6 خطوات لاكتساب المعتقدات الجديدة

6 خطوات لاكتساب المعتقدات الجديدة
(اخر تعديل 2024-04-01 06:21:14 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية تكوين المعتقدات التي تساعدنا على تحقيق أهدافنا في الحياة.

  • خدمة العملاء.
  • تصنيع منتج فريد من نوعه يُضيف قيمة إلى عملك.
  • جمع المال لقضاء عطلة ممتعة.
  • المساهمة في خدمة البشرية جمعاء.
  • مساعدة الآخرين على التقدم وتحسين مهارات التفكير عندهم.
  • هذا يعني أنَّ الفرد يجب أن يحدد قيمه ويبدأ بعد ذلك بالبحث عن مهنة تتوافق معها وتسمح له بتحقيق أهدافه، فيشعر الإنسان نتيجة ذلك بأنَّه يؤدي عملاً يثير اهتمامه وشغفه في الحياة، ويحقق له الرضى الذاتي.

    تحديد الأهداف:

    يشعر بعض الأفراد بالرضى عند تحديد توجهاتهم المستقبلية بالاعتماد على شغفهم واهتماماتهم الحالية، ولكنَّ هذه الطريقة لا تنجح على الدوام؛ لأنَّ الفرد قد يغفل عن تقدير أهمية بعض المهارات والقدرات اللازمة لمزاولة المهنة التي يريدها.

    على فرض أنَّك ترغب بشدة بدراسة الهندسة الحيوية والكيمياء، ولكنَّك تكره إجراء الدراسات التحليلية المفصَّلة، وتكتشف عند الاستعلام عن هذا التخصص بأنَّك ستكون مسؤولاً عن كتابة التقارير التجريبية؛ إذ يقتنع بعضهم في مثل هذه الحالة بأنَّ التخصص لا يناسبهم؛ لأنَّهم لا يحبون التفاصيل ولا يجيدون التعامل معها، ويتخذون قرارهم بالبحث عن تخصص دراسي آخر، فهذا القرار صعب للغاية وليس هيناً كما يبدو لبعضهم الآخر.

    يقول عالم النفس الأمريكي "أبراهام ماسلو" (Abraham Maslow): "يعيش الإنسان حياة تعيسة عندما يقبل بأن يكون أقل مما يستحق"، فإذا وجدتَ شغفك ورسالتك الوجودية في تخصص الكيمياء الحيوية، فلِمَ ستبحث عن مجال دراسي آخر؟

    تكوين المعتقدات الجديدة:

    يكمن الحل في اكتساب المعتقدات والمشاعر الضرورية التي يحتاج إليها الفرد لإنجاز عمل ما، فقد يحتجُّ بعض الناس بأنَّ اكتساب المعتقدات الجديدة لا يعدو كونه ضرباً من المستحيل؛ وبالنتيجة ينجح الأفراد الذين يكتسبون معتقدات جديدة ويتفوقون على من يظن أنَّ تكوين المعتقدات غير ممكن، ويحتج آخرون بأنَّ هذه العملية تقتضي تعديل وتغيير الأفكار والتلاعب بالعقل، وهذا كلام سليم تماماً.

    هنا يجب الإشارة إلى أنَّ كلمة تلاعب تعني بالأساس التعامل مع أمر ما وضبطه حسب الحاجة، وإنَّ الإنسان يتعامل مع أفكاره ويحاول ضبطها على مدار الساعة، وتقتضي طريقة تكوين المعتقدات زيادة فاعلية وفائدة عملية ضبط الأفكار والتعامل معها.

    لا بأس بأن ترغب بعيش حياة بسيطة، بحيث تذهب إلى الوظيفة كل يوم وتعود إلى المنزل في نهاية النهار وتستمتع بوقتك كما يحلو لك خارج أوقات الدوام، فيوجد عدد كبير من الأشخاص الذين يعيشون وفق هذه الطريقة وهم سعداء للغاية في وظائفهم وحياتهم بالمجمل.

    يقول المؤلف "جورج برنارد شو" (George Bernard Shaw): "إنَّ التقدم يعتمد على الإنسان الذي يفكر بطريقة غير مألوفة، وإذا كان تحقيق الأهداف يتطلب التلاعب بالأفكار والعقل، فلا بأس بذلك".

    لنفرض أنَّني لا أمتلك المهارات اللازمة للقيام بعمل ما أو أنَّ هذه المهارات لا تستهويني ولا أميل إليها، عندئذٍ سأحاول جعل هذه المهارات قيِّمة وهامة بالنسبة إليَّ باستخدام تقنية البرمجة اللغوية العصبية، ثمَّ أتصرف بناءً على المعتقد الذي قمت بترسيخه في عقلي، وهكذا أستطيع أن أتحكم بنفسي كما أشاء، وهنا يبرز السؤال الآتي: "ماذا تفعل عندما تحتاج إلى التركيز وإضفاء القيمة إلى شيء لا يهمك، ولكنَّه ضروري لتحقيق هدفك؟".

