أو كبتها؛ إذ يشبه الأمر سماع أصوات غريبة في الليل، ولا يمكن أن تنعم بالراحة إلا إذا أنرت الأضواء لتعرف مصدرها، وينطبق الأمر ذاته على الخوف الذي عليك مواجهته لتنعم بالسلام الداخلي.

شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

2. الاعتراف بالمخاوف:

اشعرْ بالخوف يتغلغل في أعماقك، وعبِّر عن مخاوفك في سرك: "أخشى ألا أكون موظفاً جيداً بنظر مديري، فأخاف أن يطردني، ولا أتمكن بعدها من دفع إيجار منزلي، كما قد يعني ذلك أنَّني شخص سيئ، وقد لا أجد وظيفة أخرى أبداً"، لذا ما عليك سوى محاولة الاعتراف بما تشعر به مع العلم أنَّها مجرد أوهام ترشدك نحو ما هو أفضل.

3. تقبُّل الخوف:

ما إن تعترف بمخاوفك فتقبَّلها، وانتبه إلى مدى شعورك بالغضب أو الحزن أو الاكتئاب، وتوقف عن رفض حقيقة أنَّ بداخلك خوف يقيدك بسبب معتقدات خاطئة؛ لأنَّ تقبُّل تلك المخاوف هو السبيل للتوقف عن المقاومة، ومن ثم تخفيف المعاناة التي تعيشها.

4. معالجة ما بداخلك:

حان الوقت الآن لاستخدام الخوف للتعمق في داخلك ومعالجة أي مشكلات؛ لأنَّ الخوف ينبهك بوجود خطب ما في حياتك؛ فكل نقطة ضعف في حياتك ناتجة عن سبب جذري كبير أقدم بكثير من خوفك، فمن خلال مواجهة مخاوفك والاعتراف بها وتقبلها يمكنك الاستفادة من الخوف للتخلص من الأوهام والعوائق التي تمنعك من بلوغ إمكاناتك الحقيقية، وسيغمرك الفرح والامتنان نتيجة السلام والحكمة التي ستكتسبها بفضل التغلب على خوفك، لذا شجع نفسك دوماً على الاستمرار ولا تتوقف أبداً.

يقلل تفاقم الخوف بداخلك من قدرتك على التركيز على الفرص الكفيلة بتحفيزك على التقدم؛ فحتى لو انكسر قلبك، وكان خوفك يدفعك إلى الاعتقاد بأنَّك لست محبوباً، إلا أنَّ هذا الخوف وسيلة رائعة لتوجيهك نحو التغيير المناسب، ومحبة نفسك؛ وهذا يؤثر في تعزيز طاقتك الإيجابية التي بدورها تجذب إليك أولئك الذي يعيشون في حالة حب الذات، كما ينطبق الأمر ذاته على الوفرة والرغبات الأخرى التي قد تكون لديك.

في الختام:

سيرشدك إدراك مخاوفك وتقبل المعتقدات التي تقيدك إلى التوقف عن المقاومة، وذلك كي تتمكن من تنمية نفسك دوماً.