9 نصائح تساعدك على التغلُّب على الخوف من الرفض

9 نصائح تساعدك على التغلُّب على الخوف من الرفض
(اخر تعديل 2024-04-17 06:21:16 )
بواسطة

يبدأ الأمر بفهم طبيعة خوفك من الرفض، وما الذي يسببه، وما هي الآثار التي يمكن أن يتركها في حياتك؛ لذا يمكنك بعد ذلك تطبيق هذه النصائح التي ستساعدك على التغلُّب على الخوف من الرفض، وعيش حياتك على أحسن وجه، وسنبدأ أولاً بفهم الخوف من الرفض.

فهم الخوف من الرفض:

يمكن للرفض أن يمنعنا من تحقيق أهدافنا وعيش حياة مُرضية، ويمكن القول إنَّه الشعور الذي تختبره عندما يُستغنى عنك، أو لا يتم قبولك، أو الشعور بأنَّك لست على درجة كافية من الكفاءة، وإنَّها عاطفة بشرية طبيعية، وتُظهر الأبحاث أنَّ هذه العاطفة يمكن أن تكون مؤلمة مثل الألم الجسدي تماماً، فنحن مخلوقات اجتماعية، أي تفرض علينا طبيعتنا أن نقيم علاقات مع الآخرين، ونسعى إلى الشعور بالانتماء، وهذا الأمر برمته هو جزء طبيعي من حياتنا بصفتنا بشراً.

لكن اعلم أنَّ الرفض جزء طبيعي من حياتنا، ولقد تعرض كل شخص منا للرفض في مرحلة ما سواء على الصعيد العاطفي أم المهني أم من قبَل العائلة والأصدقاء، ولكن يعود إلينا قرار اختيار الطريقة التي نَستجيب فيها للرفض، وهي التي تحدد النتائج المترتبة عليه، فقد نشعر أحياناً بالرفض من قبَل شخص ما دون أن يكون لديه أي نية في ذلك، وقد يكون السبب في ذلك هو ضعف ثقتنا بأنفسنا، أو سوء تفاهم.

كي تتجاوز المشاعر السلبية التي يؤدي إليها الرفض، فمن الهام للغاية أن تفهم ما يعنيه بدقة، فلا يحدد الرفض قيمتك، ولا مقدار ما تحققه من نجاح في المستقبل، لذا يجب أن تتعلَّم تجاهل الخوف من الرفض، وانتهاز الفرص التي تنطوي على المخاطرة، وتجربة أشياء جديدة، وتستطيع إذا اخترت تحويل الرفض إلى تجربة تقوي عزيمتك، وتدفعك لتطوير ذاتك، أن تحقق أكبر أهدافك وتصل إلى أقصى إمكاناتك.

مقارنة بين الرفض والفشل:

الخوف من الرفض والخوف من الفشل هما اثنين من أكبر المخاوف التي تعوقُنا عن تحقيق أهدافنا، وإدراك إمكاناتنا القصوى، ويمكن أن يكون التغلُّب على كلا نوعي الخوف أمراً صعباً، ولكن يجب أن تعرف أيضاً أنَّ هناك اختلافات بين النوعين.

يتمثَّل الخوف من الفشل بامتناعِك عن القيام بشيء ما بسبب الخوف من عدم تحقيق النجاح؛ وقد يؤدي ذلك إلى تفويت الفرص، وإضعاف التقدُّم الممكن إنجازه على صعيد حياتك الشخصية والمهنية، بينما يظهر الخوف من الرفض عندما تتجنب القيام بشيء ما بسبب خوفك من عدم قبول الآخرين لك، ويمكن أن يكون التعامل مع هذا الأمر صعباً؛ لأنَّه ينطوي على الجانب الاجتماعي من حياة الإنسان.

من الطبيعي أن تشعر بالألم وخيبة الأمل عندما تتعرض للرفض، لكن من الهام أن تدرك أنَّ التعرُّض للرفض هو جزء طبيعي من حياة أي إنسان، سواء كان ذلك مشروع كتاب تم رفضه، أم فرصة وظيفة لم تحصل عليها، ويبقى الرفض احتمالاً قائماً ما دمت تسعى إلى تحقيق شيء ذي مغزى في حياتك، لذا يكمن الحل في عدم الخوف من الرفض؛ بل في تقبُّله بوصفه فرصة للتعلُّم وتطوير الذات، وستكون قادراً من خلال تهيئة نفسك مسبقاً للتعامل مع الرفض، وعده تجربة تعلُّم قيِّمة، من تحويله إلى حافز لتحقيق مزيد من النجاح.

التعامل مع الرفض في مواقف مختلفة:

يقدم لنا العالم فرصاً للتعلُّم باستمرار، ويمكنك لحسن الحظ أن تتعلَّم بسهولة كيف تتعامل مع الرفض من خلال إجراء تحوُّل بسيط في موقفك الذهني، ويمكنك التعافي من أي تجربة رفض، بل وتجنُّب حدوثها أصلاً إذا تمتعت بالثقة والمرونة.

إليك بعض أهم المواقف التي قد تتعرض فيها للرفض وكيفية التعامل معها:

1. مقابلة التوظيف:

يمكن للخوف من الرفض أن يمنعنا من إظهار شخصيتنا الحقيقية في مقابلة التوظيف، فقد تقول ما تعتقد أنَّ مسؤول التوظيف يرغب بسماعه، أو تخفي معلومات عنك على أمل الحصول على الوظيفة؛ وسيؤدي عدم التصرف وفق شخصيتك الحقيقية إلى مزيد من التوتر والقلق، لأنَّك تبذل كثيراً من الجهد للحفاظ على الشخصية المزيفة التي ترغب بإظهارها خلال مقابلة التوظيف، وبدلاً من ذلك كن واثقاً بقدراتك، وكن صادقاً بشأن عيوبك.

عبِّر عن رغبتك بالتعلُّم، وتطوير ذاتك من خلال العمل في هذه الشركة، مع استمرارك في المساهمة مع زملائك من خلال ما تملكه من مهارات فعليَّة، وإذا لم تحصل على الوظيفة، فتذكَّر توجد وظائف كثيرة يمكنك السعي إلى الحصول عليها، وأنَّ الوظيفة الأكثر ملاءمة لك هي التي ستجعلك أكثر سعادةً.

2. التقدُّم في الحياة المهنية:

قد تشعر بالخوف عندما ترغب بطلب ترقية في العمل؛ لأنَّك تخشى أن يتم الرفض، وهو أمر مفهوم للغاية، ومع ذلك يمكن أن يؤدي تجنُّب طلب ذلك بشكل مطلق إلى مزيد من الإحباط وعدم الاستمتاع بعملك، وقبل أن تطلب ترقية، أو علاوة على الراتب، أو فرصة من نوع ما في العمل، امتلك الأسباب التي تجعلك مؤهلاً للحصول على طلبك، وتدرَّب على ما ستقوله، وقله بثقة، وإذا تم رفضك، فلا تدع ذلك يثبِّط عزيمتك، وبدلاً من ذلك اطلب تغذية راجعة عن كيفية تطوير نفسك، واستثمر الرفض بوصفه فرصة للتعلُّم، وتذكر أنَّك دائماً تتحكم في مسار حياتك المهنية، وإذا كنت تشعر أنَّ الوقت قد حان للبحث عن فرص جديدة في مؤسسة أو شركة أخرى، فلا تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

3. التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية:

من السهل أن تنشغل بمسؤوليات العمل وتهمل احتياجاتك الخاصة أو احتياجات أحبائك، وعلى الرغم من أهمية الالتزامات المالية، والتقدم في الحياة المهنية، إلا أنَّ إهمال حياتك الشخصية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتوتر علاقاتك الشخصية وسيطرة الإحباط عليك، وغالباً ما يدفعك الخوف من الرفض إلى القيام بسلوكات تُرضي الآخرين على حسابك، مثل القيام بمزيد من العمل أكثر مما يمكن أن تتحمله، أو التضحية بوقتك الخاص للقيام بمزيد من أعباء العمل، ومع ذلك تؤدي هذه السلوكات في النهاية إلى عواقب وخيمة، وتمنعك من تحقيق النجاح والسعادة الحقيقيين.

امنع ذلك عن طريق وضع الحدود، وإعلام الآخرين بها، والتركيز على أولوياتك في الحياة، ولا تبرر لأحد عدم قدرتك على العمل في الوقت المخصص للعائلة، لذا ارفض بلباقة وهذا يكفي، وعندما يُطلب منك مشروع أو مهمة صعبة، فلا تخف من طرح الأسئلة، والاستفسار للتأكد من أنَّها تتوافق مع أهدافك وقيمك.

إنَّ وضع حدود لنفسك يجنبك الخوف من الرفض، ويجعلك المتحكم في حياتك.

4. ريادة الأعمال:

يمكن أن يكون الخوف من الرفض عائقاً كبيراً في مجال ريادة الأعمال وبخاصة بالنسبة إلى رواد الأعمال الذين يفكرون في مشروع تجاري جديد، فإنَّ التفكير باحتمالية الرفض قد يؤدي إلى مشاعر مُرهقة، وهذا يدفع الكثيرين إلى تجنُّب المحاولة خوفاً من الفشل، أو سخرية الآخرين، ومع ذلك يخبرك أكثر رواد الأعمال نجاحاً أنَّ الرفضَ أمرٌ لا مفر منه من أجل تحقيق النجاح؛ بل غالباً ما يكون الرفض أفضل تجربة نتعلَّم منها ونطوِّر من خلالها أنفسنا، ما يساعدنا على تحقيق مزيد من الإنجازات.

تخلَّص من هذا الخوف من خلال امتلاك الثقة التي لا تتزعزع في النفس، وثق برغبتك القوية التي تمنحك الطاقة لتحقيق أحلامك، واستفد من هذه الطاقة بوصفها مصدراً للقوة التي تخلِّصك من شكوكك ومخاوفك، وعزز ثقتك بنفسك من خلال وضع لائحة بنقاط قوتك، ومواهبك، وقدراتك ومراجعتهم يومياً، واستخدم عبارات التحفيز الإيجابية لتطوير عقلية متفائلة، ووضع خطة لتحقيق مشروعك التجاري.

5. تحديد الأهداف:

يضع معظم الناس أهدافاً، ولكنَّ الكثيرين منهم يعانون من صعوبة في تحقيقها، ويعني تحديد الأهداف أنَّ الشخص يرغب بالتغيير، ولكن يمكن أن يسبب التغيير قلقاً وخوفاً كبيرين.

قد تجد أن الافتقار لتقدير الذات يؤثِّر سلباً في قدرتك على الالتزام بالعمل على أهدافك، وربما السبب في ذلك اعتقادك بأنَّك لا تستحق التغيير، أو أنَّك ستواجَه بالرفض إذا قمت بالتغيير.

تذكَّر كما قلنا أنَّ كل رفض تواجهه هو فرصة لتطوير الذات، والوصول إلى إمكاناتك القصوى، لذا حدد أهدافاً ذكية، وهي الأهداف التي تتسم بأنَّها واقعية وقابلة للتحقيق حتى تتمكن من الالتزام بها.

اجعل رغبتك في تحقيق مزيد من النجاح، والوصول إلى نتائج أفضل تنتصر على مخاوفك، وسرعان ما ستنسى ما كنت تخاف منه.

شاهد بالفديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

6. التحدث أمام الجمهور:

يمكن أن تشكِّل القدرة على التحدُّث أمام الجمهور بفاعلية وثقة العامل الأكثر أهميةً في تحقيق النجاح، ومجدداً يمكن أن يعوقك الخوف من الرفض عن الوصول إلى إمكاناتك القصوى في هذا المجال، ولكن بمقدورك التغلُّب على هذا الخوف من خلال الاستعداد جيداً للعرض التقديمي أو الكلمة التي ستلقيها والتركيز على القيمة التي تضيفها للجمهور، لذا تأكَّد من أنَّك تفهم الموضوع الذي ستتحدث عنه بشكل كامل، وتدرَّب على إلقاء خطابك حتى تصبح متمرساً فيه، وواثقاً من نفسك، وذكِّر نفسك بالتأثير الإيجابي الذي يمكنك أن تتركه في جمهورك، وتخيَّل التغذية الراجعة، والصدى الإيجابي لخطابك لدى الجمهور، واجعل ذلك حافزك لبذل قصارى جهدك، ويمكنك من خلال اتخاذ هذه الخطوات العملية وتطوير عقلية إيجابية، أن تتغلب على خوفك من الرفض وتصبح متحدثاً عاماً بارعاً وفعَّالاً.

