العلاقات الشخصية: كيف تبنيها وتحافظ عليها؟

العلاقات الشخصية: كيف تبنيها وتحافظ عليها؟
(اخر تعديل 2024-04-15 05:56:14 )
بواسطة

تعريف العلاقات الشخصية:

تُعرَف العلاقات الشخصية على أنَّها من أنواع العلاقات التي تربط الأفراد ببعضهم بعضاً، وهي تعبِّر عن مدى صحة الفرد العقلية، وتمثل التفاعل المتبادل بين الأفراد، ويتم فيها تبادل الأفكار والمشاعر، إضافة إلى النشاطات وغير ذلك، وأي شيء يتغير في أحد طرفي العلاقة سيكون له تأثير في الطرف الآخر.

تُعرَّف العلاقات الشخصية أيضاً على أنَّها مجموعة من الروابط بين طرفين، وقد تكون هذه العلاقة إيجابية أو سلبية، ويمكن للشخص إقامة علاقة مع شخص واحد أو مجموعة كبيرة من الأشخاص، وهي تكون متضمنة العائلة أو الأصدقاء، وتتضمن أيضاً علاقة الصداقة، أو علاقة الشخص بعائلته أو بزملائه في العمل، وغيرها.

كل علاقة لها خصائص معينة تختلف عن غيرها وتُميِّزها، ويُعَدُّ بناء العلاقات الشخصية مهارة أساسية وحياتية لها دور هام في نجاح الفرد وتطوره، وتُعَدُّ شيئاً أساسياً يؤثر في الصحة النفسية، وتؤدي إلى تحسُّن في جودة ونوعية الحياة، إضافة إلى أنَّها تعزز الثقة.

كيف نبني العلاقات الشخصية؟

إنَّ إقامة العلاقات الشخصية وتقوية الروابط بين الأفراد سواء في العمل أم العائلة أم المجتمع عموماً لها تأثير في الصحة النفسية للأفراد من خلال الشعور بالرضى والسعادة؛ وذلك لكون الإنسان كائناً اجتماعياً بطبيعته، ومن ثمَّ من أجل بناء علاقات شخصية قوية وجيدة، يجب اتباع استراتيجيات هامة تُعَدُّ أساساً في بناء العلاقة الاجتماعية الصحيحة:

  • إظهار الصدق والشفافية في العلاقة عندما نكون صادقين وواضحين بأفكارنا ومشاعرنا، وبذلك تتولد ثقة بين الطرفين تجعل العلاقة أكثر قوة.
  • الاحترام والتقدير؛ إذ إنَّ إظهار الاحترام والتقدير للطرف الآخر يجعله يشعر بأنَّه محترم، وأنَّ أفكاره وآراءه محط اهتمام، وهذا يسهم في بناء علاقة شخصية قوية وجيدة.
  • الاهتمام والدعم؛ إذ يجعل الدعم للطرف الآخر يشعر بالأمان وأنَّه يوجد من يقف معه ويقدِّم له الدعم العاطفي والمعنوي في الأوقات الصعبة، وهذا الأمر يبني علاقة شخصية قوية أساسها التراحم والتعاطف.
  • الاعتذار من الآخر، فالقدرة على الاعتذار للآخر في حال الخطأ أمر هام جداً، والاعتراف بالخطأ وعدم حمل ضغينة تجاه الآخر يؤدي في أغلب الأحوال إلى حل المشكلات وتفادي القطيعة، ومن ثمَّ بناء علاقة شخصية أكثر قوة واستدامة.
  • مشاركة الآخر اهتماماته؛ إذ إنَّ معرفة الأمور التي يهتم بها الشخص الآخر ومشاركته بها تولِّد شعوراً بالمحبة والألفة، وتقرِّب بين أطراف العلاقة بشكل لطيف وبطريقة جميلة.
  • مراحل تطور العلاقات الشخصية:

    تمرُّ العلاقات الشخصية بمراحل، وهذه المراحل تزيد من قوَّتها أو تسهم في انتهائها، ومن الضروري لكل علاقة أن تمر بهذه المراحل التي سنقدِّمها لكم في مقالنا؛ إذ ستمر كل علاقة صحيحة بمراحل عدة كي تتشكل، وإليكم هذه المراحل التي تسهم في تطور العلاقات الشخصية:

    1. البداية أو مرحلة ما قبل التعارف:

    هي مرحلة يتم فيها اللقاء الأول بين الأشخاص، وتتم فيها رؤية ذوي العلاقة لبعضهم بعضاً، وخلالها يتم للمرة الأولى تكوين أول انطباع عند كل طرف عن الآخر، وتُعَدُّ من أهم المراحل في تكوين العلاقات الشخصية؛ إذ يُعَدُّ هذا الانطباع من الوهلة الأولى صحيحاً غالباً.

    شاهد بالفديو: كيف تحافظ على علاقات شخصية قوية؟

    2. مرحلة التعارف:

    فيها يتم التعارف ومعرفة اهتمامات كل طرف من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، إضافة إلى طباعه والتعرف إليها عن قرب حتى يمكن للطرف الآخر إيجاد صيغة مناسبة في تعامله تناسب الشخص الذي يتعامل معه.

    3. مرحلة بناء العلاقة:

    في هذه المرحلة تتم تقوية العلاقة عن طريق تكرار اللقاءات وتبادل الزيارات، فيبدأ الشخص يثق بالشخص الآخر ويهتم به، وإن كانت هذه العلاقة صداقة أو حباً فهي ستمر حتماً بهذه المرحلة التي يتم فيها بشكل كبير بناء الحجر المتين للعلاقة وتقوية أواصرها.

    4. مرحلة الاستمرارية:

    فيها يتم التأكيد على العلاقة من أجل تقويتها عن طريق مشاركة الآخر اهتماماته والتزام كل طرف نحو الآخر بكثير من الأمور، مثل المساعدة وحل المشكلات، ويبدأ يشعر كل طرف من أطراف العلاقة بوجود الشخص الآخر بجانبه للمساعدة، وهنا تكون العلاقة في أهم مراحلها وأجملها.

    5. مرحلة تدهور العلاقة:

    هنا تبدأ العلاقة بالانتهاء؛ وذلك بسبب كثرة الخلافات وعدم القدرة على حلها وتباعد وجهات النظر، فنجد فقدان الثقة أو الملل أو حتى عدم الرضى والاستياء، لذلك تبدأ العلاقة بالانهيار يوماً بعد يوم، وتُعَدُّ هذه المرحلة من أصعب المراحل في العلاقات بسبب خطورة نتيجتها.

    6. مرحلة الانتهاء:

    هذه المرحلة آخر مرحلة من مراحل العلاقة، ونجد هنا انتهاء العلاقة وقد تأخذ طابعاً سلمياً أو طابعاً عدائياً، فهي لها بداية وعمر زمني وأيضاً نهاية، لذلك لا بد من الحفاظ على العلاقات الشخصية بشكل جيد حتى لا تصل إلى مرحلة الانهيار والانتهاء، وذلك من خلال محاولة تقبُّل كل طرف للآخر والتغاضي عن أخطائه.

    أهمية العلاقات الشخصية:

    يؤدي قيام العلاقات الشخصية على مبادئ سليمة وقوية من حيث القيم والمبادئ والعادات والتقاليد دائماً إلى التماسك وتقوية أواصر الأخوة بين البشر، وأيضاً يقوي روابط الاستقرار، ويساعد على النهوض والازدهار في مختلف مجالات الحياة.

    إضافة إلى أنَّه يعطي صورة حضارية كبيرة ومرموقة للعلاقات البشرية المتزنة، وبخلاف ذلك، تكون النتيجة مأساوية على الناس والأفراد، وبذلك تعمُّ الفوضى، وتسيطر الأنانية والجشع على علاقات الناس بين بعضهم، فتكثر النزاعات ولا يعمُّ السلام.

