المراهق واضطرابات الأكل الأسباب والعلاج

المراهق واضطرابات الأكل الأسباب والعلاج
(اخر تعديل 2024-03-29 05:14:13 )
بواسطة

أنواع اضطرابات الأكل:

اضطرابات الأكل لها أنواع عديدة وكل منها يؤثر في المراهقين من ناحية؛ لذلك لنتعرف معاً إليها جميعها بالتفصيل:

1. فقدان الشهية العصبي:

تظهر أعراضه بوضوح من خلال فقدان الوزن لدى المراهق بشكل ملحوظ، فيرى المراهق نفسه بصورة مشوهة؛ إذ يعاني من اضطرابات نفسية تتعلق بعدم الثقة بالنفس فيما يتعلق بالمظهر الخارجي؛ لذلك يلجأ المراهق إلى الامتناع عن الطعام، ويتطور ذلك ليصبح فقدان شهية مرضياً له علاقة باضطراب عصبي؛ إذ يصبح جسم المراهق رافضاً لأي عملية استقلابية تتعلق بهضم الطعام أو تقبُّله، وهو حالة مرضية خطيرة يجب الانتباه إليها في وقت مبكر.

2. الشره العصبي المرضي:

هي حالة مَرَضية شائعة جداً بين المراهقين، فيلاحظ على المراهق علامات نهم مفرطة؛ إذ يأكل كميات كبيرة من مختلف الأطعمة، ثم يهمُّ إلى إخراج كل ما تناوله من خلال عملية الاستفراغ (التقيؤ) القسرية؛ وهي حالة خطيرة تسبب مشكلات عديدة هضمية وعصبية.

3. اضطراب الأكل:

يتناول المراهق المصاب باضطراب الأكل الطعام بنهمٍ شديدٍ دون وعي، ودون التفكير بتبعات الأكل بكميات كبيرة أو تناسي المخاطر والأضرار، وغالباً ما يكون سبب ذلك هو اضطراب نفسي يتم فيه الهروب من مشكلات الواقع عن طريق الأكل.

4. اضطراب تجنب الطعام:

في مثل هذه الحالة يرفض المراهق تناول كثير من الأطعمة بناءً على شكلها أو رائحتها أو لونها، ويتطور الموضوع ليصبح نفوراً من كافة أجناس وأصناف الطعام.

5. الاضطراب الاجتراري للطعام أو بيكا:

يميل فيه الجسم إلى طلب أنواع غير غذائية وليست ذات قيمة غذائية كالطباشير مثلاً، مع وجود شهية واضحة لمثل هكذا أنواع؛ وهو حالة خطيرة تسبب في أغلب الأحيان تسممات معوية كارثية.

أسباب اضطرابات الأكل عند المراهقين:

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات الأكل، وإليكم أهمها:

  • الحالة المثالية الخرافية للأجسام التي تتدوالها معظم وسائل التواصل الاجتماعية وشبكات الأخبار العالمية والتي تؤثر سلباً في نفسية المراهقين؛ إذ تفقدهم ثقتهم بأنفسهم، ويصبح لديهم نفور قوي من مظهرهم الخارجي، وهذا ما يتعب حالتهم النفسية وينعكس ذلك إما من خلال زيادة الوزن المفرطة أو نقصان الوزن المفرط، وكلاهما حالتين مَرَضيتين يجب الانتباه لهما ومعالجتهما.
  • مشكلات القلق والتوتر المتنوعة التي يعاني منها مختلف المراهقين.
  • الإجهاد والكآبة والصدمات.
  • اضطرابات تقلب المزاج.
  • عوامل وراثية متنوعة.

