دليلك الشامل حول أدوية الاكتئاب والقلق

تعريف الاكتئاب:

الاكتئاب هو اضطراب في الصحة العقلية يتميز بمشاعر الحزن المستمرة وواسعة الانتشار، واليأس، وقلة الاهتمام أو المتعة في النشاطات التي يستمتع بها الشخص عادةً، وإنَّه يتجاوز التقلبات المعتادة في الحياة اليومية، وقد يؤثر تأثيراً كبيراً في أفكار الشخص وعواطفه وسلوكه، وغالباً ما يتداخل الاكتئاب مع الأداء اليومي، وقد يظهر بطرائق مختلفة، مثل التغيرات في أنماط النوم والشهية ومستويات الطاقة والتركيز.

ما هي أسباب الاكتئاب؟

أسباب الاكتئاب متعددة الأوجه، وتتضمن تفاعلاً معقداً بين العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية وهنا شرح مفصل:

أولاً: الاستعداد الوراثي

قد يزيد التاريخ العائلي للإصابة بالاكتئاب من قابلية الفرد للإصابة بالاكتئاب، وهذا يشير إلى وجود مكون وراثي في ​​بعض الحالات.

ثانياً: عوامل نفسية

1. سمات الشخصية:

قد تساهم سمات شخصية معينة، مثل الميل نحو التفكير السلبي أو تدني احترام الذات في تطور الاكتئاب.

2. الأنماط المعرفية:

يمكن لأنماط التفكير المشوَّهة، مثل التفكير غير العقلاني أو السلبي أن تؤدي إلى إدامة أعراض الاكتئاب وتفاقمها.

ثالثاً: العوامل البيئية

1. الصدمة والتوتر:

التعرض للصدمة، مثل الإيذاء الجسدي أو العاطفي، أو فقدان أحد أفراد الأسرة، أو ضغوطات الحياة الكبيرة، قد يكون محفزاً للاكتئاب.

2. المرض المزمن أو الألم:

قدتساهم المشكلات الصحية المستمرة أو الألم المزمن في تطور أعراض الاكتئاب أو تفاقمها.

3. تعاطي المخدرات:

يرتبط تعاطي المخدرات، مثل تعاطي الكحول أو المخدرات بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

رابعاً: التغيرات الهرمونية

1. اضطرابات الغدد الصماء:

قد تؤثر الاضطرابات التي تؤثر في نظام الغدد الصماء، مثل خلل الغدة الدرقية، في الحالة المزاجية وتساهم في ظهور أعراض الاكتئاب.

2. التغيرات الهرمونية لدى النساء:

قد تؤدي التقلبات الهرمونية في أثناء فترة الحيض والحمل وانقطاع الطمث دوراً في نوبات الاكتئاب.

خامساً: عوامل اجتماعية

1. العزلة والشعور بالوحدة:

قد يساهم الافتقار إلى الدعم الاجتماعي أو العزلة أو الشعور بالوحدة في ظهور الاكتئاب واستمراريته.

2. مشكلات العلاقات:

قد تؤثر العلاقات المتوترة أو الصراعات أو عدم وجود روابط اجتماعية داعمة في الصحة العقلية.

سادساً: تجارب الطفولة

الشدائد المبكرة:

تجارب الطفولة السلبية، مثل سوء المعاملة أو الإهمال، قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.

سابعاً: العوامل العصبية الحيوية

بنية الدماغ ووظيفته:

لوحظت تغيرات في بنية الدماغ ووظيفته، مثل التغيرات في الحصين وقشرة الفص الجبهي لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب.

ثامناً: الآثار الجانبية للأدوية

أدوية معينة:

قد يكون لبعض الأدوية، مثل بعض الأدوية الخافضة للضغط أو الستيرويدات، آثار جانبية تساهم في ظهور أعراض الاكتئاب.

شاهد بالفديو: 5 طرق لقهر الاكتئاب النفسي

ما هي أعراض الاكتئاب؟

1. الحزن المستمر:

غالباً ما يعاني الأفراد المصابون بالاكتئاب من شعور دائم ومنتشر بالحزن يستمر طوال اليوم، وكل يوم تقريباً.

