3 طرق للتخلص من المعتقدات المقيِّدة

3 طرق للتخلص من المعتقدات المقيِّدة
(اخر تعديل 2024-03-12 05:21:14 )
بواسطة

يلجأ بعض الناس إلى الحوار الذاتي الإيجابي عن طريق ترديد عبارات تحفيزية من قبيل "أنا واثق من إمكاناتي"، أو تخيُّل مستقبل واعد حافل بالنجاح؛ بغية التخلص من هذه الأفكار المقيِّدة، لكن هذه الأساليب غير مُجدية؛ لأنَّها تتعامل مع الأعراض وحسب، فأنت تحاول أن تتخلص من شعور الاستياء بذاته، بدل أن تبحث عن الأسباب الكامنة خلف معتقداتك المقيِّدة وشعورك بالاستياء وتعالجها.

على فرض أنَّك مريض مثلاً، عندئذٍ لن يكفيك أن تتخلص من الحرارة؛ بل أنت بحاجة إلى علاج المرض، وينطبق المفهوم نفسه على المعتقدات المقيِّدة، فيساعدك إدراك الأسباب الكامنة خلف المعتقدات المقيِّدة على معالجة السبب الرئيسي والتخلص من المشكلة للأبد.

تتكون المعتقدات المقيِّدة بسبب ميل العقل الباطن للتفكير بطريقة معيَّنة، بمعنى أنَّ طبيعة الوظائف الإدراكية للفرد تفرض عليه التفكير بالمشكلات والمسائل المعقدة، وتكوين استنتاجات حيالها بطريقة محددة ومختلفة، وهو ما يدفع الفرد إلى استخلاص معتقدات معيَّنة.

يُطلَق على هذا المفهوم اسم المحاكمة المتأثرة في التأمل (reflective judgment)، وهو لا ينطبق تحديداً على المعتقدات المقيِّدة؛ لكنَّه يفسِّرها ويوضِّح آلية تشكُّلها بالكامل.

تصنِّف نظرية المحاكمة المتأثرة في التأمل طريقة تفكير الفرد إلى 3 مستويات؛ إذ ينتقل الفرد في أثناء تقدمه في العمر ونضوجه فكرياً صعوداً من مستوى إلى آخر، لكن يبقى بعض الأشخاص في المستويات الدنيا.

تفيد نظرية المحاكمة المتأثرة في التأمل بأنَّ المعتقدات المقيِّدة تنجم عن درجة الثقافة والخبرة ومدى تطور طريقة تفكير الفرد، وهذا يعني أنَّ تطوير عملية التفكير يؤدي إلى تخفيض عدد المعتقدات المقيِّدة.

فيما يأتي:

3 مستويات لعملية التفكير:

المستوى الأول، التفكير الجامد:

وهو يعني أن يصدِّق الفرد الكلام الصادر عن الشخصيات التي تمتلك مكانة أو سلطة عليه.

نوع المعتقد المقيِّد السائد في هذا المستوى: إذا أخبرك الآخرون بأنَّك لن تستطيع القيام بعمل ما فأنت ستقتنع بكلامهم.

مثال: "يجب أن يكون الفرد مميزاً حتى يصبح ممثلاً مشهوراً؛ وذلك وفقاً لأحكام المجتمع، لهذا السبب لا أستطيع أن أصبح ممثلاً ناجحاً".

المستوى الثاني، التفكير المبهم:

يظن الفرد في مثل هذه الحالة بأنَّه أقل من الآخرين، أو مختلف عنهم.

نوع المعتقد المقيِّد السائد في هذا المستوى: الشك والخوف، فأنت لا تعرف كيف تستطيع أن تحقق النجاح؛ وذلك لعدم وجود طريقة محددة لتحقيق النجاح، وأنت تظن أنَّ الناجحين يختلفون عنك، أو أنَّك لا تستطيع القيام بعمل معيَّن لأنَّك ببساطة لا تستطيع دون تحديد أسباب واضحة.

مثال: "الممثلون الناجحون لا يشبهونني بشيء، فهم أغنياء، ويتمتعون بمظهر حسن ومزايا لا أمتلكها، ويستحيل أن أصبح ناجحاً مثلهم، ولا يمكنني أن أفهم السبب".

