5 نصائح تساعدك على تجاوز فترة البطالة وتحقيق

5 نصائح تساعدك على تجاوز فترة البطالة وتحقيق
(اخر تعديل 2024-04-21 05:42:13 )
بواسطة

في تقرير حديث صادر عن "جامعة ولاية روجرز" (Rogers State University) بعنوان: "لا نهاية في الأفق المنظور: معاناة البطالة طويلة الأمد" (“No End in Sight: The Agony of Prolonged Unemployment)، ذكرَ الخبراء أنَّ التحسُّن الاقتصادي لم يكن له سوى آثار إيجابية محدودة في الأشخاص الذين يعانون من بطالة طويلة الأمد، فقد فَقَدَ 8 من كل 10 أشخاص وظائفهم في الركود الاقتصادي الذي حدث في عام 2008، وبقي بعضهم عاطلاً عن العمل لمدة عامين أو أكثر، أما أولئك الذين وجدوا عملاً، فقد اضطروا للقبول بوظائف أقل أجراً أو وظائف لا تمنحهم أي مزايا، أو على الأقل العمل في مجال لا يحبُّونه.

تُعدُّ البطالة بشكل عام حالة سلبية جداً، ولكن أسوأ أنواعها هي البطالة طويلة الأمد التي تمتد أكثر من 6 أشهر.

فقد بعض الناس منازلهم وبعضهم باع ممتلكاته الثمينة ليتمكنوا من تغطية نفقات المعيشة، وبعضهم اقترض أموالاً من الأصدقاء، ولجأ بعضهم إلى سحب الأموال من صندوق التقاعد الخاص به أو من حسابات الرعاية الطبية، وغير ذلك.

ناهيك عن الأضرار بالصحة الجسدية والعاطفية التي تُلحقها البطالة بالإنسان، فتزداد معدلات الإصابة بالأرق، وغني عن القول أنَّ معدلات الإصابة بالتوتر تزداد أيضاً، فالقلق والتوتر والاكتئاب كلها نتائج لهذه الكارثة الاقتصادية التي يواجهها العالم، وربما مررتَ أنت نفسك أو أحد معارفك بتجربة البطالة.

يسيطر هاجس أساسي على الأشخاص الذين يخسرون وظائفهم، وهو ما إذا كانوا يستطيعون العثور على وظيفة أخرى مجدداً، ويحاول بعضهم فهم ما حدث، ويبدأ في الشك بكفاءته في وظيفته السابقة؛ فبعد مضي 6، أو 7 أشهر أو ربما عام دون العثور على وظيفة جديدة بالرغم من المواظبة على إرسال سيرتك الذاتية لمختلف الشركات، والانتظار حتى تحصل على رد، مع ما تشعر به من خيبة أمل مع كل رسالة رفض تتلقاها عبر بريدك الإلكتروني.

بعد عام كامل من محاولة الحفاظ على ثقتك بنفسك بينما ما تزال تعيش على راتب البطالة الضئيل، والذي قد ينقطع في أي لحظة؛ فإنَّك ستبدأ بلا شك بالتساؤل عمَّا إذا كنت فعلاً جيداً في وظيفتك السابقة، وستتساءل إذا كنت قادراً على إيجاد وظيفة أخرى، والسؤال الأكثر أهميةً هو: إذا كنت ترغب في العمل مجدداً في نفس المجال السابق.

ما يقودنا إلى الفكرة الأساسية من هذا المقال؛ وعلى الرغم من صعوبة ومرارة الفترة التي تعاني فيها من البطالة، أياً تكن مدتها؛ فمن الممكن أن تكونَ بمنزلة فرصة تعيد فيها تقييم مسيرتك المهنية السابقة وتعيد اكتشاف ميولك الحقيقي، وقد يكون للانكماش الاقتصادي جانب إيجابي، فقد تكون هذه فرصة للتفكير مجدداً في أحلامك.

لذا فكِّر في حياتك قبل عثورك على أول وظيفة لك وبماذا كنت تحلم، ولا نعني هنا الأهداف أو الخطط؛ إنَّما حلمك؛ أي تلك الفكرة بعيدة المنال التي كانت تملؤك شغفاً عندما كنت في مقتبل العمر، فربما حلمتَ بامتلاك مشروعك التجاري الخاص، أو ربما أردتَ أن تصبح كاتباً، أو طبيباً، أو محامياً، أو فناناً.

ثمة عدة عوامل تساهم في اتخاذ الفرد لقرار إعادة اكتشاف نفسه؛ ولكنَّه قرار شخصي يجب أن يتخذه الشخص بنفسه، وليس هدفنا من هذا المقال أنَّ ندفع القارئ إلى تجاهل مسؤولياته في تأمين حياة كريمة لنفسه، ولعائلته، أو تذكيره بضرورة إيجاد عمل؛ لكنَّنا نريد توضيح فكرة مفادها أنَّه بينما تقضي 8 ساعات يومياً في البحث عن عمل؛ فمن الممكن أن تخصصَ ساعة واحدة إضافية للعمل على تحقيق أحلامك أيضاً.

