كيفية تعاون الأهل والمدرسين لحل مشكلة التنمر في

كيف تعرف أنَّ طفلك قد تعرض للتنمر؟

يمكن للآباء أن يلاحظوا أنَّ أطفالهم قد تعرضوا للتنمر من خلال المؤشرات الآتية:

1. التغيُّرات العاطفية:

انتبه جيداً لسلامة طفلك العاطفية إذا ظهرت عليه فجأة علامات الضيق، مثل زيادة القلق أو الاكتئاب أو التهيج؛ فقد يكون ذلك مؤشراً على التنمر، ويمكن أن يكون التنمُّر صادماً عاطفياً؛ وهذا يؤدي إلى تقلبات مزاجية وتغيرات في المزاج.

2. الانسحاب الاجتماعي:

إذا بدأ طفلك في الانسحاب من النشاطات الاجتماعية، أو فَقدَ أصدقاءه، أو عزل نفسه؛ فقد يكون ذلك علامة تحذير هامة يجب الانتباه إليها من قبل الآباء، فالتنمُّر يمكن أن يجعلَ الأطفال يرغبون في تجنب المواقف الاجتماعية والانسحاب من بين أقرانهم.

3. الشكاوى الجسدية غير المبررة:

قد تكون الشكاوى الجسدية المتكررة غير المبررة، مثل الصداع وآلام المعدة أو حتى الأمراض المصطنعة؛ نتيجة للتوتر والقلق الناجم عن التنمُّر، وإذا لم يكن هناك سبب طبي لهذه الشكاوى؛ فمن المفيد إجراء مزيد من التحقيق، وهذا كفيل بأن يتجه الأهل إلى حل مشكلة التنمُّر في المدرسة.

4. التغييرات في الأداء الأكاديمي:

راقب الأداء الأكاديمي لطفلك، من ثم يمكن أن يكون الانخفاض الملحوظ في الدرجات، أو فقدان الاهتمام بالمدرسة، أو انخفاض إكمال الواجبات المنزلية مؤشراً على وجود مشكلة، ويمكن أن يؤثر التنمُّر في قدرة الطفل على التركيز في دراسته.

5. التغيرات السلوكية:

راقب أي تغييرات مفاجئة في السلوك، فقد يصبح طفلك أكثر عدوانية، أو يتجنب أماكن أو أشخاص معينين، أو يواجه صعوبة في النوم، ويمكن أن تكون هذه التحولات السلوكية علامات على الاضطراب العاطفي؛ بسبب التنمُّر والإحباط.

دور الأهل في حل مشكلة التنمُّر في المدرسة:

1. التوعية والتواصل:

يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بعلامات التنمُّر، كما ناقشنا سابقاً، وأن يحافظوا على خطوط التواصل مفتوحة مع أطفالهم؛ من أجل حل مشكلة التنمُّر في المدرسة، ومن الضروري أن يقوم الآباء بتهيئة بيئة آمنة وداعمة يشعر فيها أطفالهم بالراحة عند مناقشة تجاربهم في المدرسة.

2. التعرف إلى العلامات:

يجب على الآباء توخي الحذر في تحديد العلامات التي تشير إلى أنَّ طفلهم قد يكون ضحية للتنمر، وهذا يشمل التغيرات في السلوك والعواطف والأداء الأكاديمي والصحة البدنية، ويمكن أن يساعد التعرف إلى هذه العلامات مبكراً في معالجة المشكلة على الفور.

3. التعاطف والدعم:

إذا وثق الطفل بوالديه بشأن تعرضه للتنمر؛ فمن الضروري أن يستجيب الوالدان بالتعاطف والدعم؛ إذ يحتاج الأطفال إلى الشعور بأنَّ والديهم يصدقونهم وأنَّهم موجودون للمساعدة، لذا شجعي طفلك على التعبير عن مشاعره وأكدي له أنَّه ليس وحده في هذه الحالة.

4. التعامل مع المدرسة:

يجب على أولياء الأمور التواصل مع المدرسة وإبلاغ المعلمين أو المستشارين أو المسؤولين عن التنمُّر، وغالباً تكون لدى المدارس سياسات وإجراءات معينة لمكافحة التنمُّر والحد منه بشكل جذري، ويمكنها التحقيق واتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة المشكلة.

