4 أسباب للتصرفات غير العقلانية التي تصدر من

4 أسباب للتصرفات غير العقلانية التي تصدر من
(اخر تعديل 2024-04-16 06:00:20 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "فيكتور ستاشورا" (Victor Stachura)، ويُحدِّثنا فيه عن الأسباب التي تدفع العقلاء إلى التصرف بصورة غير عقلانية.

انزعجتُ عندما عَلمتُ أنَّني تصرفت مثل كثير من المستثمرين، وتأثرت بقوة لها تأثير هائل، وهي انحياز "تجنب الخسارة" (Loss Aversion).

يستكشف "أوري وروم برافمان" العديد من القوى النفسية التي تؤثر في قراراتنا وأفعالنا يومياً؛ فهي أقوى مما يدركه أي منا، ولها تأثير كبير في حياتنا؛ لأنَّها تدفعنا إلى الإقدام على أعمال لا ينبغي لنا أن نقدِم عليها، وتجعل العقلانيين يفعلون أشياء غير عقلانية، إذاً ما هي هذه القوى التي تسيطر علينا؟ وهل ثمة طريقة للتغلب عليها؟

يقدم "أوري وروم" الأدلة والمعلومات اللازمة لنتحرر منها.

دور القصص في جذب انتباهنا:

يستخدم الأخوان "برافمان" أسلوباً فعَّالاً للغاية لإيصال رسالتهم وجذب انتباه القارئ وهو إخبار قصص شيقة؛ فهما يلخصان ببراعة العديد من الدراسات الطبية والنفسية التي تدعم ملاحظاتهما وتوضح وجهة نظرهما، لذا إليك 4 أسباب للتصرفات غير العقلانية التي تصدر من العقلاء:

1. انحياز تجنب الخسارة:

قرأتُ قصة عن طيار تجاهل سنوات من التدريب والخبرة في محاولة منه للتقليل من حجم خسارة مالية كبيرة، ولكنَّ ذلك كلَّفه حياة الطاقم والركاب في رحلته المنكوبة، فأحياناً ننجر وراء عواقب أسوأ بكثير من الخسارة المالية، ويحدث الأمر ذاته مع المستثمرين من أمثالي، والذين يراقبون استثماراتهم تتضاءل ظنَّاً منهم أنَّها ستتحسن مجدداً، وجميع هذه الأمثلة هي عن تحيز "تجنب الخسارة"، وهي قوة نفسية تجعل الناس يبذلون جهوداً مضنية لتجنب الخسارة وحتى عندما يكون العمل لتجنب الخسارة أكبر من الخسارة نفسها؛ فلا أحد يتقبل الخسارة حتى عندما يكون ذلك هو الخيار الأفضل.

2. انحياز إسناد القيمة:

يروي الكاتبان قصة عالِم شاب عثر على اكتشاف أثري أحدث ثورة في طريقة فهمنا لأصول البشر، ولكن لسوء الحظ أبعدوه عن المجتمع العلمي؛ لأنَّه كان غير معروف نسبياً، ولم يصدق أحد ما وجده إلا بعد مرور سنوات عديدة على الاكتشاف، وعلى الجانب الآخر أُشيدُ بعالم آثار معروف لاكتشاف تبيَّن في النهاية أنَّه خاطئ.

إنَّ "إسناد القيمة" (Value Attribution)؛ هو انحياز سلبي يدفعنا إلى الحكم على الأمور بوعي أو دون وعي بناءً على القيمة الأولية التي يتصورها المرء، فإذا كنت تعتقد أنَّ شخصاً ما مغفل، فسيظل في نظرك كذلك دوماً، وستشكك في عمله مهما حاول أن يفعل، ولكن لا يجب أن تتجاهل آراء شخص ما لمجرد أنَّه ارتكب بعض الأخطاء، أو لأنَّه لا يُعدُّ خبيراً في الفريق.

شاهد بالفديو: كيف نتخلص من التوتر في ظل الأجواء الصعبة التي نعيشها؟

3. انحياز التشخيص:

يروي "أوري وروم" قصة مؤثرة عن طفلة صغيرة كانت مريضة، وكانت أمها تبالغ في رد فعلها تجاه الموقف، وتوفيت الطفلة بعد ثلاثة أيام من الذهاب إلى قسم الإسعاف للأسف متأثرة في مرضها؛ إذ ركز الأطباء على رد فعل الأم المفرط بدلاً من الطفلة المريضة، ولسوء الحظ وقع الأطباء فريسة "انحياز التشخيص" (Diagnosis Bias)، ودفعت الفتاة الصغيرة الثمن الأكبر، ويحدث "انحياز التشخيص" عندما يتجاهل الشخص الحقائق والملاحظات التي تتعارض مع تقييمه الأولي لموقف أو شخص ما.

4. العدالة الإجرائية:

توجد مجموعة من الدراسات التي تسلط الضوء على انحياز يصعب مقاومته يُعرف بـ "العدالة الإجرائية" (Procedural Justice)، وهي حينما تكون الإجراءات أو العملية أهم من النتيجة، ويرغب الجميع بأن يعامَلوا معاملة عادلة حتى المجرمين المدانين منهم، ففي إحدى الدراسات شعر المجرمون المدانون بأنَّهم عومِلوا معاملة عادلة بناءً على مقدار الوقت الذي قضاه محاميهم معهم؛ فحتى عندما لم تكن النتيجة لصالحهم ودخلوا إلى السجن شعر المجرمون أنَّ العملية كانت عادلة.

في الختام:

لا يمكننا أن نُنكر أنه بين الحين والأخر تصدر سلوكيات غير عقلانية، بغض النظر عن ذكائنا أو عقلانيتنا، فمن الطبيعي أن تسيطر علينا العاطفة أحياناً، أو أننا نقع ضحية للضغوطات اليومية، أو نخطئ في تقدير بعض المواقف.