شعر بدوي عن الرجولة

شعر بدوي عن الرجولة
(اخر تعديل 2023-06-08 01:07:48 )
بواسطة

اشتهر الشعر البدوي باسم الشعر النبطي، والذي يُقال باللهجة البدويّة لأهل الحجاز والشام، ومن أجمل القصائد البدويّة في مدح المرجلة قصيدة الشاعرة نوف العتيبي:

إذا المراجل لبسة شماغ وعقال

قل للعذاري يلبسن العمايم

ما عاد يفرق زول حرمة ورجال

دام الفعايل تشبه البعض دايم

المرجلة ما هي بكلمة وتنقال

وتروح ما راحت هبوب النسايم

ولا خشونة صوت أو رفع الأثقال

أو رزّة صدور وفعل الزلايم

ولا هي بعد مفتاح موتر وجوال

وإلا ردى لسانٍ حديثة شتايم

المرجلة شيمة عن القيل والقال

رفيع نفسن حر باجو حايم

المرجلة عقل وزن وزنه جبال

ودون العقل وش فرقنا والبهايم


وقال الشاعر فيصل بن سبيل في مدح الرجولة والرجال اللذين يتحلّون في هذه الصفات:

لولا المواقف

لولا المواقف ما عرفت الرجاجيل

والرجل يعرف بالشدايد والأفعال

أنا أشهد إن به ناس وقت البهاذيل

لا جد وقت الجد تطري على البال

من يعجبونك في جميع المداخيل

قوم تعز الطيب من كل مدخال

وبعض الرجال يكيد لك بالمحابيل

يخفي بضحكه لك من الحقد زلزال

السن أبيض لكن القلب كالليل

ما كل من يضحك معك يسعد الحال

ولولا الحسد والبغض والقال والقيل

كان العرب صارت على قلب رجال

ولولا المواقف ما عرفت الرجاجيل

وكان استوى بالهرج خايب ورجال


قال الشاعر جهاد الوسمي أن المرجلة هي ليست أقوال فقط لكنها أفعال طيّبة وحميدة توصل الرجال إلى أرفع المراتب وأفضل المناصب في قلوب الآخرين، وذكر عددًا من أهم صفات الرجولة ومنها:

مو كل من يمسك رسن الخيل خيّال

ولا كل من سل سيف أصبح وليدة

المرجلة والطيب هي قول وأفعال

تسلم يمين اللي علومه حميدة.

أتعب على النوماس ياطيّب الفَال.

ما كل رجلٍ هي حياته رغيدة.

رجلٍ هنا والله على الراس ينشال.

ومواقفه بالناس دايم فريدة.

ورجلٍ يجيك بخيل ويكدّس المال.

ورجلٍ يمد المال من كف ايده.

ورجلٍ يدور الطيب في كل الأحوال.

ورجلٍ يجيه الطيب وهو ما يريده.

ورجلٍ ينومس لابته بحلو الأعمال.

ورجلٍ يفشّل ودك إنك تبيده.

ورجلٍ يعز الجار لو جار أو مال.

ورجلٍ ينكّد عيشة الجار سيده.

ورجلٍ عزيز النفس ما يقبل إذلال.

ورجلٍ ذليل وذل منهو يفيده.

لا مكرمن نفسه ولا حاشمن خال.

عساه ما يلقى الحياة السعيدة.

ورجلٍ ترزه من الرجاجيل رجال.

ورجلٍ تخضّه بالمواقف مريدة.

ورجلٍ تمسّك بالتقاليد ولا زال.

ورجلٍ لعن حظ التقاليد بإيده.

ورجلٍ بوقت لضيق ياقفلك إجلال.

في ساعة الضيقات بان الوليده.

ورجلٍ فهيم وللصعيبات حلّال.

في هالزمن ما ضن وقتي يعيده.


