شعر عن الحياة
يا ربيع الحياة أين ربيعي
أين أحلامُ يقظتي وهجوعي
أين يا مرتعَ الشبيبة آمالُ
شبابي وأمنياتُ يفوعي
أين يا شاعرَ الطبيعة لحنٌ
صاغه القلب من هواهُ الرفيعِ
رددته مشاعري وأمانيّ
ورفّتْ به حنايا ضلوعي
يا ربيعَ الحياة ما لحياتي
لونها واحدٌ بلا تنويعِ.
قم يا صريع الوهم واسأل
بالنهى ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها
أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة
تملي الدروس و جلّ ما تمليه
سلها وإن صمتت فصمت
جلالها أجلى من التصريح و التنويه.
تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ
عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ
وَلمَنْ يُغالِطُ في الحَقائِقِ نفسَهُ
وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ فتطمَعُ.
إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ
مفتاحَها الأوصابُ والأنصابُ
من يجتهدْ يبلغْ ومن يصبرْ يصلْ
وينلْه بعد بلوغِه الترحابُ.
ولو أن الحياةَ تَبْقَىْ لحيٍ
لعدَدنا أضَلَّنا الشُّجعانا
وإِذا لم يكنْ من الموتِ بدٌ
فمن العجزِ أن تموتَ جبانا.
لا تسلُني عن اللياليْ الخوالي
وأجرْني من الليالي البواقي.
لا ريب في أن الحياةَ ثمينةٌ
لكنَّ نفسَكَ من حياتِكَ أثمنُ.
وللموتُ خيرٌ للفتى من حياتِه
إِذا لم يثبتْ للأمرِ أِلا بقائدِ.
غلتِ الحياةُ فإِن تردْها حرةً
كن منُ أباةِ الضيمِ والشجعانِ
واقحمْ وزاحمْ واتخذْ لكَ حيزاً
تحميه يومَ كريهةٍ وطعانِ.
فالعيشٌ نُومٌ والمنيةُ يقظةٌ
والمرءُ بينَهما خيالٌ سارِ.
إنَّ الحياة َ صِراعٌ فيها الضّعيفُ يُداسْ
ما فَازَ في ماضِغيها إلا شديدُ المراسْ
للخِبِّ فيها شجونٌ فَكُنْ فتى الإحتراسْ
الكونُ كونُ شفاءٍ الكونُ كونُ التباسْ
الكونُ كونُ اختلاقٍ وضجّة ٌ واختلاسْ
السرور، والابتئاسْ
بين النوائبِ بونٌ للنّاس فيه مزايا
البعضُ لم يدرِ إلا البِلى ينادي البلايا
والبعضُ مَا ذَاقَ منها سوى حقيرِ الرزايا
إنَّ الحياة َ سُبَاتٌ سينقضي بالمنايا
آمالُنَا، والخَطايا
فإن تيقّظَ كانتْ بين الجفون بقايا
كلُّ البلايا.. جميعاً تفْنى ويحْيا السلامْ.
تعستْ هذه الحياةُ فما يسعد
فيها إِلا الجهولُ ويرتعُ
هي الدنيا في كلِّ يوم ترينا
من جديدِ الآلامِ ما هو أوجعُ.
والناس همهم الحياة ولا أرى
طول الحياة يزيد غير خبال
وإذا افتقرت إلى الذخائر
لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال.
