كيفية التعامل مع المشاعر السلبية عند الأطفال

كيفية التعامل مع المشاعر السلبية عند الأطفال
(اخر تعديل 2024-04-30 06:42:17 )
بواسطة

سنناقش في هذا المقال أهمية فهم المشاعر السلبية للأطفال، وكيفية دعمهم وأيضاً كيفية التعامل مع المشاعر السلبية عند الأطفال، وقبل كل شيء يجب علينا أن نعرف ماذا تعني المشاعر السلبية عند الأطفال.

المشاعر السلبية هي مجموعة من المشاعر التي ترتبط بتجارب أو أحداث غير سارة أو مؤلمة، ومن الأمثلة عن المشاعر السلبية الغضب، والحزن، والخوف، والقلق، والإحباط، والشعور بالذنب، والخزي، وتختلف المشاعر السلبية من طفل لآخر، ومن مرحلة عمرية لأخرى، فما قد يثير غضباً عند طفل صغير قد لا يثير غضباً عند طفل أكبر سناً، كما أنَّ القدرة على الفهم والتعبير عن المشاعر السلبية تتطور تدريجياً مع نمو الطفل.

ما هي أسباب المشاعر السلبية عند الأطفال؟

المشاعر السلبية هي جزء طبيعي من الحياة، ليس للكبار فقط، فقد يشعر بها الأطفال أيضاً وفي أي عمر، وتوجد أسباب عدة تؤدي إلى المشاعر السلبية عند الأطفال، منها:

1. التجارب الحياتية الصعبة:

تؤدي التجارب الحياتية الصعبة، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة، أو التعرض للعنف، أو المعاناة من التنمر، إلى الشعور بالمشاعر السلبية، مثل الحزن، والخوف، والغضب.

2. العوامل الجينية:

قد يكون للعوامل الجينية دور في التأثير في المشاعر السلبية عند الأطفال.

3. الظروف البيئية:

قد تؤثر الظروف البيئية، مثل العيش في بيئة غير آمنة أو غير مستقرة، في المشاعر السلبية عند الأطفال.

4. المشكلات الصحية:

قد تؤدي بعض المشكلات الصحية، مثل الاكتئاب، أو القلق، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، إلى الشعور بالمشاعر السلبية.

فيما يأتي بعض الأمثلة عن المشاعر السلبية التي قد يشعر بها الأطفال:

  • الحزن: هو شعور بالضيق والألم بسبب فقدان شيء أو شخص عزيز.
  • الخوف: هو شعور بالقلق أو التوتر من شيء ما أو شخص ما.
  • الغضب: هو شعور بالإحباط أو الاستياء أو الاستفزاز.
  • الشعور بالذنب: هو شعور بعدم الرضى عن النفس بسبب فعل شيء خاطئ.
  • الحسد: هو شعور بالرغبة في شيء يمتلكه شخص آخر.
  • فيما يأتي بعض الأمثلة عن التجارب الحياتية الصعبة التي قد تزيد من المشاعر السلبية عند الأطفال:

  • فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء: قد يكون فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء تجربة مؤلمة للأطفال، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالحزن، والوحدة، والخوف، والغضب.
  • التعرض للعنف: قد يتعرض الأطفال للعنف في المنزل، أو المدرسة، أو المجتمع، وقد يؤدي التعرض للعنف إلى الشعور بالخوف، والقلق، والغضب، والاكتئاب.
  • التنمر: قد يتعرض الأطفال للتنمر من قِبل الأقران في المدرسة، أو الحي، أو عبر الإنترنت، وقد يؤدي التنمر إلى الشعور بالحزن، والوحدة، والخوف، والغضب، والقلق.
  • أمثلة الواقعية عن كل سبب من أسباب إحساس الطفل بالمشاعر السلبية:

    فيما يأتي سنعرض بعض الأمثلة الواقعية عن كل سبب من أسباب إحساس الطفل بالمشاعر السلبية، فمن الأمثلة عن الظروف البيئية التي قد تزيد من المشاعر السلبية عند الأطفال:

  • العيش في بيئة غير آمنة: قد يتعرض الأطفال لخطر العنف أو التعرض لمواد خطرة إذا كانوا يعيشون في بيئة غير آمنة، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالخوف، والقلق، والغضب.
  • العيش في بيئة غير مستقرة: قد يتعرض الأطفال لتغيرات متكررة في حياتهم، مثل الانتقال من منزل إلى آخر، أو تغيير المدرسة، أو الطلاق بين الوالدين، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالضيق، والخوف، وعدم اليقين.
  • فيما يأتي بعض الأمثلة عن المشكلات الصحية التي قد تزيد من المشاعر السلبية عند الأطفال:

  • الاكتئاب: هو اضطراب عقلي يتميز بمشاعر الحزن، وفقدان الاهتمام، وفقدان الطاقة، وقد يؤدي الاكتئاب إلى شعور الأطفال باليأس، والعجز، والشعور بالذنب.
  • القلق: هو اضطراب عقلي يتميز بمشاعر القلق، والتوتر، والخوف، وقد يؤدي القلق إلى شعور الأطفال بالخوف، والقلق، وعدم الراحة.
  • اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة: هو اضطراب عقلي يتميز بأعراض، مثل عدم القدرة على الانتباه، والحركة المفرطة، والسلوك الاندفاعي، وقد يؤدي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة إلى شعور الأطفال بالغضب، والإحباط، والشعور بالذنب.
  • شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

    أهمية فهم المشاعر السلبية للأطفال:

    فهم المشاعر السلبية للأطفال أمر هام لأسباب عدة، منها:

    1. المساعدة على فهم سلوك الطفل:

    عندما يفهم البالغون مشاعر الطفل، يمكنهم فهم سلوكه بشكل أفضل، على سبيل المثال، إذا كان الطفل يتصرف بشكل عدواني، فقد يكون ذلك لأنَّه يشعر بالغضب أو الإحباط.

