3 نصائح لزيادة تأثير التفكير الإيجابي وفاعليته

3 نصائح لزيادة تأثير التفكير الإيجابي وفاعليته
(اخر تعديل 2024-03-12 05:00:19 )
بواسطة

الحياة ملآى بالتحديات والصعوبات، وقد يصل الإنسان إلى مرحلة يظن فيها أنَّه غير قادر على فعل شيء أو أنَّ ما يريده ليس من نصيبه، ويرغب في الاستسلام والاعتراف أنَّه لم يعد قادراً على تحمُّل مزيدٍ من الأعباء، ثم يأتي أحد ما ويخبره أنَّ الأمر بسيط وكل ما يحتاج إليه ليتغيَّر حاله هو أن يردد عبارات تحفيزية إيجابية يومياً، وبعد التجربة يتضح أنَّ الحال بقي كما هو إن لم يكن أسوأ.

لا يمكن للتفكير الإيجابي أن يساعدك على حل مشكلة ما إذا لم تتعرف إليها أولاً، فالأمر يشبه زيارة الطبيب للحصول على العلاج؛ لكنَّ الأهم أولاً هو تشخيص المشكلة الصحية، وقد يكون هذا هو السبب الذي يجعل التفكير الإيجابي غير مفيد.

فيما يأتي بعض النصائح التي تساعدك على الاستفادة من التفكير الإيجابي بأفضل ما يمكن:

1. تعرَّف إلى أصل المشكلة التي تسبِّب أفكاراً سلبية:

الأفكار السلبية لا تأتي من الفراغ، فهي بمنزلة عوارض لمعتقدات سلبية كامنة، وترديد عبارات التحفيز الإيجابية في هذه الحالة هو مجرد محاربة لتلك الأفكار دون التطرُّق إلى أصل المشكلة، ولهذا السبب تعود الأفكار السلبية إلى الظهور مجدداً وتجد نفسك في معركة معها طيلة حياتك، وتشعر أنَّ الحفاظ على عقلية إيجابية يتطلَّب جهداً كبيراً، بينما هو في الواقع أبسط من ذلك بكثير.

المصدر الرئيس للأفكار السلبية هو المعتقدات التي تنشأ من تجارب وخبرات الحياة السابقة وخاصة في مرحلة الطفولة؛ إذ يمكن لهذه المعتقدات أن تترسَّخ في العقل الباطن بطريقة يستحيل تغييرها.

قد تتسبَّب التجارب العاطفية الفاشلة على سبيل المثال في تكوين صورة سلبية عامة ومعتقدات خاطئة عن الجنس الآخر، تمنعك من الدخول في علاقات صحية في المستقبل حتى لو كان الطرف الآخر صادقاً، والسبيل الوحيد للتغيير هو التقييم العقلاني لتلك المعتقدات أو الدخول في تجارب إيجابية لتستطيع من خلالها أن تستبدل المعتقدات السلبية بأخرى إيجابية.

حاول أن تكتشف المعتقدات الخاطئة لديك، بدلاً من التركيز على الأفكار السلبية، ومن المفيد في هذه الحالة طرح السؤالين الآتيين:

  • لماذا لدي هذا المعتقد؟
  • هل هو استنتاج خاطئ أم افتراض لنتيجة محتملة؟

عند التأكد من صحة معتقد ما، يمكن تمييز إن كان حقيقة أم وهماً.

شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

2. ابنِ صورةً ذاتيَّةً إيجابية:

تؤثِّر المعتقدات في الصورة الذاتية، فعلى سبيل المثال الطالب الذي يرى أنَّ الرياضيات مادة صعبة لن يستطيع تخيُّل نفسه ناجحاً في اختباراتها، والنتيجة فشل مستمر في المادة لا يتغير إلا بعد تغيير نظرته إلى نفسه وإيمانه بقدرته على النجاح، فالأمر يشبه نظرة كبار السن للاختراعات الحديثة، فهم دائمو التشكيك بها ويجدون صعوبة في فهمها أو استخدامها.

إنَّ الصورة الذاتية هي انعكاس لمعتقدات الإنسان، لكن حتى تستطيع تغييرها ستحتاج إلى تغيير المعتقدات، إضافة إلى خوض تجارب تدعم المعتقد الإيجابي الذي تود تثبيته في ذهنك، عندها ستحلُّ الأفكار الإيجابية، بدلاً من الأفكار السلبية التي ارتبطت بموقف ما في الحياة.

عندما تدرك أنَّ لديك معتقدات أو استنتاجات خاطئة عن موقف ما استبدلها بمعتقدات إيجابية، ثم حاول أن تكوِّن صورة ذاتية عن نفسك تدعم ذلك، على سبيل المثال إذا أردت تحقيق النجاح بصرف النظر عن الظروف التي نشأت بها يجب أن ترى نفسك شخصاً يستحق النجاح.

3. استخدم عبارات التحفيز الإيجابية بطريقة مفيدة:

يظن معظم الناس أنَّ عبارات التحفيز هي مجموعة من الكلمات وظيفتها أن تُشعرك بتحسن؛ لكنَّها في الواقع مجرد تذكير بالقدرات التي يمتلكها الإنسان بالفعل.

إذا كان تفكيرك مملوءاً بالمعتقدات السلبية، عندها سيكون ترديد عبارات التحفيز مجرد خدعة، أما عندما تكون معبِّرة عن أفكار ومعتقدات إيجابية حقيقية داخلك، عندها ستكون مفيدة وسريعة النتائج.

إنَّ تغيير المعتقدات هو أصعب خطوة من كل ما سبق؛ لأنَّها خلاصة تجارب الإنسان خلال حياته ويستحيل نسيانها؛ لذلك يُعدُّ خوض تجارب إيجابية جديدة وذات تأثير قوي هو أفضل طريقة لتغيير معتقد قديم أو سلبي جذرياً.

في الختام:

التفكير الإيجابي مفيد وله القدرة على صنع تغييرات كبيرة في حياة الإنسان، لكن ليعمل على نحو صحيح يجب أن تتخلص من تأثير المعتقدات والتجارب السلبية السابقة.