أعراض اضطرابات الأكل عند المراهقين:

  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ ومفاجئ.
  • اضطرابات متنوعة في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والإمساك.
  • إرهاق شديد وتعب واضح.
  • انتفاخ البطن بعد تناول وجبة ما.
  • جفاف الجلد.
  • انعدام القدرة على التنظيم الحراري في الجسم.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية لدى المراهقات.
  • تقلصات مختلفة في الأمعاء ناتجة عن الجوع، يتبعها إنكار شديد من المراهق لشعوره بأي جوع.
  • قد يصاب بعضهم بنهمٍ على الطعام لكن بعيداً عن عيون المحيط؛ أي بشكل مخفي، فيتناول الوجبات المفضلة بصورة مكررة، وكميات هائلة خلال فترات الليل أو غير ذلك دون علم الأهل أو المحيط؛ وهذا يؤدي إلى إصابته بالسمنة بشكل سريع.
  • ندبات على الإصبع ناجمة عن محاولات التقيؤ الذاتية في الشره العصبي المرضي.
  • تعاطي المخدرات لكن بصورة مختلفة، وهنا نقصد الإدمان على تناول المسكنات والحقن الشرجية ومدرات البول وغيرها.
  • في بعض الأحيان قد يلاحَظ خروج دم مع البراز ناجم عن التقرحات المعوية أو المعدية.
  • روائح كريهة للفم في مختلف الأوقات.
  • أسنان هشة.
  • شفاه متشققة.
  • القلس.

مضاعفات اضطراب الأكل لدى فئة المراهقين:

  • الإصابة بفقر الدم.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • بطء دقات القلب.
  • مشكلات في ضغط الدم.
  • اضطرابات تأخر في النمو.
  • مشكلات هرمونية.
  • ضعف المناعة نتيجة قلة عدد الكريات البيض الناجم عن سوء التغذية.
  • داء السكري الثاني.
  • سمنة.
  • وهن في العضلات.
  • هشاشة عظام.
  • مشكلات بولية.
  • مشكلات هضمية عديدة.

شاهد بالفديو: أنواع اضطرابات ومشاكل التغذية عند المُراهقين

تشخيص اضطرابات الأكل:

1. الفحص الجسدي:

فحص جسدي للطول والوزن وغيرها لتحديد فيما إذا كانت مطابِقة للحدود الطبيعية والعوامل الوراثية أو لا.

2. الفحص السريري النفسي:

يتحاور الطبيب مع ابنك في كل ما يتعلق بحياته ومشكلاته، إضافة إلى أنماط أكله وغيرها، ومن خلال معرفة ما يفكر به المراهق والملاحظة البدنية يمكن تقديم العلاج المناسب.

علاج اضطرابات الأكل:

1. استشارات متعلِّقة بالغذاء:

مثل كيفية تناول الأطعمة واختيار المفيد والصحي منها، ويساعد ذلك المراهق على اتباع نظام صحي متوازن واسترجاع صحته البدنية والنفسية.

2. العلاج السلوكي المعرفي:

تقديم العلاج النفسي السلوكي الصحيح من اختصاصيين ذوي خبرة ومعرفة.

3. العلاج بالأدوية:

من خلال مضادات الاكتئاب في حال كان المراهق في حالة اكتئاب شديدة أو الحالات التي تتطلب ذلك.

4. نهج مودسلي:

يركز على الوالدين ويعطيهم كامل المسؤولية في علاج المراهق والانتباه إلى سلوكاته، من خلال إنشاء بيئة عائلية مليئة بالمحبة والتشجيع والأمان والتفاهم، ومحاولة تقديم الدعم النفسي للمراهق فيما يتعلق بمظهره الخارجي.

الوقاية من اضطرابات الأكل عند المراهقين:

  • تعزيز الثقة بالنفس وقلة الاهتمام بما تتداوله وسائل الإعلام المختلفة.
  • حب الذات وتقبُّل الملامح والمظهر كما هو.
  • عدم التأثر في كلام المجتمع أو ترَّهات المتنمرين.
  • السعي إلى اتباع نظام صحي في الطعام، وممارسة التمرينات الرياضية بشكل دائم.
  • الابتعاد عن تناول الأدوية المُلينة للأمعاء، أو أدوية خفض الوزن، أو أدوية المكملات الغذائية.

