4 تقنيات للتخيل تساعدك على تحقيق أهدافك

4 تقنيات للتخيل تساعدك على تحقيق أهدافك
(اخر تعديل 2024-04-22 05:42:13 )
بواسطة

هل التخيل تقنية نفسية قيِّمة أم تقنية زائفة؟

سنناقش في هذا المقال بعض تقنيات التخيل الحقيقية الناجحة بعيداً عن الخرافات، ونلتزم بالحقائق العلمية التي أكدتها معظم الدراسات على مر السنين.

ينجح التخيل عندما تتخيل النتائج:

لا بد أنَّك سمعت عن تخيل النتائج من قبل، وهو تمرين على الشكل الآتي:

أغمض عينيك وتخيل نفسك وقد حققت حلمك في الغنى أو النجاح أو فقدان الوزن أو الشهرة أو أي شيء آخر.

  • الآن انظر إلى ما تتخيله كأنَّه فيلم حققت فيه رغبتك.
  • أو مسرحية أو كتاب فيه إنجازاتك التي يعرفها الجميع.
  • أو تخيل ما سيقوله الآخرون عنك في خطبة التأبين بعد أن حققت هدفك.
  • أو استمتع برؤية شاملة للحظة نجاحك.
  • أو مباشرة بعد نجاحك.

هذا ينجح، ولهذا السبب تكررت هذه النصيحة كثيراً لسنوات عديدة، ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد عمل علماء النفس على ابتكار تقنيات تخيل أكثر فعالية لعقود من الزمن.

التقنيات الجديدة للتخيل ليست مثالية، ولكنَّها تعالج بعض الثغرات في تقنية تخيل النتائج، وقبل أن نتعمق في بعض التقنيات البديلة والأكثر تقدماً للتخيل، دعونا نرى ما تفتقر إليه تقنية تخيل النتائج الأساسية.

عيوب تقنية تخيُّل النتائج:

أحد أسباب نجاح التخيل؛ هو أنَّك تقنع عقلك بإمكانية القيام بشيء ما، ولهذا السبب قد يكون تخيل النتائج قوياً، وبخاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة؛ إذ يتخيل عقلك مشهد نجاحك ويقول: "ما دمت قادراً على تخيل هذا، فإنَّني أستطيع تحقيقه"، وهذا يمنح الثقة للأشخاص غير الواثقين من النجاح؛ وهذا يجعل هذا الشكل الأساسي من التخيل مفيداً جداً، ولكنَّ هذا النوع من التخيل يفشل عندما يكون الناس واثقين من نجاحهم.

إذا كانت المهمة تبدو سهلة، فإنَّ عقلك الباطن لا يرى حاجة إلى بذل الجهد لتحقيق النجاح؛ لذلك فهو يتجاهل المهمة نوعاً ما، وما يحدث هو: عندما تتخيل شيئاً تعرف أنَّك تستطيع إنجازه يقول عقلك: "هذا سهل، فلا داعي للقلق بشأنه"، ويقضي مزيداً من الوقت في التفكير في حلول لأشياء أكثر صعوبة وإزعاجاً، وتُظهر الدراسات أنَّ الأشخاص الواثقين من النجاح قبل استخدام تقنية تخيل النتائج يكون أداؤهم في الواقع ضعيفاً مقارنة بالمجموعة الضابطة؛ لذلك من غير المجدي استخدامه إذا كنت واثقاً من نجاحك.

العيب الثاني في تقنية تخيل النتائج هو مدى تأثيرها في حد ذاتها، ففي الواقع ليس لها تأثير كبير، وبالتأكيد توجد فائدة إيجابية من تخيل النتائج، وعندما تستبعد الأشخاص ذوي الثقة المفرطة، فإنَّ أولئك الذين يتخيلون النتائج يؤدون دائماً أداءً أفضل من المجموعة الضابطة بنسبة 5-10%، ولكن هذه النسبة ليست مذهلة؛ لذلك يجب إجراء تحسينات على مدى تأثير التخيل في تحقيق الهدف.

تقنيات للتخيل تساعدك على تحقيق أهدافك:

إليك 4 تقنيات للتخيل تساعدك على تحقيق أهدافك:

أولاً: التباين العقلي

التباين العقلي هو تقنية تخيُّل ابتكرتها أستاذة علم النفس "غابرييل أوتينجن" (Gabriele Oettingen)، ونظراً لأنَّ التخيل الأساسي ينتج عنه مكاسب ضعيفة في تحقيق الهدف، وببساطة لا ينجح مع كثير من الأشخاص وهم أولئك الذين يثقون في النجاح؛ فلا بد من وجود طريقة أفضل لاستخدام قوة التخيل، ومن هنا تبرز فكرة التباين العقلي.

التباين العقلي: هو الشكل القوي من التخيل، فهو يقلل كثير من المخاطر ويوفر مزيداً من فرص النجاح.

