3 نصائح لإنشاء سيرة ذاتية باستخدام برنامج "شات

3 نصائح لإنشاء سيرة ذاتية باستخدام برنامج
(اخر تعديل 2024-03-27 05:00:15 )
بواسطة

تثير هذه البرامج القلق والبهجة في قلوب معظم أرباب العمل في مختلف المجالات، مثل أقسام الموارد البشرية؛ إذ يستخدم المتقدمون للوظائف "شات جي بي تي" جهراً تارة وسراً تارة أخرى؛ لإنشاء رسائل دافع وسير ذاتية وحتى طلبات عمل بأكملها.

تختلف مواقف أرباب العمل بشأن هذا الأمر؛ ففي مقطع فيديو على منصة "تيك توك" (TikTok)، تقول المدربة في المجال المهني "ماندي تانغ" (Mandy Tang) إنَّها نشرت عن وظيفة شاغرة، وفي غضون خمس دقائق تقريباً استجابت إحدى المتقدمات التي وصفتها بأنَّها "مؤهلة للغاية"، وتساءلت "ماندي" كيف تمكنت من الإيفاء بجميع الشروط التي تطلَّبَها المنصب، فقررت اختبار أمر ما، وطلبت من برنامج "شات جي بي تي" كتابة رسالة دافع بناءً على الوصف الوظيفي، وتفاجأت بالنتائج المتقدِّمة التي حصلت عليها.

كانت تتجاهل "ماندي" البرنامج؛ لأنَّها كانت تعده مجرد توجه لا تفهمه، ولكن تغيرت نظرتها له عندما أنشأ رسالة دافع بناءً على الوصف الوظيفي الخاص بها، ورأى معظم المعلقين أنَّها يجب أن تعيِّن المرشحة هذه؛ وذلك لأنَّها تتمتع بالكفاءة وتجيد استخدام المصادر.

ما يفاجِئ في الأمر؛ هو أنَّها طريقة ناجحة؛ إذ أصدرت منصة "ريزيميه بيلدر" (Resume Builder) استطلاعاً لشهر فبراير/ شباط أظهر أنَّ 78% من المشاركين حصلوا على مقابلة توظيف بعد التقدم لوظيفة باستخدام سيرة ذاتية أو رسالة دافع مكتوبة بواسطة "شات جي بي تي أو كلاهما"، وأنَّ 59% من المشاركين حصلوا على الوظيفة.

إضافة إلى ذلك أبلغ 7 من كل 10 مشاركين عن أنَّ الشركات استجابت لطلباتهم بمعدل أعلى من المعتاد، ولكن لا تؤيد جميع فِرق الموارد البشرية استخدام "شات جي بي تي"؛ فقد أفاد 11% من المشاركين البالغ عددهم 1000 مشاركاً أنَّهم لم يحصلوا على الوظيفة عندما أدرك القائمون بالمقابلة أنَّهم استخدموا "شات جي بي تي" لإنشاء طلباتهم؛ وهذا يجعلنا نتساءل: صحيح أنَّنا نستطيع استخدام هذا البرنامج، ولكن هل ينبغي علينا ذلك؟

مواقف قادة الموارد البشرية من استخدام "شات جي بي تي" لإنشاء السير الذاتية:

على الرغم من أنَّ بعضهم يعتقدون أنَّ استخدام "شات جي بي تي" طريقة ذكية وسهلة لإنجاز بعض الأمور، لكنَّ الكثيرين لا يتفقون مع ذلك، حتى إنَّ بعض القادة يستخدمون برنامجاً لكشف المتقدمين الذين أنشؤوا طلبات التقديم باستخدام "شات جي بي تي".

تقول "كريستي ماكان فلين" (Kristy McCann Flynn) وهي قائدة مخضرمة في مجال الموارد البشرية: "يُعد "شات جي بي تي" والبرامج المشابهة له انعكاساً لمستخدميها في أحسن الأحوال؛ فإذا كنت لا تثق بنفسك بما يكفي للقيام بالعمل، فلا يجب أن تثق في الآلة أيضاً، إذا لم يمتلك المرء المهارات اللازمة، فلن تمتلكها التكنولوجيا أيضاً، لذا مهمتنا هي تعزيز مهاراتنا باستمرار، ليكون الذكاء الاصطناعي داعماً لنا وليس بديلاً عنا، لذا على المتقدمين للوظائف أن يدركوا أنَّ استخدام "شات جي بي تي" يمكن أن يجعل قادة الموارد البشرية وأرباب العمل يشكُّون في قدرتهم على إنشاء سيرة ذاتية قوية بأنفسهم، وهي مهارة أساسية في التوظيف".

