كيف يمكننا تطوير علاقاتنا الاجتماعية؟

كيف يمكننا تطوير علاقاتنا الاجتماعية؟
(اخر تعديل 2024-04-11 06:35:15 )
بواسطة

تعدُّ العلاقات الاجتماعية التي تقام على أساس سليم سبيلاً لنجاح استمرار الحياة، وذلك من خلال تغيير الأفكار والاعتقادات بما يلائم وضع التطور الحالي، ويمكن تطوير العلاقات الاجتماعية من خلال عدة طرائق نذكر منها:

  • الاستماع إلى الطرف المقابل، فالاستماع يجعل العلاقة في تطور سريع ومستمر، ومن الممكن أن تصبح أقوى مع مرور الزمن؛ فالأشخاص بشكل عام يميلون إلى من يسمع آراءهم وتوجهاتهم دون توجيه النقد، والمقاطعة المستمرة لهم.
  • الذهاب إلى أكثر الأماكن التي يجتمع فيها الأفراد مثل الحفلات والمنتزهات؛ فهذا يتيح التعرف إلى أفراد أكثر، وتكوين علاقات أكبر.
  • ممارسة النشاطات مع أفراد العلاقات الجديدة، فتعدُّ هذه الخطوة بمنزلة تشجيع لهم على التواصل؛ بسبب وجود جو من الألفة، ووجود هذه الألفة يعني تقوية العلاقة خلال وقت قصير.
  • للحفاظ على العلاقة لمدة طويلة، يجب تقبُّل اختلاف الشخص المقابل سواء أكان الاختلاف بالآراء أم التصرفات، فلكل شخص سلوك يميزه عن الآخر؛ لذلك تقبُّل الاختلاف أهم خطوة لتكوين علاقات ناجحة.
  • منح الطرف الآخر الثقة ولكن بشرط أن تكون غير مفرطة، فتعدُّ الثقة إحدى أهم الروابط الواجب توافرها في العلاقات الناجحة.
  • التعامل بلطف؛ فالتعامل هو الذي يحكم فشل أي علاقة أو نجاحها، كما أنَّ المبادرة تسرِّع من تكوين العلاقة؛ وذلك من خلال إيجاد روابط مشتركة في بعض الاهتمامات، والعمل على توسيعها معاً.
  • التحدث عن النفس، وكيف يثق الشخص المقابل بك؛ وذلك من خلال ذكر بعض الأمور الشخصية عنك إضافة إلى الاستماع للشخص الآخر.
  • تبادل الأحاديث العميقة التي تعدُّ هامة بالنسبة إلى الطرفين، وتجنب الحديث عن الأمور الفارغة، فيميلُ الناس بطبعهم إلى الاستماع لما هو مفيد لهم، إضافة إلى الابتعاد عن التصنع الذي يؤدي التعامل فيه إلى فشل أي علاقة، فالعلاقات تندرج تحت مسميات منها المعارف ومنها الأصدقاء، ولا يجب التعامل بأسلوب واحد مع كليهما.
  • التعرف إلى أشخاص من مختلف الأعمار لكي يكون الفرد على اتصال كامل مع جميع الفئات العمرية لكي يحمي نفسه من النسيان الاجتماعي.

أهمية العلاقات الاجتماعية:

تكمن طبيعة الإنسان بعلاقاته الاجتماعية، فهذه العلاقات ضرورية له في حياته المهنية والعادية معاً، فيصعب نجاح الفرد دون وجود علاقات حوله تعينه على تقبل الواقع، وتحثُّه على الاستمرار في حياته، وتأتي أهمية العلاقات الاجتماعية في:

