كيف تختار فريق العمل المناسب لشركتك؟

الاستثمار في التسويق عامل رئيس في جذب العملاء، فيجب التركيز جيداً على استراتيجيات التسويق المتَّبَعة لتضمن وصولها إلى الفئة المناسبة ولأكبر عدد ممكن، وتؤدي استراتيجيات التسويق دوراً هاماً في زيادة العائد المالي لشركتك.

من الأساسيات أيضاً التركيز على العملاء، فهم الفئة المستهدَفة، ورضاهم هو السبب في نجاحك، لذلك فكر بحاجاتهم ومتطلباتهم وقدِّم منتجات عالية الجودة لكسب عملاء دائمين.

الخطوة الهامة التي يختص مقالنا الحالي بالتحدث عنها هي اختيار فريق عمل فعال ومناسب لشركتك، فأنت بحاجة إلى موظفين مؤهلين بالشكل المناسب، ويمتلكون أهدافاً مناسبة لأهدافك ورؤية تساعدك على التفوق في مجالك، فكيف يمكنك اختيارهم؟ سيقدِّم مقالنا الإجابة المناسبة عن هذا السؤال لتبني شركتك التي تحلم بها بطريقة صحيحة.

أهمية اختيار فريق عمل فعال للشركة:

يتساءل كثير من الناس عن أهمية بناء فريق عمل فعال وأهمية العمل الجماعي في نجاح الشركة، وأبرز الفوائد لذلك هي:

1. إنشاء بيئة عمل منظمة ومتعاونة:

الاختيار الصحيح للموظفين ينشئ فريق عمل متعاون يعمل بروح واحدة وبانتظام وتكامل، فلا توجد منافسة سلبية ولا مشكلات بين الموظفين؛ وذلك لأنَّ التواصل بينهم فعال، فالتعاون أكبر للوصول إلى الأهداف المشتركة التي تصب في مصلحة الشركة.

2. العمل بكفاءة عالية:

الفريق الفعال المتعاون يعمل على إنجاز المهام المطلوبة بأسرع وقت؛ وذلك لأنَّ نقاط القوة متحدة مع بعضها، ومن ثمَّ القدرة على تجاوز المصاعب كبيرة، فالأخطاء أقل بكثير.

3. تقليل ضغوطات العمل:

توحيد روح الفريق بين الموظفين يعني تقاسم المسؤوليات ومشاركة الهموم والأعباء، وهذا ما يجعل العمل أقل ضغطاً على الموظفين.

4. زيادة فرص التعلم:

اختيار أشخاص فاعلين ومتعاونين يعود بالفائدة على زملائهم أيضاً، فلا يبخلون في تقديم النصائح والمهارات الوظيفية لهم، وتعزيز خبرات الموظفين يعود بالفائدة على الشركة.

5. زيادة الشعور بالانتماء:

الفريق المتعاون والبيئة الفعالة التي ينشئها تُشعِر الموظف بأنَّه في مكانه المناسب، والعلاقات الجيدة التي تُبنى في هذه البيئة تضيف جواً من التناغم يُشعِر الموظف بالراحة، ويشجعه ذلك على بذل كثير من الجهود للحفاظ على المكان الموجود فيه.

كيف تختار فريق العمل المناسب لشركتك؟

يساعدك اختيار فريق العمل على تأسيس شركة ناجحة، فهم سلاحك لتحقيق أهداف الشركة، وفيما يأتي أهم النقاط التي تساعدك على اختيار فريق عمل فعال:

أولاً: امتلاك الشغف الكافي

الصفة الأساسية التي يبحث عنها بكثرة أصحاب الشركات ورواد الأعمال عند اختيار فريق العمل هي امتلاك الشغف الكافي ووجود الدافع الذاتي الذي يصب في مصلحة الشركة، فذلك الشغف هو ما يدفعه إلى بذل قصارى جهده ووضع طاقته كاملة في تنفيذ خطة العمل وإنجاز المهام الموكلة إليه في الوقت المناسب.

الموظف الشغوف هو من يسعى إلى تحقيق أهداف شركتك أكثر منك لنظرته البعيدة؛ إذ يعلم أنَّ نجاحك يصب في مصلحته، لذلك ركز في مقابلتك مع الموظف المتقدم على أهدافه، وتعرَّف إلى طريقة تفكيره في العمل جيداً.