2. فقدان الاهتمام أو المتعة:

يُعَدُّ انعدام التلذذ من الأعراض المميزة؛ إذ يفقد الأفراد الاهتمام أو المتعة في النشاطات التي كانوا يستمتعون بها من قبل، مثل الهوايات أو التواصل الاجتماعي أو غيرها من التجارب المُرضية سابقاً.

3. التغييرات في أنماط النوم:

قد يؤدي الاكتئاب إلى اضطرابات في النوم، ويظهر إما على شكل أرق (صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم) أو فرط في النوم (النوم المفرط).

4. التعب ونقص الطاقة:

يُعَدُّ الشعور بالتعب المستمر - حتى بعد الراحة أو النوم - أمراً شائعاً في حالات الاكتئاب، وقد يؤثر في قدرة الفرد على المشاركة في النشاطات اليومية.

5. التغيرات في الشهية أو الوزن:

قد تكون التغيرات الكبيرة في الشهية التي تؤدي إلى فقدان الوزن أو زيادته مؤشراً على أعراض الاكتئاب.

6. مشاعر عدم القيمة أو الذنب:

غالباً ما يعاني الأفراد المصابون بالاكتئاب من مشاعر مفرطة وغير مبررة بانعدام القيمة أو الذنب أو لوم الذات.

ما هي الأدوية الموصوفة لشخص يعاني من الاكتئاب؟

1. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs):

أقدم من (SSRIs) و(SNRIs)؛ إذ تؤثر (TCAs) مثل أميتريبتيلين ونورتريبتيلين أيضاً في مستويات السيروتونين والنورإبينفرين، ومع ذلك، فإنَّها تميل إلى أن تكون لها آثار جانبية أكثر، وغالباً ما يتم حجزها للحالات التي لم تكن فيها الأدوية الأخرى فعالة.

2. مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs):

تعمل هذه الأدوية، مثل فينيلزين وترانيلسيبرومين عن طريق تثبيط نشاط أوكسيديز أحادي الأمين؛ وهو إنزيم يكسر الناقلات العصبية؛ إذ توصَف مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (MAOIs) عادةً عندما لا تكون مضادات الاكتئاب الأخرى فعالة بسبب قدرتها على التفاعلات الخطيرة مع بعض الأطعمة والأدوية الأخرى.

3. مضادات الاكتئاب غير التقليدية:

تتضمن هذه الفئة مجموعة متنوعة من الأدوية بآليات مختلفة، على سبيل المثال، يؤثر البوبروبيون (ويلبوترين) في المقام الأول في الدوبامين والنورإبينفرين، في حين أنَّ الميرتازابين (ريميرون) لديه آلية فريدة تعزز كلاً من السيروتونين والنورإبينفرين، ويتم أخذها في الحسبان عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعالة أو تكون لها آثار جانبية لا تطاق.

تعريف القلق:

القلق هو ظاهرة نفسية معقدة ومتعددة الأوجه تتميز بمشاعر التوجس أو عدم الارتياح أو الخوف، فإنَّها استجابة طبيعية وتكيفية للتوتر أو التهديدات المتصورة، وغالباً ما تقوم بإعداد الجسم والعقل للتعامل مع الموقف الصعب، ومع ذلك، عندما يصبح القلق مفرطاً أو طويلاً أو غير متناسب مع الموقف، فقد يتداخل مع الأداء اليومي والرفاهية، وهذا يؤدي إلى اضطراب القلق.

من الناحية الفيزيولوجية، يحفز القلق استجابة الجسم "للقتال أو الهروب" التي تتضمن إطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، وتعمل هذه الاستجابة على إعداد الجسم لمواجهة التهديد المتصوَّر أو الهروب منه عن طريق زيادة معدل ضربات القلب وزيادة التركيز وتعبئة الطاقة.

ما هي أسباب القلق؟

أولاً: كيمياء الدماغ والبيولوجيا العصبية

1. اختلال توازن الناقلات العصبية:

قد يؤثر اختلال توازن الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين في تنظيم المزاج ويساهم في زيادة القلق.

2. نشاط اللوزة الدماغية:

قد تكون اللوزة الدماغية؛ وهي جزء من الدماغ المسؤول عن معالجة العواطف، مفرطة النشاط لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات القلق.