7. العلاقات:

يمكن للخوف من الرفض أن يمنعك من تكوين علاقات جديدة ويحدَّ من قدرتك في الحفاظ على علاقات صحية مع الأشخاص الذين تربطك بهم علاقات، ويمكن للخوف من الرفض أن يمنعك من التعبير عن نفسك بصدق وصراحة، وهذا يجعلك تنكفئ في العلاقة، وتتجنب إظهار ضعفك، ويمكن أن يؤدي هذا إلى أنماط سلوكية غير سليمة، مثل السعي إلى إرضاء الآخرين، أو التنازل عن قيمك.

من الهام من أجل التغلُّب على هذا الخوف أن تتعرف إلى مشاعرك وتعترف بوجودها، وبعد ذلك يمكنك العمل على التخلص من أفكارك ومعتقداتك السلبية عن نفسك، وعن قيمتك الشخصية، لذا عزز شعورك باحترام الذات من خلال التحدُّث إلى الأشخاص الذين يهتمون بك، واطلب منهم المساعدة، وفكر في تلقي المساعدة من أخصائي مؤهَّل، مثل المعالج النفسي، أو المرشد الاجتماعي؛ لمعالجة المشكلات الأساسية، ومن ثم تعلَّم استراتيجيات جديدة للتعامل مع الرفض، ويمكنك مع الوقت والممارسة تطوير عقلية صحية وبناء علاقات أمتن مع من حولك.

السبب الأساسي للخوف من الرفض:

يسمح لك فهم السبب الأساسي لخوفك من الرفض بالتعامل معه مباشرةً، بل ومنع حدوثه أحياناً، ويمكن في كثير من الأحيان أن تؤدي تجارب الرفض السابقة إلى خوف الشخص من تكرار ذلك مرةً أخرى، ومن الطبيعي إذا تعرَّضت سابقاً للرفض أن ترغب بتجنُّب هذه التجربة المؤلمة في المستقبل.

يُعدُّ الأشخاص الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية مثل القلق، أو الاكتئاب، أو الشعور بالوحدة، أو تدني احترام الذات، أو النقد الذاتي أكثر عرضة للشعور بالخوف من الرفض، فمن الضروري أن تدرك أنَّ هذه الاضطرابات النفسية قد تؤثِّر في أفكارك، ومشاعرك المرتبطة بالرفض، وأن تتخذ الخطوات اللازمة لمعالجة هذا الخوف.

يمكن أن تؤدي التهيئة المُجتمعية وانعدام الأمان الشخصي دوراً هاماً في تعزيز خوفك من الرفض (عدم القبول)، لذا يمكنك من خلال تحديد هذه المعتقدات والمواقف السلبية ومعالجتها، أن تتغلبَ على خوفك من الرفض ومتابعة التقدُّم نحو تحقيق أهدافك بثقة، إذاً العاملان الأساسيان وراء الخوف هما:

التهيئة المُجتمعية:

نظراً لأنَّنا نرغب بحكم طبيعتنا البشرية في أن يتم قبولنا وأن نشعر بالانتماء للآخرين؛ فإنَّنا نسعى إلى تجنُّب المواقف التي يتم فيها رفضنا اجتماعياً.