    قد تطلب مساعدة الاختصاصيين في مثل هذه الحالة إذا أردت؛ إذ يوظف رجال الأعمال محاسبين لمساعدتهم في المسائل المالية، لكن يحرص رب العمل من ناحية أخرى على فهم مبادئ المحاسبة حتى لا يتعرض للنصب أو الاحتيال من قِبل المحاسب، ويفضِّل بعضهم من ناحية أخرى أن يعتمدوا على أنفسهم ويسيطروا على حياتهم ويكتسبوا المهارات والمواقف التي يحتاجون إليها دون تلقِّي المساعدة من أحد.

    بالرجوع إلى قائمة القيم الواردة في بداية المقال، يُلاحَظ عدم وجود بند "تحقيق الأرباح" أو أيَّة فكرة تتعلق بالمال، وماذا لو أنَّك تريد إطلاق مشروعك الخاص، ولكنَّ كسب المال ليس من أولوياتك في هذه المرحلة؟ يتفق معظم رجال الأعمال على أنَّ تحقيق الأرباح هو الهدف الرئيس للمشاريع التجارية، وسيكون ردهم عليك في مثل هذه الحالة "غيِّر موقفك أو غيِّر هدفك"، وقد ينصحونك بالقيام بالأعمال الخيرية أو التطوعية بدل إطلاق مشروعك.

    سوف تحتاج إلى مبلغ كبير من المال لتحقيق بقية أهداف مشروعك التجاري، وقد يخطر لك حينها أن تبحث عن وظيفة مرتفعة الأجر، وتجمع المبلغ الذي تحتاج إليه لإطلاق المشروع، ولكنَّك تفكر من ناحية أخرى بأنَّك لا تريد أن تعمل لحساب أحد؛ إذ تؤدي هذه الرغبات والأهداف المتعارضة إلى إصابتك بالعجز ومنعك من إطلاق مشروعك، ويكمن الحل في تكوين اعتقاد يفيد بأنَّ المال وسيلة ضرورية لتحقيق الأهداف وتلبية الرغبات.

    شاهد بالفديو: 12 قانون في علم النفس إذا فهمتها ستُغيّر حياتك

    آلية اكتساب المعتقدات الجديدة:

    لا بدَّ أنَّك قد بدأت تتساءل "أنَّى لي أن أهتم بما لا يعنيني بشيء؟ كيف السبيل؟"؛ لذا أنت تحتاج إلى رفع مستوى تفكيرك لحل هذه المعضلة، فكما قال عالم الفيزياء "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein): "لا يمكن حل المشكلة بنفس العقلية التي أوجدتها".

    فيما يأتي الخطوات الأساسية لاكتساب معتقد محسوس باستخدام عملية "تحويل الأفكار إلى أفعال محسوسة" (Mind to Muscle process) الباحث "مايكل هول" (Michael Hall)؛ إذ تكمن فاعلية العملية في أنَّ إتقانها يجعلك تشعر بأنَّك تؤمن بالفكرة بكامل عقلك وجسدك وحواسك، وينطبق هذا المبدأ على المُسلَّمات الموجودة في حياتك ولا تستطيع أن تتخيل غيابها أو عدم إيمانك بها مثل الكتابة على لوحة المفاتيح، أو قيادة الدراجة على سبيل المثال، فعندما تشعر بنفس الطريقة تجاه المعتقد الذي تطبقه، فهذا يعني أنَّ العملية تمت على أكمل وجه.

    عملية تكوين المعتقدات الجديدة:

    فيما يأتي 6 خطوات لعملية تكوين المعتقدات الجديدة:

    1. تحديد المعتقد:

    تقتضي الخطوة الأولى تحديد الفكرة أو المعتقد الذي تود ترسيخه في عقلك واتخاذ قراراتك على أساسه؛ والمعتقد هو قاعدة أو فكرة تُطبَّق في مجال معيَّن؛ إذ تكثر المعتقدات في ميدان المساعدة الذاتية، ويشهد على هذه الحقيقة الكتب التي تحدثت عن تحقيق الثراء مثل كتاب "عقلية المليونير" (The Millionaire Mind)، أو "الثروة من الداخل إلى الخارج" (Inside-Out Wealth)، وتفيد المعتقدات الواردة في هذه الكتب في أنَّ الأثرياء كانوا يعتمدون على عقلية الثراء في توجيه قراراتهم وأفعالهم.

    يُعَدُّ كتاب "الأب الغني والأب الفقير" (Rich Dad, Poor Dad) للمؤلف الأمريكي "روبرت كيوساكي" (Robert Kiyosaki) من أهم هذه الكتب؛ إذ يعرِّف المؤلف "كيوساكي" الأصول على أنَّها "الأشياء التي تحقق للفرد أرباحاً مادية"، ويتابع الشرح بقوله: "يشتري الأغنياء الأصول، في حين يشتري الفقراء المسؤوليات والالتزامات المالية؛ لذا يجب عليك أن تشتري الأصول"، ومن ثمَّ يمكن استنتاج المعتقد الآتي "الأصول هي ممتلكات تحقق للفرد أرباحاً مادية".

