3 حقائق تساعدك على التغلُّب على خوفك

3 حقائق تساعدك على التغلُّب على خوفك
(اخر تعديل 2024-04-15 06:35:14 )
بواسطة

تعيش معظم المؤسسات والأشخاص والكيانات على صناعة الخوف، مثل شركات الأدوية، والسياسيون، وشركات التأمين، ووسائل الإعلام الإخبارية، وشركات الدعاية والإعلانات، وكل ذلك على سبيل المثال لا الحصر، وجميعها مؤسسات وكيانات تبذل قصارى جهدها لإنشاء ثقافة الخوف من أجل بيع منتجاتها، أو تحقيق مصالحها، ومع ذلك فإنَّ الأمر لا ينتهي عند هذا الحد، لذا سنوضِّح في هذا المقال كيف نساهم نحن في جعل الخوف يسيطر علينا، وما يجب أن نتحلى به من مسؤولية، وشجاعة للتعامل مع هذا الشعور.

3 حقائق تساعدك على التغلُّب على خوفك:

إليك 3 حقائق تساعدك على التغلُّب على الخوف:

الحقيقة الأولى:

الحقيقة الأولى المُرَّة والمُعقَّدة هي أنَّ الخوف والتَّهيب جزء كبير جداً وهام بالنسبة إلى الإنسان، لذا تُعدُّ هذه المشاعر ومثيلاتها مثل الخوف من خطر وشيك عناصر أساسية للتجربة الإنسانية.

كرر العبارة الآتية: "إذا أردتُ أن أكون إنساناً بالكامل، فإنَّني أتقبل فكرة أنَّ الخوف والرهبة جزء من طبيعتي الإنسانية"، من دون تقبُّل هذه الحقيقة، لن تكونَ قادراً على استثمار طاقتك الوجدانية، ولا على تفويت الفرصة على الأشخاص والكيانات التي تتاجر بخوفك من أجل تحقيق مصالحها.

الحقيقة الثانية:

يصعب الاعتراف بالحقيقة الثانية أكثر من الأولى، وهذا لأنَّ معظمنا يقضي كثيراً من الوقت في محاولة تجنُّب الشعور بالخوف، أو التخلص منه نهائياً، والمشكلة هي أنَّنا نُنكر عند القيام بذلك حقيقة مفادها أنَّه من الطبيعي جداً أن نشعر بالخوف الشديد بشكل يومي، وإذا لم يكن لديك أي مخاوف؛ فمن المُحتمل أن يتعذر عليك الاستفادة من طاقتك الوجدانية وما تحققه لك من قدرات إبداعية.

شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

الحقيقة الثالثة:

الحقيقة الثالثة هي أصعب من الحقيقتين السابقتين، وهي أن تدرك إلى أي مدى من مصلحتك أن تنظر إلى الخطر الوشيك بصفتك كياناً مادياً فقط؛ لذا أغمض عينيك، وفكِّر في أسوأ الاحتمالات، أو فكِّر في الموت، ونهاية الحياة، وفقدان الأحبة، والتقدُّم بالعمر، وستتفاجأ غالباً في أنَّك ستشعر بالراحة بعد أن تسمح لنفسك باختبار الخوف المرافق لهذه الاحتمالات بدرجة كافية، وستحصل على مصدر للطاقة الخلَّاقة بداخلك لم تختبرها من قبل.

عندما يسيطر عليك الخوف، تقبَّل خوفك، الخطوة الآتية هي التصالح مع هذا الشعور، أي أن تسمح لنفسك باختبار هذا الشعور عدة مرات في اليوم، وهو ما يخفف من سيطرة المشاعر السلبية عليك.

لكن يجب أن تلاحظ أنَّ هذا التمرين مفيد بشرط ألا يؤدي ذلك إلى رد فعل منك، بحيث يدفعك إلى القيام بشيء أو تجنُّب القيام بشيء دون قناعة، بمعنى أن تتقبل هذه التجربة بوصفها جزءاً هاماً وأساسياً من كونك كائناً حيَّاً.

تحميك هذه الممارسة من التلاعب بأفكارك من خلال مخاوفك الخاصة، أو المخاوف التي تسببها لك المصادر الخارجية، والتي توصل لك فكرة مفادها أنَّ الحل يكمن في عدم الشعور بهذه المخاوف، أو تجاهلها، أو البحث عن الأمان الزائف، وغير ذلك من السلوكات والانفعالات الهدامة.

في الختام:

تذكَّر أخيراً أنَّ قرارك هذا هو خيار بين أمرين، إما أن تتقبل مخاوفك لتسمح لنفسك بالشعور في الحب، والتمتع بصحة نفسية جيدة، أو العيش تحت وطأة مخاوفك، والتصرف كما لو كنت وحيداً بالمطلق في هذا العالم.

الحكمة هي أن تتعرف إلى مخاوفك وتحولها إلى فن وروايات وكل ما أنتجه العقل البشري من إبداع، وهنا فقط تكون قادراً على تقبُّل الخوف بعد أن أصبحت مدركاً لجوهره بشكل أكثر دقة، وبعد أن أصبح أقل رعباً بالنسبة إليك، ومن ثمَّ ستكون قادراً على التعرف إلى مشاعرك ونفسك وتقبُّلها بأريحية.

يعتمد كل ما سبق بالطبع على حصولنا على قدر كافٍ من الحنان من والدينا، أو ممن تولى رعايتنا في مرحلة الطفولة، وإذا لم يحالفك الحظ في طفولتك للحصول على هذه الرعاية الأبوية السليمة، فمن الممكن أن تحصل على مساعدة من أخصائي للعلاج النفسي، فقد يكون قادراً على مساعدتك على تطوير شعورك في الأمان، وإذا كنت قد حصلت على تربية منحتك الشعور بالأمان في طفولتك؛ فإنَّ الحقائق الثلاث التي ذكرناها سابقاً تساعدك على معرفة أنَّ ما تخشاه لا وجود له، إنَّه ببساطة الوهم كما يصفه الفيلسوفان "أوغسطين" (Augustine)، و"نيتشه" (Nietzsche).

على الرغم من أنَّ الكلمات ليست كياناً مادياً، إلا أنَّ الكلمات التي تختارها ستحدد بدورها سلوكاتك، والتي تؤدي إلى الشعور بالراحة، أو الانزعاج، وتؤثِّر في صحتك بشكل عام، وقدراتك الإبداعية.

إذا اخترت أن تعيش حياتك بحب، وتكون بصحة جيدة؛ فأغمِض عينيك لدقيقة يومياً، واسمح لنفسك بالاسترخاء وأخذ نفس عميق، وقل الآتي:

"لن أرفض مخاوفي".

"لن أسمح للآخرين بنقل مخاوفهم إلي".

"سأتقبل شكوكي ومخاوفي".

"سأنشر الحب في العالم".

"أنا مليء بالأمل، والحب، والطاقة، على الرغم من كل الخوف المحيط".