14 نصيحة للمخاطرة بذكاء

14 نصيحة للمخاطرة بذكاء
(اخر تعديل 2024-04-15 06:00:20 )
بواسطة

لماذا يُقدِم الناس على المخاطرة؟

نحن نُقدم على المخاطرة عندما نواجه موقفاً يجب علينا فيه اتخاذ قرار، ونكون في نفس الوقت غير واثقين من النتيجة، وعندما نبدأ في عملية اتخاذ القرار، فإنَّنا نفكِّر عادةً في الخيارات المُحتملة التي يمكن اتخاذها، ونقوم عندها بالمقارنة بين الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بكل خيار، ومن ثمَّ نتخذ القرار الذي نعتقد أنَّه الأفضل من حيث النتائج، ويتوخى بعض الناس الأمان عند اتخاذ أي قرار، ويتخذون بالتالي قرارات منخفضة المخاطرة وعواقبها محدودة في حال حدوث خطأ، وفي حين يُقدِم بعضهم عمداً على اتخاذ قرارات محفوفة أكثر بالمخاطر، وذلك من أجل الحصول على الفوائد المُحتملة لهذا النوع من القرارات.

بالطبع ينطبق ما سبق على المخاطرة الإيجابية، ولكن يُقدِم الأشخاص أحياناً على مخاطرات سلبية، والسبب هو إما أنَّهم لم يفكِّروا جيداً فيقومون بخطوات متهورة، ومحفوفة بالمخاطر، أو يكون السبب اتخاذهم للقرار على الرغم من معرفتهم بخطورة النتائج السلبية المُحتملة.

مقارنة بين المخاطرة الإيجابية والسلبية على صعيد تحديد الأهداف:

يجب عادةً أن تنطوي أهدافك على بعض المخاطرة حتى تتيح لك الانتقال من وضعك الراهن إلى وضع أفضل، ولكن هناك فرق بين المخاطرة المحسوبة، والمخاطرة المتهورة عندما يتعلق الأمر بتحديد أهدافك.

ما هي المخاطرة الإيجابية؟

هي المخاطرة التي يقوم بها الشخص بعد أن يكون قد حصل على جميع المعلومات، وخصَّص ما يكفي من الوقت للتفكير في النتائج المُحتملة؛ إذ يقوم الشخص عند الإقدام على مخاطرة إيجابية أو محسوبة النتائج بالمقارنة بين جميع النتائج المُحتملة، وتحضير حلول للمشكلات في حالة حدوث أسوأ الاحتمالات، وتُسمى المخاطرة الإيجابية أيضاً بمخاطرة الفرص، ونظراً لأنَّه يمكن أن يترتب عليها الانتقال من وضع إلى وضع أفضل على صعيد تطوير الذات أو المشاريع التجارية، ولا يكون من السهل عادةً تحقيق الأهداف المحفوفة بالمخاطر، ولكن يمكن أيضاً أن تكون لها نتائج إيجابية عالية الجودة، وتتطلب هذه المخاطرات بذلَ الجهد، وهي النوع المطلوب لتحقيق الأحلام الكبيرة كونها تُخرجنا من منطقة الراحة الخاصة بنا.

إليك بعض الأمثلة على المخاطرات الإيجابية:

  • الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والمكلفة والتي يمكن أن تزيدَ من كفاءة عملياتك التجارية، ومن ثم تحقيق مكاسب أكبر.
  • الحصول على وظيفة جديدة من أجل السعي إلى الحصول على حياة أفضل على الرغم من كون الوظيفة الجديدة ذات دخل أقل.
  • تعديل تصاميم المُنتج من أجل أن يتضمن مواداً أكثر استدامة؛ وذلك على أمل جذب قاعدة أوسع من العملاء.
  • البحث عن منتور والعمل معه من أجل مساعدتك على التقدُّم في حياتك المهنية.

ما هي المخاطرة السلبية؟

ينطوي هذا النوع من المخاطرات على عدم التفكير في النتائج السلبية المُحتملة قبل اتخاذ القرار، فقد تكون متحمساً بسبب الإيجابيات الكبيرة المحتملة التي قد تحققها من جرَّاء فكرة جديدة، ولكنَّك تفشل في الأخذ بالحسبان ما يمكن أن يلحق بك من خسارة إذا لم تجري الأمور كما يجب، وبمعنى آخر قد تفكِّر في العواقب المحتملة لكنَّك لا تفكِّر في حلول ممكنة في حال حدوث أسوأ الاحتمالات، ولا تترك لنفسك في حالة المخاطرة السلبية هامش أمان، ولا تكون مستعداً للتعامل مع العواقب السلبية المُحتملة.