5 نصائح تساعدك على تجاوز فترة البطالة وتحقيق حلمك المهني:

إليك فيما يأتي بعض النصائح التي تساعدك على إعادة اكتشاف نفسك:

1. لا تعُد نفسك عاطلاً عن العمل:

قم بصياغة عبارة تحفيز إيجابية تُقنع من خلالها نفسك بأنَّك لست شخصاً عاطلاً عن العمل، وإنَّما تُهيئ نفسك إلى مسار مهني جديد، وعندما يسألك أحدهم عن العمل الذي تقوم به، فلا تجبه بأنَّك عاطل عن العمل؛ بل أخبره بالمجال الذي تحلم بالعمل فيه، أو الذي تهيئ نفسك للعمل فيه.

خسرت الكاتبة "ميليسا فيريكيا" (Melisa Verrecchia) وظيفتها، وبعد العمل لمدة 10 سنوات في مجال الأزياء، بقيت عاطلة عن العمل لمدة عام كامل، ولكنَّها أعادت اكتشاف شغفها بالكتابة، وتؤكد أنَّه ما يزال صعباً بالنسبة إليها عندما تُسأل عن عملها بأن تجيب أنَّها تمتهن الكتابة بدلاً من أن تجيب بأنَّها لا تعمل، ولكنَّها تنصح بأنَّك كلما رددت العبارات الإيجابية، زادت درجة اقتناعك بها.

2. أعد صياغة سيرتك الذاتية:

أعد تقييم سيرتك الذاتية، وقم بإعادة صياغتها بحيث تسلِّط الضوء على ما تمتلكه من مهارات تهيؤك للعمل في مجال اهتمامك الجديد، لنفترض أنَّك كنت تعمل سابقاً في مجال تصميم الأزياء، وكانت إحدى الأعمال التي تقوم بها في إطار وظيفتك هي إعداد التقارير عن آخر صيحات الموضة، إضافة إلى التقارير التحليلية، يمكنك إذاً أن تضيف مهارة الكتابة إلى سيرتك الذاتية بصفتها إحدى المهارات التي تتقنها، وبشكل عام، يمكن لأي شخص من خلال خبرته الوظيفية السابقة أن يكتشف المهارات التي تهيئه للعمل في الوظيفة التي لطالما حلُم بها.

شاهد بالفديو: كيف تسوق لنفسك في سوق العمل؟

3. احصل على عمل بدوام جزئي، أو وظيفة تطوعية، أو قم بالعمل بشكل مستقل في مجال اهتمامك الجديد:

إذا عملت طيلة حياتك السابقة محاسباً، ولكن كنت تحلم بالعمل ممرضاً؛ فمن الأفضل أن تتطوع للعمل في مستشفى بينما تتعرف إلى المقومات المطلوب امتلاكها كي تصبح ممرضاً، وإذا كنت تحلم بأن تصبح كاتباً، فيمكنك متابعة كثير من الدورات التدريبية في هذا المجال مجاناً وعلى الإنترنت.

4. التحق بدورات تعليمية:

لا بدَّ أنَّك سمعت عن كثير من الأشخاص الذين غيَّروا مجال دراستهم على الرغم من أنَّهم أصبحوا في عمر متقدم، فيمكنك دوماً أن تدرس المجال الذي تحلُم به، أو ربما تحتاج فقط إلى صقل مهاراتك في مجال معيَّن من خلال حضور دورات تعليمية؛ إذ توجد برامج تدريبية في جميع المجالات تقريباً، وما عليك سوى أن تحدد ما ترغب في القيام به.

5. آمن بقدراتك:

هي النصيحة الأكثر أهمية؛ لأنَّ البطالة تزعزع ثقتنا بأنفسنا، لكن يجب أن تذكِّر نفسك دائماً بإنجازاتك الشخصية؛ لذا تذكَّر أنَّك كنت ماهراً في أداء وظيفتك السابقة، وكيف حققت مبيعات جيدة، وأنجزتَ مهاماً كثيرة قبل الموعد النهائي، وأثرتَ إعجاب مديريك، وحتى نفسك، وأنت قادر بكل تأكيد على القيام بذلك مجدداً.

في الختام:

يجب أن تعرف أنَّنا لا نعني بهذه النصائح أن تتوقف عن البحث عن وظيفة جديدة، وتكتفي بممارسة هوايات لا تحقق لك أي مردود مادي، بينما تُثقل الأعباء المادية كاهلك، ولكن إذا كنت ستعمل بوظيفة براتب أقل، أو وظيفة دون مكاسب مادية؛ فلمَ لا تبحث عن وظيفة تحقق لك حلمك المهني القديم، وكما يقول المغني الأمريكي "بوب ديلن" (Bob Dylan): "الشخص الناجح هو من يقضي طيلة يومه في القيام بما يحب".