5 أخطاء شائعة في الاستثمار

5 أخطاء شائعة في الاستثمار
(اخر تعديل 2024-04-12 05:35:13 )
بواسطة

5 أخطاء شائعة في الاستثمار:

1. ارتكاب الأخطاء في عملية تخصيص الأموال:

يمكن لأي شخص أن يصبح ثرياً، ولكن تخصيص الأموال هو ما يبقيك ثرياً، ويعني تخصيص الأموال تقسيمها بين فئات الاستثمار المختلفة مثل؛ الأسهم والسندات والسلع والعقارات، وغيرها، وذلك حسب أهدافك واحتياجاتك وقدرتك على تحمل المخاطر ومرحلة مشروعك، وهو أهم قرار استثماري تتخذه.

يحميك تخصيص الأموال من الافتقار إلى التنويع، ومن تفضيل نوع واحد من الاستثمار وعدم امتلاك أنواع مختلفة من الأصول، ومع ذلك تخصيص الأموال هو أكثر من مجرد تنويع، لذا يمكنك التنويع عبر فئات الأصول أو أنواع الاستثمار وعلى الرغم من أنَّ عدم التنويع يعد أيضاً خطأ شائعاً في استثمار الأسهم، ولكن هل تحقق التنوع أيضاً في مواجهة المخاطر؟

يعرف معظم المستثمرين طريقة تخصيص الأموال ويفهمونها، ولكنَّهم ما زالوا يرتكبون خطأ الاستثمار الشائع المتمثل في عدم تطبيقه عملياً؛ لذا فكر في أصولك بوصفها فريقك الرياضي المفضل، فأفضل الفرق لديها هجوم قوي ودفاع قوي، والمدرب يعرف نقاط قوة وضعف كل لاعب، لذا عليك تخصيص نسبة محددة من محفظتك بوصفها موقعاً دفاعياً، ويسمى هذا "محفظة الأمان أو راحة البال" تُخصِّصه للأصول منخفضة المخاطر لحمايتك إذا فشل لاعب الهجوم، ومن ثم خصِّص جزءاً معيناً من أموالك بوصفه استراتيجية هجومية أو ما يسمى "محفظة المخاطر أو النمو"، وعلى الرغم من أنَّه من المحتمل أن يكون الجزء الذي سيزيد ثروتك، فإنَّه أيضاً الأكثر خطورةً والأكثر تقلباً.

أخيراً، لديك "محفظة الأحلام" التي تخصصها للأشياء الممتعة التي تريدها، مثل الرحلات، والهدايا الرائعة، وغير ذلك، فهذه المحفظة ليست مخصصة للعوائد المالية، وإنَّما لتعزيز جودة حياتك العامة وإلهامك لتحقيق أحلامك، ويعدُّ التخصيص السيئ للأصول أحد أشيع الأخطاء في الاستثمار؛ لذلك من الحكمة طلب المساعدة في بناء محفظتك الاستثمارية.

2. استخدام وسيطاً بدلاً من الوكيل الائتماني:

حث الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" (Barack Obama) في أثناء ولايته وزارة العمل على تحديث لوائحها الخاصة بمجال الخدمات المالية وتنفيذ معيار الأمانة، ولكن لماذا اهتم الرئيس بهذا الأمر؟

لأنَّ الوسطاء المعروفين أيضاً باسم الممثلين المسجلين، والمستشارين الماليين، ومستشاري الثروات، وغيرهم، كانوا يخضعون "لمعيار الملاءمة" الذي لا يتطلب منهم أن يأخذوا مصالح عملائهم في الحسبان، وغالباً ما يعمل الوسطاء لصالح شركات كبيرة ذات علامات تجارية هدفها الوحيد الربح؛ لذلك فإنَّ الشخص الذي تلجأ إليه، وعلى الرغم من كونه لطيفاً وجديراً بالثقة يعمل في بيئة مغلقة حيث تكون الميزة دائماً للشركة، وعلى النقيض من ذلك يكون الوكيل مستقلاً وليس لديه تضارب في المصالح أو على الأقل يجب عليه الإفصاح عن وجود مصالح متضاربة في حال وجودها.

