قصة الثعلب

قصة الثعلب
(اخر تعديل 2023-06-21 09:15:33 )
بواسطة

كان يا ما كان دجاجة تعيش في مزرعة جميلة تزرع الحبوب والقمح وتأكل من تلك النباتات وكان يسكن بالقرب منها ثعلب مع زوجته، وكان الثعلب الشرير مكّارًا للغاية، وذات يوم قال لزوجته: ينبغي علينا صيد تلك الدجاجة وإعدادها في وجبة الغداء، بدأ الثعلب المكار وزوجته الشريرة في التفكير في حيله يصيدون من خلالها تلك الدجاجة المسكينة، قرّر الثعلب وزوجته مراقبة الدجاجة كل يوم حتى يصلا إلى حيلة للإمساك بها.


في أثناء ذلك كانت هناك بومة تقف على شجرة بالقرب منهما وكانت تسمع حديثهما جيدًا، فزعت البومة وذهبت فورًا لإخبار الدجاجة بما قاله الزوجان الماكران، خافت الدجاجة كثيرًا وفكّرت في طريقه لتنجو بحياتها منهما، وقامت ببناء بيت متين لا يُمكن لأحد اختراقه وعندها ذهبت إلى الغابة وبدأت بجمع الأخشاب من الغابة وبناء بيتها الجديد، وما إن انتهت من بناء بيتها حتى دخلته وشعرت بالراحة والاطمئنان، شكرت الدجاجة البومة على صنيعها ووعدتها بأن تُحافظ على نفسها وألّا تسمح للثعلب المكار وزوجته بالإيقاع بها.


فكّرت زوجة الثعلب المكار بحيلة شريرة، وهي أن يقوم الثعلب بالتنكر وأن يتظاهر بأنّه الخباز ويحمل معه كيسًا كبيرًا ويطرق باب الدجاجة ليبيعها الخبز، فرح الثعلب كثيرًا بهذه الفكرة الرائعة وقرّر أن ينفّذَها، فأخذ كيسًا كبيرًا واتجه نحو بيت الدجاجة وبعد أن قرع الباب فتحت الدجاجة الباب، فقالت له: ماذا تريد؟ قال لها: أنا الخباز ومعي الخبز اللذيذ والطازج، فهل ترغبين بالشراء؟ قالت له الدجاجة: نعم أرغبُ بذلك، ومدّت رأسها داخل الكيس.

وما إن حاولت أخذ الخبز حتى سحبها الثعلب داخل الكيس، وحمل الكيس معه وفرَّ مُسرعًا، وظل يمشي الثعلب في الغابة مُتّجهًا نحو زوجته التي أوقدت النار وأشعلت الحطب وجلست تنتظره، ولكن الثعلب المكار شعر بالتعب الشديد وقرر أن يرتاح قليلًا.


وبينما هو جالسٌ غطّ في نوم عميق، وحينها فكرت الدجاجة في الهرب وفتحت الحقيبة بمنقارها ورجلها وخرجت منها وقامت بإحضار صخرة كبيرة ووضعتها في الكيس مكانها وعادت إلى بيتها مُسرعة، استيقظ الثعلب من نومه وحمل الكيس وتابع مسيره نحو منزله، وما إن وصل المنزل حتى استقبلته زوجته بابتهاج شديد وقالت له: دقائق ويكون الطعام جاهزًا، ذهبت زوجة الثعلب وحملت معها الكيس وفتحته وألقت بما في داخل الكيس في القدر، وما إن نزلت الصخرة في الماء المغلي حتى تناثرت المياه الحارة وأحرقت الثعلب وزوجته المكاره.


إنّ المكر السيء لا يعود إلا بالسوء لأصحابه؛ إذ إنّ أصحاب النوايا السيئة تكون عاقبتهم وخيمة، ولا ينالون إلّا سوء الجزاء، وإنّ التوكل على الله يكون جيد العواقب كما فعلت الدجاجة عندما أخذت بالأسباب وبنت بيتًا واحتمت به من شرور الثعلب وزوجته المكارة.