تجربة شخصية: أسلوب التحفيز الناجح

تجربة شخصية: أسلوب التحفيز الناجح
(اخر تعديل 2024-03-28 04:35:14 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "فلاد دوليزال" (Vlad Dolezal)، ويُحدِّثنا فيه عن أسلوبه في اكتساب الدافع.

لماذا تحتاج إلى أسلوب للتحفيز؟

لنواجه الأمر؛ إذا كنت تبحث عن أسلوب للتحفيز، فهذا يعني أنَّه عليك القيام بشيء ما ولكنَّك لا ترغب في القيام به، لذا فكر في سبب حاجتك إلى أسلوب للتحفيز، وستجد أنَّه شديد الوضوح حتى إنَّه على الأرجح لم يخطر على بالك، ولكنَّه السبيل إلى اكتساب الدافع.

عندما كنتُ طفلاً، كنتُ أقفز من السرير في الساعة السادسة صباحاً في يوم العطلة؛ لأشاهد الرسوم المتحركة، وأَجرُّ نفسي جراً في باقي أيام الأسبوع، وأنهض في الساعة السابعة والنصف صباحاً، فهل لاحظتَ شيئاً؟

في أيام الأسبوع، كان من واجبي أن أستيقظ باكراً للذهاب إلى المدرسة، أما في أيام العطل، فكنت أستيقظ بدافع الرغبة؛ لذلك إذا كنت تبحث عن أسلوب للتحفيز، فهذا يعني أنَّك لا ترغب في القيام بشيء ما، ولكنَّك مضطر للقيام به وعواطفك تثنيك عنه؛ لأنَّك تربطه بالألم، وقد تظن أنَّ عليك في هذه الحالة مكافأة نفسك لتحصل على الدافع وتنجز تلك المهمة البغيضة، ولكنَّني سأثبت لك عدم نفع هذا الأسلوب.

شاهد بالفديو: كيف تتغلب على نقص التحفيز وتبقى متحمساً دائماً؟

ما هو سبب عدم نفع أسلوب المكافأة؟

لنفترض أنَّك تريد إنهاءَ شيئاً تكتبه، ولكنَّك لا ترغب في القيام بذلك، سيلجأ معظم الناس في هذه الحالة إلى حمل أنفسهم على مواصلة الكتابة حتى النهاية، ثم مكافئة أنفسهم على هذا الإنجاز، لذا لا تفعل ذلك فهذا يقتلُ الدافع على الأمد الطويل، وقد تؤدي مكافئة نفسك إلى إنجاز المهمة هذه المرة، ولكنَّها تؤدي إلى ربطِ مزيد من الألم بهذه المهمة أيضاً؛ لأنَّك بت ترى الحصول على هذه المكافأة مرتبط بإنجاز هذه المهمة البغيضة، وفي المرة القادمة التي تريد فيها إنجازها ستجد صعوبة أكبر في اكتساب الدافع.

لا توصلك مكافأة نفسك إلى مرحلة الرغبة في إنجاز المهمة، وإنَّما تعزز فكرة أنَّ عليك أن تعاني لتحصل على المكافأة.

لقد أخبرتك آنفاً أنَّ الأمر بِرُمته متعلق بما ترغب في القيام به، لا بما يجب عليك القيام به، إنَّه مبدأ عميق عليك تذكره عندما تحتاج إلى الدافع.

أسلوب التحفيز الناجح:

لا تنسَ هدفك؛ وهو الوصول إلى مرحلة الرغبة في القيام بالمهمة، وأفضل طريقة وجدتها هي جعل المهمة نفسها ممتعة، ففي إحدى المرات، كان علي تنظيف أرضية غرفة المعيشة، فأجلتُ المهمة لساعات واختلقتُ الأعذار للتهرب منها، ثم أدركتُ أنَّ سبب مماطلتي؛ هو الطبيعة المملة لهذه المهمة، ففكرتُ بطريقة لجعلها ممتعة وصعبة في آن واحد، ووقفتُ على إحدى قدمي، ثم رفعتُ الأخرى مع ثني جسدي للأمام، وأخذتُ أقفز على قدم واحدة بينما أمسح الأرض وأغني حتى سقطتُ في النهاية من الضحك، لذا لا تأخذ نفسك على محمل الجد، ففي الواقع يعدُّ العبثُ طريقة رائعة للاستمتاع بالمهمة.

قبل شهرين، واجهتُ صعوبةً في الكتابة، لقد أصبحتْ الكتابة عملية مملة ومؤلمة، حتى إنَّني فكرت في ترك الكتابة في مدونتي، ولكن عندما راجعتُ نفسي وفكرتُ بعمقٍ في المشكلةِ، أدركتُ أنَّني أتعاملُ مع الأمرِ بجديةٍ أكثر من اللازم؛ لقد كونتُ قاعدةً من القُرَّاءِ، وكنت أبالغ في اهتمامي بآرائهم؛ إذ كنت أتساءل ما عساهم يقولون إذا كتبت هذه الأشياء السخيفة، ثم أدركتُ أنَّ هذا لا يهم، وإذا لم يحب أحد القُرَّاء أسلوبي في الكتابة بإمكانه التوقف عن القراءة.

التصرف على طبيعتي أهم من إثارة إعجاب الغرباء، وبمجرد أن أدركتُ ذلك، وتوقفتُ عن مراقبة نفسي، عادت الكتابة سهلة كما كانت؛ لأنَّني كنت أستمتع بها، لذا إذا كنت تبحث عن أسلوب للتحفيز، فاجعل المهمة ممتعة أو ساخرة.

كان لدي صديق في المدرسة الثانوية معروف بكرهه للمقالات الرسمية، وفي أحد الأيام قررَ من باب السخرية كتابةَ مقال رسمي جداً باستخدام جمل طويلة وكلمات معقدة لمعرفة ما إذا كانت المعلمة ستكتشف أنَّ غرضه السخرية، ولكنَّها لم تكتشف ذلك.

في الختام:

لا يوجد أسلوب واحد لاكتساب الدافع ينجح مع كل شخص وفي كل المواقف، لذا عليك أن تجرِّبَ عدة أساليب حتى تكتشف أنسب أسلوب لك ثم تلتزم به.