لقد تعلمتَ في مرحلة الطفولة الاستجابة للمواقف الاجتماعية بطرائق معيَّنة بناءً على ردود أفعال الأشخاص من حولك، وسواء كان ذلك من أجل إرضاء والديك، أم تلبية توقعات زملائك في الفصل الدراسي أو في أي مكان آخر، فإنَّك تتعلم في جميع الأحوال كيفية تعديل سلوكك كي تلقى القبول من الآخرين، ولكن يمكنك التخلص من التهيئة المُجتمعية والتغلُّب على خوفك من الرفض بطريقة تحديد المعتقدات النابعة من التهيئة المُجتمعية، والتي تحد من قدراتك ودحضها، ومن أمثال هذه المعتقدات:

  • العمل بجد وليس بذكاء هو ما يضمن لك كسب مزيد من المال.
  • لا يمكنني تحمُّل تكاليف الحصول على ما أرغب به بدلاً من يمكنني أن أدَّخر، أو أشتري ما أريده في موسم التنزيلات، أو أحصل على بديل أقل تكلفةً.
  • لم يتمكن أحد من تحقيق ذلك من قبل بدلاً من يمكن تحقيق أي شيء نرغب به بشدة.
  • الافتقار للأمان الشخصي.

غالباً ما تساهم مشاعرك السلبية في تعزيز خوفك من الرفض، وإذا كانت لديك مشاعر غير مريحة، مثل الخجل، أو الشعور بالذنب، أو الشك في النفس، أو عدم الكفاءة، فمن المُرجَّح أن تشعر بالخوف من الرفض.

تشمل بعض الإشارات التي تدل على عدم الشعور بالأمان؛ تجنُّب التواصل البصري، والشعور بالقلق، والسلبية المفرطة، وإظهار سلوكات عدوانية غير مبررة، والشعور بالدونية تجاه الآخرين، وتصرُّف الشخص على غير طبيعته الحقيقية، والسعي إلى المثالية، والتفكير السلبي، والحل في هذه الحالة هو أن تحب وتتقبلَ نفسك؛ إذ أظهرت الدراسات علاقة واضحة بين الثقة بالنفس وارتفاع مستوى دخل الفرد.

عزِّز ثقتك بنفسك من خلال معرفة ما تبرُع به، وإحاطة نفسك بأشخاص وبيئة إيجابية، وتعلُّم الرفض عندما لا يلائم الأمر أهدافك، وأن تكون لطيفاً وقادراً على مسامحة نفسك والتخلُّص من الحديث السلبي مع الذات، وتذكَّر أنَّ كل ما تؤمن به بشدة يصبح واقعاً، سواء كان صحيحاً أم لا.

9 نصائح للتغلب على خوفك من الرفض:

الشعور المناقض للخوف المستمر من الرفض هو حب واحترام الذات؛ إذ يعزز التصرف بشجاعة مع التعاطف مع الذات في المواقف التي نخشى فيها من الرفض من احترامنا لأنفسنا بشكل يؤدي إلى الحد من هذه المخاوف ومنعها من التأثير في قراراتنا وسلوكنا.

تُسمى إحدى أفضل التقنيات التي تم تطويرها للتغلب على الخوف وتخفيف التوتر بتقنية "التغلب على القلق"؛ إذ صرَّح معظم الأشخاص بأنَّ هذه الطريقة البسيطة قد حوَّلت مواقفهم السلبية تجاه أنفسهم إلى مواقف إيجابية ومنحتهم كفاءة أكبر في العمل والحياة الشخصية إلى درجة كبيرة جداً، وابتكر هذه التقنية الخبير في تطوير الذات "براين تريسي" (Brian Tracy)، وفيما يأتي 9 نصائح يقدِّمها في هذا المجال:

شاهد بالفديو: كيف تتخلص من الأفكار السوداوية بشكل نهائي؟

1. حدِّد المشكلة:

تتطلب هذه النصيحة التعبير بدقة عن المشكلة أو الموقف الذي يؤدي إلى القلق وذلك عن طريق الكتابة، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي الكتابة التقليدية باستخدام الورقة والقلم، فتقوم بتقسيم الورقة طولياً إلى نصفين، ومن ثم اكتب في الجانب الأيمن من الورقة وصفاً واضحاً لمشكلتك من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة مثل: ما الذي يثير قلقي بالضبط؟ أو ما هي المشكلات الأساسية التي أواجهها في هذا الموقف؟

يمكن حل 50% من جميع مشكلاتك بمجرد وصفها في هذه المرحلة؛ إذ نسمع كثيراً العبارة الشهيرة في الطب "يكمن نصف العلاج في التشخيص الدقيق"، وسبب معظم مخاوفنا العميقة هو عدم تخصيص وقت كافٍ للتعرُّف إليها وتحديدها بوضوح.