ثانياً: العوامل البيئية

1. أحداث الحياة المجهدة:

قد تؤدي التجارب المؤلمة أو التغيرات الكبيرة في الحياة أو التوتر المزمن إلى إثارة القلق أو تفاقمه.

2. السموم البيئية:

قد يؤثر التعرض للسموم والملوثات البيئية فيوظائف المخ ويساهم في زيادة اضطرابات القلق.

ثالثاً: العوامل الشخصية

1. السمات المزاجية:

قد تزيد سمات شخصية معينة، مثل الميل نحو التفكير السلبي أو المستويات العالية من الكمالية من التعرض للقلق.

2. التثبيط السلوكي:

الأفراد الذين لديهم تاريخ من التثبيط السلوكي (الخجل أو الانسحاب في مرحلة الطفولة) قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق.

رابعاً: حالات طبية

1. الأمراض المزمنة:

قد ترتبط بعض الحالات الطبية المزمنة، مثل أمراض القلب أو مرض السكري بزيادة القلق.

2. الاضطرابات العصبية:

قد تساهم بعض الحالات العصبية، مثل الصرع أو إصابات الدماغ المؤلمة في ظهور أعراض القلق.

ما هي أعراض القلق؟

1. الخوف الزائد:

مخاوف مستمرة ولا يمكن السيطرة عليها بشأن مختلف جوانب الحياة، مثل العمل أو العلاقات أو الصحة أو النشاطات اليومية.

2. التهيج:

زيادة الحساسية، ونفاد الصبر، والتهيج، وغالباً ما يكون ذلك رداً على الضغوطات البسيطة.

3. الأرق:

الشعور بالتوتر، أو صعوبة الجلوس ساكناً، أو الشعور بالتوتر الداخلي.

4. الشعور بالجبن:

الشعور بالهلاك الوشيك أو الشعور بأنَّ شيئاً فظيعاً على وشك الحدوث.

شاهد بالفديو: 5 نصائح لتشعر بالراحة تجاه القلق

ما هي أنواع الأدوية التي تعالج مشكلة القلق؟

أولاً: مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs):

1. أمثلة:

فينلافاكسين، ودولوكستين.

2. الآلية:

زيادة مستويات السيروتونين والنورادرينالين، وهذايؤثر في المزاج وتنظيم القلق.

3. الفوائد:

يمكن وصفها عندما لا تكون مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية كافية؛ إذ تعالج نطاقاً أوسع من الناقلات العصبية.

ثانياً: مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

1. أمثلة:

فلوكستين، وسيرترالين، وإسيتالوبرام.

2. الآلية:

زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، وتنظيم المزاج.

3. الفوائد:

فعالة في علاج اضطرابات القلق المختلفة مع آثار جانبية أقل من مضادات الاكتئاب القديمة.

ثالثاً: البنزوديازيبينات

1. أمثلة:

ألبرازولام، وكلونازيبام، وديازيبام.

2. الآلية:

تعزيز تأثير الناقل العصبي (GABA)وتعزيز الاسترخاء وتقليل القلق.

3. الفوائد:

تخفيف سريع للأعراض، لكن مع إمكانية الاعتماد والتخدير، وتوصَف عادةً للاستخدام على الأمد القصير.

رابعاً: حاصرات بيتا

1. أمثلة:

بروبرانولول، وأتينولول.

2. الآلية:

منع تأثيرات الأدرينالين، والحد من الأعراض الجسدية للقلق (مثل سرعة ضربات القلب، والارتعاش).

3. الفوائد:

غالباً ما تُستخدَم للقلق الظرفي أو القلق من الأداء.

في الختام:

إنَّ تعايش القلق والاكتئاب الذي غالباً ما يتشابك في حلقة معقدة من الأعراض والتجارب، يسلط الضوء على الطبيعة المترابطة لهذه الاضطرابات، وتؤكد الأسس المشتركة بينهما التي تتراوح بين الاضطرابات في وظيفة الناقلات العصبية إلى الاستعدادات الوراثية، على الحاجة إلى فهم شامل يتجاوز الحدود التقليدية.