    2. المساعدة على تطوير مهارات حل المشكلات:

    يمكن للبالغين مساعدة الأطفال على تعلُّم كيفية التعامل مع مشاعرهم السلبية بشكل صحي، على سبيل المثال، يمكنهم تعليم الأطفال كيفية التعبير عن غضبهم بطريقة مناسبة، أو كيفية التعامل مع الخوف أو القلق.

    3. المساعدة على منع المشكلات النفسية:

    قد يؤدي عدم فهم أو التعامل مع المشاعر السلبية بشكل صحي إلى مشكلات نفسية، مثل الاكتئاب والقلق.

    من الهام أن يفهم الآباء والأمهات أنَّ المشاعر السلبية هي جزء طبيعي من نمو الأطفال، ومع ذلك، إذا كان الطفل يعاني من المشاعر السلبية بشكل متكرر أو شديد، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة أساسية.

    في هذه الحالة، من الهام استشارة اختصاصي الصحة العقلية، كما يجب على الأهل إدراك وجود عدد من العوامل التي قد تزيد من المشاعر السلبية عند الأطفال، والتي يجب عليهم فهمها جيداً والابتعاد عنها.

    إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لتربية الطفل على نحو صحيح

    كيف تؤثر المشاعر السلبية في حياة الطفل؟

    قد تؤثر المشاعر السلبية التي يشعر بها الطفل في حياته بطرائق عدة، ومنها التأثير في العلاقات:

    1. صعوبة في التواصل مع الآخرين، وتكوين علاقات صحية:

    قد يؤدي ذلك إلى العزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة، والرفض.

    2. التأثير في الأداء المدرسي:

    تؤدي المشاعر السلبية إلى صعوبة التركيز في المدرسة، وتذكُّر المعلومات، والتعلم، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الدرجات، والتغيب عن المدرسة، والفشل الدراسي.

    3. التأثير في الصحة الجسدية:

    تؤدي المشاعر السلبية إلى مشكلات صحية، مثل الصداع، وآلام المعدة، واضطرابات النوم، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض جودة الحياة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.

    4. التأثير في الصحة العقلية:

    تؤدي المشاعر السلبية إلى مشكلات صحية عقلية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في عيش حياة طبيعية، وزيادة خطر الانتحار.

    من الهام أن يفهم الآباء والأمهات كيف تؤثر المشاعر السلبية في حياة أطفالهم، فيمكنهم القيام بذلك من خلال مراقبة سلوك أطفالهم، والتحدث معهم عن مشاعرهم، ومساعدتهم على تطوير مهارات التأقلم الصحية.

    negative emotions in children

    نصائح لتخليص الطفل من المشاعر السلبية:

    فيما يأتي بعض النصائح التي تساعد الآباء والأمهات على التعامل مع المشاعر السلبية عند الأطفال:

    1. افهم مشاعر طفلك:

    من الهام أن يفهم الآباء والأمهات مشاعر أطفالهم، ويمكنهم القيام بذلك من خلال الاستماع لأطفالهم بعناية، والتعبير عن التعاطف معهم، ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية.

    2. ساعد طفلك على تطوير مهارات التأقلم:

    تساعد مهارات التأقلم الأطفال على التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة صحية، فيمكن للآباء والأمهات تعليم أطفالهم مهارات التأقلم، مثل التنفس العميق، وممارسة الرياضة، والتحدث إلى شخص موثوق به.

    3. ابحث عن المساعدة المهنية إذا لزم الأمر:

    إذا كان الطفل يعاني من المشاعر السلبية بشكل متكرر أو شديد، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة أساسية، وفي هذه الحالة، من الهام استشارة اختصاصي الصحة العقلية.

    4. تواصل مع طفلك:

    من الهام أن تتواصل مع طفلك بانتظام، وتتحدث معه عن مشاعره، فهذا يساعد على بناء الثقة والتواصل، وجعل الطفل يشعر بأنَّه مفهوم ومدعوم.

    5. سمِّ المشاعر:

    يمكن للبالغين مساعدة الأطفال على تسمية مشاعرهم، وهذا يساعدهم على فهمها بشكل أفضل، على سبيل المثال، يمكن للبالغ أن يقول للطفل: "أرى أنَّك تشعر بالغضب، هل يمكنك أن تخبرني ما الذي يجعلك تشعر بالغضب؟".

    6. علِّم طفلك مهارات حل المشكلات:

    يمكن للبالغين تعليم الأطفال كيفية التعامل مع مشاعرهم السلبية بشكل صحي، مثل تعليمهم كيفية التعبير عن غضبهم بطريقة مناسبة، أو كيفية التعامل مع الخوف أو القلق.

    في الختام:

    المشاعر السلبية ليست إلا جزءاً طبيعياً من حياة الإنسان، سواء كان طفلاً صغيراً أم إنساناً بالغاً راشداً، لكن في بعض الحالات قد تتعدى هذه المشاعر الحدود الطبيعية، فيجد بعض الأطفال صعوبة في التعامل مع مشاعرهم السلبية، وهذا قد يؤدي إلى سلوكات صعبة أو مشكلات نفسية.

    من الهام أن يفهم البالغون مشاعر الأطفال السلبية، وأن يدعموهم في التعامل معها بشكل صحي، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة ومحبة، والاستماع للطفل دون حكم، وتسمية المشاعر، وتعليم مهارات حل المشكلات.