العلاقات الشخصية: كيف تبنيها وتحافظ عليها؟
تعريف العلاقات الشخصية:
تُعرَف العلاقات الشخصية على أنَّها من أنواع العلاقات التي تربط الأفراد ببعضهم بعضاً، وهي تعبِّر عن مدى صحة الفرد العقلية، وتمثل التفاعل المتبادل بين الأفراد، ويتم فيها تبادل الأفكار والمشاعر، إضافة إلى النشاطات وغير ذلك، وأي شيء يتغير في أحد طرفي العلاقة سيكون له تأثير في الطرف الآخر.
تُعرَّف العلاقات الشخصية أيضاً على أنَّها مجموعة من الروابط بين طرفين، وقد تكون هذه العلاقة إيجابية أو سلبية، ويمكن للشخص إقامة علاقة مع شخص واحد أو مجموعة كبيرة من الأشخاص، وهي تكون متضمنة العائلة أو الأصدقاء، وتتضمن أيضاً علاقة الصداقة، أو علاقة الشخص بعائلته أو بزملائه في العمل، وغيرها.
كل علاقة لها خصائص معينة تختلف عن غيرها وتُميِّزها، ويُعَدُّ بناء العلاقات الشخصية مهارة أساسية وحياتية لها دور هام في نجاح الفرد وتطوره، وتُعَدُّ شيئاً أساسياً يؤثر في الصحة النفسية، وتؤدي إلى تحسُّن في جودة ونوعية الحياة، إضافة إلى أنَّها تعزز الثقة.
كيف نبني العلاقات الشخصية؟
إنَّ إقامة العلاقات الشخصية وتقوية الروابط بين الأفراد سواء في العمل أم العائلة أم المجتمع عموماً لها تأثير في الصحة النفسية للأفراد من خلال الشعور بالرضى والسعادة؛ وذلك لكون الإنسان كائناً اجتماعياً بطبيعته، ومن ثمَّ من أجل بناء علاقات شخصية قوية وجيدة، يجب اتباع استراتيجيات هامة تُعَدُّ أساساً في بناء العلاقة الاجتماعية الصحيحة:
مراحل تطور العلاقات الشخصية:
تمرُّ العلاقات الشخصية بمراحل، وهذه المراحل تزيد من قوَّتها أو تسهم في انتهائها، ومن الضروري لكل علاقة أن تمر بهذه المراحل التي سنقدِّمها لكم في مقالنا؛ إذ ستمر كل علاقة صحيحة بمراحل عدة كي تتشكل، وإليكم هذه المراحل التي تسهم في تطور العلاقات الشخصية:
1. البداية أو مرحلة ما قبل التعارف:
هي مرحلة يتم فيها اللقاء الأول بين الأشخاص، وتتم فيها رؤية ذوي العلاقة لبعضهم بعضاً، وخلالها يتم للمرة الأولى تكوين أول انطباع عند كل طرف عن الآخر، وتُعَدُّ من أهم المراحل في تكوين العلاقات الشخصية؛ إذ يُعَدُّ هذا الانطباع من الوهلة الأولى صحيحاً غالباً.
شاهد بالفديو: كيف تحافظ على علاقات شخصية قوية؟
2. مرحلة التعارف:
فيها يتم التعارف ومعرفة اهتمامات كل طرف من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، إضافة إلى طباعه والتعرف إليها عن قرب حتى يمكن للطرف الآخر إيجاد صيغة مناسبة في تعامله تناسب الشخص الذي يتعامل معه.
3. مرحلة بناء العلاقة:
في هذه المرحلة تتم تقوية العلاقة عن طريق تكرار اللقاءات وتبادل الزيارات، فيبدأ الشخص يثق بالشخص الآخر ويهتم به، وإن كانت هذه العلاقة صداقة أو حباً فهي ستمر حتماً بهذه المرحلة التي يتم فيها بشكل كبير بناء الحجر المتين للعلاقة وتقوية أواصرها.