    الحفاظ على العلاقات الشخصية:

    أظهرت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يفتقرون إلى العلاقات الشخصية يعانون أكثر من غيرهم باحتمال إصابتهم بأمراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب وتدهور الصحة النفسية، لذلك من الضروري جداً الحفاظ على العلاقات الشخصية سواء كانت قريبة مثل علاقة الفرد بأهله وعائلته أم أبعد من ذلك مثل علاقة الفرد مع الجيران والأصدقاء، وإنَّ جميع العلاقات الشخصية يجب أن تبنى على الثقة والدعم والحب والاحترام المتبادل، وحتى تستمر هذه العلاقات الجيدة، لا بد من التركيز على بعض النقاط:

  • وضع حدود في العلاقة؛ إذ يعرف كل طرف حدوده الشخصية في التعامل، فلا يتعداها، الأمر الذي يمنع الاستغلال ضمن العلاقة، فتبقى ضمن حدود الاحترام المتبادل دائماً.
  • الانفتاح وتقبُّل النقد بشكل إيجابي، وهذا الأمر يقوي العلاقة الشخصية ويحافظ عليها، ويبعدها عن الضياع أو الانهيار، لذلك يُعَدُّ تقبُّل الآخر أو النقد عموماً من أساسيات العلاقات الشخصية بين الأفراد.
  • أن يكون كل طرف مستمعاً جيداً للآخر؛ إذ إنَّ الاستماع الجيد لما يقوله الطرف الآخر يولِّد لديه شعوراً بالأهمية وأنَّه محط اهتمام الآخر، وهذا الأمر يعزز الثقة بالنفس، فتصبح العلاقة الشخصية أكثر قرباً ووضوحاً بسبب القدرة على التعبير عن مكنونات النفس الداخلية بكل سهولة مع شخص يولي الاهتمام والتفاعل الإيجابي.
  • التواصل المستمر، فمن الضروري جداً إظهار الرغبة في التواصل مع الطرف الآخر سواء بالرسائل أم اللقاءات المتكررة أم حتى الاتصال، فالسؤال عن أحوال الآخر في العلاقة الشخصية وصحته يزيد من عمق العلاقة ويجعلها أكثر استمراراً.
  • إظهار الدعم والصداقة دائماً للطرف الآخر، فعندما يعلم الفرد بأنَّه يوجد من يدعمه ويقف معه، يشعر بالأمان والراحة، ومن ثمَّ يُظهِر الطرف الآخر التفاني بالعلاقة، وهذا يجعل هذه العلاقة مصدر أمان وراحة لأطراف العلاقة جميعها.
  • القدرة على الاعتراف والتقدير بالجهود الإيجابية التي يبذلها الطرف الآخر حتى تستمر العلاقة، فهذا يعزز الثقة بالنفس لدى الطرف الآخر ويجعلهما متفانين وصادقين في أثناء التعامل.
  • شاهد بالفديو: كيف تبني علاقات عمل جيّدة؟

    العلاقات الشخصية في علم النفس:

    أصبح مفهوم العلاقات الشخصية في علم النفس مفهوماً ذا أهمية كبيرة في الآونة الأخيرة؛ إذ يرى علم النفس أنَّ العلاقات الشخصية بين الأفراد هامة للصحة النفسية والعقلية عند الفرد، وأنَّ من يفتقرون إلى العلاقات الشخصية يميلون إلى الاكتئاب والقلق كما ذكرنا آنفاً، وبالنسبة إلى مفهوم العلاقات الشخصية في علم النفس هو وجود شخصين من الأفراد يؤثر كل منهما في سلوك الآخر، إضافة إلى أنَّه يُحدِث مجموعة من التفاعلات المترابطة التي تؤثر في بعضها.

    في الختام:

    تُعَدُّ العلاقات الشخصية اللبنة الأساسية في تواصل الفرد مع بيئته وقدرة الفرد على بناء علاقات، ويدل التواصل مع الآخرين على مستوى الذكاء الاجتماعي لدى الفرد، ويُعَدُّ وجود دائرة معارف كبيرة وعلاقات شخصية لدى الفرد هاماً لنجاحه في المجال المهني.