كما أنَّ "لوجان مالوري" (Logan Mallory)، نائب رئيس التسويق في شركة "موتيفوزيتي" (Motivosity)، والذي يعمل مع فريقه على توظيف القادة الكبار وإجراء المقابلات معهم وتقديم "المنتورينغ" للمتقدمين لتحسين سيرهم الذاتية، ويشك في هذا الأمر أيضاً بقوله: "إنَّ البرنامج هذا قادر على القيام بأمور رائعة، ولكن لا ينبغي أن يكون ضرورياً لإنشاء السير الذاتية؛ فإذا أنشأت سيرة ذاتية باستخدام "شات جي بي تي" ولم تكن تحتوي على قصص من عملك أو أدلة تثبت نشاطك في منصبك السابق أو أي صلة شخصية بمحتوى هذه الورقة، فلا يهم كم هي مُتقَنة أو مدى سرعتك في إنشائها، فلن تتمكن من النجاح في مقابلة التوظيف"، ولكنَّه أضاف أنَّه عندما جرب البرنامج لمعرفة أدائه وجد أنَّه يقدم "تنسيقاً مناسباً ونقطة جيدة للبدء".

على الجانب الآخر، يعتقد بعضهم أنَّه يجب قبول جميع السير الذاتية؛ إذ يرى بعض القادة، مثل "شاينا رويال" (Shayna Royal)، وهي مديرة عمليات التوظيف في شركة "بايكور" (Paycor)، أنَّه من غير اللائق رفض السير الذاتية التي تم إنشاؤها بواسطة "شات جي بي تي"، فتقول: "لا أعتقد أنَّ لدينا الصلاحية، ولا حتى ينبغي علينا حظر أي نوع من السير الذاتية؛ فإذا رغب شخص ما في التقدم للوظيفة، فإنَّ إجراء مقابلة توظيف معه هو أمر متروك لنا بصفتنا خبراء المادة، وإذا أراد أحد المرشحين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين طلب التقديم، فسوف يتبين في النهاية ما إذا كان للأمر قيمة أم لا؛ لذا على هذا المرشح أن يختار ما إذا كان يريد الإقدام على هذه المخاطرة أم لا".

شاهد بالفديو: وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها

حماسة المتقدمين للوظيفة تجاه استخدام "شات جي بي تي":

أجرى "أكسل دي أنجيليس" (Axel DeAngelis)، وهو مدير مدونة ريادة الأعمال وخدمة كتابة المحتوى باستخدام تحسين محركات البحث (SEO) "جامب كوست" (Jumpcoast)، تجربة؛ فقد أنشأ نسخاً مختلفة من سيرته الذاتية ورسالة الدافع بواسطة "شات جي بي تي" ودوَّنها في أثناء بحثه عن وظائف بمنصب مدير منتجات، وأولاً أنشأ نسخة عادية من السيرة الذاتية بنفسه، ومن ثم طلب من "شات جي بي تي" تقييمها، وتوضيح ما يمكن أن يجعلها تأخذ علامة "10/10"، وبعدها طبَّق توصيات البرنامج، ووضع اللمسات النهائية على السيرة الذاتية إلى أن قيَّمها "شات جي بي تي" بـ 10/10.

يقول "أكسل": "أصبح بعدها إنشاء رسالة الدافع أمراً سهلاً، ولقد طلبت من "شات جي بي تي" كتابة المسودة الأولى للرسالة بناءً على سيرتي الذاتية، ومن ثم عدَّلتُها بإضافة تجاربي الشخصية وبعض القصص، واكتشفتُ أنَّ برنامج "جي بي تي-4" (GPT-4) كان أفضل بكثير في تقييم السير الذاتية؛ فقد اختلف تقييم كل سيرة ذاتية بين إصدار "جي بي تي-3.5" (GPT-3.5) و"جي بي تي-4"، وبشكل عام كانت توصيات الأخير أفضل بكثير، ونظراً لاحتوائه على قاعدة بيانات قوية؛ فقد اعتمدتُ عليه في اختباراتي".