المستوى الثالث، التفكير المبني على البراهين:

ويقتضي هذا المستوى الإقرار بوجود طريقة محددة صحيحة للقيام بالأعمال، بحيث يظن الفرد أنَّ تطبيق هذه الطريقة تطبيقاً صحيحاً يضمن تحقيق النجاح.

نوع المعتقد المقيِّد السائد في هذا المستوى: لا يوجد مجال للمعتقدات المقيِّدة، لأنَّ النجاح يُعرَّف على أنَّه نتيجة المحاكمة العقلية المنطقية والتحليلية، ولا يعتمد على الافتراضات المغلوطة أو التقلب المزاجي أو العاطفي.

مثال: "إنَّ قدرتي على إحراز النجاح في مجال التمثيل تعتمد على مهارتي التي يمكن أن أنمِّيها من خلال الممارسة والتدريب، وشبكة العلاقات التي بوسعي أن أبنيها مع مرور الوقت، وهذا يعني أنِّي قادر على إحراز النجاح إذا ما كنت قادراً ومستعداً لبذل ما يكفي من الوقت والجهد، وأنا أدرك الصعوبات التي يمكن أن تعترضني في أثناء ذلك".

يعزِّز مستوى التفكير الثالث من قدراتك وفرص نجاحك؛ لأنَّك تحاول اكتشاف أساليب تحقيق النجاح، بدل الاعتماد على افتراضات لا أساس لها من الصحة لطرح احتمال الفشل.

شاهد بالفديو: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها

3 طرائق للتخلص من المعتقدات المقيِّدة:

1. نبذ الافتراضات التي تعتمد عليها اعتماداً أساسياً في حياتك، ولا سيما تلك التي تحتفظ بها، وتشعر بعدم الراحة عند التشكيك بمدى صحتها:

غالباً ما تكون الافتراضات التي يتمسك بها الفرد من مسببات قلقه وتخلُّفه في الحياة، وهي تنتمي لمستويات التفكير الأول والثاني، وتفترض بعض هذه المعتقدات المغلوطة أنَّ الوظيفة المستقرة مثالية، أو أنَّك يجب أن تعيش في منزل فخم حتى تكون سعيداً.

إذا ظننت بأنَّك عاجز عن إطلاق مشروع خاص بك، عندئذٍ يجب أن تبحث عن مصدر هذا الافتراض، وتتأكد فيما إذا كان ناجماً عن دراسة موضوعية، أم أنَّك تعتمد على عواطفك ومزاجيتك وتتكهن بأنَّك لن تنجح، يجب أن تعمل على تغيير طريقة تفكيرك ووجهات نظرك بما يتلاءم مع أهدافك وطموحاتك.

إقرأ أيضاً: أسرار تحقيق النجاح في الحياة

2. عدم الاعتماد على العواطف في تكوين وجهات النظر:

يتمنى الفرد أن تكون وجهات نظره الشخصية صائبة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المعتقدات والافتراضات التي يتلقاها من المجتمع والأخرى التي يلقنها الآباء للأبناء، لكنَّ ما يهم فعلاً هو الحقائق والافتراضات السديدة في الحياة، ويجدر بالمرء أن يكون مستعداً للتعلم ولتقييم وجهات نظره والاعتراف بالمعتقدات الخاطئة في حال وجودها، واستبدالها بأخرى أحسن منها. بهذه الطريقة، لن يتمسك بالمعتقدات المقيِّدة.

3. تحكيم المنطق عند اتخاذ القرارات:

يجب أن تبني معتقداتك على المنطق والبراهين؛ ومن ثَمّ بدل أن تقول: "يستحيل على شاب مثلي أن يطلق مشروعه الخاص"، يجب أن تقول: "إذا أردت أن أطلق مشروعي، عندئذٍ يجب عليَّ أن أقوم بكذا وكذا لكي أحقق النجاح"، وعندما تحدد مقومات النجاح، فإنك ستعرف فيما إذا كنت مستعداً لبذل المجهود المطلوب. هذا يعني أنَّ الشيء الوحيد الذي يحدد مدى نجاحك هو اتخاذ قرار اتباع الهدف أم العدول عنه، دون أن تقحم عواطفك بالموضوع.

عند ترجيح المنطق على العاطفة، لن يبقَ أي مجال للمعتقدات المقيِّدة العاطفية التي تعوق تقدمك.