5 خطوات لتجاوز المشاعر المحبطة

5 خطوات لتجاوز المشاعر المحبطة
(اخر تعديل 2024-03-19 05:07:18 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المُدوِّنة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن أهمية تقبل مشاعرنا جميعاً.

هل توجود مشاعر خاطئة؟ لا، ليس حقاً؛ فمعظم المشاعر ليست جيدةً أو سيئةً أصلاً؛ وإنَّما استجابتنا لها هي ما تجعلها جيدةً أو سيئةً أو مفيدةً أو ضارةً لأنفسنا أو لشخص آخر؛ فقد نشأنا وتعلمنا وقيل لنا إنَّ الإحساس بمشاعر سلبية هو أمر سيئ، فإذا أردت أن تكون يوماً شخصاً ذا قيمة، أو جيداً، أو مقبولاً، أو محترماً، أو حتى نصف لائق؛ فيجب أن تسيطر دائماً وبصورة كاملة على مشاعرك، وتعبِّر عن المشاعر الجيدة فقط.

إذا كان هذا هو الحال لقد فشلت، ولكن لا بأس في ذلك، وإحدى هذه الإخفاقات المذكورة وقعت منذ عدة أيام عندما جعلت ابنتي البالغة من العمر عاماً ونصف تأخذ قيلولة بعد الظهر، وعادةً ما تأخذ طفلتي قيلولةً لمدة 90 دقيقة؛ لذلك كنت مصممةً وعازمةً طوال الصباح على قضاء هذه الساعة والنصف المتواصلة في إنجاز بعض الأعمال الهامة وتحسين إنتاجيتي، ولكن في هذا اليوم بالذات بعد نحو 20 دقيقة فقط بينما كنت أعمل بجدٍّ استيقظَت ابنتي فجأةً، وقلت لنفسي: "لا يمكن أن يحدث ذلك، ليس اليوم؛ لكنَّه ليس بالأمر الهام سأجعلها تعود إلى النوم، ولا بأس إذا استغرق الأمر بضع دقائق يمكنني العودة إلى عملي وإنجاز هذه الأشياء التي أريد حقاً إنجازها، ثمَّ سيعود كل شيء إلى المسار الصحيح في غضون بضع دقائق".

لكن من الواضح أنَّ ابنتي الصغيرة كانت لديها فكرة مختلفة تماماً، في حين أنَّها استلقَت فوراً إلا أنَّها لم ترد على الإطلاق العودة إلى النوم، وبعد 30 دقيقة من تجربة الحيل كلها الممكنة لمساعدتها على النوم، بدأت خططي تتلاشى تدريجياً ولم يسعني القيام بشيء؛ لكنَّني لم أستطع أن أتخلى عن رغبتي بإنجاز هذا العمل؛ لذا أصابني الجنون، وشعرت بالغضب والاستياء من طفلتي، حتى إنَّني قلت لها بصوت بارد: "أغمضي عينيك فقط وعودي إلى النوم"؛ لكنَّها لم تفعل ذلك بالطبع، وهو ما سبَّب لي مزيداً من الإحباط.

بعد ذلك بدأت أشعر بالغضب تجاه نفسي لكوني والدةً سيئة، ولأنَّني شعرت بالاستياء تجاه طفلتي على الرغم من أنَّ الأمر لم يكن خطأها، ثمَّ بدأت أشعر بالسوء لأنَّني لم أستطع تجاوز استيائي من الموقف، ولأنَّني لم أستطع استعادة رشدي وتجاوز غضبي، وبعد ذلك كله شعرت بأنَّ كل شيء كان ثقيلاً جداً، وأنَّني أريده أن ينتهي فوراً، ولكن لحسن الحظ تمكَّنتُ بعد لحظات قليلة من السيطرة على نفسي، وأبديت قليلاً من التعاطف والتفهم، فتخليت عن جميع محاولاتي بأن أكون والدةً مثالية وعقلانية.