آلية عمل التباين العقلي:

  • تخيَّل نجاح أهدافك تماماً كما تفعل عند تخيُّل النتائج، وعلى سبيل المثال إذا كان هدفك هو إنقاص الوزن، فقد تكون الجوانب الإيجابية هي الوسامة، وطول العمر، وزيادة الطاقة، وتحسين الصورة الذاتية، وتوفير مصاريف الرعاية الصحية، وغيرها.
  • ركز على الموضوعات الأكثر أهمية بالنسبة إليك، ومن ثم تخيَّل الفوائد بالتفصيل وكيف ستؤثر في عواطفك، واكتبها لتعزيز التواصل بين أفكارك وعقلك.
  • تخيَّل العقبات التي قد تمنعك من النجاح، وذلك باستخدام مثال فقدان الوزن؛ إذ تشمل العقبات: إغراء تناول الوجبات الخفيفة، وانخفاض الدافع لممارسة الرياضة، والإفراط في تناول الطعام، وعدم إعداد وجبات صحية بسبب ضيق الوقت، والشراهة العاطفية في تناول الطعام، وغيرها.
  • خصِّص وقتاً للتركيز على العقبات الكبيرة منها والصغيرة، وفكر في كيفية منع هذه العقبات من عرقلة مسارِك، واكتبها جميعها.

شاهد بالفديو: 7 طرق لتوسيع الفكر والوصول إلى آفاق جديدة

هل ينجح التباين العقلي؟

تشير الدراسات إلى أنَّ التباين العقلي يحقق نتائج أفضل من تخيُّل النتائج، ومع ذلك، فإنَّه ليس مثالياً؛ إذ يعدُّ التباين العقلي أكثر فعَّالية من التخيل الإيجابي؛ لأنَّه يربط العقبات بالنتائج المستقبلية المرجوة، وهذا يجعل الدماغ يدرك أنَّ النجاح لن يكون أمراً سهلاً، ويخصص الموارد العقلية والجسدية اللازمة لمساعدتك على النجاح في تحقيق أهدافك طويلة الأمد، ولذلك فإنَّ التباين العقلي هو أداة عظيمة لمساعدة الأشخاص الذين يبدؤون بدرجة أعلى من الثقة في قدرتهم على تحقيق النجاح.

مع ذلك في التباين العقلي مشكلة مناقضة لمشكلة تخيُّل النتائج، فقد أظهرت الدراسات أنَّ الناس الذين يفتقرون إلى الثقة في فرص نجاحهم في الواقع يؤدون أداءً أسوأ من المجموعات الضابطة ومجموعات التخيل الإيجابي؛ لذلك في حين أنَّ التباين العقلي هو وسيلة أفضل للكثيرين، إذا كنت تفتقر إلى الثقة في قدرتك على النجاح، فلا تمارسه.

ثانياً: نية التنفيذ

تشبه نية التنفيذ التباين العقلي، والفرق الوحيد هو أنَّك تخصص الوقت الكافي للتوصل إلى خطة محددة للتغلب على العقبات، وتؤدي كتابة خطط ملموسة عن كيفية التعامل مع العقبات التي تتخيلها إلى عدم الاعتماد على عقلك الباطن، وتتيح لك القيام في بعض الأعمال الملموسة لمساعدتك على النجاح.

تعدُّ نية التنفيذ أيضاً إحدى من أفضل أشكال التخيل التي بُحث فيها بحثاً جيداً، وهذا لأنَّها غالباً ما تنجح؛ إذ تم إجراء ما يقارب من 700 تجربة مختلفة لمعرفة مدى فاعلية استخدام نية التنفيذ بطرائق متنوعة.

آلية عمل نية التنفيذ:

الاسم غير الرسمي لهذه التقنية هو خطة: عندما يحدث كذا، سأفعل كذا.

عليك أن تبدأ بنفس طريقة التباين العقلي:

  • تخيُّل هدفك.
  • تخيُّل العقبات التي تحول دون هدفك.

ثم تنظر إلى كل عقبة أو محفز للعادة، وتحدد طريقة للتغلب عليها، وعلى سبيل المثال:

  • "عندما أشعر بأنَّ الضوضاء تشتت انتباهي، سأنتقل إلى مكان هادئ".
  • "عندما أشعر بالرغبة في الضغط على زر الغفوة، سأنهض من السرير على الفور".
  • "عندما أشعر بالرغبة في تناول رقائق البطاطا، سوف أتناول التفاحة التي أحضرها معي إلى العمل".

ما تفعله يعمل على مستويين، أولاً: أنت تنشئ استراتيجية عملية للتعامل مع جميع العقبات الرئيسة.

ثانياً: أنت تنشئ نية نفسية لاستخدام الاستراتيجية عندما تظهر العقبة نفسها، وإنشاء هذه النية النفسية يزيد من احتمال أن تدرك أنَّك على وشك مواجهة عائق أو محفز العادة، كما أنَّه يزيد من احتمالية اتخاذ الإجراء المناسب رداً على هذا العائق؛ المحفز.

