7 طرق لتجاوز فاجعة الفقد

7 طرق لتجاوز فاجعة الفقد
(اخر تعديل 2024-03-28 05:35:14 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 7 طرائق لتجاوز فاجعة الفقد.

يُقال إنَّ الوقت كفيلٌ بشفاء الجراح؛ لكنَّه ليس السبب في استعادة راحة بالي اليوم، ولقد بذلت جهداً مُضنياً في محاولة التغلب على آلامي، فكما ورد في كتاب "دليل التعافي من الحزن" (The Grief Recovery Handbook) للمؤلِّفَين "فرانك جيمس" (Frank James)، و"روسيل فريدمان" (Russell Friedman): "العمل الشاق يتطلب بعض الوقت".

تفرض عليَّ طبيعة عملي في مجال تقديم الاستشارات أن أتعامل مع أشخاص يواجهون صعوبة في المُضي قدماً في حياتهم بسبب تفاقم شعورهم بالحزن جراء الفقد الذي تعرضوا له فيما مضى، ويزداد الشعور بالألم وتشتد وطأة الحزن الناجم عن المصائب القديمة مع مرور الوقت، وليس نقيض ذلك، ويصبح شعور السخط والخوف والمرارة جزءاً لا يتجزأ من شخصية الإنسان الذي يتعرض لفاجعة الفقد.

أن تتعرض للفقد أو الأسى الشديد دون أن تحاول معالجته يشبه أن تنتظر التئام عظم ساقك المكسور من تلقاء نفسه، ويمكن أن تتخلص بهذه الطريقة من شعور الألم الشديد؛ لكنَّك لن تشفى وتستعيد قواك وراحة بالك وحياتك مجدداً.

عندما تتعامل مع شعور الحزن تعاملاً صحيحاً، فإنَّك ستستعيد قواك، وتصبح أكثر قدرةً ومرونةً وتقبُّلاً من الناحية العاطفية والروحانية، وسيتسنى لك أن تمضي قُدماً في حياتك وتحقق إنجازات لم تقدر على فعلها قبل فاجعة الفقد.

عندما تتخذ التدابير اللازمة للتعامل مع شعور الألم الناجم عن الفقد، فإنَّك تمهِّد الطريق لمزيد من الفرح والنجاح الذي لم تعهده مسبقاً في حياتك.

قد تواجه بعض الصعوبة في الحصول على الدعم الذي تحتاج إليه من أجل التغلب على التغلب على شعورك بالحزن؛ لأنَّ الإنسان يتعلم منذ نعومة أظفاره كيف يمتلك ويحصل على الأشياء التي يريدها؛ لكنَّه لا يعرف بالمقابل كيف يتعامل مع الفقد.

لا داعي للقلق بشأن هذه التفاصيل؛ فتوجد استراتيجيات فاعلة تستطيع أن تستخدمها لتساعد نفسك على عملية الشفاء.

7 طرائق لتجاوز فاجعة الفقد:

إليك فيما يأتي 7 طرائق لتجاوز فاجعة الفقد:

1. عدم الاكتراث إلى آراء الآخرين وتوقعاتهم:

لن يفهم بعض الناس سبب ذكرك لحادثة الفقد عمداً بعد مرور كل هذا الوقت، ولا بأس بذلك، ولا داعي لأن يعرف الجميع بالعمل والجهد الذي تبذله لتتخلص من شعور الفقد؛ إذ يمكن أن تؤدي قلة الدعم من المحيط إلى شعورك بالوحدة، وبأنَّك لا تتبع الأساليب والمفاهيم السائدة بين الناس، وهذا أمر طبيعي لأنَّ الأشخاص الناجحين في شتَّى المجالات يشقون طريقهم الخاص المختلف عمَّا هو متعارف عليه بين عامة الناس، وأنت لا تحتاج إلى دعم الجميع ومساعدتهم؛ بل يكفي أن يساندك المقربون منك.

2. الاعتراف بشعور الألم ثمَّ العمل على التخلص منه:

من الهام أن تطبِّق هذه الطريقة بالترتيب الصحيح؛ أي أن تعترف وتشعر بالألم قبل أن تحاول التخلص منه، فعندما يفوِّت الفرد مرحلة الشعور بالألم، فإنَّه لن يتجاوز محنته على الإطلاق، وسيعاني أحزاناً وآلاماً قديمة ستتفاقم وتلتهب أكثر مع مرور الوقت، ويتفاقم الشعور بالألم عندما يحاول الفرد إنكار مشاعره وكبتها.

3. أخذ الأمور بروية:

يتساءل غالبية الأفراد عن المدة الزمنية اللازمة لتجاوز المحن، وأجيبهم بأنَّ مدة التعافي تتوقف على شدة المصيبة، وكم الدعم الذي يتلقاه الفرد، وتجارب الفقد التي تعرَّض لها خلال حياته، وعدد الجراح القديمة التي أثارتها تجربة الفقد الحالية.

