متلازمة المثانة الخجولة

متلازمة المثانة الخجولة
(اخر تعديل 2024-04-21 06:28:15 )
بواسطة

يُشاع أن يشعر الشخص بالتبول الخجول لأول مرة في المدرسة؛ إذ تؤثر هذه الحالة في الرجال والنساء من جميع الأعراق، وفي حالاتها الخفيفة، تكون متلازمة المثانة الخجولة حدثاً يحدث من حين لآخر، مثل شكل من أشكال قلق الأداء.

على سبيل المثال، يمكن لرجل في حمام عام أن يجد نفسه غير قادر على التبول عند وجود رجال آخرين، وفي حالاتها الشديدة، يمكن للشخص الذي يعاني من متلازمة المثانة الخجولة أن يتبول فقط عندما يكون وحيداً في المنزل، وتُعرَف هذه الحالة أيضاً بـ "اضطراب التبول التجنبي"، و"احتباس البول النفسي"، و"رهاب التبول".

أعراض متلازمة المثانة الخجولة:

تتنوع أعراض متلازمة الخجل البولي من الخفيفة إلى الشديدة، وغالباً ما تزداد الأعراض سوءاً مع مرور الوقت، فقد يكون بعض الأشخاص قادرين فقط على التبول عندما يكونون في المنزل وحدهم.

قد يستطيع الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المثانة الخجولة الخفيفة التبول فقط في بعض الحالات، على سبيل المثال، قد لا يكون لدى الرجال مشكلة في التبول في مرحاض مغلق، ولكنَّهم لا يستطيعون التبول في مراحيض مفتوحة، أو قد يكون لديهم تأخير في بدء تدفق البول عندما يكونون في حمام عام.

قد يقوم الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بتجنب:

  • شرب السوائل قبل مغادرة المنزل وفي أثناء وجودهم بعيداً عن المنزل.
  • تظهر أعراض الهلع، مثل الدوخة، والفم الجاف، والتعرق (التعرق الزائد) أو ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • البحث عن حمام؛ حيث يكونون وحدهم، حتى إذا كان يجب عليهم المشي لمسافة طويلة للعثور على واحد.
  • الحاجة إلى تجربة بعض الحيل لمساعدتهم على التبول، مثل التفكير في صوت المياه المتدفقة أو تشغيل الصنبور لمساعدتهم على بدء تدفق البول.
  • التوقف عن السفر والذهاب إلى العمل أو حضور الفعاليات الاجتماعية.
  • تطوير رهاب الأماكن (في الحالات الشديدة) وتجنب مغادرة المنزل تماماً، وهذا قد يضر بالعلاقات ويجعل من الصعب الاحتفاظ بوظيفة.
  • الشخص الذي يعاني من متلازمة المثانة الخجولة عادةً ما يكون لديه شخصية حساسة وخجولة وقلقة، ويخاف من أن يُحكَم عليه أو يُنتَقد من قِبل الآخرين، وقد تكون متلازمة المثانة الخجولة خفيفة أو متوسطة أو شديدة.

    تشمل علامات وأعراض متلازمة المثانة الخجولة الشديدة:

  • الحاجة إلى الخصوصية التامة عند الذهاب إلى الحمام.
  • الخوف من سماع الآخرين صوت البول عندما يصطدم بمياه المرحاض.
  • الخوف من أن يشم الآخرون رائحة البول.
  • الحديث السلبي للنفس في أثناء محاولة التبول، على سبيل المثال، "لا يمكنني فعلها"، "لن أتبول أبداً"، "أنا أحمق جداً".
  • عدم القدرة على التبول في المراحيض العامة أو في منازل الآخرين.
  • عدم القدرة على التبول في المنزل عندما يوجد ضيوف.
  • عدم القدرة على التبول في المنزل إذا كان يوجد شخص ينتظر خارج الحمام.
  • الشعور بالقلق حيال الحاجة إلى استخدام الحمام.
  • تقليل شرب السوائل لتقليل الحاجة إلى التبول.
  • تجنب السفر والفعاليات الاجتماعية.
  • التشابهات مع رهاب الأماكن العامة:

    قد تؤثر متلازمة المثانة الخجولة الشديدة في حياة الشخص بطريقة مشابهة لرهاب الأماكن العامة الذي يشير إلى القلق من الوجود في أماكن أو مواقف يصعب فيها الهروب، على سبيل المثال، الخوف من الحشود أو الخروج من المنزل، فإذا كان الشخص قادراً فقط على التبول بنجاح عندما يكون وحيداً في المنزل، فقد يتجنب مغادرة المنزل، وهذا قد يقلل من جودة الحياة ويقيد فرص العمل.

    السبب نفسي:

    متلازمة المثانة الخجولة ليست حالة جسدية؛ وذلك لأنَّ الجهاز البولي يكون سليماً، فيجب أن تكون العضلة العاصرة مسترخية للسماح بتدفق البول من المثانة إلى الإحليل؛ إذ يحفز القلق بشأن التبول النظام العصبي للشخص بشكل زائد ويُغلِق "العضلة العاصرة"، ويزيد فشل التبول من قلق الشخص، خاصةً إذا كانت المثانة ممتلئة بشكل مزعج.

    بالنسبة إلى بعض الأشخاص، تبدأ الفوبيا الاجتماعية بحادث محرج، على سبيل المثال، عدم القدرة على التبول في كوب أمام الطبيب أو الممرضة، فيجعل القلق حيال الحادث المحرج الشخص يشعر بالقلق من التبول بوجود الآخرين.

    من قد يعاني من متلازمة المثانة الخجولة؟

    من قد يعاني من متلازمة المثانة الخجولة

    يعتقد مقدِّمو الرعاية الصحية بوجود احتمال أكبر لتطوير متلازمة المثانة الخجولة إذا كان لديك والدان يعانيان من هذه المتلازمة، فالأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى من اضطرابات القلق هم أيضاً عرضة لمزيد من خطر تطوير متلازمة الخجل البولي، وهذا يعني وجود احتمال أكبر لديك للإصابة بـ "اضطراب التبول الخجول" إذا كان لديك:

  • اضطراب القلق العام (GAD).
  • تاريخ من المرض العقلي.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • نوبات الهلع أو اضطراب الهلع.
  • القلق والخوف أو العواطف الشديدة قد تجعل اضطراب التبول الخجول أسوأ، فغالباً ما تحدث متلازمة الخجل البولي جنباً إلى جنب مع عدم القدرة على التبرز في الأماكن العامة، ويُطلِق مقدِّمو الرعاية الصحية على هذه الحالة اسم "باركوبريسيس".

    مدى شيوع متلازمة المثانة الخجولة:

    لا يعرف مقدِّمو الرعاية الصحية بالضبط عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة، ولكنَّها شائعة؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أنَّ ما يصل إلى 25% من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون من درجة معينة من متلازمة المثانة الخجولة، وتؤثر في أشخاص من جميع الأجناس والأعمار، حتى الأطفال.

    ما هو سبب متلازمة المثانة الخجولة؟

    لا يعرف مقدِّمو الرعاية الصحية بالضبط ما يسبب هذه المتلازمة، ولكنَّها قد تتطور بوصفها جزءاً من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وقد يكون لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التبول الخجول تجربة غير مريحة أو صادمة في الماضي، مثل التحرش الجنسي أو الاعتداء في حمام عام، كما قد يكون شخص ما قد قام بمضايقتهم أو السخرية منهم في أثناء التبول.

    الأشخاص الذين يعانون من جلد الذات أو يشعرون بالإحراج أو الخجل قد يشعرون بعدم الراحة في أثناء التبول بوجود الآخرين، فقد يشعرون بالقلق بشأن رائحتهم أو الأصوات التي يصدرونها في أثناء التبول.

    الشعور بالقلق أو التأثر بالعواطف قد يجعل من الصعب أكثر بدء تدفق البول، وقد تزيد هذه المخاوف من القلق وتسبب لهم التوتر، وتوجد بعض الحالات والمواقف التي قد تكون محفزة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة المثانة الخجولة، ومنها:

  • الوجود بين الأشخاص الآخرين، سواء كانوا مألوفين أم غير مألوفين في أثناء محاولة التبول.
  • أن يكونوا قريبين جداً من الآخرين والقلق من أنَّ الآخرين يمكنهم سماعهم أو رؤيتهم أو شم رائحتهم.
  • الشعور بالضغط أو العجلة.
  • عدم وجود خصوصية كافية للتبول، على سبيل المثال، إذا لم يكن يوجد مرحاض مغلق أو حاجز في حمام عام، أو إذا كان شخص ما ينتظر خارج الباب.
  • محاولة إرغام نفسك على التبول، وهذا يزيد من التوتر ويجعل المشكلة أسوأ.
  • ما هي أعراض متلازمة المثانة الخجولة؟

    التشخيص والعلاج:

    التشخيص والعلاج

    غالباً ما يقوم الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المثانة الخجولة بزيارة الاختصاصي البولي أولاً لمعرفة ما إذا كانت المشكلة جهازية.

    دور الاختصاصي البولي هو:

  • التحقق من عدم وجود مشكلة طبية ذات صلة.
  • التأكيد للمريض أنَّه ليس وحده في هذا الموقف.
  • اقتراح تغييرات مثل جدولة التبول واستخدام مرحاض خاص بدلاً من المراحيض العامة.
  • تعليم المريض القثطرة البولية الذاتية.
  • إحالة المريض إلى اختصاصي في اضطرابات القلق للعلاج الذهني التصحيحي والعلاج بالتعرض التدريجي.
  • من بين هذه النهج، تؤدي القثطرة البولية الذاتية إلى الإغاثة الفورية وتحسين جودة الحياة؛ إذ إنَّ المخاطر المنخفضة التي يتعرض لها الأشخاص الأصحاء عند استخدام القثطرة تفوق بكثير الضرر الناجم عن الاضطراب المستمر لحياة الشخص بسبب المثانة الخجولة.

    لم يتم نشر دراسات مسيطرة عن علاج متلازمة التبول الخجول، لكن يقال إنَّ العلاج السلوكي التعرضي (تعريض الشخص لما يخشاه) يكون مفيداً، وتوجد أساليب أخرى تم استخدامها بنتائج مختلطة، مثل:

  • الأدوية.
  • العلاج بالتنويم الإيحائي.
  • التسبب بالقلق المقصود.
  • حقن ذيفان بوتولينوم "البوتوكس" في العضلات (للتحكم في نشاط العضلات).
  • الجراحة.
  • قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المثانة الخجولة أيضاً من العلاج الدوائي، وبالنسبة إلى بعضهم، قد تساعد مضادات الاكتئاب (مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية) على تقليل القلق بحيث يبدؤون العلاج السلوكي في العمل، لكن من الهام أن نلاحظ أنَّ العلاج الدوائي للتبول الخجول لم يتم إثبات فاعليته بشكل جيد، كما أنَّ العلاج البولي الأميني المعتاد باستخدام مضادات الألفا لم تثبت فاعليته في هذا الوقت.

    في الختام:

    مع التأكيد على أنَّ هذه المشكلة شائعة، وبالرعاية الصحيحة يمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المثانة الخجولة أن يتعافوا، وعلى الرغم من أنَّ هذه المشكلة الصحية قد تعود، يمكن السيطرة عليها مرة أخرى بتدابير صحيحة، وقد ثبت أنَّ العلاج السلوكي التعرضي فعال عند نحو 85 من كل 100 شخص، ويمكن في كثير من الأحيان مع العلاج الدوائي السيطرة على هذه المتلازمة.