قصة الحجر الأسود للأطفال

قصة الحجر الأسود للأطفال
(اخر تعديل 2023-06-08 00:33:31 )
بواسطة

بناء الكعبة المشرفة

كانت الكعبة المشرفة قد تعرضت لدمار لحق بها بسبب سيل جارف شقق جدرانها وهدم بنيانها، وكانت قد تعرضت للنهب من قبل السارقين، فأرادت قريش أن تعيد بناء الكعبة المشرفة وتنال هذا الشرف العظيم؛ وحتى يبقى لها منزلة بين العرب وقد أجمعوا أن لا يدخل في بنائها إلا ما كان كسباً حلالاً طيباً، وكان ذلك قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين.

وبدأت قريش بقبائلها في بناء الكعبة المشرفة؛ وتم تقسيم البناء حيث أخذت كل قبيلة منطقة وجزءاً من البناء، وتمت عملية البناء إلى أن وصل البناء إلى مكان وضع الحجر الأسود.

وضع الحجر الأسود

عندما وصلت مرحلة البناء عند وضع الحجر الأسود وقع خلاف كبير بين قبائل قريش، كاد أن يصل بهم إلى سفك الدماء والاقتتال؛ وذلك يعود لرغبة كل قبيلة أن تمتاز بوضع الحجر الأسود مكانه دون القبائل الأخرى، واستمر الخلاف واقعاً بينهم قرابة الأربع أيام، إلى أن تناقشوا بينهم ووصلوا إلى حل يرضي جميع الأطراف.

وكان الحل هو أن يحكّموا فيما بينهم أول داخل عليهم؛ فكان أول شخص يدخل عليهم هو رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فلما رأوه استبشروا خيرا وقالوا: "الصادق الأمين"، ورضوا أن يكون هو الحكم فيما بينهم.

ولما وصلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسمع منهم الخلاف الذي دار بينهم على وضع الحجر الأسود، قال لهم: "أعطوني رداء من عندكم"؛ فجاؤوا له بالرداء فوضع الحجر الأسود عليه، وأمر كل قبيلة أن تمسك بطرف من الرداء.

وأمرهم برفع الرداء إلى أن وصل إلى مكان وضع الحجر الأسود، ووضع النبي -صلى الله عليه وسلم- الحجر الأسود بيده في مكانه، وهكذا انتهت مشكلة وضع الحجر الأسود في مكانه على يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد رضي الجميع بحكمه.

حكمة النبي صلى الله عليه وسلم

تجلت قدرة وحكمة النبي -صلى الله عليه وسلم- في قصة وضع الحجر؛ إذا كان ذا عقل وحكمة في معرفة طرق حل الخصومات والخلافات، وقد كان حله -صلى الله عليه وسلم- سبباً في وقف سفك للدماء كاد أن يحصل بين قبائل قريش، وقد تمكن -صلى الله عليه وسلم- من أن يمتاز بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه برضى الجميع.

هو صخرة صغيرة في إحدى زوايا الكعبة، أنزله الله -سبحانه وتعالى- من الجنة بواسطة الملك جبريل -عليه السلام-؛ حتى يكون أسمى وأعظم أجزاء الكعبة المشرفة، وجاء في الحديث عن أنس، قال: (الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ).

فيما يأتي ذكر لبعض الأحاديث عن فضل الحجر الأسود:

  • (إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ، والركن اليمانيِّ، يَحُطَّانِ الخطايا حطًّا).
  • (كانَ إذا طافَ بالبيتِ استلمَ الحَجَرَ والركن في كلِّ طواف).
  • (أنَّهُ جَاءَ إلى الحَجَرِ الأسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقالَ: إنِّي أعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ، ولَوْلَا أنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ).