تفسير سورة الملك

تفسير سورة الملك
(اخر تعديل 2024-03-14 04:49:15 )
بواسطة

سورة الملك هي السورة السابعة والستون في القرآن الكريم، وتتضمن ثلاثين آية، وهي السورة التي يسمى الجزء التاسع والعشرون من القرآن الكريم باسمها «جزء تبارك»، لذا في هذا المقال سوف نحدد المعنى العام لسورة الملك وتفسير آياتها والدروس المستفادة من السورة الكريمة.

ما هو المعنى الإجمالي لسورة الملك؟

تحمل سورة الملك عدة دروس وتحذيرات، وتركز على الحقائق الأساسية المتعلقة بالخلق والحياة والدنيا والآخرة، وتقدم لنا تفسيراً عن السلطة الإلهية والتأكيد على الحكمة الإلهية في خلق الكون، وفيما يأتي المعنى الإجمالي لسورة الملك:

1. قدرة الله وسيطرته:

تبدأ السورة بالتأكيد على قدرة وسيطرة الله على الملك السماوي والأرضي، إنَّه الذي يتسلط على كل شيء ويمتلك السلطة الكاملة في السماوات والأرض.

2. الخلق والتدبير:

تذكِّر الآيات بعظمة خلق الله وتدبيره للكون بحكمته العظيمة، فهو المبدع الذي خلق كل شيء بإرادته، ويدير قضايا الكون بصورة منظمة.

3. رحمة الله:

تتناول السورة قضية كرم الله ورحمته التي تشمل الجميع، فينزل الرحمة على المؤمنين والكافرين، وتشمل البشر والحيوانات والنباتات، فهي تذكير بأنَّ رحمة الله وسعت كل شيء.

4. الشفاعة والحساب:

تتناول سورة الملك قضية الشفاعة وأهميتها، وإنَّها تذكِّر بأنَّ الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله، وأنَّه لا يوجد أحد يملك قرباً من الله إلا بمشيئته العليا، فالله هو الحكيم الذي يعلم كل شيء ولا يتخطى حكمته وقدرته في تدبير الأمور أي كائن، وسوف يحاسب الناس على أعمالهم.

5. فضل سورة الملك:

تحظى سورة "تبارك" بفضل كبير، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسمونها السورة المنجية، والمانعة، والواقية، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "سورة الملك هي المانعة، تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك، ومن قرأها في ليلته، فقد أكثر وأطاب ولم يُكتَب من الغافلين".

شاهد بالفديو: فضل قراءة القرآن الكريم

تفسير سورة الملك:

الملك أو كما هي معروفة بسورة «تبارك»؛ هي سورة مكية وآياتها ثلاثون، ووفقاً لقول المفسر المشهور المهايمي؛ تسمى سورة الملك بهذا الاسم لاشتمالها على كثير مما ينبغي أن يتضمن في ملك الله من كثرة الخيرات والنعم، وعظمة القدرة، والقدرة على إحياء الأموات، وإيقاف الحياة، واختبار أعمال الناس، والغلبة والغفران، وعدم التفرقة بين رعاياه، وتزيين بلاده، وإذلال أعدائه، والرحمة لأوليائه، وفيما يأتي تفسير سورة الملك:

1. «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»:

يبرز في هذه الآية تنزيه الله تعالى عن أي عيوب أو نقائص مُظهرة صفات الكمال التي يتمتع بها الله في سيادته واستحقاقه للتمجيد، فهو الذي يعطي العطاء، وهو الذي بيده ملك الدنيا والآخرة وسُلطانهما، وهو الذي بوسعه القيام بكل ما يشاء، ولا يوجد شيء يتعدى قدرته وسيطرته.

2. «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ»:

تُذكِّر هذه الآية أنَّ الله هو الذي خلق الموت والحياة ليختبر البشر، وليعرف أي منهم يعمل الخيرات بإخلاص وإيمان، ويقوم الله سبحانه وتعالى بفحص أعمالكم وتجاربكم أيها الناس ليعرف من منكم يقوم بأفضلها ويخلص بها، والله هو العزيز الذي لا يغلب ولا يعجز، وهو الغفور الذي يغفر لمن تاب وأناب.

3. «الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ»:

إنَّ الله خلق سبع سماوات متناظرة طبقة فوق طبقة على سنة واحدة، وبعضها موجود فوق بعضها، وعلى الناظر أن ينظر الى خلق الرحمن العظيم، هل يرى فيه أي تناقض أو اختلاف؟ وهل يرى في السماء أي شقوق أو صدوع؟

4. «ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ»:

بعد أن ينظر الإنسان مرة بعد مرة إلى عجائب الخلق، ويعود إليه البصر صاغراً لا يرى عيباً في خلق الله على الإطلاق، مدركاً صغر حجمه وضعفه تجاه قدرة الله وعظمته.

5. «وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ»:

لقد زين الله سبحانه وتعالى السماء القريبة التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة بنجوم عظيمة مضيئة وجميلة، وجعل الله تلك النجوم شهباً متحركة ومضيئة ملتهبة ومحرقة لأذناب الشياطين الذين يحاولون التسلل ومراقبة السماء، وفي الآخرة أعد الله لتلك الشياطين عذاب نار جهنم في الآخرة.

6. «وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ»:

أما الكافرون الذين ينكرون خالقهم ويكفرون بآياته، فإنَّ لهم عذاباً في نار جهنم المستعرة، وهي أسوأ مرجع للكافر.

7. «إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ»:

عندما يُلقى هؤلاء الكافرون في جهنم يسمعون صوتاً شديداً فظيعاً، والصوت الشديد وغليان النار يعكسان شدة العذاب والتعذيب الذي سيتعرض له الكفار.

8. «تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ»:

تكاد جهنم تنفجر من شدة غضبها على الكافرين، فتُطرح فيها جماعات من الناس، وفي هذا الوقت يسأل الموكلون بأمر جهنم هؤلاء الكفار ألم يأتكم في الدنيا رسول يحذركم من هذا العذاب الذي أنتم فيه؟ وهو سؤال غرضه التوبيخ.

9. «فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ»:

اعترف الكفار بتكذيبهم والكفر الذي وقع بأفعالهم، واستحقوا به عذاب النار، وبذلك يبتعدون بأنفسهم عن النجاة والغفران اللذين يقدمهما الله لعباده.

10. «إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ»:

إنَّ الذين يخشون ربهم ولم يروه يعبدونه ولا يعصونه، ويخشون العذاب في الآخرة، ولهم مغفرة من الله عن ذنوبهم، وثواب عظيم وهو الجنة.

11. «وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ»:

أيُّها المشركون أخفوا قولكم في الدين والرسول أو أعلنوه، فإنَّ الأمرين عند الله سواء، وإنَّه سبحانه يعلم بمضمرات الصدور، فكيف تحاولون إخفاء أقوالكم وأعمالكم عنه؟

12. «أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»:

ألا يعلم الله سبحانه وتعالى الذي هو الخالق خلقه وشؤونهم؟ إنَّه اللطيف العليم بأسرار عباده، والخبير بهم وبأعمالهم.

13. «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»:

وحده الله هو الذي جعل الأرض مستقراً لكم، فقد أعدها بطريقة سهلة ممهدة مهيأة لتتحركوا في جميع زواياها وأرجائها، واستمتعوا بالأراضي بكل الثمار ورزق الله الذي يخرجه لكم منها، وإلى الله وحده يكون البعث من قبوركم للحساب والجزاء، فالآية تتضمن إشارة إلى أهمية الاعتماد على الله في طلب الرزق والمكاسب الحلال، وكما تذكِّر بوحدانية الله وقدرته على توفير الأراضي والرزق للبشر، والتذكير بنعمه، وتحذر من الغرور والانغماس في الدنيا.

14. «أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ»:

هل أمنتم يا أهل مكة أنَّ الله الذي في السماء لن يهلكهم بأن يخسف بكم الأرض؟

فإذا هي تضطرب بكم وتتزعزع حتى تنهار وتهلككم.

15. «أَمْ أَمِنتُم من فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ»:

أمنتم يا أهل الكفر بأنَّ الله الذي في السماء لا يرسل عليكم ريحاً تحمل معها حجارة صغيرة تصيبكم بالضرر؟

ستدركون أيُّها الكافرون تحذيري لكم بالعذاب حينما ترونه بأم أعينكم وتجربونه فعلياً.

16. « وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ»:

لقد كذب الذين كانوا قبلكم يا أيها الكافرون من أهل مكة مثل قوم نوح وعاد، فكيف كان كفرهم وتنكرهم للرسل الذين أرسلوا إليهم؟

تذكر الآية تنكُّرهم للنعم التي أنعم الله عليهم، فأتاهم العذاب.

17. «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ»:

هؤلاء الكافرون يغفلون ولا ينتبهون إلى الطيور التي تحلق فوقهم ممددة أجنحتها للطيران في السماء، ولا يحفظ هذه الطيور من السقوط إلا الله تعالى إنَّه بكل شيء بصير.

18. «أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم من دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إلا فِي غُرُورٍ»:

أيها الكافرون ألا ينبغي أن يوجد لديكم عقل منصف لاستيعاب الحقيقة؟ فكيف يمكن لأي جماعة بغير الله الرحمن أن تكون لكم حليفة وتقوم بمساعدتكم في حال وقوع الشر عليكم؟

إنَّ ما تدعونه أيها الكافرون هو مجرد خداع وضلال من الشيطان، وأنَّ الرحمن هو القادر على إحداث السوء إذا أراد، وهو يتولى حفظ أولياه.