شاهد بالفديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجه

دور المدرسين في حل مشكلة التنمُّر في الفصل الدراسي:

يؤدي المعلمون دوراً حيوياً في معالجة وحل مشكلة التنمُّر في المدرسة، وفيما يأتي شرح مفصل لدورهم:

1. الوقاية والتوعية:

يجب على المعلمين العمل بنشاط؛ لمنع التنمُّر من خلال إنشاء بيئة صفِّيَّة آمنة وشاملة ومريحة للطلاب، وتضمن سلامتهم النفسية؛ وهذا يدعم حل مشكلة التنمُّر في المدرسة، ومن ثم يمكنهم رفع مستوى الوعي المتعلق بالآثار السلبية للتنمر وأهمية الاحترام والتعاطف؛ من خلال المناقشات والنشاطات في الفصل الدراسي.

2. الاكتشاف المبكر:

غالباً ما يكون المعلمون أول من يلاحظ علامات التنمُّر في فصولهم الدراسية، ويجب أن يكونوا يقظين في تحديد حالات التنمُّر المحتملة؛ من خلال ملاحظة التغيرات في سلوك الطلاب وتفاعلاتهم الاجتماعية وأدائهم الأكاديمي.

3. التواصل المفتوح:

يجب على المعلمين تعزيز التواصل المفتوح مع طلابهم وتشجيعهم على إنشاء علاقات طيبة مع زملائهم؛ ليكونوا اجتماعيين ومنفتحين، ويتضمن ذلك تشجيع الطلاب على التحدث عن التنمُّر، إما مباشرة إلى المعلم أو من خلال أنظمة الإبلاغ المجهولة إذا كانت متوفرة.

4. دعم الضحايا:

يجب على المعلمين تقديم الدعم والرعاية للطلاب الذين تعرضوا للتنمر، ومساعدتهم على الخروج من الأزمة النفسية العنيفة التي قد تكون سبباً لإنهاء حياتهم، ويشمل ذلك الاستماع إلى مخاوفهم وتقديم الدعم العاطفي والعمل مع مرشدي المدارس لمعالجة أي صدمة نفسية أو عاطفية.

أهمية تعاون الأهل مع المدرسين لحل مشكلة التنمُّر المدرسي:

1. الفهم الشامل:

يتمتع كل من الآباء والمعلمين برؤى فريدة في حياة الطفل، ومن خلال العمل معاً، يمكنهم الحصول على فهم أكثر شمولاً لسلوك الطالب داخل الفصل الدراسي وخارجه، وهذا الأمر يسهل حل مشكلة التنمُّر في المدرسة، وتساعد هذه الرؤية على تحديد ومعالجة التنمُّر بشكل فعَّال.

2. البيانات والتوثيق:

يمكن لكل من أولياء الأمور والمعلمين المساهمة في توثيق حوادث التنمُّر، وقد يشهد المعلمون ما يحدث في المدرسة، بينما قد يلاحظ الآباء التغييرات في المنزل، فهذه الأدلة الموثَّقة ضرورية للتدخل، والوقاية الفعَّالة، وحماية الأطفال من خطر التنمُّر.

كيفية تعاون الأهل مع المدرسين لحل المشكلة:

1. دعم قواعد الفصل الدراسي:

يجب على الآباء تعزيز قواعد الفصل الدراسي وتوقعاته في المنزل، ويساعد هذا الاتساق في التوقعات المعلمين على الحفاظ على السيطرة والانضباط في الفصل الدراسي، وعندما يفهم الطلاب أنَّ كلَّاً من أولياء أمورهم ومدرسيهم متعاونون معاً؛ فإنَّ ذلك ينشئ بيئة تعليمية أكثر استقراراً وإنتاجيةً.

2. المشاركة في التعليم:

يمكن للوالدين المشاركة بنشاط في تعليم أطفالهم من خلال المساعدة في الواجبات المنزلية، ومراقبة تقدمهم، وتشجيع عادات الدراسة الجيدة؛ إذ يضمن هذا المستوى من المشاركة إعداد الطلاب بشكل كافٍ؛ وهذا يجعل مهمة المعلم أسهل في النهاية.

3. النهج التعاطفي:

عندما تنشأ مشكلة معينة يجب على الآباء التعامل مع المعلمين بالتعاطف، وبدلاً من المواجهة ينبغي لهم أن يعبروا عن استعدادهم للعمل معاً لإيجاد الحلول، ومن خلال إظهار الفهم والرغبة الحقيقية في معالجة القضايا، يمكن للآباء والمعلمين التعاون بشكل أكثر فاعلية.