أما الشاعر مطلق بن حمد الثبيتي فالرجولة عنده هي الأخلاق والشرف ومساعدة الآخرين والذود عن الحِمى والعز في كافة مناحي الحياة، وقيام الرجل بدوره بصفته أب وأخ أو زوج أو صديق، ومن أبياته:

اختار سمحات الدروب النظيفة

اللي غسلها رايح المزن برشاش

يمشونها قوم النفوس الشريفة

اللي ضمايرهم نقيه كما الشاش

بيوتهم مثل الحصون المنيفة

ما هي لطير البوم غيران وأعشاش

واحلالهم للضيف دايم مريفة

لو رجلهم يسرح ويضوي على ماش

والرجل منهم مايخلي رديفه

ان مات مثله مات وان عاش له عاش

وان مات منهم رجل عقٌب خليفه

يطعن نحور القوم ويرد الادباش

يعرف هدف روحه ويعرف وليفة

ما يعرف الخونة ولا هو بغشاش

وليا رزقه الله بعذراء عفيفة

ايحطها مابين نونه والارماش

ماهو على الخفرات يستل سيفه

وان طالعوا فيه الرياجيل ينحاش

حلو النبا سمح المحيٌا لضيفه

ويصير له خادم مسخر وفرٌاش

وان مدٌ مامدت يمينه قصيفه

مدت يمينه تبهر الخبل واللاش

واليا هرج تلقى علومه طريفة

ماهو لهفوات المناعير منقاش

وان شبت النيران ماهو بليفه

في ساعة الكربه سواري ورشاش

سده بعيد ولا احدْ يعرف غريفة

ولا هو لعرض امكرم العرض نهٌاش

والشوك في جنبه سوات القطيفة

ان كان ماله بيت مامون وافراش

مايرتكي فوق الخبول الضعيفة

اللي ليا حرٌكتها قدرها طاش

وصحيفته ياطيبها من صحيفة

والها من العقال كاتب ونقاش

حاز المراجل والمراجل كليفة

الاٌ على اللي كل مارامها هاش

وان شاف له من جانب القوم خيفة

تلقاه للخيفه مهاجم وبطاش

الصدق والمعروف والطيب كيفه

ويغبش لها مع طلعة الفجر مغباش

للحمل ما تلقى جنوبه صخيفة

حوله بروقٍ تعمي العين وافلاش

يصبر على جرحه ويمسح نزيفة

طبه بشبٌه خير من طب الأحباش

ولاهو كما سبعٍ سنونه ضعيفة

دايم يلحسها وللعظـم عــراش

وإن شاف له في غيٌبة الناس شيفة

ماهو بخبلٍ لاخضر العود قرٌاش

دنياه كان قفٌت ماعليها حسيفة

ولا هو ورا هوج المعاصير قشاش


الشهامة من الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المرء والتي تدل على ثقة الشخص وثباته على موقفه مهما تغيرت ظروف الحياة، وأهم الأبيات التي تتحدث عن ذلك:

حـــنا الــــنشامة وتشــــهد لنا التعاليل

على الخــوة تربينا وعلى الحب والمودة

حنا النشامة عند المرجلة فزعة رجاجيل

حنا على الميدان سيــلٍ لاطــــم ما تهدا

حنا النشامة هـــل المــــــواعين المثاقيل

هل دلالٍ عامرة ما طفى نارها ولا هــدا.

حنا النشامة كرام ما نعد الشات الهــزيل

نقدم المــيسور لو طال الزمـن ونـــــمده.

لا مال الزمن بالردي ما تنفعه التــهاويل

ولا تنفعه ثـــروة أبوه ولا قـــروش جده.

وش حيـــاته شيـــخٍ ايـــدينه مــــكابـــيل

يشـــوف العـــفن متـباهي وما يقدر يرده.

حنا النشامة وتشهد لنا مواقف الف جيل

درب الوفى نمشيه ونهاب دروب الردى.

حنا النشـــامة فـــزعة المضيوم الدخيل

هقوة الند بالندّ ويا زين الهــــقاوي بندّه.


