5 خطوات تساعدك في تجاوز ماضيك القاسي

5 خطوات تساعدك في تجاوز ماضيك القاسي
(اخر تعديل 2024-03-26 04:42:14 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع تجاوز الماضي القاسي.

5 خطوات تساعدك في تجاوز ماضيك القاسي:

فيما يأتي 5 خطوات تساعدك في تجاوز ماضيك القاسي:

1. فهم السبب:

لقد كانت محاولة تفهُّم والديَّ ومسامحتهما على بعض الجوانب المؤذية من طفولتي تحدِّياً صعباً بالنسبة إليَّ، فقد خلَّف ذلك ندوباً في نفسي استمرت حتى بلوغي سن الرشد، وفي الواقع، كان مجرد التفكير في المسامحة وتجاوز الماضي أمراً مؤلماً، وحينها أدركت كم كنت عالقةً في هذا الماضي دون وعي.

أخذتني محاولة فهم سبب اضطراب علاقتهما وأثَر ذلك المباشر فيَّ، في رحلة إلى الماضي جعلتني أتذكر كل شيء أردت نسيانه، وفقط حين حاولت فهم طفولة كل منهما وحياته وصراعاته، تمكَّنت أخيراً من فهم ظروف منزلنا آنذاك؛ فلقد نشأ كل منهما في عائلة مضطربة أيضاً، وتشرَّبا عقلية الاضطراب دون وعي؛ لذا كررا دون أن يعيا القيود والعقلية السلبية نفسها التي عاشاها على بعضهما بعضاً وعليَّ أنا أيضاً.

بمجرد أن تتمكن من أخذ الخطوة الصعبة للخوض في ماضي عائلتك أو شريكك، ستتمكن من ملاحظة دورة العنف المتكررة، وستدرك حقيقة أنَّهم لم يتمكنوا من إيقافها؛ بل أصبحوا جزءاً منها، وهذا جعلهم ضحايا قيودهم الخاصة؛ لذا أوقف هذه الدورة، فالأمر بيدك الآن.

2. ملاحظة أنماط السلوك أو التفكير المؤذية:

دائماً ما نتبع نمطاً عاماً؛ طرائق نفكر ونتصرف بها تحدُّ من تطورنا وتُعرِّضنا لخطر الوقوع في علاقات مؤذية؛ إذ يبدأ الأمر بانعدام الثقة بالنفس، فما لم يجعلك أحد تشعر في طفولتك بأنَّك محبوب ومميَّز، ينخفض تقديرك لذاتك، وتشبُّ على شعور بالفراغ وفهم خاطئ لقيمتك الخاصة، فقد يميل كثير من الأشخاص الذين تعرَّضوا لأذية نفسية - ومعظمهم من الإناث - إلى البحث عن الحب والتقدير في العلاقات العاطفية التي لا تقدم لهم للأسف ما يستحقون من اهتمام.

كثيراً ما نشهد حالات تتعرض فيها النساء للتعنيف الجسدي من قِبل أزواجهن مراراً وتكراراً، ومع ذلك يستمررن في العلاقة، ونتساءل حينها كيف لها ألَّا تدرك أنَّ هذا الشخص لا يسبب لها سوى الألم، وأنَّ هذا الوضع لن يتغير أبداً؟ ولكنَّها بالفعل لا تدرك ذلك، فعلى الرغم من معاناتها من التعنيف، إلا أنَّها تعتاد الأمر وتتقبَّله إلى حدٍّ ما؛ وذلك لأنَّها لم تجرِّب قط العلاقات السليمة والصحية، فلا يمكنها حتى تخيُّل نفسها في علاقة صحية، وهذا نمط تفكير خطير جداً.

ما لم تعترف بوجود نمط تفكير مؤذٍ في حياتك يمنعك من التطور والوصول إلى الحياة والعلاقات التي تستحقها، ستقضي حياتك عالقاً في هذا النوع من الحياة والعلاقات السامة، فأنت لست ضحية بعد الآن، ولست طفلاً عاجزاً عن الدفاع عن نفسه؛ بل أنت شخص ناضج وحر لتجاوز عقلية الضحية، وليس هناك سبب أو عذر للاستمرار بعيش حياة لا تمنحك ما تستحقه، ومن الآن فصاعداً الأمر بيدك لتجاوز ماضيك وتحديد مستقبلك بنفسك.

شاهد بالفديو: 5 وسائل لتجاوز الألم روبن شارما | Robin Sharma

3. البحث عن قدوة:

قد يكون العثور على أشخاص يُحتذى بهم في محيطك تحدياً شاقَّاً للغاية، وأحياناً يكون مستحيلاً، ويُعزى ذلك بشكل أساسي لميل معظم ضحايا العنف إلى تشكيل العلاقات مع أشخاص لا يقدمون لهم سوى القليل من الاهتمام، ولحسن الحظ، نحن نعيش في عصر يمكنك فيه إيجاد مجموعات دعم، إما بالقرب منك أو عبر الإنترنت.

