السيرة الذاتية Cv: أقسامها وصياغتها وأنواعها

السيرة الذاتية Cv: أقسامها وصياغتها وأنواعها
(اخر تعديل 2024-04-01 06:00:19 )
بواسطة

لقد أصبح البحث عن وسيلة لتميز ذاتك أمراً أساسياً، وهنا يأتي دور السيرة الذاتية لتساعدك على تقديم نفسك بوضوح وبثقة، وإبراز ما يميزك عن الآخرين، وإذا كنت تتساءل ما الذي يجعل بعض السير الذاتية تبرز بينما تختفي الأخرى في غمرة الأوراق المقدمة؟ ولماذا يبدو بعضها أكثر جاذبية بينما يثير بعضها الآخر فضول أصحاب القرار؟ هنا سوف نساعدك على إعداد سيرة ذاتية استثنائية.

مفهوم السيرة الذاتية، كلماتك تروي قصتك:

السيرة الذاتية هي وثيقة تحمل معلومات عن تاريخك الشخصي والمهني، تعرضها للجهات الباحثة عن موظفين، أو الأفراد الراغبين في الحصول على وظيفة، أو فرصة تعليمية، وتكون السيرة الذاتية عبارة عن تلخيص مكتوب لمسارك الشخصي والمهني، وتتضمن معلومات عن تعليمك، وخبرتك العملية، ومهاراتك، وإنجازاتك.

تسمح لك السيرة الذاتية بتحسين صورتك أمام أصحاب العمل، أو الجهات المعنية، إنَّها وسيلة لعرض إنجازاتك، ومهاراتك بشكل فعال، وهي أداة أساسية في عمليات البحث عن وظيفة، وغالباً يرتبط قرار التوظيف بما تقدمه في سيرتك، فيمكن للسيرة الذاتية مساعدتك على تسليط الضوء على مهاراتك، وخبراتك المناسبة للوظيفة المعينة، ويمكنك تخصيصها لتلبية احتياجات الفرصة المهنية المعينة، فالسيرة الذاتية هي أداة تمثلك وتعبر عن إمكاناتك وإنجازاتك، إنَّها جزء أساسي من رحلتك المهنية وتأملاتك المستقبلية.

السيرة الذاتية CV الأولى في التاريخ (معلومة وقصة):

في عام 1482 م، قام العبقري "ليوناردو دافنشي" بتأريخ السيرة الذاتية الأولى التي عُرفت في التاريخ، وأرسلها إلى دوق ميلانو، فتحدث عن مهاراته ومؤهلاته في أثناء الحروب، من ثم أزاح دافنشي الستار عن قدراته في تصميم جسور مبتكرة وتطوير مدافع ثقيلة ومدافع هاون، ولكنَّه لم يقتصر على ذلك؛ بل أبرز مهاراته في فنون الرسم ونحت الأحجار في أوقات السلم، وفي القرن الخامس عشر، استخدم ملك إنكلترا مصطلح "سيرة ذاتية" في محاولته لكتابة مقدمة مثالية بمناسبة فتح أي مدينة، مع نهاية ذلك القرن، انتشرت السير الذاتية بين العامة وأصبحت أكثر شهرة خلال القرن السادس عشر.

أقسام السيرة الذاتية، البوصلة للمعلومات:

1. الاسم ومعلومات التواصل:

ضع اسمك في الجزء العلوي من الصفحة حيث يمكن للقُراء دائماً تذكره بسهولة، ويجب استخدام حجم الخط الأكبر لكتابة اسمك مقارنة بحجم الخط المستخدم في باقي السيرة الذاتية، وتحت الاسم، قم بترتيب وتوجيه معلومات التواصل الأخرى كالآتي: العنوان السكني، ورقم الهاتف، ورقم الجوال، وعنوان البريد الإلكتروني.

2. الهدف الوظيفي:

يُفضل دائماً تقديم طلب شاغر وظيفي محدد ومعروف، فإذا كنت تستهدف فرصة غير محددة، فقد يتم تجاهل سيرتك الذاتية بسهولة؛ لذا يجب أن تكون سيرتك الذاتية وسيلة لدعم هدفك المهني، من ثم حدد المجال الذي تم تدريبك فيه، والوظيفة المحددة التي تتقدم لها.

3. الخبرة العملية:

الخبرة العملية هي من الأقسام الرئيسة في السيرة الذاتية، وتؤدي دوراً حاسماً في جعلها مقنعة وجاذبة، ويجب كتابة الخبرة العملية بعناية لتظهر مهاراتك وإنجازاتك بأفضل شكل، فيمكنك اتباع التعليمات الآتية:

  • صنِّف الخبرة، ثم قسِّمها إلى فترات زمنية ووظائف مختلفة.
  • ابدأ بذكر اسم الوظيفة، واسم الشركة أو المؤسسة التي عملت بها، ثم اذكر تواريخ البداية والانتهاء لكل وظيفة.
  • توجَّه للمهام والمسؤوليات التي قمت بها في كل وظيفة، وركز على النشاطات ذات الصلة بالوظيفة المستهدفة.
  • قدِّم نماذج من الإنجازات التي حققتها في كل وظيفة، وابتعد عن الوصف البسيط، وحاول توضيح كيف قدمتَ قيمة مضافة لصاحب العمل السابق.
  • إذا كنت قد حصلت على شهادات أو جوائز مهنية في أثناء العمل، ضمِّنها في هذا القسم.
  • استخدم ألفاظاً فعالة مثل "أشرفت على"، "تحسين"، "زيادة"، وغيرها لوصف مساهمتك وإنجازاتك.
  • تجنَّب تضمين خبرات قديمة للغاية، وصب اهتمامك على الخبرات الأخيرة والأكثر صلة بالوظيفة المستهدفة.
  • رتِّب الخبرات من الأحدث إلى الأقدم.
  • اذكر القدرات والمهارات التي اكتسبتها خلال فترة عملك، فقد تتضمن هذه المهارات: اللغات، البرامج الحاسوبية، ومهارات التواصل.
  • إذا كانت لديك توصيات مهنية من أرباب العمل السابقين، يمكنك تضمينها في هذا القسم أو على صفحة منفصلة في السيرة الذاتية.

شاهد بالفديو: 34 مهارة ضمّنها سيرتك الذاتية لتحظى بوظيفة أحلامك

4. السيرة العلمية:

يجب وضع السيرة العلمية والتعليم قبل السيرة المهنية، في حال كان المتقدم خريجاً جديداً أو لم يختبر العمل قبل، وإذا كان قد عمل؛ فمن الأفضل أن توضع بعد السيرة المهنية، ويجب أن تتضمن الآتي:

  • ابدأ بذكر التعليم والخبرات الأكاديمية من الأحدث إلى الأقدم، على سبيل المثال، ذكر آخر شهادة حصلت عليها، وانتقل إلى السابقة.
  • ذكر اسم الجامعة، أو المؤسسة التعليمية التي درست فيها وموقعها.
  • إذا كانت لديك تفاصيل إضافية تساهم في تعزيز ملفك الأكاديمي، مثل الرسائل العلمية، والأبحاث التي شاركت فيها، يمكنك ذكرها.
  • إذا كنت قد حصلت على تقديرات أو جوائز أكاديمية هامة في أثناء دراستك، يمكنك إضافتها لتُظهر تميزك الأكاديمي.
  • إذا كنت قد خضت دورات تدريبية أو ورش عمل ذات صلة بمجالك، ضمِّن هذه التفاصيل في القسم المخصص للتعليم.
  • إذا كنت قد حصلت على شهادات معترف فيها تعزز مهاراتك ومعرفتك في مجالك، اذكرها في هذا القسم.
  • إذا قمت بأداء دورات عبر الإنترنت أو تعلمتَ على منصات التعليم عبر الإنترنت، فمن المفيد ذكرها أيضاً.

5. المهارات:

كتابة المهارات في السيرة الذاتية أمر حيوي، فتساعد على توضيح قدراتك وميزاتك لصاحب العمل المحتمل؛ لذا اتبع الإرشادات الآتية:

أولاً: المهارات الفنية أو المهنية التي تملكها وتتعلق في مجال عملك

مثل مهارات البرمجة، التصميم الجرافيكي، التسويق الرقمي، التحليل الاقتصادي، أو أي مجال آخر.

ثانياً: المهارات اللغوية

إذ كنت تجيد لغات إضافية، إضافة إلى لغتك الأم.

ثالثا: مهارات التواصل والتعامل الاجتماعي

تشمل مهارات التفاوض، والتعامل مع الجمهور، والقدرة على العمل ضمن فريق.

رابعاً: مهارات تقنية

يمكن أن تشمل مهارات في استخدام برامج معينة، أوأجهزة تقنية، مثل Microsoft Office، Adobe Photoshop، أو مهارات في تحليل البيانات باستخدام برمجيات مثل Excel أو Python.

خامساً: مهارات الإدارة والقيادة

إذ كنت قد شغلتَ مناصب تنفيذية أو تحملت مسؤوليات إدارية.

سادساً: مهارات الإدارة الذاتية

تشمل مهارات التنظيم، وإدارة الوقت، والقدرة على التحفيز الشخصي.

سابعاً: مهارات تحليلية

قد تشمل مهارات في جمع وتحليل البيانات، واتخاذ القرارات الاستراتيجية.

ثامناً: المهارات الإبداعية

تشمل مهارات في التصميم، والكتابة الإبداعية، والفنون التطبيقية.

تاسعاً: مهارات التحليل النفسي

مثل فهم سلوك العملاء أو المستهلكين.

6. الدورات التدريبية:

إضافة الدورات التدريبية هي خطوة كبيرة لتعزيز سيرتك الذاتية، وزيادة قيمتك في سوق العمل؛ لذا اتبع الإرشادات الآتية لهذا القسم:

أولاً: اسم الدورة

ابدأ بذكر اسم الدورة التدريبية بوضوح، ويجب أن يكون العنوان واضحاً ومحدداً.

ثانياً: الجهة المانحة

ذكر اسم المؤسسة أو المنظمة التي قدمت الدورة.

ثالثاً: تاريخ الانتهاء

حدد تواريخ البداية والانتهاء للدورة.

رابعاً: وصف مختصر

قم بتوضيح ما تعلمته أو اكتسبته من هذه الدورة بشكل موجز.

خامساً: الشهادات والإنجازات

إذا حصلت على شهادة أو حققتَ إنجازاً معيناً في نهاية الدورة، يُفضَّل ذكره.

سادساً: الصلة بالوظيفة المستهدفة

إذا كانت الدورة ترتبط بالوظيفة المستهدفة بشكل مباشر؛ فهذا يمكن أن يكون مفيداً.

7. العضوية في النقابات والجمعيات:

يجب ذكر النقابات أو الجمعيات التي تنتمي إليها، فإذا كان الانتماء للجمعيات أو النقابات مرتبطاً بالوظيفة المستهدفة، مثل الانتماء لجمعية مهنية في مجال العمل الذي تتقدم له، فيجب ذكرها، هذا يمكن أن يعكس التزامك بالمجال واهتمامك بتحسين مهاراتك ومعرفتك.

8. الهوايات:

في بعض الحالات، يمكن أن يساعد ذكر الهوايات على تميزك عن باقي المتقدمين، وإضافة طابع شخصي إلى سيرتك الذاتية، وقبل ذكر الهوايات، قم بتقييم مدى أهميتها للوظيفة، ومدى تأثيرها في قرار التوظيف، فإذا كانت الهواية لديك ليست ذات صلة بالوظيفة، ولا تضيف قيمة ملموسة، فقد تكون الإشارة إليها غير ضرورية، كما يجب أن تأخذ في حسبانك الثقافة والقيم السائدة في الشركة أو البلد الذي تتقدم له، ففي بعض الثقافات، يمكن أن يعدَّ ذكر الهوايات غير مناسب، بينما في غيرها يمكن أن يعكس جانباً إيجابياً من شخصيتك.