  • تحسِّن العلاقات نفسية الإنسان، وتنمي مواهبه، وتغير أفكاره وواقعه، فمهمة العلاقات الأساسية هي صقل شخصية الفرد وتحويلها إلى سلوكات وواقع؛ لزيادة إنتاجه.
  • يميل الفرد بطبعه إلى التوتر، فيأتي دور العلاقات الاجتماعية في حمايته من هذه النوبات والعمل على تقليلها، فقد أثبتت الدراسات أنَّ كلما كان لدى الفرد علاقات أكثر، كان علاجه من نوبات التوتر بشكل أسرع.
  • تزيد شعور الفرد بالسعادة وتقلل من شعوره بالحزن؛ فهي هامة جداً لصحة الإنسان العقلية والنفسية معاً، ويُعرَّض كل فرد ليس له علاقات إلى أمراض الاكتئاب والقلق.
  • تقديم الدعم العاطفي في الأوقات الصعبة، فتعدُّ المساندة في مثل هذه الأوقات سبيلاً لتحقيق الأمن النفسي، إضافة إلى ذلك الاستفادة من النصائح المقدمة من قبل الطرف الآخر، والعمل على تنفيذها في الحياة الشخصية.
  • الاطلاع على ثقافات مختلفة من خلال التعامل مع مختلف الجنسيات، وهذا يفيد في تعزيز فهم العالم، وتعلُّم مزيد من الخبرات.
  • توفير احتياجات ومتطلبات الفرد، فالإنسان لا يستطيع أن يلبي كافة احتياجاته وحده دون تقديم أي مساعدة من أحد، وهنا يأتي دور العلاقات الاجتماعية في تحقيق القسم الأكبر من المساعدة والمساندة معاً.

شاهد بالفديو: 7 مهارات للذكاء الاجتماعي

ما الذي يضر بتحسين العلاقات الاجتماعية؟

يمكن أن يقع بعض الأفراد في مجموعة من الأخطاء التي قد تؤدي إلى نسف جميع علاقاتهم الاجتماعية، نتيجة طريقة التفكير والطبيعة الخاصة لشخصية كل فرد، إضافة إلى الظروف المحيطة به، ومن هذه الأخطاء:

  • توقُّع الفرد أن يفهمه الطرف الآخر دون الإفصاح عن أفكاره بوضوح، فلا يملك الناس طريقة تفكير واحدة.
  • الاعتقاد الدائم بأنَّ كل أفكار وأفعال الفرد صحيحة، ولا مجال للمناقشة فيها، إضافة إلى الحكم المسبق على الأشخاص بقلة الخبرة، وعدم معرفتهم بشتى الأمور؛ فكل إنسان معرض للخطأ والنسيان.
  • عدم تسمية العلاقة بما يلائم شعور الفرد، فمثلاً الصداقة عند بعض الأشخاص نفسها زمالة عند الطرف الآخر؛ لذلك يجب عدم رفع سقف التوقعات.
  • الكبت الدائم لمشاعر الغضب التي تصيب الفرد بشكل متكرر ثم صبها على الأصدقاء دفعة واحدة دون أن يكونوا طرفاً في الموقف، فالانفجار يولد نفوراً وبغضاء تجاهك.
  • ممارسة العلاقات المتسلطة على الآخرين، ومحاولة تغييرهم لما يناسب أفكارك وطموحاتك، فهذه السلطة أولاً ستقتل الصداقة، وثانياً ستصيب الفرد بالخذلان نتيجة ابتعاد الأصدقاء من حوله.
  • عدم إعطاء الثقة المطلقة للطرف الآخر، والتفكير الدائم أنَّ الطرف الآخر ليس جديراً بالثقة، وأنَّ العلاقة بين الفردين لن تطول أبداً، وهنا تصبح العلاقة متوترة.