قد يؤدي هذا النوع من المخاطرات إلى خسائر مادية، أو تضييع للوقت دون جدوى، أو إهدار للسمعة (سمعة المشروع التجاري)، أو المجازفة بسعادتك، أو تضييع ما حققته سابقاً من تقدُّم، وغير ذلك.

فوائد الإقدام على المخاطرة الإيجابية:

من غير الممكن غالباً تحقيق الحياة التي نطمح لها دون الإقدام على بعض المخاطرات، ولا يمكن تحقيق النجاح، أو السعادة المُستدامة بمحض الصدفة، بل يجب أن نُقبِل أحياناً على التغيير، ونرحب بالأفكار الجديدة لتحقيق حياة سعيدة.

يقوم رواد الأعمال الناجحون، على سبيل المثال في مخاطرات إيجابية ويتخذون قرارات محسوبة لتحويل أفكارهم المبتكرة إلى طريقة لكسب الأرباح، فمثلاً أن تصبح مالكاً لمشروع تجاري جديد هو نوع من المخاطرة، ولكن يمكن في حال نجاحه أن يحوِّلك من شخصٍ يعمل في وظيفة بدوام كامل إلى شخص يعمل لحسابه الخاص، ويحقق لك ولعائلتك الاستقلال المالي.

ضع في حسبانك هذه الفوائد الـ 5 للمخاطرة الإيجابية:

1. تحقيق مزيد من تطوير الذات والتقدُّم المهني:

تستغرق متابعة الدراسة، أو السعي إلى نيل شهادة علمية في مجال معيَّن الوقت، والمال، والجهد، ولكنَّها تتيح لك في نفس الوقت تطوير نفسك على الصعيد الشخصي والمهني وذلك بفضل ما أقدمت إليه من مخاطرة؛ أي المجازفة بالوقت، والمال، والجهد.

يمكن أن تزيد تجربة أشياء جديدة من الفرص المُتاحة لك، والتي تتيح لك بدورها إمكانات أكبر، فمن الممكن أن تصبح مؤهلاً لشغل منصب جديد، وبلوغ مناصب قيادية، أو ربما تأسيس مشروعك التجاري، أو الشعور بالرضى بسبب تطوير أحد مواهبك.

2. زيادة الثقة بالنفس:

عندما تقوم بشيء يدفعك للتغلب على الخوف أو الشكوك بالذات، فإنَّك تعزز من ثقتك بنفسك بشكل كبير جداً، وينطبق هذا بشكل واضح على حالات تحقيق النجاح، ولكن يحدث أيضاً بفعل الإقبال على فرص جديدة وتقبُّل التغيير والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، والانفتاح على آفاق جديدة، ويمكن للإقدام على مخاطرات محسوبة أن يجعل الثقة بالنفس إحدى الصفات المتأصلة فيك، وغالباً ما يكون الأشخاص الذين يُقدِمون على المخاطرات أكثر قدرةً على إيجاد المعنى من حياتهم، لذا يساعدك الإقدام على المخاطرات على معرفة نوع الحياة التي ترغب بها، والخطوات الضرورية لتحقيقها.

شاهد بالفديو: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس

3. تعزيز مهارات القيادة:

يساعدك الإقدام على المخاطرات على تطوير الذات، وهي عملية تؤدي بشكل تلقائي إلى تطوير مهارات القيادة لديك؛ إذ سيساعدك تعزيز ثقتك بنفسك على قيادة الآخرين، ومساعدتهم على تطوير ذاتهم.

ما يحدث في هذه العملية؛ هو أنَّك تُنمي السمات الشخصية التي تجعل منك قائداً أفضل بما في ذلك التعاطف والإبداع والصرامة والشعور بالمسؤولية، وعلى سبيل المثال قد يساعدك التعرُّض لإخفاق معيَّن على فهم ما يشعر به الآخرون عندما يُطلب منهم شغل منصب جديد، أو الإشراف على مشروع جديد يقوم به الفريق، وبصفتك شخصاً يُقدِم على المخاطرات، فسوف تستفيد من تجارب الماضي لمساعدة الآخرين على التخلص من رغبتهم في تجنُّب المخاطرة، وتعلُّم عملية التخطيط الدقيق، والتمييز بين الفكرة السيئة، والفكرة التي تستحق المخاطرة.