شاعد بالفديو: 14 نصيحة لتحويل شغفك إلى أفكار قابلة للتنفيذ

ثانياً: امتلاك التفكير الواقعي

لا نحتاج إلى الأشخاص الحالمين فقط ضمن فريق العمل؛ بل يجب أن يمتلك نظرة وتفكيراً واقعياً فلا يغامر الفريق في الأعمال بناءً على احتمالات خيالية وصعبة المنال؛ إنَّما يقوم بوضع خطة عمل مبنية على دراسات وتحليلات دقيقة للواقع المتعلق بالسوق والعملاء، ويضع استراتيجيات موضوعية، فلا يندفع نحو المجهول؛ إنَّما يضع تنبؤات مستقبلية مبنية على بيانات واقعية حالية، وهذا ما تحتاجه بكثرة عند مواجهة مشكلة ما.

ثالثاً: امتلاك مهارات مناسبة

لا يكفي امتلاك صاحب العمل للمهارات اللازمة لوضع الخطط وطرائق العمل واستراتيجيات التسويق؛ إنَّما يجب أن يمتلك فريق العمل الخبرات والمهارات اللازمة لتنفيذ تلك الخطط بالطرائق المثالية، متجاوزين العقبات التي تعترض طريقهم والمشكلات التي تعوق الوصول إلى الأهداف لتنمية الشركة وتحقيق أهدافها.

لا يمكن العودة للمدير عند مواجهة عقبة ما، ولا يمكن عقد اجتماع مع الفريق لمناقشة مشكلة معينة في كل مرة؛ إنَّما يجب امتلاك خبرة تساعد الموظف على المقارنة بين الحلول المتاحة واختيار أفضلها تجنُّباً لضياع الوقت.

رابعاً: تكامل خبرات فريق العمل

عند اختيارك للموظفين ليصبحوا فريقاً واحداً، يجب الانتباه إلى نقطة هامة؛ وهي الحرص على تكامل المهارات والخبرات، فلا نختار الجميع ممن يمتلكون شهادة أكاديمية أو مهنية معينة؛ بل يجب التنويع بين الشهادات العلمية، بحيث يتحمل كل فرد من أفراد الفريق مسؤولية مهام مناسبة لخبرته، وليكمل عمل كل فرد عمل زميله الآخر ويشارك معارفه معه.

قد تزداد إنتاجية الشركة زيادة لافتة نتيجة توسيع مدارك فريق العمل من خلال التواصل الفعال فيما بينهم والرؤية المشتركة دون قيام الإدارة بجهد يُذكَر، وأهم المناصب التي يجب توفُّرها في فريق عمل شركتك هي:

1. مدير المشروع:

هو الشخص المسؤول عن وضع خطط العمل الاستراتيجية للشركة، ومراقبة سير العمل، وترتيب الاجتماعات مع الجهات المستثمرة، وتحفيز الفريق، وشرح أهمية العمل المقدَّم للعملاء، ومن الضروري تمتُّع هذا الشخص بذكاء اجتماعي ليتمكن من التواصل مع الجميع بأفضل الطرائق.

2. مدير التسويق:

مهمة هذا الشخص دراسة السوق بدقة، ومعرفة احتياجات العملاء، والعمل على حل مشكلاتهم، وتحديد نقاط الضعف في المنتج المقدَّم، وأيضاً تحديد نوع الحملة التسويقية وكيفية تأثيرها في الشركة، لذلك يجب أن يتمتع بقدرة على تحديد الأولويات واختيار الفرص المناسبة.

3. مندوب المبيعات:

هو المسؤول عن تنفيذ الحملات الاستراتيجية التي اختارها مدير التسويق، ويمكنه التعاون معه لتحديد الخطط التي يجب اتباعها، ومن المفترض تمتُّع هذا الشخص بقدرة على التواصل الفعال مع العملاء وجذبهم بسهولة للشراء.

4. مدير المنصات الاجتماعية:

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي دوراً هاماً في الحملات التسويقية، لذلك من الضروري وجود شخص يتابع المنصات الاجتماعية ويحدد المحتوى المناسب ويختار الوسائل التسويقية الأنسب.