19. «أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ»:

إذاً من هو هذا المورد المفترض الذي يوزع عليكم الرزق حين يحجز الله تلك الموارد ويمنعها عنكم؟ بل يستمر الكافرون في طغيانهم وضلالهم، وفي حالة التمرد والاستكبار والنفور عن الحق.

20. «أَفَمَن يَمْشِي مُكِبَّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمن يَمْشِي سَوِيَّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»:

أيها الكافرون هل يعدل من يسلك بغير اتجاه الصواب ويتجه بجهل، مع من يسلك الطريق المستقيم بثبات والتزام القواعد؟

21. «قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ»:

قل للكافرين يا محمد: الله هو أوجدكم من العدم، ومنحكم السمع والبصر والعقل، ولكنَّكم قابلتم هذه النعم بقلة الشكر.

22. «قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»:

قل لهم: الله هو الذي خلقكم ووزعكم في الأرض، وإليه تعودون بعد هذا التفرق ليحاسبكم ويعاقبكم على أعمالكم.

23. «وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»:

يسأل الكافرون: متى سيتحقق هذا الوعد بالقيامة يا محمد؟

أخبرنا عن وقته يا أيها المؤمن، إن كنت صادقاً فيما تدعي.

24. «قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ»:

يا محمد قل لهؤلاء: إنَّ الله هو الذي اختص بمعرفة وقت قيام الساعة، وأما أنا فنذير لكم لأخوفكم من عواقب كفركم، وأبين لكم ما أرسلني الله به بوضوح.

25. «فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ»:

عندما شاهد الكفار عذاب الله قريباً منهم ورأوا ذلك بأعينهم تجلت الذلة والكآبة على وجوههم، وقيل توبيخاً لهم: بأنَّ هذا هو العذاب الذي كانوا مستعجلين به في الدنيا.

26. «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»:

قل يا محمد لهؤلاء الكافرين: أخبروني إن قضى الله الموت علي وعلى المؤمنين كما تتمنون أو رحمنا وأجلنا وأبعد عنا عذابه، فمن هذا الذي يحميكم أو يمنعكم من ألم موجع.

27. «قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ»:

قل الله هو الرحمن الذي نصدقه ونطيعه ونعتمد عليه في جميع أمورنا، أيها الكافرون إذا نزل العذاب سيكون هناك فرق بيننا وبينكم، وعندها ستعلمون أنَّكم في ضلال بعيد.

28. «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ»:

قل يا محمد لهؤلاء المشركين: ما أنتم فاعلون إن صار الماء الذي تعتمدون عليه قليلاً في الأرض أو اختفى منها، فمَن غير الله يأتيكم بماء ترونه بعيونكم؟

ما هي الدروس المستفادة من سورة الملك؟

  • سورة الملك تثبت وجود الله ووحدانيته، وتظهر مظاهر قدرته وحكمته، وتنذر من عذاب يوم الحساب، وتدعو إلى السعي في الرزق والتوكل على الله.
  • ضرورة أن يفكر الإنسان بقدرة الله تعالى وعظمته من خلال النظر في خلقه للسماوات والأرض.
  • حكمة الله تعالى من خلال إيجاد الحياة والموت لاختبار الإنسان، وتمييزالمؤمن من الكافر.
  • التفكر في نعم الله الكثيرة على الإنسان منها السمع والبصر والعقل.
  • الماء سر الحياة الذي أنعم الله علينا به ويجب أن نحافظ عليه ونستخدمه دون الإسراف الذي يعدُّ كفراً.

شاهد بالفديو: ما هي شروط وآداب الدعاء؟

لماذا سميت سورة الملك بالمجادلة؟

إنَّ سورة الملك "سورة تبارك" سميت أيضاً سورة المجادلة، وذلك لأنَّها كما ذكر الرسول - عليه الصلاة والسلام - أنَّها تُجادل عمن يقرؤها عند سؤال الملكين في القبر، كما أنَّها تُنير القبر، وتَمنع عذابه.

أجمل ما قيل في سورة الملك:

  • إنَّ أجمل ما قيل في سورة "تبارك" هو قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنَّ سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك".
  • عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من قرأ تبارك الذي بيده الملك في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة إن شاء الله".

في الختام:

إنَّ سورة الملك تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن تكون مرشدة للإنسان في حياته؛ بل إنَّها تدعو إلى التفكر في خلق الله والنظر إلى الكون الذي يحيط بنا وعظمة خالقه وقدرته في خلق كل شيء بحكمة، كما تشدد الآية الكريمة على أهمية العمل الصالح والتوبة النصوحة، وتحث على التفكير في عواقب أفعالنا، إضافة إلى أنَّها توجهنا إلى الاعتبار بفضل الله وشكره على نعمه التي لا تحصى.