مقدمة إنشاء عن

مقدمة إنشاء عن
(اخر تعديل 2023-06-21 09:09:22 )
بواسطة

العلم بحرٌ واسعٌ لا حدود له، وهو الشمس الساطعة التي تنير عتمة الدروب وينشر النور في كلّ مكان، وللعلم فضلٌ كبيرٌ وعميق لا يمكن إنكاره مهما طال الزمان وعلت بنا المراتب، فهو الأساس في تقدم الأمم وقيام الحضارات ولولاه لظلّت الحياة على الأرض بدائية لا ترقى للمعرفة، فبالعلم يرتقي الإنسان ويصنع المجد.

وتبرز أهمية العلم في تنوير العقول وتتفتح المدارك، وهو الذي سبب نقلًة النوعيًة في حياة الإنسان، إذ أصبحت الحياة بفضله أكثر رفاهية وسهولة.


العلم هو نبع الماء الصافي المتدفق الذي لا ينضب طالما يسعى له الإنسان لينهل منه الكثير، وهو أساس نهضة المجتمعات وتطوّرها، وجعلها مجتمعات راقية تسعى للتقدم، فالمجتمع المتعلّم يعرف كيف يصل إلى المراتب المتقدمة بأقل جهد ووقت، ويعلم كيف ينفتح على غيره من المجتمعات. وسهّل العلم الاتصال والتواصل بينها، ونمّى، وبنى، وحسّن جودة الحياة، فالعلم هو السحابة التي تمطر رفاهية على المجتمع.


يعد العلم بالنسبة للتطوّر التكنولوجي كالعقل في الجسد، فلولا وجود العلم لما كان للتطوّر التكنولوجي أيّ أثر، إذ بفضله اختُرِعت الأجهزة والآلات المفيدة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والطبيّة وغير ذلك، كما أوصل الإنسان إلى الفضاء الخارجي ومكنه من اكتشاف العديد من الأسرار التي كانت غائبة عن أذهان الناس.

كما ساهم العلم في اكتشاف بعض أسرار الحياة والحمل والولادة وغيرها من الأسرار الدنيوية مثل تطوير الطب واختراع الأدوية لعلاج الأمراض واختراع الأجهزة الطبية المعقدة التي تمكنا من الكشف عنها.


إن نشر العلم بين الناس هو غاية ووسيلة في الوقت ذاته، وانتشاره في المجتمع هو أمرٌ مهمًا يخلصنا من الأمية التي تُسبب تخلف المجتمعات عن اللحاق بركب العلم والمعرفة والثقافة، ولهذا يجب تشجيع الناس على طلب العلم منذ الصغر، والحرص على إنشاء المدارس والجامعات وتيسير الدخول لها، كي لا يكون لأي شخص حجة في ترك التعليم.

فالأمية والعلم خطّان متوازيان لا يلتقيان أبدًا، وأينما وُجد العلم اختفت ملامح الأميّة.


يعد العلم من المكاسب التي لا يعادلها شيء في الدنيا، لذا يجب على الإنسان أن يسعى لكسب العلم بشتى الطرق ومهما كانت صعبة، سواء بالعلم الذاتي الذي يأتي من حرص الإنسان على البحث والتعلّم، أو بلالتحاق بالمدارس والجامعات وتتلمذ على يد الأساتذة والمعلمين، وفي الوقت ذاته لا يمكن إغفال القراءة والمطالعة والبحث عن المعلومات من مصادرها الأصلية.

والعمل على أن يكون كسب العلم أمرًا سهلًا للجميع، فالعلم يُؤتى ولا يأتي من تلقاء نفسه، وعلى كلّ شخص أن يكون على قدر المسؤولية ويسعى لطلب العلم ونشره مهما كلف الأمر.