لا يتلقى الوكيل الائتماني عمولات لبيع استثمار معين لك، أو ما يمكن أن تسميه "مصلحة شخصية"، إذاً ما هي تكلفة تلقي النصائح المتضاربة؟

يعدُّ استخدام الوسيط بدلاً من الوكيل الائتماني أحد أكبر أخطاء الاستثمار في الأسهم، ووفقاً للمجلس الرئاسي للمستشارين الاقتصاديين (The President s Council of Economic Advisors)؛ يكلف هذا الأميركيين واحداً في المئة من عائداتهم سنوياً، ولا تبدو النسبة كبيرة، ولكن قد يقلل هذا مدخراتك بأكثر من الربع في غضون 35 سنة، وهذا يشبه تحقيق صندوق التقاعد أرباح تبلغ 27500 دولاراً بدلاً من 38 ألف دولار حينما تستثمر فيه مبلغ 10 آلاف دولار على مدار 35 عاماً.

شاهد بالفديو: 8 علامات تدلّ على أنَّك لا تُجيد استثمار أموالك

3. تجاهُل الضرائب:

هل تعلم أنَّ المواطن الأمريكي يدفع بالمتوسط أكثر من نصف دخله لمصاريف الفوائد والضرائب مثل ضريبة الدخل، وضريبة الأملاك، وضريبة المبيعات، وضريبة والوقود، وغيرها طوال حياته؟

يعلم الخبراء أنَّه ليس الهام هو ما تكسبه، وإنَّما ما تحتفظ به؛ إذ تعدُّ الكفاءة الضريبية إحدى أكثر المسارات المباشرة لتسريع وصولك إلى الوضع المالي الذي تنشده، فلماذا يعدُّ الاستثمار دون مراعاة الضرائب خطأً استثمارياً شائعاً؟

يعدُّ تقليل الخسائر الضريبية من أفضل الطرائق لتحسين كفاءتك الضريبية، ويؤثر تجاهل الضرائب في قدرتك على تحقيق نمو مركب لحياتك المستقبلية، فلا يوجد سبب وجيه لدفع ضرائب أكثر مما يجب، وفي حين توجد أسباب عديدة لتجنب الضرائب غير الضرورية، تعني الكفاءة الضريبية حرية مالية أسرع.

4. دفع مبالغ زائدة لصناديق الاستثمار المشتركة عالية التكلفة:

تجمع صناديق الاستثمار المشترك الأموال للاستثمار في الأسهم والسندات والأوراق المالية الأخرى، ويعتقد كثيرٌ من الأشخاص الذين يرغبون في تجنب أخطاء الاستثمار في الأسهم أنَّ صناديق الاستثمار المشتركة هي طريقة آمنة للاستثمار في الأوراق المالية؛ وذلك لأنَّ وسائل الإعلام روَّجت لسنواتٍ للكذبةِ القائلةِ إنَّ صناديق الاستثمار المشتركة هي الطريقة الأكثر فاعلية للاستثمار في الأوراق المالية.

لسوء الحظ فهذا ليس صحيحاً، والحقيقة هي أنَّ 96% من صناديق الاستثمار المشتركة لا تتفوق على السوق على مدار 15 عاماً، لذا يحاول المديرون النشطون التغلب على السوق باختيارات ممتازة للأسهم، ولكن نسبة الـ 4% التي تحقق ذلك تتغير باستمرار، والرهان على الفارس الذي فاز بالسباق الأخير لا يعني أنَّه سيفوز مرة أخرى، ومطاردة الأداء هي مهمة حمقاء.

ما مدى ضرر هذا في الواقع علينا؟

طوال فترة 20 عاماً، وذلك من 31 كانون الأول "ديسمبر" 1993 إلى 31 كانون الأول "ديسمبر" 2013 حقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) عائداً سنوياً بمتوسط قدره 9.28%، ومع ذلك حقق متوسط ​​مستثمري صناديق الاستثمار المشتركة ما يزيد قليلاً عن 2.54%، وذلك حسب شركة "دالبار" (Dalbar)، وهي إحدى شركات الأبحاث الرائدة في المجال، ويقرب هذا الفرق من 80%.

