كيف تقيس نجاحك في الحياة؟

كيف تقيس نجاحك في الحياة؟
(اخر تعديل 2024-04-17 05:35:15 )
بواسطة

يتحدَّث هذا المقال عن مفهوم النجاح وكيفية قياسه مع استكشاف تأثير العوامل الداخلية والخارجية فيه وكيفية إحداث التوازن بينهما، إضافة إلى خطة عمل لوضع أهداف مميزة على الصعيد الشخصي والمهني.

إنَّ تحقيق الأهداف وحده لا يُعد نجاحاً إذا لم يرافقه شعور بالرضى والسعادة، ولهذا من الضروري إعطاء الأولوية للتطوير الشخصي والاستمتاع برحلة السعي نحو الهدف.

ما هو النجاح؟

يختلف مفهوم النجاح من شخص لآخر؛ لذلك من الصعب الحكم على شخص ما أنَّه حقَّق النجاح، ولكن بشكل عام يمكنك أن تقول إنَّك ناجح إذا كنت سعيداً وراضياً عن إنجازاتك ومكانتك في الحياة، ومن ثم يمكن وضع تعريف ثابت للنجاح بأنَّه معرفة الإمكانات والقدرات الشخصية والقدرة على استخدامها في تحقيق أهدافك وأحلامك وتطلعاتك بطريقة تجعل حياتك ذات معنى ومُرضية بالنسبة إليك.

أهمية قياس النجاح:

قياس النجاح له دور كبير في تتبُّع التقدم والنتائج التي تحققها كما يساعدك لتحافظ على حماستك وتحتفي بإنجازاتك وتتعلَّم من أخطائك وتعدل مسارك حسب الضرورة، ومن دونه سيصبح من السهل أن تفقد تركيزك على أهدافك وتحيد عن الطريق الصحيح، وفي هذا المقال سنستكشف كيفية قياس النجاح الحقيقي في الحياة باستخدام نهج متوازن، ويمكن القول إنَّ قياس النجاح يعتمد على عوامل داخلية وخارجية.

أولاً: العوامل الداخلية لقياس النجاح

العوامل الداخلية هي الجوانب التي يمكن التحكم بها ولها دور هام في شعورك بالسعادة والرضى.

1. السعادة والرضى:

هما من أهم مقاييس النجاح، ويشمل كل منهما جوانب عديدة؛ منها اتباع الشغف ووجود علاقات إيجابية داعمة في حياة الإنسان ووجود هدف يسعى لأجله، والمقصود باتباع الشغف؛ أي أن تحب عملك وتستمتع به وكأنَّه هواية تحبها بصرف النظر عن مردوده المادي، أي أن تستيقظ ممتلئاً بالطاقة والحماسة لمواجهة التحديات كل يوم؛ وهذا يجعلك أقرب لتحقق أهدافك وأحلامك.

العلاقات الإيجابية الداعمة مع العائلة والأصدقاء وفي العمل لها دور كبير في سعادة الإنسان وشعوره بالرضى، ومن الضروري دعم تلك العلاقات وتقويتها بمرور الزمن، لذا خصص وقتاً لتقضيه مع العائلة والأصدقاء وبناء علاقات قوية تعطيك شعوراً بالدعم والانتماء لتتغلُّب على صعوبات الحياة.

إنَّ وجود غاية تسعى لها في الحياة سيساعدك لتكون أكثر سعادة ونجاحاً؛ لأنَّك تساهم من خلالها بأشياء تفيد بها نفسك والآخرين إما من خلال العمل أو الأعمال التطوعية أو العلاقات الشخصية، وهذا يحفِّز لديك شعور الدافع والتوجيه ويساعدك على التركيز على أهدافك.

2. التنمية الذاتية:

يمكن قياس نجاح الشخص من خلال تطوره الشخصي بطريقة وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس، والتعلُّم من الأخطاء والتركيز على الوعي والتطوير الشخصي.

تمثِّل عملية وضع الأهداف خريطة طريق تنظم حياتك، فعندما تعرف وجهتك من السهل أن تحافظ على حماستك وثباتك على الطريق الصحيح، وعندما تقيس تقدُّمك بناءً على تلك الأهداف باستمرار ستتمكن من إجراء التعديلات حسب الحاجة والاحتفاء بالإنجازات الصغيرة التي تمهِّد لنجاحك الكبير.