4. استراتيجيات حل المشكلات:

يمكن للوالدين والمعلمين العمل معاً لوضع استراتيجيات لمعالجة المشكلة المطروحة، وقد يتضمن ذلك تحديد أهداف محددة لتحسين حالة الطفل، ووضع خطة عمل، والاتفاق على الأدوار والمسؤوليات لكلا الطرفين، ويمكن أن تساعد المتابعة المنتظمة والملاحظات على تتبع التقدم وإجراء التعديلات حسب الحاجة.

5. الأهداف المشتركة:

يشترك كل من الآباء والمعلمين في هدف مشترك وهو نجاح الطفل ورفاهيته، وينبغي لهذا الهدف المشترك أن يوجه تعاونهم، وأن يضعوا خطة لحل مشكلة التنمُّر في المدرسة، وعندما يوائمون جهودهم مع هذا الهدف ويحافظون على احترام أدوار بعضهم للآخر؛ فمن المرجح أن يقوموا بحل المشكلات وتوفير أفضل تجربة تعليمية ممكنة للطفل.

شاهد بالفديو: 8 ممارسات لتزرع الثقة في نفس طفلك

ما هي أسباب التنمُّر في المدارس؟

يعدُّ التنمُّر في المدارس مشكلة معقدة لها أسباب كامنة متعددة في حين أنَّه من الهام ملاحظة أنَّه لا يوجد عامل واحد يمكن أن يفسر جميع حالات التنمُّر، فقد تم تحديد العديد من الأسباب الشائعة والعوامل المساهمة، وتشمل هذه:

1. قضايا الصحة العقلية:

قد يواجه كل من المتنمرين وضحاياهم تحديات تتعلق بالصحة العقلية، وبالنسبة إلى بعضهم، يعدُّ التنمُّر مظهراً من مظاهر صراعاتهم العاطفية، بينما قد يصاب بعضهم الآخر بمشكلات في الصحة العقلية نتيجة التعرض للتنمر، لذا يجب أن تتضافر جميع الجهود لحل مشكلة التنمُّر في المدرسة.

2. التسلط عبر الإنترنت والتكنولوجيا:

أدى انتشار الاتصالات الرقمية إلى ظهور التنمُّر عبر الإنترنت، فيستخدم الطلاب التكنولوجيا لمضايقة الآخرين.

إنَّ عدم الكشف عن هوية المنصات عبر الإنترنت يمكن أن يشجع المتنمرين ويجعل من السهل استهداف الضحايا.

3. الإعلام والتكنولوجيا:

يمكن لوسائل الإعلام، مثل الأفلام والبرامج التلفزيونية والمحتوى عبر الإنترنت، أن تصور أحياناً السلوك العدواني أو الوضيع على أنَّه طبيعي أو حتى مثير للإعجاب، ويمكن أن يؤثر هذا التعرض في مواقف الطلاب وسلوكاتهم.

4. انعدام الأمن وتدني احترام الذات:

غالباً يعاني المتنمرون من عدم الأمان وتدني احترام الذات، وقد يستخدمون التنمُّر بوصفه وسيلة للشعور بأنَّهم أكثر قوة أو سيطرة أو لصرف الانتباه بعيداً عن نقاط ضعفهم.

5. البيئة العائلية والمنزلية:

قد يأتي بعض الأطفال الذين ينخرطون في سلوك التنمُّر من منازل يشهدون فيها أو يتعرضون لسلوك عدواني أو تنمري بأنفسهم، ويمكن أن تساهم ديناميكيات الأسرة، مثل الإهمال أو سوء المعاملة أو الانضباط غير المتسق، في ميول التنمُّر.

6. ضغط الأقران:

قد يشعر الطلاب بالضغط من أقرانهم للتوافق مع سلوكات معينة، ومن ذلك التنمُّر، ويمكن أن يؤدي الخوف من العزلة الاجتماعية أو الرغبة في الاندماج إلى المشاركة في حوادث التنمُّر.

في الختام:

التنمُّر ليس مجرد صراع عابر أو مضايقة غير ضارة؛ فهو ينطوي على اختلال في توازن القوى، إذ يمارس المعتدي الهيمنة وتشعر الضحية بالعجز.

إنَّ عواقب التنمُّر بعيدة الأمد، ولا تؤثر في الضحايا المباشرين فحسب، بل تؤثر أيضاً في المجتمع الأوسع والمجتمع ككل، وقد تشمل هذه العواقب الصدمة العاطفية، وانخفاض احترام الذات، والقلق، والاكتئاب، وفي الحالات الشديدة، حتى إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار.