6 مراحل للحزن عند التعامل مع رسائل البريد

6 مراحل للحزن عند التعامل مع رسائل البريد
(اخر تعديل 2024-04-28 06:42:13 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آيزا آدني" (Isa Adney)، وتُحدِّثنا فيه عن مراحل الحزن التي تعيشها عند التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني المؤذية.

لقد كانت رسالة مهينةً ووقحةً ومؤذيةً ومجحفةً، وتمنيت حينها لو أنَّ المرسل تجاهلني ولم يتكبد عناء كتابة هذا الرد القاسي، ورحت أفكر في الأسباب التي تدفع الإنسان للتصرف بهذه الطريقة المؤذية، وشغلت الرسالة المزعجة كاملَ تفكيري، ولم تفلح الرسائل اللطيفة في تحسين مزاجي وتهدئة انفعالاتي، ومن ثم قررتُ هذه المرة أن أحلل الموقف، وأحدَّ من تأثير البريد المؤذي قبل أن يسيطر على عواطفي وأفكاري ويجعلني أفقد ثقتي بنفسي، ويعكر كامل نهاري.

التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني المؤذية:

من غير المنطقي أن تسمح لرد سلبي واحد بالسيطرة على حالتك المزاجية وتهمل بقية الرسائل الإيجابية؛ إذ لم يفلح هذا التفكير العقلاني في تحسين حالتي النفسية، وعندها قررت وضع استراتيجيةً مؤلفة من 6 مراحل للتعامل مع الرسائل المزعجة.

إليك فيما يأتي 6 مراحل للتعامل مع البريد الإلكتروني المؤذي:

1. الشعور بالألم:

قد يدرك الفرد أنَّه لا يستحق مثل هذا الكلام القاسي، ويحذف الرسالة ويمضي في يومه دون أن يفكر فيها أو يسمح لها بتعكير مزاجه لوقت طويل، ولكن ثمة أوقات يعجز فيها الفرد عن تجاوز الكلام الجارح، وعندها ينتقل إلى المرحلة الثانية.

2. التشكيك بالنفس:

تتميز مرحلة التشكيك بكثرة التساؤلات المؤلمة من قبيل: هل هذا الشخص محق في كلامه؟ هل أستحقُ هذه المعاملة المؤذية؟ وماذا لو كنت وضيعاً بالفعل كما يقول صاحب الرسالة؟

3. تصديق محتوى البريد الإلكتروني:

يعتقد الفرد عند هذه المرحلة بأنَّه سيئ بالفعل، ويصدق كلام صاحب الرسالة المزعجة، ولا يصدق أياً من الرسائل اللطيفة ظناً منه أنَّ أصحابها لا يعرفونه على حقيقته لأنَّه محتال، ولكنَّ مرسل البريد السلبي افتضح أمره وكشف حقيقته الشائنة التي نجح في إخفائها عن الجميع.

4. الصدمة النفسية:

يعيش الفرد في حالة من الصدمة النفسية عند هذه المرحلة، ولا يعرف كيف يتصرف أو يحتوي الموقف.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لكتابة عنوان بريد إلكتروني ممتاز

5. طلب مساعدة أحد المقربين:

يتم عند هذه المرحلة مشاركة الموقف مع شخص مقرب جدير بالاحترام والثقة لمعرفة رأيه الصريح وطلب نصيحته، وقد يخبر الفرد أحد أصدقائه بما حدث ويطلب منه أن يقيِّم تصرفاته وشخصيته بشفافية ويخبره بعيوبه وبالتغييرات السلوكية التي يجب أن يخضع لها حتى يصبح إنساناً أفضل.

يمكنني أن أتجاوز البريد الجارح بسهولة عندما يكون أسلوب المرسل مهيناً ومجحفاً بحقي دون وجود سبب منطقي، كما أنَّني أتفهم شخصية بعضهم وأعي أنَّهم وقحون بطبيعتهم ولا أَعِدُّ الإهانة موجَّهة لشخصي، فهذه الحالات لا تزعجني ولا أتأثر فيها.

تزعجني الرسائل التي تتضمن تعليقات ونصائحَ مهينةً من أشخاص لا يعرفونني، أو ممَّن سبق أن تواصلت معهم طلباً للمساعدة، ولقد تعمَّد هؤلاء الأشخاص إهانتي والتقليل من قيمتي في حين كان بإمكانهم تجاهل طلبي بكل بساطة، ولقد طالت انتقادات هؤلاء الأشخاص ملابسي، وأفكاري، وعدد متابعي حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخبرني أحدهم بأنَّني لا أمتلك قاعدة جماهيرية وشعبية تؤهلني للنجاح، وحطَّ آخرون من موهبتي وجدارتي في مجال الكتابة، ولقد حاول هؤلاء الأشخاص التقليل من قيمتي بطريقة أو بأخرى.

تصلني كثيراً من الرسائل اللطيفة، وأود أن أخص بالذكر البريد الإلكتروني الذي تلقيته من العالمة "سارة" (Sarah) خريجة جامعة "هارفارد" (Harvard)، وكنت قد أرسلت إليها بريداً إلكترونياً أستعلِمُ فيه عن تجاربها في التعامل مع الرسائل المهينة والمؤذية التي تَرِد من قبل المرؤوسين الوظيفيين، ووصلني الرد الآتي: "لا أعتقد أنَّه ثمة طريقة مضمونة لتفادي الأذى الناجم عن الكلام المهين في رسائل البريد الإلكتروني، وإنَّ الوعي والانفتاح العاطفي خلال التفاعلات الاجتماعية هو سمة شخصية بارزة وهامة جداً، ولكنَّها يمكن أن تتسبب في أذية الفرد؛ لذا أتصرف في مثل هذه المواقف كما أفعل عندما أصاب بالمرض، بمعنى أنَّني أخبر أصدقائي بحالتي النفسية، وأطلب مساعدتهم، وأستريح بقدر ما أشاء وأعتني بنفسي".

اختتمت "سارة" رسالتها بنصيحة لطيفة صاغتها على الشكل الآتي: "اعتدتُ أن أشاهد برنامج "ويني ذا بوه" (Winnie the Pooh) مع أختي في مرحلة الطفولة، وما زلتُ أقول لها العبارة الشهيرة التي كانت تكررها شخصية "بوه": "تحلَّ بالجرأة عزيزي "بيغليت" (Piglet)!"، وأقول لكِ: "كوني شجاعة "آيزا".

تساعدني الجرأة على بلوغ المرحلة السادسة، وإحراز التقدم على الرغم من وجود مشاعر الألم.

6. مراسلة مزيد من الأشخاص:

أعود للعمل في المرحلة السادسة وأراسل أشخاصاً جدد بغية طلب المساعدة أو النصيحة أو التغذية الراجعة، وأستمر في التواصل والعمل والتقدم والمحاولة بفضل الكلام اللطيف والتحفيزي الذي يصلني من أشخاص يثقون بي في الأوقات التي أفقد فيها ثقتي بنفسي.

في الختام:

يمكن القول أنَّ الرسائل الإلكترونية المؤذية يمكن أن تؤثر سلباً على الحالة النفسية للفرد، وقد تؤدي إلى شعوره بالألم والتشكيك بالنفس وتصديق محتوى الرسالة وعيش حالة من الصدمة النفسية، وقد تدفعه إلى طلب مساعدة أحد المقربين أو الانسحاب من التفاعل الاجتماعي.