كيف تصبح أكثر إبداعاً؟ إليك 8 طرق للخروج بأفكار

كيف تصبح أكثر إبداعاً؟ إليك 8 طرق للخروج بأفكار
(اخر تعديل 2024-04-26 06:00:21 )
بواسطة

لا تعتقد أنَّ الإبداع يعني اختلاق الأفكار الفريدة من نوعها؛ بل هو إضافة القيمة إلى الأشياء التي نمتلكها أو فعل الأعمال الروتينية بطريقة جديدة، وعندما نتحدَّث عن ابتكار الطرائق والأفكار الجديدة يتبادر إلى أذهاننا بأنَّ الإبداع سمة شخصية توجد في الناس الأذكياء، ولكن توصَّل الأخصائيون إلى نتيجة عظيمة تؤكد أنَّ الإبداع لا يأتي نتيجة الذكاء الخارق؛ فأينشتاين مثلاً صاحب الذكاء اللامع بالرغم من ذلك لا يعد نموذجاً للتفكير الإبداعي.

في الوقت ذاته يعد الأطفال مبدعين لكونهم يخلقون عالماً خاصاً من وحي الخيال بواسطة ألعابهم؛ لذلك نجد الطفل منهمكاً لمدة طويلة مع مجموعة من الألعاب، ويعيش حياة رسمها بطريقته، وأيضاً يمكنك التأكد من إبداع الطفل عندما تجده يبحث عن حل ويعثر عليه ليصل إلى شيء بعيد عن يديه، فاجلس وشاهد الأطفال قليلاً تلاحظ ما تحدثت عنه.

يملك الجميع موهبة الإبداع بشكل طبيعي في داخله، لكنَّه يحتاج إلى صقلها، ويمكن ذلك من خلال اتباع عدة طرائق سيقدمها مقالنا الآن، فتابع القراءة.

ما هو الإبداع؟

هو ميل الإنسان إلى الابتكار في طريقة عمله أو حياته الشخصية، فيحل مشكلاته ويعالج القضايا من وجهة نظر جديدة ناتجة عن الرؤية المختلفة والمعتقدات الجديدة بالنسبة إلى الآخرين وكذلك إلى نفسه؛ بسبب تفكيره خارج الصندوق وتوسيع آفاقه.

لا نقصد بالابتكار اختلاق الأشياء الفريدة؛ إنَّما نقصد صياغة الأشياء القديمة بطريقة مختلفة أو غير متوقَّعة، والفرق بين الإنتاج والإبداع شاسع، فيمكن للإنسان أن يكون عاليَ الإنتاجية دون التمتع بالإبداع، لكن إن كنت إنساناً مبدعاً ستكون عالي الإنتاجية تبعاً لذلك، ولأنَّ الإبداع والتفكير بشكل جديد مهارة كمختلف المهارات الأخرى، فيمكننا التدرب وتطويرها والابتعاد عن الملل كلياً في حياتنا.

8 طرائق للخروج بأفكار جديدة:

يمكننا جميعاً امتلاك المهارات الإبداعية لتطوير تفكيرنا وإيجاد الأساليب الصحيحة للعمل وحل المشكلات، وفيما يأتي بعض الطرائق التي تصل بنا للإبداع:

1. تغذية العقل:

القراءة إحدى أهم الطرائق التي تساعد على توسيع المدارك وقاعدة المعرفة، وتسمح بالنظر إلى الأمور من مختلف الزوايا، ولا يلزمك للتفكر بطريقة جديدة أن تقرأ الكتب العلمية وما شابه ذلك، فالتنوع في القراءة يساعد على اكتشاف عوالم مختلفة.

إضافة إلى القراءة فتوجد نشاطات أخرى تغذي العقل وتساعده على التفكير بحرية، مثل ممارسة الرياضات المختلفة ولعب الألعاب التي تمثل تحدياً بالنسبة إليك والتي تحتاج إلى تفكير دقيق كالشطرنج مثلاً، ويمكن تغذية العقل وتحفيز الإبداع من خلال زيارة بعض الأماكن التي تشعرك بالمتعة والتشويق، كالمسارح والمعارض والمتاحف والحفلات والمهرجانات أو المحاضرات العلمية.