لا تستطيع فعل أي شيء لتسريع عملية الشفاء؛ لكنَّك من ناحية أخرى تطيل من معاناتك عندما تمتنع عن التعامل مع شعور الحزن وتتجاهله، ويقتضي الشفاء أن تواجه حزنك وتعمل على التعافي منه.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتتجاوز وفاة شخص عزيز عليك

4. التخلُّص من شعور الألم:

ستشعر بالضيق والتعب من كونك حزيناً وكئيباً بعد مدة، وعندها ستراودك رغبة في تجاوز الألم والمُضي قُدماً في الحياة؛ لكنَّك ستشعر في الوقت نفسه بأنَّك غير مخلص للشخص الذي فقدته جراء تفكيرك بتجاوز المحنة والمُضي في حياتك.

كان يجب أن أتعامل مع مزيد من الأسى عندما بلغت هذه المرحلة؛ لأنَّ طفلتي كانت حديثة الولادة عندما تُوفيت، فشعرت حينها بأنَّ معاناتي هي الإثبات الوحيد على حياتها، ولم يقابلها ولم يعرف بوجودها أحد فبدا لي أنَّ بؤسي هو الطريقة الوحيدة لإحياء ذكراها، وظننت أنَّ تجاوز الألم يعني أنَّها لم توجد من الأساس ولا يوجد مَن يذكرها؛ لكنَّك سوف تتجاوز هذه المرحلة في النهاية؛ لأنَّك تحتاج إلى راحة البال.

5. البحث عن النعم الكامنة في المعاناة:

قد تبدو هذه الفكرة غريبة نوعاً ما؛ لكنَّني بالفعل أقترح أن تبحث عن النعم الكامنة في تجربتك الصادمة، وتستطيع أن تبدأ ممارسة الامتنان؛ وذلك عبر تدوين قائمة بالأشياء التي تعلمتها من تجربة الفقد والأسى المرافق لها، ويمكن أن تشمل هذه القائمة العلاقات، ووجهات النظر والمفاهيم الجديدة التي أدركتها، والتحرر من شعور الخوف، وأي شيء آخر حصلت عليه من الفقد.

صدِّقني توجد حكمة ونعمة في تجربة الفقد ويجب أن تقرر العثور عليها.

6. استثمار التجربة الأليمة في خدمة الآخرين:

عندما يتعافى الفرد من تجربته الأليمة، فإنَّه سيود أن يصبح مصدر إلهام ويحاول مساعدة الآخرين على تجاوز آلامهم، وبهذه الطريقة يُستفاد من الفاجعة في خدمة الآخرين.

فيما يأتي 4 طرائق أستخدمها لأحيي ذكرى فقيدتي الصغيرة من خلال أعمالي:

  • لقد رُزِقت بثلاثة صبيان بعد "غريس"، وهذا يعني أنَّها الطفلة الوحيدة التي أنجبتها، وكان من الصعب عليَّ أن أتسوق وأشتري حاجيات وهدايا لأطفالي الذكور، ولا أجلب شيئاً يخص الفتيات الصغار؛ لهذا السبب صرت أذهب إلى التسوق كل سنة في العيد وأشتري هدايا لطفلة صغيرة فقيرة.
  • ما كان ليتسنى لي أن أكتب مقالاً كهذا عن طرائق تجاوز التجارب الأليمة لو أنَّني لم أتعلمها من تجربة فقدان طفلتي الصغيرة "غريس"، ويعود الفضل في كتابة هذا المقال إلى "غريس".
  • خصصت يوم عيد ميلاد "غريس" للاحتفال بالعائلة وتقديرها؛ إذ أقضي كامل اليوم مع عائلتي بصفتها مناسبة خاصة بنا، حتى أعلِّم أولادي على الفقد؛ إذ نتذكرها في البداية ثم نحتفل بالعائلة التي تكونت بعد رحيلها لبقية اليوم.
  • أدت فاجعة فقدان ابنتي إلى تغيير مساري المهني، وصرت كوتشاً أتحدث وأكتب وأعلِّم في مجال تقديم الاستشارات والدعم في موقعي الإلكتروني، ويعود الفضل في كل ما حققته إلى العزيزة "غريس".

7. الإصرار على تجاوز المحنة:

لا يستطيع الإنسان أن يتحكم بما يحدث في حياته؛ لكنَّه قادر على التحكم بطريقة استجابته، فتستطيع أن تمجِّد خساراتك عبر تحويلها إلى إرث خاص بك تحكي فيه قصتك الفريدة من نوعها إلى الآخرين ليستفيدوا من الحكمة الكامنة فيها.

في الختام:

ابحث عن الجمال الكامن في الأسى، وأعدك أنَّه موجود.