2. دوِّن أسوأ نتيجة ممكنة:

الخطوة الثانية هي كتابة أسوأ نتيجة ممكنة قد تترتب على الموقف الذي يُقلقك، لذا ارجع إلى الورقة ودوِّن في الجانب الأيسر السؤال الآتي: ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث نتيجةً لهذا الموقف (المشكلة)؟

قد تكون إجابتك خسارة أموالك، أو إحدى علاقاتك، أو وظيفتك، أو قد تخسر في الاستثمار بمجال معيَّن، وربما تخسر صحتك، أو مكانتك الاجتماعية، ومهما تكن الإجابة، قم بتدوينها، وستعمل هذه النصيحة مع النصيحة السابقة سريعاً بالتخفيف من التوتر والقلق اللذين يسببهما الموقف، فالفكرة التي يجهلها معظمنا هي أنَّ تجنُّب مواجهة أكبر مخاوفنا هو ما يسبب معظم القلق المرتبط بالموقف الذي نخشاه، وبمجرد أن تدوِّن أسوأ نتيجة قد تترتب على الموقف سيتناقص قلقك تدريجياً.

3. تقبَّل أسوأ نتيجة ممكنة:

النصيحة الثالثة؛ هي أن تتقبل أسوأ نتيجة ممكنة في حالة حدوثها، لذا قل لنفسك: "إذا حدث ما أخشاه، فسوف أتعلَّم كيف أتعايش معه، وأعمل على تغييره"، ولن يكون لديك ما تقلق بشأنه بمجرد أن تقرر تقبُّل أسوأ نتيجة ممكنة في حال حدوثها، فيختفي كل التوتر الناجم عن محاولة تجنُّب مواجهة خوفك أو رفضه، ويلي ذلك أن تحدد ما يمكنك القيام به لمنع حدوث هذه النتيجة، فبعد أن حددتَ أسوأ نتيجة ممكنة وتقبَّلتها، يصبح عقلك مُنفتحاً على طرائق جديدة تحل من خلالها مشكلاتك دون الخوف الذي يحد من قدرتك على التفكير.

4. طوِّر عقلية النمو:

يتطلب منك التغلُّب على الخوف من الرفض تطوير عقلية النمو وتعزيز مرونتك، فبدلاً من تضييع وقتك في القلق بشأن النتائج السيئة التي يمكن أن تحدث، ركِّز جهدك على تعزيز ثقتك بنفسك؛ لأنَّه العامل الضروري لتطوير مهاراتك، ومواهبك، وتعزيز ذكائك، وتتعلق العملية بتطوير عقلية تطوير الذات بدلاً من العقلية الثابتة التي تكرِّس لدينا إحساس العجز عن تغيير الواقع.

ابدأ بتطوير عادات إيجابية، مثل:

  • الاقتداء بالأشخاص الذين يمتلكون نمط تفكير إيجابي.
  • رؤية الفشل والرفض والتحديات بوصفها فرصاً وتجارب للتعلُّم.
  • عدم مقارنة نفسك بالآخرين.
  • التحدث والتفكير بشكل إيجابي عن نفسك.
  • السعي إلى التعلُّم بشكل مستمر.
  • طلب التغذية الراجعة من الأشخاص الذين تحترمهم وتعجبك قيمهم.
  • تحديد أهداف واقعية.

5. اطلب المساعدة من الآخرين:

لا تتردد في طلب المساعدة من الأصدقاء الموثوقين، أو أفراد العائلة، أو زملاء العمل، أو الاستشاريين، أو مقدمي الرعاية الصحية، فعادةً ما يصبح التغلب على المشكلات أسهل عندما نستعين بالآخرين، فيمكن لهؤلاء أن يمنحونا الأمل والتشجيع الذي نحتاجه لفهم مشاعرنا وتحسين صحتنا النفسية ومعاودة العمل على تحقيق النجاح.