شاهد بالفديو: 6 خطوات لبناء فرق العمل الفعالة

خامساً: مسؤول التنمية والتطوير

هو الشخص المسؤول عن كيفية تطوير الشركة من خلال التحليل والبحث المستمر عن طرائق تطوير المنتجات بالشكل الذي يرضي العملاء ويساهم في تحقيق نجاحات فريدة، لذلك يجب أن يتمتع بالقدرة على التحليل والابتكار.

سادساً: المدير التقني

هو الشخص المسؤول عن مختلف الأمور التقنية في الشركة من إعداد برمجيات وتحديث موقع وغيرها، إضافة إلى مراقبة عمل الفريق التقني لمنع الوقوع بأخطاء تتسبب في دمار العمل.

سابعاً: العمل تحت الضغوطات

تمر مختلف الشركات في أوقات صعبة يُفرَض فيها على الموظفين العمل بجدية أكثر لتجاوز العقبات ومواجهة مختلف المشكلات.

يجب أن يتمتع الموظفون بالقدرة على العمل ضمن الظروف الصعبة التي تفرض ضغوطات نفسية أكثر من كونها جسدية على فريق العمل ليتم التخلص من الأزمة وإنقاذ الموقف بأسرع وقت دون الانشغال برمي اللوم على الآخرين والانسحاب من المسؤولية، فهذا ما يحدث في كثير من الشركات عند وقوع الأزمات.

ثامناً: الانفتاح على الآراء والتطورات

من الهام ضم أفراد لديهم طموح بتحسين أنفسهم، فيستمعون لآراء مَن هم أقدم وأكثر خبرة عملية منهم، ويحاولون تطوير أنفسهم باستمرار باتباع دورات تدريبة أو من خلال الاعتماد على الإنترنت والاطلاع على التطورات الحاصلة في مجال عملهم، لاتباع الطرائق الأكثر جدوى في إنجاز المهام التي تختصر الوقت والجهد.

كثيراً ما تحتاج الشركات الناشئة إلى ذلك، فلا تستطيع توظيف أصحاب الخبرات العالية في البداية، وحينها الاختيار الأفضل هو توظيف الأشخاص ممن لديهم قدرة على التعلم الذاتي.

تاسعاً: القدرة على الانضباط

يجب الحرص على توظيف الأشخاص ممن لديهم حس المسؤولية العالي حتى في غياب الشخص المسؤول عن مراقبتهم، ويفرض عليهم ذلك الانضباط في العمل.

لا نقصد بالانضباط فقط الالتزام بمواعيد العمل؛ أي الذهاب والانصراف في الأوقات المحددة بقدر ما نقصد الانضباط في تنفيذ المهام المطلوبة في وقتها المطلوب دون الحاجة إلى مراقبة عملهم وسؤالهم باستمرار عن المكان الذي توصلوا إليه في العمل.

في الختام:

النجاح في العمل ليس مسؤولية صاحب العمل فقط؛ إنَّما يجب توفير أشخاص ليكونوا فريق عمل متكاملاً قادرين على العمل لتحقيق أهداف الشركة التي ينتمون إليها.

لاختيار فريق العمل المناسب لشركتك، يجب عليك اختيار الأشخاص ممن لديهم الشغف الكافي لدفعهم نحو العمل بقوة لتحقيق الأهداف التي تصب بمصلحة الشركة، ومن ثمَّ تصب بمصلحتهم الشخصية، لكن يجب التمتع بالتفكير الواقعي، فلا يندفعون وراء احتمالات خيالية؛ إنَّما ضمن خطط مدروسة وتنبؤات مستقبلية واقعية.

أيضاً من الضروري التمتع بالخبرات الكافية بحيث يكمِّل كل موظف الآخر ليتم تقديم خبرات متنوعة، فمثلاً يجب توفير مدير تسويق، ومندوب مبيعات، ومدير تقني، فكل شخص يقدِّم خبرته بمجاله التخصصي.

لأنَّ الجميع معرض للوقوع في مشكلات وأزمات؛ فيجب اختيار من يمتلك القدرة على العمل تحت ضغط العمل في الأوقات الصعبة لتجاوزها في أسرع وقت، وأيضاً من لديه قدرة على التعلم الذاتي ويسعى إلى تطوير نفسه، فتتطور الشركة بخبراته.