قال الشاعر صاحب الأبيات في وصف النخوة والطيبة والشجاعة التي يتحلّى بها الرجال الصناديد:

للـــطيب مـــواقف وللــمرجلة رجاجيل

وللخيل فـــرسانها فــي ســاعة الشدّة

وللبيوت أمــراس وللــقهوة الفنجاجيل

على مضايف نشامة لـــها رجـالٍ تعده

حنا هل المواقف مواقف الشهم الأصيل

يشهد لنــا السيــف ويشـهد لنا حـده

حنا نخــاوي الدنيا خـــوة نـجوم اللـيل

عــد الـــنواظر ما طـــاوعتــنا بـــعــدّه

حنـــا الــنشامة يشـــــهد لنا دمٍ يسيل

نحر الذبـــايح دوم ساعة اللين والشدّة

حنــا النشامة وتشهد لنا سروج الخيل

ســـروج الركايب فـــزعة اللي نــوده

حنـــا النشـــامة تشـــهد لـــنا الفناجيل

نســـهر لها ما حــنا مــكبّرين المخدة


القصيدة للشاعرة نوف العتيبي وقيل أيضًا أنها للشاعر المرحوم عشوي العنزي، وهي تلخّص صفات الرجولة ومجموعة من القيم والمبادئ التي يجب أن يتحلّى بها الرجل وأبياتها هي:

يا مسندي لو مايل الوقت بي مال

يا ولد أبويه يا عظيم العزايم

يا معرب الجدين من العم والخال

يا نخوة المفزوع وقت الهزايم

المرجله يا خوي هي طولة البال

وهي العزم وهي الصبر فالظلايم

فيها الكرم عزة و دلة وفنجال

فيها الكرامه عن ردى الطبع شايم

والدين لا منه خذا القلب منزال

مشى طريق الحق وإبليس نايم

ومن لا عرف ربه في طيب الحال

لابد وقت الضيق بالهم هايم

حتى صلاتك مع جماعات ورجال

في خيرها يا خوي نعم الغنايم

ولا من نصف ليلك قم صفي البال

يا عظم أجرك بين ساجد وقايم

ولا من رفع ربي لهم كل الأعمال

حسن الذكر لا قالوا: فلان صايم

وخلك شريف القصد يا طيب الفال

سوء المقاصد فالبيوت الهدايم

واحذر تبيع النفس في دب الأنذال

وتتبع خوي إبليس راع النمايم

النفس خيل لك إذا كنت خيّال

ومن لا قوى نفسه قوته الهزايم

ولا صرت ما تدري لويش أنت رجال

والله خسارة فيك ذبح التمايم


وقال الشاعر محمد شارع الفريجي الرويلي أنه لا يبخل في مدح الرجال، وأن كلماته وجمله تعجز عن وصفهم ومدحهم كما يجب، فقال:

والله ماني على مدح الرياجيل بخيل

خاصة لا جيت أمدح في زحول الرّجال

المشكلة مدحهم حمل لا شلته ثقيل

من ثقلها ما يقدر عليها كبار الجمالحتى لو تحاملت على حملها لا بد يميل مال الجمل حيلة على حمل الأثقال

أجل وش حيلة قلم بالقصايد يخيل

في معانيها صدق من مزون الخيالقصيدة ماهي غزل فالطرف الكحيل ولا هي عتاب وشكوى حال دون حال

قصيدة مدح في ذاك الشهم الأصيل

أبو عبدالله اللي يشهد له فوح الدّلال

سلام يا أبو عبدالله يازحول الرياجيل

سلام عد ما على الصحاري من رمال

سلام عد ماهل المطر وسال المسيل

سلام عد ما أشرقت الشمس وطل الهلال

سلام ياللي له في قلبي مقر ومقيل

فداك العمر لو ان العمر للفنا والزوال

قالوا عن حاتم ماله في الكرم مثيل

ومن ذيك العصور تضرب به الأمثال

وأنا أقول أبو عبدالله حاتم هالجيل

قولوا لهتّان الكرم عندنا للكرم زلال

فديت كل حرف من اسمه به خصل نبيل

ويا حيّ الحروف اللي لها فالقلب منزال

الصّاد صدقك فالكلام من دون تأويل

ويا حيّ الرّجال اللي تثبت أقوالها بأفعال