ثالثاً: تخيُّل العملية

تخيُّل العملية؛ هو تقنية محددة تُستخدم وحدها أو مع تقنيات التخيل الأخرى، ولا يتعلق الأمر بالعمل على الهدف النهائي بقدر ما يتعلق بممارسة العملية في ذهنك، لذا فكر في الأمر على أنَّه تدريب ذهني.

إحدى أشهر الدراسات عن تخيُّل العملية كانت من تجربة أُجريت على أشخاص يسددون رميات حرة في لعبة كرة السلة، وتم إخبار كل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية بالطريقة الصحيحة لتسديد الرميات الحرة، ولكن مُنحت مجموعة التجربة وقتاً أيضاً وطُلب من أفرادها أن يتخيلوا أنفسهم يسددون الرميات الحرة بالطريقة الصحيحة، ولقد تدربوا على التسديدات ذهنياً دون لمس الكرة مطلقاً، وأظهروا تحسناً بنسبة 24% في التسديدات مقارنة بالمجموعة الضابطة، وهذه نتائج هامة جداً ومذهلة.

يمكن استخدام عملية التخيُّل هذه مع تقنية نية التنفيذ أيضاً، لذا كل ما عليك فعله؛ هو أن تتخيل نفسك تواجه العقبات وكيف ستتغلب عليها، وعلى سبيل المثال، لنفترض أنَّك تتخيل رغبتك الشديدة في الحصول على قطعة حلوى في العمل، ومن ثم تتخيل نفسك ترفضها مراراً وتكراراً، وكرر هذه الممارسة الذهنية، وقد ترفض قطعة الحلوى تلك دون تفكير في الأمر.

رابعاً: تقنية "ووب" (WOOP)

"ووب" هو اختصار للكلمات الآتية:

1. الرغبة (WISH):

وتعني الرغبة في تحقيق هدفك، ولكن عليك اختيار هدف واقعي؛ لأنَّ هذه التقنية تفشل إذا كنت تظن أنَّك لا تملك فرصة للنجاح.

2. النتيجة (OUTCOME):

ماذا تريد من تحقيق هذا الهدف؟ تخيَّل نجاحك في عقلك.

3. العقبات (OBSTACLES):

ما هي العقبات التي يمكن أن تمنعك من تحقيق هدفك؟ تخيَّل العقبات في عقلك.

4. التخطيط (PLANNING):

ضع خطة في عقلك وهي "عندما يحدث كذا، سأفعل كذا"، واكتبها، أو "عندما أواجه هذه العقبة، فسوف أتخذ هذا الإجراء".

في الواقع هذه التقنية ليست إلا مزيجاً من تقنية التباين العقلي، وتقنية نية التنفيذ، فمن خلال الجمع بين التباين العقلي ونية التنفيذ، فإنَّك تحقق نتيجة أفضل، ففي كل دراسة تقريباً قارنت بين مجموعة التحكم ومجموعة نية التنفيذ ومجموعة "ووب"، حققت مجموعة "ووب" أفضل النتائج، وتلتها مجموعة نية التنفيذ، وبقيت مجموعة التحكم في المؤخرة، فهذه بعض النتائج الرائعة إذا كنت تبحث عن أداة تساعدك على تحديد الأهداف وتحقيقها، إذاً في المرة القادمة التي تفكر فيها في أهدافك، فلا تتخيل النجاح وحسب؛ بل استخدم تقنية "ووب".

في الختام:

ثمة نقاش حاد بشأن التخيُّل، وكثيراً ما نسمع مصطلحات مثل؛ التجلي والذبذبات والتوافق مع الكون، فهل هذه التقنيات تنجح حقاً؟ وهل يمكن للتصور أن يسمح لك بطريقة أو بأخرى بتحقيق اتصال غامض مع الكون؟ وهل يتيح لنا الحصول على الأشياء بمجرد رغبتنا فيها؟

قطعاً، لا، ولكي ينجح التخيل، يجب أن تكون أحلامك واقعية، وإذا كان هدفك يتطلب كثيراً من الحظ والمهارة مثل؛ أن تصبح نجماً سينمائياً أو مغني بوب، فإنَّ التخيل لا يضمن لك تحقيق هذا الهدف، فكل ما يمكن أن يفعله التخيل هو مساعدتك على القيام بالأشياء الصحيحة، والممارسة، وصقل مهاراتك، وربما زيادة طفيفة في فرص نجاحك، ومرة أخرى التخيُّل مجرد أداة؛ ليس سحراً، ولكن إذا اخترتَ أهدافاً واقعية، فإنَّ تقنيات التخيل العملية هذه يمكن أن تساعدك على زيادة فرص تحقيق أهدافك.