موضوع تعبير عن تلوث

موضوع تعبير عن تلوث
(اخر تعديل 2023-06-20 19:00:14 )
بواسطة

قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،إنّ التلوث البيئي إخلال يطال الطبيعة التي خلقها الله -عزّ وجل- فأبدع خلقها، وخطر كبير يؤذي ما فيها من مياه وهواء، وما يسكنها من كائنات، فتصير البيئة وقتها وكأنها غابة سوداء موحشة، فمن دخلها خاف على نفسه وعلى صحته، فهي تعج بكل ما يجعلنا نخاف منه على أنفسنا، وعلى صحتنا وعلى حياتنا ومستقبلنا، ويصير الإنسان يتمنى أن يعود للحياة الآمنة المطمئنة التي كان فيها ينعم بكل وسائل الاطمئنان والراحة النفسية.

تمثّل البيئة بيتنا الآمن الذي نحب أن نراه بأفضل شكل وبأبهى حلة، وإن وجدنا فيه يومًا سوادًا على واحدة من حيطانه، هل نرضى ببقائه؟ بالتأكيد لا نرضى، وقياسًا على ذلك، إن أي خلل في موازين البيئة الحاضمة لنا، سيؤدي إلى اختلال في أجسامنا ونفسيتنا، ومن المحزن، أن هذا الاختلال قد صار اليوم هو العنوان الأول لكلمة البيئة، فأينما ذهبنا، أينما قرأنا عن البيئة، وجدنا أن التلوث الحاصل فيها اليوم هو الموضوع الأكثر تداولًا والأكثر حزنًا.

إنّ للتلوث البيئي العديد من الأنواع، ويعدُّ تلوث الأرض الذي يحدث باختلاط المواد الكيميائية في التربة أولها؛ ويكون ذلك بالإكثار من استعمال المبيدات والأسمدة الزراعية، أو التعدين، أمّا تلوث المياه التي نعيش بوجودها والناجم عن دخول المواد الكميائية، أو الكائنات الحية الدقيقة إليها، واختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الصالحة للشرب، فهو ثاني الأنواع.

أمّا ثالثها فهو تلوث الهواء الذي يسببه دخول عناصر كيميائية ضارّة تعكر صفوه وتخلّ بتركيبه، ويحدث هذا غالباً بفعل نشاط بشري كانتشار دخان المصانع وعوادم السيارات، أو بنشاط طبيعي كتصاعد أبخرة البراكين، والحرائق وغيرها، التي قد تؤدي إلى حدوث أضرار صحية.

يظهر خطر التلوث البيئي واضحاً على الفرد والمجتمع، وإنّ ما ينبغي القيام به من أجل حماية البيئة والحد من تلوثها هو توفير الطاقة وترشيد استهلاكها، وتوفير المياه، والحفاظ على نظافة البيئة وخلوّها من النفايات التي يجب تدويرها لكي يُستفاد منها مرّة أخرى.

كما يعد التقليل من استخدام وسائل النقل من أهم ما يمكن القيام به للحفاظ على البيئة، ولنعلم أن التلوث البيئي هو مسؤوليتنا المشتركة، وعلينا جميعًا أن نسعى للحد منه، وأن نشعر بالحرص والمؤولية تجاه أي أمر قد يخل بهذه البيئة الحاضنة لنا، فالله خلقها وأودعنا فيها حتى نكون أمينين عليها، فتصير هي المكان الحاضن والآمن.

إن البيئة المحيطة بنا هي من أكبر النعم التي أنعم الله تعالى علينا بها، إذ وضع لنا فيها كل ما يمنحنا الحياة الكريمة والخالية من كدر، من ماء وهواء وأرض ومأكل وملبس، فلنكن على وعي بهذه النعمة الكبيرة، لنكون قادرين على الحفاظ عليها بأجمل شكل، ولنعمرها ونبنيها بالطريقة التي أمرنا الله تعالى بها، ولتكون يوم القيامة شاهدًا لنا لا شاهدًا علينا، ونكون حينئذ قد أدينا أمانتنا أمام الله تعالى بأحسن صورة.