4. مرحلة الاستمرارية:
فيها يتم التأكيد على العلاقة من أجل تقويتها عن طريق مشاركة الآخر اهتماماته والتزام كل طرف نحو الآخر بكثير من الأمور، مثل المساعدة وحل المشكلات، ويبدأ يشعر كل طرف من أطراف العلاقة بوجود الشخص الآخر بجانبه للمساعدة، وهنا تكون العلاقة في أهم مراحلها وأجملها.
5. مرحلة تدهور العلاقة:
هنا تبدأ العلاقة بالانتهاء؛ وذلك بسبب كثرة الخلافات وعدم القدرة على حلها وتباعد وجهات النظر، فنجد فقدان الثقة أو الملل أو حتى عدم الرضى والاستياء، لذلك تبدأ العلاقة بالانهيار يوماً بعد يوم، وتُعَدُّ هذه المرحلة من أصعب المراحل في العلاقات بسبب خطورة نتيجتها.
6. مرحلة الانتهاء:
هذه المرحلة آخر مرحلة من مراحل العلاقة، ونجد هنا انتهاء العلاقة وقد تأخذ طابعاً سلمياً أو طابعاً عدائياً، فهي لها بداية وعمر زمني وأيضاً نهاية، لذلك لا بد من الحفاظ على العلاقات الشخصية بشكل جيد حتى لا تصل إلى مرحلة الانهيار والانتهاء، وذلك من خلال محاولة تقبُّل كل طرف للآخر والتغاضي عن أخطائه.
أهمية العلاقات الشخصية:
يؤدي قيام العلاقات الشخصية على مبادئ سليمة وقوية من حيث القيم والمبادئ والعادات والتقاليد دائماً إلى التماسك وتقوية أواصر الأخوة بين البشر، وأيضاً يقوي روابط الاستقرار، ويساعد على النهوض والازدهار في مختلف مجالات الحياة.
إضافة إلى أنَّه يعطي صورة حضارية كبيرة ومرموقة للعلاقات البشرية المتزنة، وبخلاف ذلك، تكون النتيجة مأساوية على الناس والأفراد، وبذلك تعمُّ الفوضى، وتسيطر الأنانية والجشع على علاقات الناس بين بعضهم، فتكثر النزاعات ولا يعمُّ السلام.
الحفاظ على العلاقات الشخصية:
أظهرت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يفتقرون إلى العلاقات الشخصية يعانون أكثر من غيرهم باحتمال إصابتهم بأمراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب وتدهور الصحة النفسية، لذلك من الضروري جداً الحفاظ على العلاقات الشخصية سواء كانت قريبة مثل علاقة الفرد بأهله وعائلته أم أبعد من ذلك مثل علاقة الفرد مع الجيران والأصدقاء، وإنَّ جميع العلاقات الشخصية يجب أن تبنى على الثقة والدعم والحب والاحترام المتبادل، وحتى تستمر هذه العلاقات الجيدة، لا بد من التركيز على بعض النقاط:
شاهد بالفديو: كيف تبني علاقات عمل جيّدة؟
العلاقات الشخصية في علم النفس:
أصبح مفهوم العلاقات الشخصية في علم النفس مفهوماً ذا أهمية كبيرة في الآونة الأخيرة؛ إذ يرى علم النفس أنَّ العلاقات الشخصية بين الأفراد هامة للصحة النفسية والعقلية عند الفرد، وأنَّ من يفتقرون إلى العلاقات الشخصية يميلون إلى الاكتئاب والقلق كما ذكرنا آنفاً، وبالنسبة إلى مفهوم العلاقات الشخصية في علم النفس هو وجود شخصين من الأفراد يؤثر كل منهما في سلوك الآخر، إضافة إلى أنَّه يُحدِث مجموعة من التفاعلات المترابطة التي تؤثر في بعضها.
في الختام:
تُعَدُّ العلاقات الشخصية اللبنة الأساسية في تواصل الفرد مع بيئته وقدرة الفرد على بناء علاقات، ويدل التواصل مع الآخرين على مستوى الذكاء الاجتماعي لدى الفرد، ويُعَدُّ وجود دائرة معارف كبيرة وعلاقات شخصية لدى الفرد هاماً لنجاحه في المجال المهني.