أساسيات في كتابة وصياغة السيرة الذاتية CV:

  • ضع الصورة الشخصية في القسم الأيسر من الجزء العلوي قبل الاسم، ويجب أن تكون لائقة، ورسمية.
  • استخدِم ورقة مقاس A4: الورقة المستخدمة يجب أن تكون ذات جودة عالية، وبيضاء اللون أو رمادية؛ لأنَّها تعدُّ أكثر احترافية، لذا تجنب استخدام ألوان غير تقليدية، أو أوراق غير ملائمة.
  • استخدِم أنواع الخطوط: Arial, Times New Roman, Simplified Arabic.
  • استخدِم قياس الخط 12أو 14.
  • تجنَّب استخدام الألوان في الخطوط تجنباً للأخطاء الممكنة في الطباعة.
  • ابتعد عن كتابة فقرات طويلة.
  • استخدِم علامات الترقيم، والإشارات، والخطوط العريضة بشكل صحيح.
  • تجنَّب وضع أرقام للمهام التي أنجزتها؛ بل استخدم نقاط، أو إشارات دلالية أخرى غير الترقيم.
  • لا تدرج عدة أهداف وظيفية في السيرة الذاتية.
  • إذا كنت لا تعرف ما هو المسمى الوظيفي؛ استخدام اسم المجال مثل قسم المبيعات، أو قسم المحاسبة.
  • استخدِم تصميماً بسيطاً ومهنياً لسيرتك الذاتية، وتجنَّب استخدام خلفيات ملونة أو خطوط غريبة، ثم تأكد من أنَّ النص والمعلومات منظمة بشكل واضح.
  • إلى جانب النسخة المطبوعة من سيرتك الذاتية، قم بإعداد نسخة رقمية أيضاً، هذا يجعل من السهل مشاركتها عبر البريد الإلكتروني أو النشر عبر الإنترنت.
  • يمكنك استخدام قوالب جاهزة في صياغة سيرتك الذاتية، والتي تمكِّنك من تنظيم المعلومات بشكل مرتب وجذاب.

شاهد بالفديو: 7 طرق مبتكرة لتحسين سيرتك الذاتية المختصرة

أنواع السيرة الذاتية:

1. السيرة الذاتية المرتبة ترتيباً زمنياً:

هذا النوع من السيرة الذاتية يتميز بترتيب الخبرات، والإنجازات بترتيب زمني، فيبدأ بأحدث الأعمال، ثم يتجه إلى الوراء.

2. السيرة الذاتية المرتبة ترتيباً وظيفياً:

ترتب السيرة الذاتية وفق المهارات والوظائف السابقة بدلاً من الترتيب الزمني؛ لذا استخدم التركيز على المهارات والخبرات ذات الصلة بالوظيفة المستهدفة، بدلاً من التركيز على تسلسل الزمن.

3. السيرة الذاتية الجامعة:

هي التي تجمع بين السيرة الذاتية الزمنية، والوظيفية.

4. السيرة الذاتية الإلكترونية:

هذا النوع من السيرة الذاتية هو نسخة رقمية تتيح لصاحب العمل الوصول إليها عبر الإنترنت.

5. السيرة الذاتية الأوروبية:

معروفة أيضاً باسم Europass CV، تم تطويرها لتسهيل التنقل والتوظيف داخل دول الاتحاد الأوروبي، وتحتوي على أقسام محددة ومعايير للمعلومات تجعلها متوافقة مع أنظمة التوظيف في أوروبا.

في الختام:

السيرة الذاتية هي أداة قوية للتعبير عن مسارك المهني وإبراز مهاراتك وخبراتك، تزيد من فهمك لأنواع السير الذاتية وأقسامها وكيفية صياغتها بشكل صحيح، ويمكنك تحسين فرصك في الحصول على الوظيفة التي تسعى إليها، لا تنسَ دائماً أهمية تخصيص سيرتك الذاتية لكل فرصة وظيفية، وتسليط الضوء على ما يجعلك فريداً، نتمنى لك التوفيق في مسيرتك المهنية، وتقديم سيرة ذاتية لامعة تنعكس فيها إمكاناتك وإنجازاتك.