لقد بكيت كثيراً، ودخلت إلى الحمام حتى لا تراني طفلتي المسكينة في هذا المشهد الحزين، ربَّما بكيت لوقت طويل جداً؛ لكنَّني أعترف بأنَّني شخص درامي في بعض الأحيان، وعندما شعرت بأنَّني اكتفيت توقَّفتُ عن البكاء، وبعدها أخذت أنفاساً عميقة، ثمَّ استجمعتُ قواي واعتذرت لطفلتي لأنَّني لم أسمح لنفسي بتقبُّل مشاعري والإحساس بها؛ بل صببتُ جام غضبي عليها حتى، وبمجرد أن سمحت لنفسي بالإحساس بتلك المشاعر السلبية وعبَّرتُ عنها ببكائي، كان من السهل جداً في الواقع التخلي عن رغبتي في إنجاز تلك الأعمال بعد الظهيرة، وعندها عدتُ إلى غرفة نومها وحملتُ طفلتي اللطيفة بين ذراعيَّ ولعبنا وضحكنا وذهبنا إلى الحديقة وأكلنا الحلوى معاً.

لذلك عندما تشعر يوماً بالإحباط أو الاستياء أو خيبة الأمل أو الغضب قبل أن تحاول إقناع نفسك بتجاهل هذا الشعور يمكنك أن تحاول القيام بشيء آخر.

مثلاً اتبع هذه الخطوات الخمس:

1. الإحساس بالشعور:

ما عليك سوى المضي قدماً والسماح لنفسك بالإحساس بما تشعر به؛ إذ عليك الإحساس به تماماً وقدر الإمكان، فامنح نفسك مساحةً صغيرة؛ اذهب إلى غرفة أخرى وابكِ قليلاً، أو اقفز، أو تجوَّل، أو ادفن رأسك في وسادة ودع الشعور يتملكك لبضعة دقائق.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل.

2. تقبُّل الشعور:

بمجرد أن تسمح لنفسك بالإحساس بهذا الشعور وتقبُّله ستشعر بهدوء كبير؛ لأنَّك لن تحارب مشاعرك أو نفسك أو حقيقة أنَّك شخص غير مثالي، وهذا بالتأكيد سيجلب لك راحةً كبيرة.

3. التشجيع:

عليك أن تُشجِّع نفسك وتحفزها؛ فمثلاً قل لنفسك: "يمكنني تجاوز الأمر!"، أو "لم تجرِ الأمور كما أردت، وهذا طبيعي في بعض الأحيان؛ لذا حان الوقت للمضي قدماً"، أو "لقد تغلبتُ على تحدياتٍ أكبر بكثيرٍ من هذا"، أو "إنَّه أمر مروِّع؛ لكنَّني قوي ويمكنني تجاوزه ولا يجب أن يفسد يومي كاملاً"، قل لنفسك هذه الكلمات أو أي كلمات دعم وتشجيع تحتاج إلى سماعها من نفسك في تلك اللحظة، وإذا كنت تواجه صعوبة في تحفيز نفسك فكر فيما ستقوله لصديق مقرب كان يعاني ويحتاج إلى سماع بعض الكلمات المُشجِّعة، ثمَّ قل ذلك لنفسك.

4. الشعور بالامتنان:

على الرَّغم من كل شيء يجب أن تفكر في 3 أشياء تشعر بالامتنان لها في هذه اللحظة، ليس من الضروري أن تكون هذه الأشياء مرتبطة بأحداث مزعجة حديثة؛ وإنَّما 3 أشياء فقط عموماً، فيمكن أن تكون أشياء بسيطة جداً؛ كامتلاك سرير مريح أنام فيه ليلاً، أو توافر الطعام كلما شعرت بالجوع، أو العيش في مكان آمن، وربَّما قد تكون أشياء أكبر مثل أصدقائي الذين يحبونني، أو العمل في وظيفة أستمتع بها، أو طفلتي الجميلة والسعيدة.

5. الإعادة والتكرار:

من الخطأ القول: "لا توجد فرص ثانية في الحياة"؛ إذ توجد دائماً فرص لإعادة تصحيح المواقف الخاطئة على نحو ملائم، وتذكر ذلك الموقف أو الشخص مفعماً بالإحساس بالسلام والتقبل، وحوِّل الموقف السلبي إلى موقف إيجابي وممتع، واشعر بما يجب أن تشعر به، وعش الشعور على أكمل وجه، وتقبله، وعامله، عندها ستشعر بالرضى مرةً أخرى.