4. الحصول على مزيد من الفرص:

تُسمى المخاطرات الإيجابية، كما ذكرنا سابقاً، بمخاطرات الفرص؛ نظراً لكونها تتيح لك إمكانات جديدة لتحقيق النجاح، سواء كان ذلك على صعيد حياتك المهنية أو الشخصية، ويمكن أن تزيد المخاطرة في الاستثمار بأموالك من صافي ثروتك، وتوفِّر لك فرصاً جديدة يحققها لك الاستقرار المالي، كما يمكن للتغلُّب على مخاوفك وتطبيق أفكارك الجديدة على مشروع تجاري جديد أن يجعلك رائداً في مجال عملك، وفرصة توظيف المجازفين وترقيتهم أكبر بكثير من غير المجازفين، حتى لو فشلوا فإنَّ جرأتهم على المخاطرة تشفع لهم.

5. تطوير مهاراتك وصقلها:

يمكن أن يساعدك الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك بصفتك شخصاً يُقدِم على المخاطر على امتلاك مهارات جديدة، وتطوير المهارات التي تمتلكها بالفعل، وينطبق هذا على حياتك المهنية، ولياقتك البدنية، وتحصيلك الأكاديمي، والمواهب الفنية، والعلاقات، وغير ذلك من جوانب الحياة، بما في ذلك تأليف كتاب، والعمل بصفتك متحدثاً عاماً، أو ممارسة رياضة خطرة، وغير ذلك مما لا حصر له؛ إذ يرى الأشخاص الناجحون فرصةً لتحقيق النتائج الإيجابية المُحتملة والتي يمكن أن تنتج عن المخاطرة بهدف التغلُّب على العقبات.

العقبات التي تعترضك في أثناء الإقدام على المخاطرة:

يميل معظم الناس إلى اتِّباع أسلوب أكثر أماناً، أو عدم الإقدام على المخاطرة كيفما اتفق، على الرغم من الفوائد التي تحصل عليها من الإقدام على المخاطرة؛ إذ تُظهِر إحدى الدراسات التي تم إجراؤها من قبل إحدى شركات التأمين العملاقة في الولايات المتحدة الأمريكية (USA) أنَّ متوسط مستوى الشعور بالراحة المرتبط بالإقدام على مجازفات مالية للحصول على مكاسب مالية هو 4.9 نقاط من أصل 10، ويشير الرقم 1 إلى التحفظ الشديد في حين يشير الرقم 10 على المقياس إلى المجازفة القصوى.

كما وجدت الدراسة أيضاً أنَّ 65% من الأمريكيين يفضِّلون الشعور بالاستقرار الذي يمنحه لهم البقاء في وظيفة واحدة بدلاً من السعي وراء فرص جديدة، ويفضِّل 76% عيش طيلة حياتهم في مكان واحد، وحتى في الحالة التي يوفِّر لهم فيها الانتقال إلى مكانٍ جديدٍ فرصاً جديدةً على الصعيد المهني، وغير ذلك من نتائج إيجابية.

يركِّز 72% من الأشخاص على مجالات اهتمام شخصية لا تنطوي على أي مخاطرة، وفي حين يتجنب 66% من الأشخاص الإقدام على المخاطرات الاجتماعية، ومحاولة العثور على أصدقاء وعلاقات جديدة، والخوف من الفشل؛ هو أحد الأسباب الأساسية التي تدفعنا لتجنُّب المخاطرة، ولكن توجد عوائق أخرى تمنعنا من ذلك أيضاً، ومنها:

1. الخوف:

يَظهرُ الخوف بعدة أشكال، وقد تتجنب الإقدام على المخاطرة لخوفك من الإخفاق، أو التعرُّض لموقف مُحرج أو الانتقاد أو الرفض، وحتى إنَّ بعض الأشخاص يسمحون للخوف من النجاح بمنعهم من تحقيق تقدُّم في حياتهم خشية التغيُّر الذي سوف يضطرون إلى التكيف معه، والمنظور الجديد الذي يجب عليهم تبنيه من أجل تحقيق هذا النجاح، لذا يمكن أن يكون شعور الخوف مُرهقاً للغاية ويدفعنا لإغفال النتائج الإيجابية وتبرير عدم قبولنا لها، والتركيز فقط على النتائج السلبية المُحتملة، وقد يكون السبب في تجنبك للمخاطرة؛ هو الخوف من تخييب ظن أحدهم، أو إيذاء مشاعره، أو جعله يعاني من الإحباط، وعندما نستسلم لهذه المخاوف، فإنَّنا نسمح للآخرين بتحديد خياراتنا، وتقرير مسار حياتنا.