تتوفر على الإنترنت معلومات مفيدة كثيرة عن الصحة النفسية، من مدونات، ومجموعات دعم، ومواقع، ومقاطع فيديو، وما إلى ذلك؛ لذا ابحث عن أشخاص يلهمونك؛ أشخاص ترغب في عيش حياة تشبه حياتهم، وحاول محاكاة سلوكهم، وحاول أيضاً معرفة أساليبهم واستراتيجياتهم للتحسين الذاتي.

كان إيجاد قدوة من أصعب الأمور بالنسبة إليَّ، فقد أدركت أنَّني كنت أحيط نفسي بأشخاص يفتقرون إلى الثقة بالنفس، ويميلون إلى الأفكار السلبية عن الحياة وعن أنفسهم، وقد تطلَّب الأمر مني كثيراً من الشجاعة لحزم حقائبي والانتقال من المدينة التي كنت أعيش فيها، كما كان عليَّ اتخاذ القرار الصعب بالانفصال تماماً عن هذا العالم السام، كي لا أعود إلى حالة الضعف التي كنت أعانيها مسبقاً، والآن لم أعد كذلك أبداً.

4. تقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس:

لطالما كنت أفتقر إلى الثقة بالنفس في فترة مراهقتي، ولم أدرك قيمتي الحقيقية، فكنت أشعر أنَّني وُلدت بإمكانات كبيرة وأهداف أكبر في الحياة، ولكنَّني لم أتمكن من التحرر من حقيقة أنَّ أحداً لم يجعلني أشعر بالتميز والحب، وبأنَّني ضرورية في حياته.

في الحقيقة، كانت والدتي تقول دائماً إنَّ ولادتي قد أفسدت حياتها، فقد جعلتني أؤمن أنَّني فاشلة ولن أصبح أبداً شخصاً هاماً، ولقد لامتني على كل مشكلات حياتها وصدَّقتُ ذلك، لدرجة أنَّني لم أدرك أنَّني كنت طفلةً معنَّفة نفسياً حتى دخلت كلية علم النفس؛ فبدأت أفهم أنَّ الإساءة العاطفية والجسدية ليست بالأمر الطبيعي.

دائماً ما كانت تحدث الإساءة والعنف في المنزل حيث الخصوصية، لكن في الأماكن العامة كنَّا العائلة المثالية؛ لذا كنت أعتقد أنَّ جميع العائلات الأخرى تعيش بنفس الطريقة، وقد كان السفر حول العالم وحدي أفضل معلِّم بالنسبة إليَّ، وأفضل مدرسة في الحياة، فأنا أحب السفر بطبيعتي، وتعلَّمت كثيراً من الأمور من التعامل مع أشخاص من مختلف المجالات، وبوجهات نظر مختلفة عن الحياة والصحة عموماً.

لقد كان تحدي نفسي ومغادرة منطقة راحتي مراراً ذا أثر إيجابي مذهل بالنسبة إليَّ، وأظن أنَّه يجب على الجميع تجربة السفر وحدهم مرة واحدة على الأقل في حياتهم؛ إذ ستقابل أشخاصاً ملهِمين، وستدرك ما تتمتع به من إمكانات، وكم أنَّك قادر على الاعتناء بنفسك بشكل مثالي والحفاظ على هدوئك في مختلف الظروف.

أؤكد لك أنَّك تستطيع إعادة ترتيب أفكارك، وتجديد أحلامك، وبناء علاقات رائعة مع الناس ومجتمعك؛ لذا ابحث عن طرائق مناسبة لك تجعلك تشعر بالقوة ومارسها دون خوف، فليس لديك ما تخسره، وأمامك كثير لتربحه، فالعالم ينتظرك.

5. إيجاد الشريك المناسب:

ارفع مستوى توقعاتك، ولا ترضَ بعلاقة لا تضيف شيئاً جديداً أو مفيداً لحياتك؛ إذ تنطوي العلاقات بمجملها على النمو والحب واكتشاف الذات، فلا تحمِّل نفسك عبء إصلاح مشكلات شخص آخر أو ملء الفراغ الذي يعيشه، ولا تحاول التقرُّب من شخص يحتاج إلى مرشد نفسي أو سند؛ بل يجب على كل شخص التعامل مع مشكلاته قبل الدخول في علاقة؛ لذا ابحث عن شخص مستعد تماماً لمشاركة حياته معك وتحمُّل المسؤولية، واحرص على مشاركته المبادئ نفسها.