كيفية تحسين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين:

في حال كان الفرد غير راضٍ عن علاقاته الاجتماعية، ويريد تحسينها وتوسيعها، فيجب اتباع عدة خطوات تمكنه من النجاح في تحسينها، وهي:

  • التفاعُل مع الآخرين، وفهم مشكلاتهم والبحث عن طريقة لحلها، إضافة إلى الاستماع لهم.
  • التخلُّص من الخجل والبدء بالتواصل مع الآخرين، ومع مرور الزمن يصبح أمر التعارف بالنسبة إليه سهلاً جداً.
  • عدم طرح الأسئلة التي تكون إجابتها محدودة كنعم أو لا، ومحاولة طرح أسئلة تتيح للطرف الآخر التحدث عنه قدر الإمكان.
  • استخدام أسلوب المجاملة في الكلام، ومحاولة الثناء على أي فعل يقوم به الزميل؛ فهذا يفتح باب التعارف بشكل أسهل، فتعدُّ المجاملة من الطرائق الآمنة لفتح أبواب الحدث بين الآخرين.
  • استخدام كامل التركيز والحواس عند تكلم الطرف الآخر معك، فتعدُّ لغة الجسد دليلاً على أنَّك تعطي انتباهك للشخص المقابل أم لا، وأسهل طريقة للتعبير عن الاهتمام بلغة الجسد هو النظر بشكل مباشر إلى عيني المتحدث فيعدُّ النظر دليلاً على أنَّك مهتم به.
  • الاطِّلاع على جميع الأخبار الحديثة، ومواكبة التطور الحالي كي تكون لديك أحاديث عديدة تهمُّ الطرف الآخر، وتجذب انتباهه.
  • استخدام اللباقة في إنهاء الحديث دون حرج الطرف المقابل، فاللباقة تؤدي دوراً في استمرار هذه العلاقة لما يفكر به الطرف المقابل بأنَّ حديثه كان محط اهتمامك، وبأنَّك استمتعت بالتواصل معه.
  • في حال كنت تشعر بالخجل في التواصل مع الآخرين وتبادل الحديث بينكم؛ فيمكنك الانضمام إلى أماكن لدعم المهارات الاجتماعية مهمتها الأساسية التخلص من الخجل والقلق في المواقف الاجتماعية، وتعليم الأفراد ممارسة مهارات التواصل الاجتماعي بكل سهولة.
  • قراءة الكتب الاجتماعية تمكن الفرد من تعلُّم هذه المهارات وفق طرائق محددة تمكنه من إقامة أي علاقة اجتماعية دون التردد بالدخول فيها.
  • عند بداية الحديث مع أي فرد يجب البدء بحديث صغير، كالسؤال عن صحته، وتعدُّ هذه الأحاديث أقل تكلُّفاً عن غيرها؛ وهذا يساهم في تعزيز هذه العلاقة.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتطوير المهارات الاجتماعية

كيفية استخدام الذكاء الاجتماعي في العلاقات الاجتماعية:

للوصول إلى حياة اجتماعية ناجحة لا بدَّ من معرفة كيفية استخدام الذكاء الاجتماعي الذي يساعد على استمرار أي علاقة أو التخلص منها دون وجود ضرر نفسي على الفرد، ومن أدواته:

  • الاستماع إلى النقد وتقبله من قبل أي طرف دون استخدام أسلوب دفاعي مباشرة؛ فالغضب السريع يؤدي إلى تحطيم هذه العلاقة نتيجة سوء تفاهم حصل بين الفردين.
  • تجريد العلاقات في كل فترة، والتخلص من العلاقات الضارة وغير المفيدة، فتعدُّ عملية الجرد إحدى أهم الخطوات التي يجب تنفيذها للمواظبة على الاستمرار في إقامة علاقات جديدة.
  • التحدث مع الطرف الآخر بكل وضوح عن المساعدة التي تريدها دون اللجوء إلى التلميح، فقد لا يدرك أنَّك تريد المساعدة ثم يحصل سوء فهم بينكما.

في الختام:

لقد أجبنا عن سؤال كيف يمكننا تقوية علاقاتنا الاجتماعية؟ وما هي أهمية هذه العلاقات للفرد؟ إضافة إلى ذكر معوقات تحسين العلاقات وكيفية تجنبها.