2. الابتعاد عن النمطية:

كثيراً ما نبحث ونعتمد الحلول التقليدية عندما تواجهنا مشكلة جديدة أو مكررة، وقد نتبع طريقة الآباء أو الأصدقاء في الحل أو قواعد العمل الموضوعة من قبل المدير مثلاً، وهذا الأمر خاطئ في كثير من الأوقات، فالتفكير خارج الصندوق والابتعاد عن النمطية أو التشدد والتشبث بالرأي واعتماد وجهة نظر واحدة تبقي الإنسان في مكانه؛ لذلك كن فضولياً وابحث عن حلول جديدة وقاوم تنميط الآخرين لك قدر الإمكان، وعندما تواجهك مشكلةً تظاهر بأنَّ الحل التقليدي الذي اتبعته سابقاً لا يجدي نفعاً الآن لتحصل على نتيجة جديدة أفضل.

شاهد بالفديو: 7 تقنيات للعصف الذهني لاستلهام أفكار أكثر إبداعا

3. إنجاز أعمالك المألوفة بطرائق مختلفة:

لا يمكن أن تكون مبدعاً وأنت تقوم يومياً بمهامك بالطريقة ذاتها، فالإبداع هام في كل جوانب حياتنا كما تحدَّثنا آنفاً، ويجب أن يكون الإبداع نشاطنا الطبيعي، ويبدأ ذلك مثلاً بتغيير ترتيب منزلك وتجريب وصفات جديدة للطعام مثلاً أو إعداد الوجبات ذاتها بطرائق مختلفة، فالآن يمكنك أن تجد على اليوتيوب عشرات الفيديوهات التي تشرح كيفية إعداد الوجبة ذاتها ولكن كل فيديو يقدم طريقة جديدة.

حتى الأشياء البسيطة كتسريح الشعر أو تنظيف الأسنان أو الكتابة التي نستخدم اليد اليمنى دائماً لإنجازها، يجب الآن أن تجرب القيام بها باليد اليسرى، وخلاف ذلك فإن كنت أعسر فيساعد خوض التجارب غير المألوفة واختراق التقاليد على بناء وصلات عصبية جديدة في المخ، فيكسبك مهارة جديدة.

4. البحث عن الأشياء المختلفة:

توجد أشياء كثيرة تصنع فارقاً في حياتنا بالرغم من أنَّها بسيطة، كتغيير لون الأقلام، فأنا أذكر جيداً خلال فترة الدراسة الجامعية كنت أستخدم أقلام التحديد ذات اللون الأصفر حتى بت أشعر بالملل، واكتشفت ذلك عندما استخدمت قلماً بلون أرجواني لأشعر مجدداً بالتحفيز، فلك تخيل الفرق في حياتنا عندما نغير بعض الأشياء البسيطة؛ لذلك لا تجلس في المكان ذاته ولا تذهب للمقاهي ذاتها وتلبس الألوان ذاتها، فالتنويع بما تقوم به من نشاطات يساعد على فتح آفاق جديدة، وراقب دائماً كم النتائج التي تحصل عليها عند إجراء تغييرات في حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف تبقى منتجاً دون أن تضحي بالإبداع؟

5. منح نفسك الوقت الكافي للإبداع والتفكير الجديد:

يمكن أن نجد دائماً وقتاً للتفكير، ربما قبل البدء في العمل صباحاً أو في الاستراحة من العمل خلال النهار أو بتخصيص نصف ساعة يومياً قبل النوم للتفكير، ولأنَّ كثيراً من الأفكار الهامة تأتي في أثناء الانشغال؛ فحاول تدوينها والتفكير فيها ملياً في الوقت المخصص، ولا تعتقد أنَّ اقتناء مفكرة ورقية أمراً قديماً، فالذي يسعى نحو الإبداع في حياته يرتب أفكاره وملاحظاته التي سجلها طوال اليوم على مفكرته الورقية، ليعمل عليها وينتج أقوى الأفكار لاحقاً.

إنَّ تسجيل الأفكار والملاحظات ضروري، وتؤكد على ذلك عالمة الأعصاب "فارياه مارج"، فتقول إنَّ الأفكار سريعة الزوال، والطريقة الصحيحة للاحتفاظ بها هي التحدث عنها فوراً أو تسجيلها ليتم تحويلها إلى العالم المادي.