2. السعي إلى المثالية:

السعي إلى المثالية عبارة عن عادة غير عقلانية تدفعنا للتفكير بأنَّنا يجب أن نقوم بشيء ما بطريقة مثالية، وإلا فإنَّ مسعانا يصبح بلا جدوى، ولكن هذه الطريقة في التفكير مرهقة للغاية، فيمكن أن تدفعنا إلى تجنُّب تجربة أي شيء بالمطلق خوفاً من ارتكاب الأخطاء، وكما يمكن أن تجعلنا نشعر بالضياع بفعل التفكير المفرط بالتفاصيل بحيث يتعذر علينا إنهاء مشروع ما، أو تحقيق هدف من أهدافنا، أو الإقدام على المخاطرة الضرورية لتحسين وضعنا الحالي.

3. التسويف:

تأجيل اغتنام الفرص لوقت لاحق أو عدم اغتنامها بالمطلق هو أحد العوائق الشائعة التي تمنعنا من الإقدام على المخاطر الإيجابية، ويبقينا التسويف في حالة من عدم اليقين، فنقنع أنفسنا أنَّنا سنبدأ بمشروعنا لاحقاً عندما يكون السوق في حال أفضل، أو عندما نتعلَّم مهارةً جديدةً، أو عندما نمتلك مزيداً من الوقت، ولكن الحقيقة هي أنَّ أفضل وقت للسعي وراء شيء يمكن أن يحسِّن حياتك هو الوقت الراهن، وما دامت تملك الإمكانات والموارد المُتاحة، فمن الأفضل أن تُقدِم على المخاطرة بدلاً من عدم اتخاذ أي إجراءات.

شاهد بالفديو: كيف تتخلص من المماطلة والتأجيل؟

4. الإفراط في التفكير:

الخوض المفرط في التفاصيل بدلاً من التركيز على الصورة الأشمل هو إحدى علامات التفكير المفرط، وعندما تسيطر عليك مخاوفك أو تشغل تفكيرك دائماً فكرة واحدة، فإنَّك تسمح للأفكار المُتعِبة في منعك من اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ إذ لا يمنعك الإفراط في التفكير من اتخاذ القرارات الهامة وحسب، وإنَّما يسلبك أيضاً متعةَ عيش اللحظة الحالية وتحقيق النجاح.

إحدى العلامات الأخرى التي تشير إلى الإفراط في التفكير؛ هي النظر إلى التجربة من منطق المخاطرة وليس من منطق المكاسب، والإفراط في التفكير في احتمالات سير الأمور بشكل سيء في حين يتم إغفال التفكير في المكاسب المُحتملة.

من بين علامات الإفراط في التفكير أيضاً تخيُّل حدوث أسوأ الاحتمالات دون التفكير في خطةٍ للتعامل مع هذه النتائج السيئة، والشك المستمر دون اتخاذ قرار، والحكم على الفرص المستقبلية من خلال أخطاء الماضي وتجاربه.

5. الإنكار:

يجب عليك غالباً الإقدام على درجة معيَّنة من المخاطرة عندما تواجه مشكلة ما من أجل حلها، ومع ذلك فإنَّ إنكار وجود المشكلة سيحد من قدرتك على تحقيق أي تقدُّم قد تحرزه في سبيل النجاح، أو السعادة، أو الشعور بالرضى.

يُعدُّ الإنكار من آليات الدفاع - من الآليات النفسية التي نلجأ لها للتكيف مع المواقف التي نشعر بأنَّها تشكل تهديداً - التي تحقق لنا راحة البال المؤقتة في حين تمنحنا إحساساً زائفاً بالأمان؛ نظراً لأنَّنا لم نتخلص من المشكلة بَعد، ومن بين علامات الإنكار رفض التحدث عن المشكلة، وتبرير السلوك، وإلقاء اللوم على الآخرين أو على الأحداث وعدها سبباً للمشكلة.