استخدم متقدم آخر لمنصب مسؤول عن نظام تكنولوجيا المعلومات، والذي فضَّل عدم الكشف عن هويته، تطبيق على نظام تشغيل "آي أو إس" (iOS) يُدعى "شات إي آي: أسك آند رايت أنيثينغ" (Chat AI: Ask & Write Anything)، يقول: "لقد قدَّم اقتراحات ذات قيمة لتحسين الصياغة والكلمات المفتاحية، والتي أفادتني كثيراً في إبراز طلب التقديم، إضافة إلى ذلك استخدمتُ التطبيق لإنشاء رسالة دافع مخصصة لكل وظيفة تقدمتُ لها، وهذا يضمن أنَّ طلبي كان ملائماً وجذاباً، كما وفر استخدام مواد "مُنقَّحة واحترافية" كثيراً من وقتي، وهذا بدوره عزز ثقتي بنفسي، فالذكاء الاصطناعي؛ هو أمر مذهل للغاية، فقد أجريت مقابلة عبر تطبيق "زووم" (Zoom) مع رب العمل وسار كل شيء على ما يرام".

3 نصائح لاستخدام "شات جي بي تي" لإنشاء السير الذاتية ورسائل الدافع:

1. أضفِ لسيرتك الذاتية التي تنشئها عبر "شات جي بي تي" لمسة شخصية:

يقول "لوجان": عليك ذكر سجل وظائفك السابقة وإنجازاتك وغيرها من النقاط، وذلك كي يقدم لك البرنامج نموذجاً يناسب احتياجاتك، ومن ثم اقرأه وحرره وأجرِ تعديلات شخصية عليه، ولا تكتفِ بنَسْخه مباشرةً وتسليمه إلى مدير التوظيف، واحرص على أن يكون المحتوى الذي تقدمه دقيقاً وشخصياً ويميزك.

2. استخدم البرنامج لإنشاء رسالة الدافع بدلاً من السيرة الذاتية:

كتب "ماثيو وارزيل" (Matthew Warzel)، رئيس شركة "إم جي دبليو كاريرز" (MJW Careers) لكتابة السيرة الذاتية و"الكوتشينغ" المهني في مدونته أنَّ "شات جي بي تي" مناسب لكتابة رسالة الدافع أكثر من كتابة السيرة الذاتية، ويقول: "تشبه السيرة الذاتية قطع الليغو، فكل لَبِنة تختلف عن المجموعات الأخرى، وإنَّك تستخدم نفس القطع والألوان مثل المجموعات الأخرى، ولكن لكل مجموعة تعليماتها الخاصة، وكميات من أنواع قطع "الليغو"، ولك حرية اختيار الطريقة التي تريد أن ترتب بها القطع، وبدلاً من ذلك جرب استخدام "شات جي بي تي" في إنشاء رسالة الدافع أولاً، فهو يعطيك نتيجة مُرضية ما لم ترغب بالطبع في الحصول على رسالة دافع أكثر تعمقاً توضح من خلالها سبب كونك مناسباً للتعامل مع نقاط الألم".

تُعد كتابة رسالة الدافع باستخدام "شات جي بي تي" أقل خطورة من كتابة السيرة الذاتية، إذ يقول "ماثيو": "استثمر جيداً في حياتك المهنية، والتي تُعد سيرتك الذاتية جزءاً منها؛ وليست مجرد ورقة يجب عليك إنشاؤها كيفما اتفق".

3. اِعلم أنَّ سيرتك الذاتية ستكون مشابهة لتلك الخاصة بالآخرين:

ضع في الحسبان أنَّ 2000 من المتقدمين الآخرين يستخدمون "شات جي بي تي" أيضاً؛ وهذا يقلل احتمال أن تتميز سيرتك الذاتية.

في الختام:

يكتب "ماثيو" في مدونته: عندما سأل "شات جي بي تي" عن السبب الذي يمنعه من استلام مهمة كتابة السير الذاتية، فشكك البرنامج في قدراته لثلاثة أسباب وأحدها: "لا يقتصر إنشاء سيرة ذاتية متقَنة على اتباع مجموعة من القواعد أو القوالب فحسب؛ بل يتطلب فهم مهارات الباحث عن عمل وخبراته وأهدافه المهنية المحددة، وتقديم تلك المعلومات بطريقة تسلِّط الضوء على نقاط قوته وإنجازاته بفاعلية؛ وهذا يتطلب مستوى من التخصيص والدقة التي قد لا يتمكن الذكاء الاصطناعي من تقديمها كلياً".