6. تحضير نفسك لتنجز مهامك قبل انتهاء الوقت:

يزداد اجتهاد معظمنا في العمل عند قرب انتهاء الوقت المخصص للمهمة، ولكنَّه أمر خاطئ، فعند قرب انتهاء الوقت يصبح الدافع هو إتمام المهمة في الوقت المناسب، بينما العمل بهدوء وروية وتركيز أعلى يساعد على العمل بإبداع أكثر، فالوقت متاح لتجريب عدة طرائق لإنجاز العمل والمقارنة بينها للوصول إلى الطريق الأصح والذي يميزك عن الآخرين.

في الوقت ذاته احرص على القيام بالتفاصيل اليومية حتى إن رأيتها غير هامة، كترتيب المكان أو تناول الطعام وتنظيف الأسنان؛ فجميعها تفاصيل تساعدك على الشعور بالاستقرار وبأنَّ الوقت كاف، فلا تشطب مهامك اليومية، بل كن ذكياً في تنظيم وقتك لتعطي كل عمل حقه، وفي حال اقترب الوقت المحدد لتسليم المهمة ولم تنته بعد، يفضَّل أن تبتعد عن الجميع وتعزل نفسك لتحصر تركيزك في العمل، وبعد قليل من الوقت ستجد أنَّ الأمر أسهل مما كنت تعتقد.

7. التحدُّث مع الآخرين:

في كثير من الأحيان، يساعد التحدث مع الآخرين على تحرك الأفكار؛ لأنَّه يوجه الأنظار إلى تفاصيل وموضوعات جديدة، ويساعد على رؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة؛ لذلك ابحث عن الأشخاص الإيجابيين ممن يستمعون لك جيداً، وتحدَّث إليهم عن مشكلة تبحث عن حل لها أو قضية تحاول فهمها.

بشكل عام، التعرف إلى كثير من الناس المختلفين يعود بفوائد كثيرة؛ لذلك استغل الفرص لحضور الحفلات أو اجتماعات العمل أو الاجتماعات العائلية والاجتماعات مع الأصدقاء، ففضلاً عن كونها تساعد على تحسين الحالة النفسية فإنَّها تساهم بزيادة معدل السعادة ومن ثم الإبداع في التفكير.

8. الابتعاد عن المقارنة:

لكل منا ظروف خاصة شخصية ومادية تجعل حياته مختلفة عن حياة الآخرين، فقد تنظر لشخص وتعجب بمهاراته وبالمكان الذي وصل إليه الآن، ولكنَّك لا تعلم شيئاً عما مر به في سبيل الوصول إلى الوضع الحالي؛ لذلك لا تقارن نفسك بأحد ولا تقارن مواهبك أو مهاراتك بمهارات الآخرين؛ بل انظر لمن تعجب بهم بصفتهم مصدر إلهام لك يجعلك تفكر ملياً بما تمتلك وتبتكر حلولاً إبداعية لمشكلاتك؛ حينها فقط يمكنك التفوق عليهم.

في الختام:

نحن نحتاج إلى الإبداع في مختلف أعمالنا وجوانب حياتنا، وبالرغم من أنَّ التفكير الإبداعي هو من المواهب التي يهبها الله لبعض الأشخاص ويميزهم بها، إلا أنَّه موجود بنسب مختلفة فينا جميعاً، ويمكن تنميته والتفكير بطرائق جديدة تميزك عن الآخرين وتساعد على النجاح، ولقد قدمنا في مقالنا أبرزها؛ بدءاً من تغذية العقل بواسطة القراءة المستمرة للكتب المتنوعة والتوجه نحو محفزات التفكير الإبداعي لكل منا من أماكن أو نشاطات تساعد على توسيع المدارك والأفق وتبعده عن النمطية واتباع الحلول ذاتها في أبسط المهام؛ لذلك دائماً توجَّه للقيام بأشياء مختلفة أو إنجاز مهامك الروتينية بطرائق متعددة، فكل تغيير يترك أثراً في حياتنا.

لتظهر آثار أفكارك الجديدة في حياتك دوِّن ما يتبادر لذهنك من أفكار جديدة في أي وقت، وفكِّر بها ملياً في الوقت اليومي المخصص لذلك، ولتتعرف إلى وجهات نظر جديدة تقرَّب من الآخرين واستمع للآراء الجديدة وفكِّر بها وحافظ على العلاقات الإيجابية في حياتك، ولكن لا تقارن نفسك بأحد، فكل إنسان يمكنه أن يكون مبدعاً بطريقته الخاصة.