إذا أردتَ أن تتغلَّبَ على مشكلة ما وبلوغ مستويات جديدة من النجاح، يجب أن تتحلى بالشجاعة للاعتراف بوجود المشكلة، ومن ثمَّ تحمُّل مسؤولية حلِّها، وفي حين قد يعني ذلك تحمُّل بعض المخاطر، لكنَّ أكبر خطر في هذه الحالة يتمثَّل في عدم اتخاذ أي إجراء.

6. توخِّي الحذر بشكل مفرط:

يفهم الأشخاص الذين يُقدِمون على المخاطرة أهمية اتخاذ قرارات غير مريحة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل، ولكن يمكن أن يؤدي توخي الحذر بشكل مفرط إلى جعلنا نقلل أو نتجنب المخاطر بشكل كامل، وإذا استشرت أي خبير في مجال الصحة النفسية، فسيخبرك بأنَّ معظم الأشخاص يفضِّلون بقاء الأمور على حالها، وحتى عندما يكونون في وضعٍ سيئ.

نحن غالباً نميل إلى الأشياء المألوفة ونشعر بأنَّها مريحة أكثر مقارنةً بالأشياء المجهولة؛ إذ تجعلنا الأوضاع المألوفة نشعر بمقدار أكبر من الأمان؛ لأنَّنا اعتدنا عليها، ولكن ما نشعر به ليس إلا إحساساً مزيفاً بالأمان في حين يمكننا أن نكسب من التغيير نتائج أفضل مقارنةً بالمراوحة في المكان، ولن يقتصر استعدادك للمخاطرة على تحسين حياتك اليومية وحسب؛ بل سيساعدك على تحقيقِ مستقبل غني بالنجاح المهني، والعلاقات الجيدة، والدخل الأعلى، والوفرة المالية، وشعور أكبر بالرضى.

14 نصيحة للمخاطرة بذكاء:

كلما فهمت أكثر كيفية الإقدام على مخاطرات محسوبة النتائج، أصبحتَ أكثر قدرةً على التمييز بين الأفكار السيئة والأفكار التي تستحق أن تجازف من أجلها.

يفهم الأشخاص الخبراء في المخاطرة أنَّ ثمة عملية تضبط الإقدام على المخاطرات الذكية التي من شأنها زيادة احتمالية النجاح وتقليل احتمالية الفشل، لذا إليك 14 نصيحة للمخاطرة بذكاء:

1. حدِّد ما تريد تحقيقه:

الخطوة الأولى والأكثر أهميةً في الإقدام على المخاطرات هي تحديد هدفك النهائي، أو ما ترغب بتحقيقه، لذا يمكنك التفكير في هذا الأمر من وجهة نظر شاملة بالاعتماد على نوعية الحياة التي ترغب بتحقيقها، وكذلك من خلال النتائج التي ترغب بتحقيقها من جرَّاء اتخاذ قرارات، أو حل مشكلة معيَّنة.

حدِّد قيمك الأساسية، واحرص على أن تكون النتيجة المرغوبة ملائمة لهذه القيم، ولن يضمن هذا بقاءك على طريق النجاح وحسب؛ بل سيمنحك الثقةَ والجرأةَ للإقدام على المخاطرة.

2. ابتكر الحلول:

الخطوة التالية؛ هي التفكير في جميع الحلول الممكنة للمشكلة التي قد تواجهها، فإذا كنت تفكِّر في المخاطرة في بيئة العمل أو بشيء يتعلق بفريقك أو عائلتك أو أي شيء آخر، فقم بإشراك جميع الأشخاص الذين قد يتأثرون في هذا القرار.

ينطوي العصف الذهني على فائدة كبيرة عندما تتم ممارسته في مجموعات، فهو يسمح لك بالتوصل إلى أفكار جديدة وتقييمها من وجهات نظر مختلفة، لذا تجنَّب من أجل إجراء جلسة عصف ذهني فعَّالة، الحكم على أي فكرة في هذه المرحلة، فقد تتحول الفكرة التي تبدو في البداية محفوفة بالمخاطر، أو خارجة عن المألوف إلى وسيلة للوصول إلى أفضل الحلول.