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِيفَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداًوَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَاوَسَرّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاءِ فَكُلُّ عَيْبٍيُغَطِّيهِ كَمَا قِيلَ السَّخَاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعَادِي قَطُّ ذُلاًفَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ بَلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍفَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّيوَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَاءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌوَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍفَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَافَلا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلا سَمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلكِنْإِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍفَمَا يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاءُ
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
أنّ السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهاإلّا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُهوإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُهاودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةًحتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيتأمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهافالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍمن المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُهاوالنفس تنشرها والموت يطويها
إنّ المكارم أخلاق أخلاقٌ مطهرةٌالدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهاوالجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنهاوالصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقهاولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنهاوالجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتهاوالزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسلوالخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةًتسبحُ الله جهرًا في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرهابركعةٍ في ظلام الليل يحييها
إِنّي لَأَعلَمُ وَاللَبيبُ خَبيرُ
أَنَّ الحَياةَ وَإِن حَرَصتَ غُرورُوَرَأَيتُ كُلّاً ما يُعَلِّلُ نَفسَهُ
بِتَعِلَّةٍ وَإِلى الفَناءِ يَصيرُ
شربت مرارات الحياة ومن يذق
شرابي يرَالسلوان في جوّه الفنيكأني من الرّهبان أزهد ناسك
فإن كنت لا أغنى فإني مَن يُغنيوكم طُفت بالشّهد الشّهي على الوَرى
ومن عجبٍ أسقى الجحود مع المنفيا نعمة الدنيا عفاءً فإنني
لأحقرُ ما وزّعت حولي من الغْبنخذلت ولائي واستبحت مواهبي
وإني على فقري إليكَ لمستغني
قال علي بن أبي طالب:
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّما
مَضى نَفَسٌ أَنقَصتَ بِهِ جُزءًاوَيُحييكَ ما يُفنيكَ في كُلِّ حالَةٍ
وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الهَزءافَتُصبِحَ في نَفسٍ وَتَمشي بِغَيرِها
وَمالَكَ مِن عَقلٍ تُحِسُّ بِهِ رُزءا
قال الشاعر أحمد زكي أبو شادي:
حَكَتِ النقوشُ وقبلها الأطلالُ
:::فتماثلَ البنَّاءُ والمثَّالُ
هذي تهاويلُ الحياةِ بما وَعَتْ
:::في اللوح تعمرُ فنَّها الآجال
أيَصُدُّ عنها الشعرُ وهي بروحهِ
:::خُلقتْ وتجذب وحيَه الأطلال؟
مُرِّي أيا صُوَرَ الجمالِ فإنني
:::أستعرض الأحلامَ وهي جلال
متذوِّقًا ما رفَّ قلبي نحوه
:::ومقبِّلًا ما طَبْعُهُ الإقبال
ليست خيالًا، فالخيالُ وإنْ دنا
:::يهوى الجموحَ ودأبُه الإجفال
فيعانق الشعرُ الرُّسومَ إذا بدَتْ
:::تختال في سحرٍ له وتُنال
في كل لونٍ بل ونفضةِ ريشة
:::للعبقري تَلَفُّتٌ وسؤال
يستنطق الأصباغَ وهو مقدِّرٌ
:::أن الحياة أشعةٌ وظلال
وَإِذا نَظَرتَ إِلى الحَياةِ وَجَدتَها
عُرسًا أُقيمَ عَلى جَوانِبِ مَأتَمِلا بُدَّ لِلحُرِيَّةِ الحَمراءِ مِن
سَلوى تُرَقِدُ جُرحَها كَالبَلسَمِوَتَبَسُّمٍ يَعلو أَسِرَّتِها كَما
يَعلو فَمَ الثَكلى وَثَغرَ الأَيِّمِيَومَ البُطولَةِ لَو شَهَدتُ نَهارَهُ
لَنَظَمتُ لِلأَجيالِ ما لَم يُنظَمِغَنَت حَقيقَتُهُ وَفاتَ جَمالُها
باعَ الخَيالِ العَبقَرِيِّ المُلهَمِلَولا عَوادي النَفيِ أَو عَقَباتُهُ
وَالنَفيُ حالٌ مِن عَذابِ جَهَنَّمِلَجَمَعتُ أَلوانَ الحَوادِثِ صورَةً
مَثَّلتُ فيها صورَةَ المُستَسلِمِوَحَكَيتُ فيها النيلَ كاظِمَ غَيظِهِ
وَحَكَيتُهُ مُتَغَيِّظًا لَم يَكظِمِدَعَتِ البِلادَ إِلى الغِمارِ فَغامَرَت
وَطَنِيَّةٌ بِمُثَقَّفٍ وَمُعَلِّمِثارَت عَلى الحامي العَتيدِ وَأَقسَمَت
بِسِواهُ جَلَّ جَلالُهُ لا تَحتَمينَثرَ الكِنانَةَ رَبُّها وَتَخَيَّرَت
يَدُهُ لِنُصرَتِها ثَلاثَةَ أَسهُمِ