    2. فهم المعتقد:

    تقتضي هذه الخطوة فهم المعتقد وتحديد معناه والغاية منه، وبالعودة إلى المثال السابق يمكن القول: "تُعَدُّ الأسهم والأوراق المالية أصولاً؛ لأنَّها تحقق أرباحاً مادية، وينطبق المبدأ نفسه على تأجير المنازل؛ إذ يمكن استخدام دفعات الإيجار في سداد القرض العقاري، كما أنَّ شراء عمل تجاري يحتاج إلى الاستثمار وينتج نسبة ربح معيَّنة قد يكون استثماراً ناجحاً".

    تساهم هذه الخطوة في تحليل المعتقد وفهمه وإدراك أهميته وقيمته وفائدته على أرض الواقع، كما يمكنك أن تسأل نفسك "ما هي فائدة تطبيق هذا المعتقد في الحياة العملية؟"؛ إذ يدفع هذا المعتقد الفرد إلى الحرص والتفكير بعناية في الأشياء التي يشتريها، وإلى توفير المال بغية شراء مزيد من الأصول، وتأمين حياة مريحة لأولاده وأحفاده من بعده، كما أنَّه سيتخيل مشاعر الفخر المرافقة لتنمية استثماراته ومشاريعه وبناء ثروته الخاصة.

    3. إعادة صياغة المعتقد كما فهمته:

    تساعدك الأسئلة الآتية على إعادة صياغة المعتقد "ما هو رأيك بالمعتقد؟ وهل ترغب بأن تقتنع به من أعماق قلبك؟ وكيف ستتغير حياتك وعقليتك عندما تقتنع به؟"، فقد تستعين بتقنيات وأساليب تغيير المعتقدات المتاحة عبر الإنترنت، مع الحرص على الاقتناع بقيمة المعتقد ومدى أهميته وتأثيره الإيجابي في حياتك.

    عندما يكوِّن الفرد معتقداً جديداً، يقوم الدماغ باختلاق أسباب منطقية تثبت أهميته، ولهذا السبب لا يجب عليك أن تتوقف عندما لا تدرك أهمية وقيمة الشيء بادئ الأمر؛ لأنَّك تستطيع العثور على أسباب منطقية تثبت أهميته وقيمته بالنسبة إليك عبر تكوين المعتقدات.

    شاهد بالفديو: 6 أسئلة هامّة لمعرفة ما تريد أن تنجزه بحياتك

    4. إعادة صياغة المعتقد على شكل قرار:

    من البديهي أن ترغب باستثمار المعتقد بعد أن تقتنع فيه بشكل كامل وتدرك مدى أهميته بالنسبة إليك، ومن غير المنطقي أن تؤمن بشيء ما ولا تطبقه في حياتك، ولهذا السبب يجب عليك أن تتخذ قراراً حاسماً بشأن استخدام المعتقد في حياتك العملية.

    تساهم هذه الخطوة في بناء رابط بين العقل والجسد، بحيث تصبح معتقداتك محسوسة وقابلة للتطبيق العملي باستخدام أعضاء جسدك، وبالعودة إلى المثال السابق، يكون القرار المنطقي في هذه الحالة أن تمتنع عن شراء الأشياء التي لا تحقق أرباحاً مادية، وتركز على شراء الأصول قدر الإمكان.

    5. تحديد المشاعر المرافقة لقرار تطبيق المعتقد:

    تقتضي هذه الخطوة تحديد المشاعر المرافقة لفهم المعتقد والإيمان به واتخاذ قرار تطبيقه في حياتك.

    6. تحديد تطبيقات المعتقد في الحياة العملية:

    يتم في هذه المرحلة تحديد تطبيقات واستخدامات المعتقد في الحياة العملية مثل شراء الأسهم على سبيل المثال، فيجب أن تتخيل عملية تطبيق المعتقد، وتذكِّر نفسك بالنقاط الآتية:

    • أنا أقوم بهذا العمل لأنَّني أفهم.........
    • أنا مقتنع بأنَّ........
    • اتخذت قراري بأن ..........
    • لقد فهمت المعتقد واقتنعت به، وأصبحت أستخدمه في حياتي، وبتُّ أشعر.......

    كما يجب أن تتصور مظهرك وموقفك ووجهات نظرك في حال تطبيق المعتقد.

    في الختام:

    يؤدي تكرار الخطوات الواردة في المقال إلى مساعدة الفرد على تكوين معتقد محسوس وتطبيقه بشكل فعلي في حياته، وقد تنجح العملية عندما تشعر بأنَّ المعتقد أصبح من مسلَّمات حياتك التي لا يمكن أن تستغني عنها.