3. قيِّم المخاطرة:

بعد أن تكون قد توصلت إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار، قم بتقييمها بناءً على المعيار الذي وضعته مسبقاً، ومن ذلك مدى توافق هذه الحلول مع قيمك، والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، وهذه هي المرحلة المثالية لتقييم أفكارك من خلال التفكير في جميع النتائج المُحتملة لكل فكرة من هذه الأفكار، ومن ذلك أسوأ الاحتمالات.

الهدف من هذه النصيحة؛ هو التوصل إلى أفكار يتراوح عددها بين 3 إلى 5 من أفضل الحلول التي يمكن أن تؤدي إلى أفضل النتائج، لذا قم بتصنيف أفكارك بناءً على مقدار المخاطر المُحتملة إلى أفكار عالية الخطورة، وأفكار منخفضة الخطورة، وأفكار ذات فوائد عالية، وأفكار منخفضة الفائدة، كما يجب أن تضع في الحسبان المكاسب طويلة الأمد، ومن ثم المكاسب قصيرة الأمد.

4. ضع في الحسبان الدروس التي تعلَّمتها من تجاربك السابقة:

تزيد التجارب من حكمتنا؛ لذلك فكِّر في الدروس التي تعلَّمتها من التجارب السابقة، ويتضمن ذلك التجارب التي قد لا تكون مرتبطةً بشكلٍ مباشرٍ بالمشكلة المطروحة، إضافة إلى التجارب التي انطوت على عدم اليقين، أو التي اضطررت فيها لاتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر، لذا اسأل نفسك مثلاً إذا كنت قد خضت تجربة مماثلة في السابق، وكيف تصرفت حينها؟ وما هي الأخطاء التي ارتكبتها؟ والتي يمكنك التعلُّم منها وتجنُّبها هذه المرة؟ وما الذي تعلَّمته من هذه التجربة؟

من الحكمة أيضاً الاستفادة من تجارب الآخرين، لذا ابحث في الموارد المُتاحة لك من إنترنت وزملاء في العمل و"منتورز"، وأي شخص قادر على المساعدة، وذلك لتعرف كيف تعاملوا مع مواقف مماثلة، ويمكن أن يكون للحصول على النصيحة من مصادر موثوقة، وأشخاص ذوي تجارب ممن خاضوا هذا النوع من المخاطرات الإيجابية أثر بالغ في التخفيف من احتمالية حدوث النتائج السلبية، والتغلُّب على عدم اليقين، وتحقيق النجاح.

5. حدِّد ما إذا كان الموقف يستحق المخاطرة:

بالنظر إلى أنَّك قمت بتقييم جميع الأفكار، وفكَّرت في النتائج المحتملة، فأنت تمتلك المعلومات التي تتيح لك تحديد ما إذا كان الموقف يستحق المخاطرة أم لا، لذا ركِّز على الحقائق التي بين يديك بدلاً من التفكير في العواطف التي تشعر بها بسبب الموقف الذي تواجهه، مثل الخوف، والسعي إلى المثالية، والرغبة بالتسويف، والإفراط في التفكير، وإنكار وجود المشكلة، والاعتماد على الشعور الزائف بالأمن، وفكِّر في الجوانب الإيجابية للتغيير، واحرص على امتلاك خطة عملية لمواجهة أسوأ الاحتمالات، أو عدم سير الأمور كما خُطِط لها.

6. طوِّر خطتك العملية:

أنشئ خطة تساعدك على الانتقال من وضعك الراهن إلى الوضع الذي ترغب به، ودوِّن خطتك بالتفصيل بحيث يسهُل عليك تطبيقها خطوةً بخطوة، أو فكِّر في الوسائل والمعلومات والأشخاص الذين يمكن أن يساعدوك على اتخاذ الإجراءات، وقم بالاستفادة من هذه الموارد لتقليل احتمالية الفشل، ومن ثم حدد الخطوات التي ستتَّبعها في حال لم تسر الأمور كما خططتَ لها.

