رواية عتمة

رواية عتمة
(اخر تعديل 2023-06-21 13:54:18 )
بواسطة

هي إحدى روايات الكاتبة السعودية أثير عبد الله النشمي، نشرت الرواية أول مرة في عام 2016م، تتناول فيها الكاتبة العديد من المواضيع المهمة في المجتمع، مثل قضايا العنف الأسري وقسوة الأهل على أولادهم ودور ذلك في تكوين شخصيات الأبناء، كما تناولت الحب بطريقة مختلفة جدًّا، إضافةً إلى الصراع بين الماضي والحاضر وأثر ذلك على شخصية الإنسان.

تدور أحداث الرواية حول شخصية مشهور، وهو الشاب الذي يعاني من قسوة أهله، وهذا ما يؤثر على حياته لاحقًا، وفيما يأتي ملخص رواية عتمة الذاكرة:

مشهور يقع في غيبوبة

تبدأ رواية عتمة الذاكرة بوقوف مشهور داخل سيارته على إشارة المرور، وخلال ذلك الوقت يرنُّ موبايله برسالة من طليقته السابقة منتهى، تخبره فيها أنَّها صارت تكرهه وتمقته أكثر من أي وقت مضى، وأنَّها تتمنَّى لو أنَّها لم تره ولم تتعرف عليه في حياتها، غيرَ أنَّ مشهور تنزل عليه تلك الرسالة مثل الصاعقة ويشعر صوتها يحدث انفجارًا هائلًا في دماغه مثل قنبلة.

تشير الكاتبة إلى أنَّ مشهور يظلُّ عالقًا في حالة تشبه الغيبوبة الطويلة، ولا يعرف نفسه أين هو، ويظن أنَّه قد يكون ميتًا وهذه هي حالة الموت، فيبقى في حالةٍ غريبة معلقًا بين الحياة والموت وبين الغياب والوجود في آنٍ واحد، وخلال ذلك تظلُّ الذكريات تتراءى له صور شاحبة ومظلمة بعيدة وقريبة، فيعيش في عتمة ذاكرة مثقلة بالهموم والأوجاع منذ الطفولة.

شبح الأم

كان مشهور يعيش في عائلة مفككة بشكل رهيب، فهو لا يذكر والدته إلا عندما كانت تضربه عندما كان صغيرًا ولا يتذكر منها إلا ملامحه وجهها المرعبة، والتي كان يفزع منها، فلم تكن تملك له أو لإخوته السبعة شيئًا من الرحمة أو الحب، كما أنَّها افتقدت للحنان والحب والعطف، وبقيَ أولادها عطشى لهذه المشاعر، وبقي هو يبحث عن الحب طوال حياته ولا يجده.

شبح الأب

كان والده أيضًا مثل شبح يراه ولا يراه، وغالبًا كان يغيب عن البيت، حتى أنَّ مشهور لم يعد يتذكر ملامحه، إذ لا يعود إلا ليتشاجر مع والدته ويضربها ويعنف أولاده، وهذا ما كان يزيد من سوء العلاقة بين الأب وأولاده، وبدوره ينعكس على علاقة جميع أفراد الأسرة بعضهم ببعض، وفي غيبوبته بقي يتذكر تلك القسوة الجارحة والتي لا يمكن أن ينساها أبدًا.

شبح الحبيبة

كان مشهور يقول أنَّ منتهى امرأة لا تشبه أمه، فهي ليست قاسية مثل والدته، ولا تفتقد للحب والعطف والرحمة مثلها، فقد كانت امرأة مثالية تنضحُ أنوثةً وحنانًا وجمالًا ورقةً، ولذلك أحبَّها كثيرًا إلى درجة الشكِّ القاتل فيها، فقد كان يشك فيها في جميع الأحوال، فازدادت حياتهما الزوجية سوءًا وانتهت بالطلاق.

وقد تمزَّق مشهور بين امرأتين خلال حياته، الأولى والدته التي مارست مختلف أساليب العنف عليه وكرهها جدًّا، والثانية منتهى التي أحبها إلى درجة الجنون ولكنها كرهته بعد كل شكوكه فيها.

تشتهر كثير من أقوال الكاتبة أثير النشمي في معظم أعمالها، وفيما يأتي أهم اقتباسات أثير النشمي في كتاب عتمة الذاكرة:

  • لا يزال الغياب يلوكني، ما زلتُ أعاني من أعراض الانسحاب، ما زلت أتصارع مع تفاصيل وبقايا الرحيل.
  • دائمًا ما يكون الفقد كبيراً في بداياته، يُخلق الفقد كبيرًا ثم يصغر ويصغر ويصغر حتى يصبح بقايا ذكريات، لكنني لم أشعر بهذا، لم أشعر بالغياب يتضاءل بداخلي.
  • لا أعرف كم من الأشياء التي قمت بها في حياتي من دون أن أعرف السبب الحقيقي لقيامي بها وإقدامي عليها.
  • شُوِّه الحب، جُرح، خُدش، تمزق، تكسر، ورغم ذلك لم يمُت، ما زالت أنفاسي تتسارع حينما تمرُّ ذكراها، ما زالت عيني تدمع عندما أستمع إلى الموسيقى التي كانت تحبها، أفلامنا، أغانينا، أماكننا، مُدننا وحتى أصناف الطعام، باتت جميعها تعتصر قلبي شوقًا لها.
  • لم أكن أحتاج لأن يشعرني أحد بأنني أسوأ مما كنت أشعر به فعلًا.
  • كيف تنتهي علاقة حب لم ينتهِ الحب فيها بعد.
  • تمر في حياة كل إنسان منا، أحداث ومواقف وأيام لا رغبة له في أن يتذكرها يومًا، يتمنى لو استطاع أن يمحوها من ذاكرته وحياته وكأنها لم تحدث فيه قط.