التعلُّم من الأخطاء ضروري جداً لتحقيق النجاح والتطور الشخصي، لذا انظر إلى الأخطاء على أنَّها فرصة للتعلُّم والتطور حتى لا تتكرر مجدداً وهذا سيساعدك على تحقيق مزيد من النجاحات.

الوعي الذاتي والتطوير الشخصي من أساسيات النجاح والتطور؛ لأنَّك ستتعرَّف من خلالهما إلى نقاط الضعف والقوة لديك، إضافة إلى تطوير مهاراتك ومعارفك بمرور الوقت، وهذا يجعلك شخصاً أفضل ويتيح لك تحقيق أهدافك بفاعلية أكبر.

شاهد بالفديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

3. الصحة الجسدية والنفسية:

هما من المقاييس الهامة لتقييم نجاحك، ويشمل ذلك كل ما يمكنك القيام به؛ لتحافظ على صحتك بأفضل حال ومن ذلك مواجهة ضغوطات الحياة والتوتر وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ولتنعم بصحة جيدة عليك الحفاظ على صحة الجسد والعقل من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام والتأمُّل والنوم الكافي وتنظيم الوقت وطلب الدعم من الآخرين عند الحاجة والتعامل مع التوتر بطريقة صحيحة والتحلي بالصبر والمرونة الكافية لمواجهة ضغوطات الحياة وتقلُّباتها.

بشكل عام لن تكون الحالة الصحية دائماً تحت السيطرة، ولكن تسهم هذه الممارسات في تعزيز صحة جسدك وتساعدك على تحقيق النجاح، ومن الهام أيضاً تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية لتجنب الإرهاق من خلال تحديد أولوياتك، ووضع الحدود الخاصة بك مع تخصيص وقت لكل من العمل والمرح، وبهذا ستصل إلى حالة من التوازن تسمح لك بتحقيق النجاح المهني إلى جانب الاستمتاع بالوقت مع العائلة والأصدقاء وممارسة الهوايات المفضلة.

ثانياً: العوامل الخارجية لقياس النجاح

لا يمكن قياس النجاح فقط بالعوامل الداخلية المذكورة آنفاً، فثمة عوامل خارجية، وبخاصة المتعلقة منها بالثروة والقوة والحالة الاجتماعية، ومنها:

1. الاستقرار المالي والثروة:

يُصنَّف الأشخاص الأثرياء أصحاب المنازل الكبيرة والسيارات الفخمة من ضمن الناجحين؛ لأنَّهم بذلوا كل ما في وسعهم لتحقيق طموحاتهم المهنية، وأهم خطوة لتحقيق النجاح المالي؛ هي التخلص من الديون لتتمكن من العيش بحرية وفق إِمكاناتك وَمواردك، وعندما تحكم السيطرة على الديون والالتزامات المالية ستحقق استقراراً ومرونة مالية والتي تعدُّ من أهم معايير النجاح، ومن ناحية أخرى يعد بناء الثروة والوصول للحرية المالية جانباً هاماً للنجاح المالي من خلال توفير المال واستثماره بحكمة والادخار للمستقبل، ووضع أهداف مالية والعمل بثبات وإصرار لتحقيقها.

2. الإنجازات المهنية:

تعد الإنجازات المهنية من أهم مقاييس النجاح وتندرج ضمنها العلامات الفارقة في المسيرة المهنية، وإحداث تأثير إيجابي في بيئة العمل والحصول على التكريم والجوائز.

يُعدُّ وضع الأهداف والنجاح في تحقيقها من العلامات المهنية الفارقة، وعلى سبيل المثال بدء مشروع تجاري خاص بك أو الحصول على ترقية، وإنَّ السعي إلى تحقيق الأهداف بإصرار وتركيز سيقودك إلى النجاح الذي تطمح له، وعلى سبيل المثال العمل الجاد لتحقق النتائج المرجوة لشركتك من خلال مشروع هام أو إنجاز بعض المهام التي تعزز رضى العملاء.