6. احتفِ بالنجاحات الصغيرة:

يمكن أن يساعد الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة على بناء الثقة بالنفس واحترام الذات، لذا حدد أهدافاً يومية صغيرة لنفسك، ولاحظ ما تبذله من جهد في كل مرة تتخذ فيها خطوات للتغلب على مخاوفك أو معتقداتك التي تحد من قدراتك، واعترف لنفسك بالفضل فيما أحرزته من تقدُّم وتذكَّر النجاحات التي حققتها عندما تختبر تجربة الرفض.

تذكَّر أنَّ القلق هو أحد الأشكال العاطفية المستدامة للخوف الناجم عن التردد بشأن القيام بشيء ما، لذلك فإنَّ العلاج الناجح لهذه المشكلة هو السلوك الهادف، لذا ركِّز بكل طاقتك على التعامل مع الموقف الذي تخشاه بحيث لا يتبقى لديك وقت للقلق بشأن النتائج، وستستعيد ثقتك بنفسك وشجاعتك وشعورك بالسيطرة على حياتك، وستتخلص من مخاوفك بمجرد أن تبدأ باتخاذ إجراءات للتعامل مع الموقف.

7. استخدم عبارات التحفيز والتصور الإيجابي:

سيساعدك استخدام عبارات التحفيز الإيجابية، وتقنية التصور الإيجابي بشكل يومي على تعزيز ثقتك بنفسك والتغلُّب على الخوف من الرفض، وعبارات التحفيز الإيجابية هي جُمل تقولها لنفسك باستمرار لدحض المعتقدات المُقيِّدة والحديث السلبي مع الذات، لذا ردِّد هذه العبارات، وابتكر عبارات خاصة بك:

"أنا محبوب".

"أنا أتحكم في خياراتي، أياً يكن ما يحدث".

"ما أجمل هذا اليوم، أستطيع تحقيق الكثير ما دمت على قيد الحياة".

"أؤمن أنَّ أي موقف في حياتي يؤدي إلى نتائج إيجابية مهما بدا سيئاً".

أما تقنية التصور الإيجابي؛ فهي عملية تخيُّل الحياة التي ترغب في تحقيقها من خلال التصور الذهني، ويُعدُّ إنشاء تصور شامل عن الحياة التي ترغب في تحقيقها طريقة ممتازة لمساعدتك على التركيز على تحقيق الأهداف التي تسعى إليها، والتغلب على مخاوفك.

شاهد بالفديو: 8 فوائد للرفض ستثير إعجابك بالتأكيد

8. مارس اليقظة الذهنية:

عزز تعاطفك مع الذات باستخدام اليقظة الذهنية من أجل التغلُّب على الخوف من الرفض، ويمكن لكلٍّ من اليقظة الذهنية والتأمل مساعدتك على بناء وعيك بالذات، بحيث تتمكن من التعرُّف بوضوح إلى مشاعرك، وتركِّز على الأمور الهامة فعلاً، إضافة إلى تعزيز صحتك، ومرونتك النفسية، لذا عش حياتك بتأنٍ ولاحظ ما حولك من جمال، وكن ممتناً لكل نِعمك، وهدِّئ من روعك في لحظات التوتر، أو الشك من خلال ممارسة تمرينات التنفس.

9. حدد أهدافاً واقعية:

يمكن أن يساعدك تحديد أهداف واقعية على التغلب على الخوف من الرفض، لذا تذكَّر أنَّه يجب أن تتميز أهدافك بالصفات الآتية إذا أردت تعزيز فرصك في النجاح:

  • محددة.
  • قابلة للقياس.
  • قابلة للتحقيق.
  • ذات صلة.
  • محددة بجدول زمني.

في الختام:

يبدأ التغلب على خوفك من الرفض بالاعتراف بأنَّه شعور طبيعي، ومن ثمَّ تحديد السبب الأساسي لهذا الشعور، وتطبيق النصائح الـ 9 المذكورة آنفاً؛ إذ ستصقل مواهبك وترتقي بإمكاناتك بمجرد التغلُّب على هذا الخوف.