7. قيِّم النتيجة:

يصبح من الضروري جداً أن تقيِّم النتيجة بعد أن تنجز خطتك العملية، وسيساعدك هذا على تحقيق مزيد من النجاح في المستقبل عندما تُقدِم على مزيد من المُخاطرات، وسواء كانت خطتك ناجحة، أن بدت وكأنَّها إخفاق، فإنَّك ستكتسب أفكاراً هامة من خلال تخصيص الوقت لتقييم النتيجة، لذا تذكَّر أنَّ الإخفاق هو أمر أساسي لتحقيق النجاح، فأنت تتعلَّم كيفية تحقيق النجاح من خلال الإخفاق، لذا اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • ما الذي تعلمته من هذه العملية؟
  • ما الذي قد تقوم به بشكل مختلف في المرة القادمة؟
  • ما الذي سار كما يجب وما العوائق التي واجهتها؟
  • كيف تغلَّبت على هذه العوائق؟
  • هل حصلت على الدعم المطلوب لتحقيق النجاح؟

بعض النصائح الإضافية لتعزيز مهارتك في الإقدام على المخاطرات الإيجابية

يمكنك أن تبدأ الآن بتعزيز مهارات القيام في مخاطرات ناجحة بعد أن استوعبتَ عملية الإقدام على المخاطرات بذكاء، لذا قم بتطبيق هذه النصائح يومياً حتى تتمكن بسهولة من تطبيق الخطوات اللازمة للإقدام على مخاطرات تؤدي إلى النتائج المرغوبة.

8. وسِّع أفقك:

ابدأ بالتفكير في الفرص التي يمكن أن تُتاح لك إذا أقدمت على مخاطرات يمكن أن تساعدك على تطوير وضعك، وبدلاً من التركيز على المخاطر المُحتملة ركِّز على النتائج الإيجابية التي ستحصل عليها إذا سار كل شيء على ما يرام، واستعد لاغتنام فرص أكبر، واخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، وكن مستعداً للتفكير بأحلامٍ كبيرةٍ، واقتنع بأنَّك تستحق تحقيق النجاح، فأنت لديك القدرة والإمكانات للتفكير بأفكارٍ جديدةٍ وتنفيذها من خلال توافر المعلومات الصحيحة، والدعم، وفهم آلية اتخاذ مخاطرات محسوبة النتائج.

9. تقبَّل التغيير:

التغيير؛ هو أمر غير مريح بحكم طبيعتنا البشرية، فنحن مخلوقات تميل إلى المواظبة على العادات، وغالباً ما نفضِّل الأمان بدلاً من الابتكار، أو الخوض في المجهول، ومع ذلك فإنَّنا نمتلك بشكل طبيعي القدرة على التغيُّر وتطوير الذات، وعندما نقاوم هذا الأمر، فإنَّنا نشعر بأنَّنا في حالة من انسداد الأفق وانعدام الرضى بمرور الوقت، ونميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين بسبب وضعنا الحالي.

ثمة عيوب كثيرة في هذا النمط من التفكير، ومع ذلك فإنَّ أي شخص منا يستطيع التحكم في مسار حياته، وأحد الأشياء التي تساعدك على تحقيق أهدافك هي اتخاذ مخاطرات محسوبة النتائج، فمن المفيد أن تتذكر أيضاً أنَّ معظم التغييرات ليست دائمة، فإذا لم تكن راضياً عن التغيير الذي أجريته، فقم بما يلزم لتغيير ما حدث مجدداً، وكلما تقبَّلتَ فكرة التغيير، شعرتَ بمزيد من القدرة على تحقيق الحياة التي تنشدها.

10. اطلب المساعدة من الآخرين:

اطلب المساعدة عندما تواجه موقفاً يتطلب المخاطرة والدعم من الآخرين سواء من فريقك أمو من المقربين منك في حياتك الشخصية أو المهنية، ولست مضطراً لمواجهة الموقف وحدك، لذا ستشعر براحة البال عندما تعرف أنَّ الأشخاص الذين تثق بهم يدركون ما تمُّر به، وما هي أهدافك، وما الذي تحتاجه لتحقيق النجاح.

11. مارِس تأمُّل اليقظة الذهنية:

يساعدك تأمُّل اليقظة الذهنية على تقييم المواقف بحكمة ودون مبالغة في ردة الفعل، أو الارتباك، لذا اجعل راحة بالك هدفك الأساسي، ونظِّم حياتك بأكملها لتحقيق هذا الهدف، ومارس تأمل اليقظة الذهنية للتعرف بشكل واضح إلى مشاعرك، وفهم ردود أفعالك العفوية.