"ما يزيد الطين بلة" حسب مجلة "فوربس" (Forbes) أنَّه يبلغ متوسط ​​التكلفة "الشاملة" لصناديق الاستثمار المشتركة 3.17% سنوياً عند إضافة الرسوم الإدارية وتكاليف المعاملات وتكاليف البيع، وغيرها، لذا لا يبدو هذا الرقم كبيراً، ولكن ضع في حسبانك ما يأتي:

ظل السوق ثابتاً بين عامي 2000 و2009، وهي الفترة المعروفة باسم العقد الضائع، وحدثت عدة تقلبات، ولكن لم يكسب أحد المال، وفي خلال هذه الفترة الثابتة تخفض الرسوم الخفية التي نسبتها 3% سنوياً محفظتك الاستثمارية من 100.000$ إلى 70.000$ (انخفاض بنسبة 30%).

لقد استثمرتَ رأس المال، وتحملتَ كل المخاطر، وارتكبتَ أحد أشيع أخطاء الاستثمار، ولقد جنت شركة صندوق الاستثمار المشترك كل الأموال.

5. الفشل في إعادة التوازن:

ينمو في بعض الأحيان أحد أجزاء محفظتك الاستثمارية بشكل كبير وغير متناسب مع بقية الأجزاء؛ وهذا يؤدي إلى فقدان التوازن، فإذا لم تُعد التوازن إلى محفظتك بانتظام، فأنت ترتكب أحد أكثر أخطاء الاستثمار شيوعاً، وتعني إعادة التوازن النظر في محفظتك والتوثق من أنَّ تخصيص الأموال ما يزال يحافظ على النسبة الصحيحة.

لنفترض أنَّك خصَّصت 60% من أموالك في محفظة المخاطر "النمو" و40% في محفظة "الأمان"، وبعد ستة أشهر تتفحص رصيد حسابك وتكتشف أنَّ استثمارات المخاطر "النمو" نمت ولم تعد تمثل 60% من إجمالي أصولك؛ بل أكثر من 75%، وهذا يعني أنَّ 25% فقط من أموالك موجودة في محفظة الأمان، وفي هذه المرحلة حان الوقت لإعادة التوازن.

قد يساعدك الوكيل ذو الخبرة على تجنب الخطأ الفادح في استثمار الأسهم المتمثل في عدم إعادة التوازن إلى محفظة المخاطر "النمو"، فتستثمر في الأسهم، والسندات ذات العائد المرتفع، والعقارات وغيرها من الأصول ذات المخاطر العالية؛ إذ تتغير أسعار هذه الأصول باستمرار، لذلك تحتاج هذه المحفظة إلى إعادة التوازن عندما تنظر إلى تخصيص إجمالي الأصول لديك.

يتعلق التحدي المتمثل في إعادة التوازن بالانضباط العقلي، وعندما يكون أداء جزء من محفظتك الاستثمارية جيداً، فمن السهل إقناع نفسك بأنَّ نجاحاتك الاستثمارية ستستمر إلى الأبد أو أنَّ السوق لا يمكن إلا أن يرتفع؛ إذ تؤدي عملية التفكير هذه إلى بقاء الأشخاص في الاستثمار لفترة طويلة جداً وخسارة جميع مكاسبهم (خطأ شائع في استثمار الأسهم)، فلا تضمن لك قواعد إعادة التوازن تحقيق المكاسب في كل مرة، ولكن إعادة التوازن تزيد من فرصك في تحقيق المكاسب في كثير من الأحيان.

كم مرة تحتاج إلى إعادة التوازن؟

يعيد معظم المستثمرين التوازن مرة أو مرتين في السنة، ويفعل ذلك آخرون بشكل متكرر، ويختارون مراقبة محفظتهم عن كثب ويعدلونها عندما تبدأ في التغير، وقد تكون إعادة التوازن بتواتر كبير ضارة؛ لأنَّك لا تتيح لاستثماراتك الناجحة الاستمرار في النجاح.

يؤثر عدد مرات إعادة التوازن أيضاً في الضرائب، لذا عندما لا تكون استثماراتك في بيئة محمية من الضرائب، وتعيد التوازن لأصول مملوكة أقل من سنة؛ ستدفع عادة ضرائب الدخل العادي بدلاً من الضريبة الاستثمارية طويلة الأمد المخفَّضة.

في الختام:

إنَّ تجنب أخطاء الاستثمار الشائعة هو مسألة امتلاك المعرفة الصحيحة والقدرة على تطبيقها، ويتعلق الاستثمار الناجح أيضاً بتعزيز عقلية النمو؛ أي بالتزام التحسين المستمر من المرجح أيضاً أن تتحسن استثماراتك.