ما الذي يحدد الصحة النفسية لدى المراهقين؟

يتساءل الكثيرون عن المعايير التي يمكن من خلالها تحديد الصحة النفسية لدى المراهقين، وبخاصة ذوي الأعمار المتراوحة بين 14 و17 عام، ففي هذه المرحلة يبدأ المراهق بتكوين صورة واقعية عن شخصيته في المجتمع، وعن ميوله ورغباته المتنوعة، وعن طموحاته مستقبله، ومواصفات شريك حياته أو حب عمره، ويسعى لأن يكون في صورة ومظهر حسن وكامل.

يتأثر في كلمات من حوله، وغالباً يبدي حساسية مفرطة وبخاصة من ناحية الكلام الذي يوجهه الآباء، أو ما يفرضه الأهل من بعض القوانين الصارمة إلى حدٍ ما؛ خوفاً منهم على ابنهم فينعكس الموضوع رأساً على عقب ليصبح عكس ذلك، فإما أن تتدهور حالة الابن النفسية، أو يلجأ إلى عصيان الأهل والتصرف دون علمهم، وهنا يزداد الأمر سوءاً في حال تأثره في بعض المنحرفين، والذي من الممكن أن يأخذ المراهق إلى تصرفات أو سلوكات غير حسنة كالتدخين مثلاً؛ لذلك من أجل الحفاظ على صحة نفسية جيدة للمراهق يجب الانتباه إلى ما يأتي:

شاهد بالفديو: ماذا تفعل عندما يعاني ابنك المراهق من الاكتئاب؟

1. الاضطرابات العاطفية:

غالباً يعاني منها المراهقون في فترات المراهقة المختلفة؛ إذ يملك المراهق في هذه المرحلة العمرية مشاعر مرهفة وقلباً رقيقاً وحساساً، وتنضج ميوله الجنسية نحو الجنس الآخر، فينجذب نحوه بصورة لا إرادية، وإنَّ أي رفض أو عدم تقبُّل أو تنمر من الطرف الآخر يمكن أن يتسبب بدمار هائل في نفسية المراهق، فيسود الاكتئاب في حياته، وإضافة إلى قلة الثقة بالنفس، قد يلجأ في بعض الأحيان إلى كره الحياة واللجوء إلى الانتحار في حال لم يعالج الموضوع بشكل سليم من قبل العائلة والأصدقاء.

2. الذهان:

غالباً ما تلاحَظ هذه الحالة في أواخر مرحلة المراهقة وبداية مرحلة البلوغ؛ إذ تنضج أفكار المراهق ويرى المجتمع والواقع بصورة مختلفة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية مثل الهلوسة أو الوهم والقلق في أثناء النوم وغير ذلك.

3. الاضطرابات المتعلقة بالسلوك:

عادة ما تلاحظ لدى المراهقين الصغار في بداية مرحلة المراهقة بعض الاضطرابات السلوكية المتنوعة، مثل الشرود أو النسيان أو قلة التركيز، والتصرف في همجية دون الاكتراث للنتائج.

4. السلوكات المجازفة:

مرحلة المراهقة هي مرحلة جديدة في عمر الابن، وعليه ستتبعها العديد من السلوكات التي من الممكن أن يكون أغلبها خارجاً عن الوعي أو انحرافياً، والسبب هو رغبة المراهق بتجربة أي شيء يُعرَض عليه من قبل المجتمع المحيط كالتدخين مثلاً، أو الدخول في علاقة عاطفية فاشلة، أو شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات، أو السهر لفترات متأخرة خارج المنزل، وأحياناً تجربة الجنس.

هنا يجب التنويه إلى ضرورة الانتباه إلى سلوكات الابن، ومحاولة توخي الحذر عند التعامل معه وعدم معاداته؛ إذ يمكن للأبوين استشارة اختصاصيين من أجل المساعدة والسعي إلى حل أي مشكلة يواجهها الابن قبل تفاقمها، مع محاولة تقديم التوعية له بشكل حضاري بعيد عن العنف.

في الختام:

لقد تحدَّثنا عن كافة المعلومات عن اضطراب الأكل لدى المراهقين؛ لذا علينا الحذر ومراقبة أولادنا والوصول الى حلول مناسبة لا تؤثر في أنفسهم، والتصرف بوعي وحكمة.