إنَّ إحداث تأثير إيجابي في مجال عملك يعني المساهمة في تحقيق الصالح العام سواء كان ذلك من خلال الإبداع أم الإدارة أم خدمة المجتمع، لذا يمكنك أن تستثمر مهاراتك وخبراتك لتحقق غايتك والمغزى الذي تطمح له من خلال عملك، وإذا لم تكن متأكداً من أين تبدأ، ففكِّر في قيمك الأساسية وكيف تتناسب مع مهاراتك ومواهبك الخاصة، ويمكنك أيضاً عد أي تقدير أو جوائز حصلت عليها جزءاً من إنجازاتك المهنية، ومن بينها عبارات التقدير من رب العمل، أو الجوائز التي منحتها لك الشركة تقديراً لعملك أو شخصيتك، أو الجوائز المهنية على وجه التحديد.

شاهد بالفديو: 10 نصائح من ستيف جوبز لتحقيق النجاح

3. المساهمة في المجتمع:

إنَّ الدور الذي تقوم به في المجتمع لمساعدة الآخرين يعدُّ من معايير النجاح الهامة، لذا يمكنك القيام بذلك من خلال التطوع والأعمال الخيرية وترك أثر جميل في هذا العالم.

يعدُّ العمل التطوعي والخيري بمنزلة رد الجميل للمجتمع من خلال مساعدة المحتاجين بوقتك ومهاراتك وإمكاناتك، وترك أثر إيجابي في حياتهم، وهذا بدوره سيعود عليك بمشاعر الرضى والسعادة والنجاح، ويمكنك من خلال العمل التطوعي أن تُحدِث فرقاً في العالم، لذا ابحث عن طريقة لتقديم المساعدة على مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ أو الفقر، فعندما تعمل لأجل غاية سامية ستشعر بقيمة ومعنى حياتك والهدف منها وهذا من أهم معايير النجاح، وأخيراً سيساعدك الإرث الطيب على أن تبقى حاضراً في أذهان الأجيال القادمة؛ لأنَّ حياتك الناجحة والحافلة بالأعمال الخيرية ستُلهم الآخرين وتشجعهم على الاقتداء بك، وبالنتيجة تحويل العالم إلى مكان أفضل للعيش فيه.

التوازن بين العوامل الداخلية والخارجية:

إنَّ إحداث التوازن بين العوامل الداخلية والخارجية التي ذُكِرت آنفاً هو مقياس النجاح الحقيقي في الحياة، ولهذا يجب أن تركز على هذه العوامل بناءً على القيم الأساسية الأكثر أهميةً بالنسبة إليك، وعلى سبيل المثال يمكن أن تكون لديك 3-5 قيم أساسية من القيم الآتية:

النزاهة، والصدق، والسلام، والتعاون، والمغامرة، والإيمان، والاستقرار المالي، والعطف، والعائلة، والحكمة، والإبداع، والمرح والمتعة.

عندما تحدد القيم الأكثر أهمية بالنسبة إليك ستتمكن من توجيه تركيزك إلى المكان الصحيح على الأمد الطويل، وعلى سبيل المثال ربما مضت فترة طويلة وأنت تركز على العوامل الخارجية مثل كسب مزيد من المال وتحسين تقييمات أدائك، وهنا ستحتاج إلى إعادة التركيز نحو العوامل الداخلية مثل التنمية الذاتية والصحة النفسية، وهذا التوازن هو الطريق الوحيد لحياة سعيدة ذات معنى.

قد يأخذ الأمر وقتاً للتجربة والتعلُّم من الأخطاء حتى تتمكن من تحديد المناسب لك، وعندما تريد قياس نجاحك في الحياة فكِّر في أكثر الأشياء أهمية بالنسبة إليك، والتي تسعى إليها من خلال أهدافك وأحلامك وتطلعاتك، وفكِّر بما تريد تحقيقه بعد 10 سنوات من الآن، وبناءً عليه ضع أهدافاً واضحة وقابلة للقياس، وتابع دوماً التقدم الذي تحققه خطوة بخطوة إلى أن تحققَ النجاحَ في جميعِ مجالات الحياة.

في الختام:

النجاح الحقيقي قابل للقياس من خلال عدة مؤشرات، وهو الشعور بالسعادة في العمل والحياة اليومية والعلاقات الشخصية، وأيضاً القدرة على التعلُّمِ والتطورِ المستمر باستخدام المهارات والخبرات الشخصية؛ وذلك لإحداث تأثير إيجابي في العالم.