يُعد التعرُّف إلى حقيقة عواطفك أمراً أساسياً لتحقيق هدفك في الحياة، واتخاذ القرارات التي تؤدي إلى النجاح الشخصي والمهني، فالتأمل والعزلة هما طريقتان فعَّالتان للغاية لممارسة هذا النوع من النشاطات الذهنية، لذا خصِّص وقتاً في جدولك اليومي للتفكير بهدوء وقضاء بعض الوقت وحدك، وخصص فترات قصيرة يومياً والتزم فيها الهدوء والعزلة عندما تشعر بالتوتر أو تفكِّر في اتخاذ قرار ما، ومن ثم تعلَّم كيفية اتخاذ الإجراءات بناءً على الأفكار التي تتوصل إليها في أثناء التأمل؛ لأنَّ هذا من شأنه أن يصقلَ مهاراتك في الإقدام على مخاطرات ذكية.

شاهد بالفديو: 6 خطوات لممارسة تأملات اليقظة الذهنية

12. خذ استراحة قصيرة:

حوِّل تركيزك عن المشكلة بشكل مؤقت حتى تشعر بصفاء الذهن، وذلك عندما تتزاحم الأفكار في ذهنك، وتشعر بأنَّك عاجز عن اتخاذ قرار، ويمكنك أيضاً تأجيل اتخاذ القرار لإنعاش ذهنك والحصول على أفكار جديدة تنبُع من حدسك العميق؛ إذ تساعدك فترات الاستراحة هذه على اكتساب المنظور الذي يؤدي إلى تعزيز قدراتك على الإقدام على مخاطرات ذكية تؤدي بدورها إلى مزيد من النجاح.

13. تدرَّب على تحمُّل المخاطر:

يتطلب الإقدام على المخاطر المحسوبة مقداراً جيداً من الممارسة؛ لذلك ابدأ بالتدريج حتى تعتاد على هذه العملية، وتتغلب على الخوف الذي قد تشعر به عند اتخاذ قرارات تنطوي على مقدارٍ من الخطورة.

ابدأ في المرحلة الأولى في مخاطرات ذات عواقب سلبية قليلة، وعلى سبيل المثال إذا كنت ترغب بتأسيس مشروعك التجاري، فابدأ بهذا العمل بوصفه مشروعاً إضافياً بدلاً من ترك وظيفتك بشكل كامل والسعي إلى تحقيق حلمك، ومن ثم مارس التصور الذهني وتخيَّل ما تريد تحقيقه، وتخيَّل نفسك تعيش الوضع المرغوب، وتحظى بالنتائج المرغوبة؛ إذ سيساعدك تصوُّر النتائج المرغوبة على برمجةِ عقلك الباطن للعمل من أجل الحلول المُجدية.

14. تغلَّب على الخوف والتفكير السلبي:

إنَّ الحل الأنجع للخوف والتفكير السلبي هو التفكير الإيجابي والتفاؤل، لذا مارس عبارات التحفيز الإيجابية في كل صباح؛ لأنَّها تساعدك على جعل تفكيرك ومشاعرك وسلوكاتك مفعمة بالتفاؤل طوال اليوم.

يزيد الموقف الذهني المتفائل من احترام الذات، ويلفت الانتباه إلى فرص أكبر، لذا قم بتغذية عقلك بأفكار ومفردات ومقاطع موسيقية وكتب ومدونات صوتية وعناصر مرئية مفيدة، واجعل هذه الممارسة عادة يومية.

في الختام:

ستساعدك هذه النصائح على امتلاك العقلية والثقة بالنفس المطلوبتان للإقدام على المخاطرات بذكاء، والانفتاح على التغيير الإيجابي، وتذكَّر أنَّك تتعلم كيف تُقدِم على المخاطرات المحسوبة من خلال تطبيق هذه النصائح الذكية، ومن ثمَّ تحليل النتائج، فعندما تقوم بتحديد الخطر الذي ينطوي عليه الموقف بوضوح ستكون مستعداً للتخطيط، واتخاذ الإجراءات اللازمة؛ لزيادة فرص النجاح وتقليل احتمالية الفشل.

ستساعدك قدرتك على خوض المخاطر المحسوبة بثقة، وبشكل يعزز من إمكانية تحقيقك لأهدافك على تحقيق ما تحلم به، وهذا هو جوهر النجاح في الحياة.