أشعار عن الوطن

أشعار عن الوطن
(اخر تعديل 2023-06-08 01:07:51 )
بواسطة

يقول عبد الحميد الرافعي:


وطني عليك تحيتي وسلامي

وقف بحلّي غربتي ومقامي

وطني إليك أحن في سفر وفي

حضري اجل وبيقظتي ومنامي

وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن

من كوثر عذب ودار سلام

وطني وان نقلت شذاك لي الصبا

هاجت شجوني وانفتحن كلامي

وطني ويلويني لدى خطراتها

ذكر الصبا ومراتع الآرام

وطني وادعو في ظلام الليل

أن لا يبتليك الله بالظلام

وطني وارجو ان يدوم لك الهنا

أبداً بظل عدالة الحكّام

وطني بروحي افتديك إذا التوت

عنك الرّعاة وطاشَ سهم الحامي

وطني إذا ما شاك مجدك شائك

فكأنما هو ناخر بعظامي

وطني إذا ما شان فضلك شائن

فأنا الغيور وعزة الاسلام

وطني العزيز وفيك كل صبابتي

وتدلّهي وتولّهي وهيامي

وطني العزيز وعنك خلت محدّثي

انحى على سمعي ببنت الجام

وطني العزيز وإن ألّم بك الأسى

قامت بقلبي سائر الآلام

وطني العزيز وأنت حنتي التي

فيها أعدّ العيش من أيامي

وطني العزيز وأنت من يحلو به

غزلي وتشبيبي وسجع نظامي

وطني العزيز وأنت من أدعو له

عقبى صلاتي دائماً وصيامي

وعلاك في الأوطان جلّ مطالبي

ومآربي ومقاصدي ومرامي

وإذا أضلّ الحزم قومك تلقني

أبكي بعيني عروة بن حزام

وإذا تلاهوا عن نجاحك وارتأوا

طول الخمول تخيّبتَ أحلامي

أيها بني وطني اقيموا عزّة

إنّ الديار تعزّ بالأقوام

أحيوا المعارف وأكبروا إن تفخروا

بعظام أسلاف مضين رمام

فالمجد ما قد جددتموه بجدكم

لا ذكر أجداد قدمن كرام

والعلم أصل للمفاخر كلها

وبنوره ينجاب كل ظلام

فيه الحياة لكل مجد تالد

أو طارف كالروح للأجسام


يقول ابن الرومي:


لي وطن آليت ألا أبيعه

وألا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمةً

كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبّب أوطان الرجال إليهم

مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرّتهم

عهود الصّبا فيها فحنّوا لذاكا

فقد ألفته النفس حتى كأنه

لها جسد إن بان غودر هالكا

موطن الإنسان أم فإذا

عقّه الإنسان يوماً عقّ أمّه


يقول خليل مطران:


بلادي لا يزال هواك مني

كما كان الهوى قبل الفطام

أقبل منك حيث رمى الأعادي

رغاماً طاهراً دون الرّغام

وأفدي كلّ جلمود فتيت

وهى بقنابل القوم اللئام

لحى اللّه المطامع حيث حلت

فتلك أشدّ آفات السلام


يقول أحمد سالم باعطب:


الناس حسّاد المكان العالي

يرمونه بدسائس الأعمال

ولأنت يا وطني العظيم منارة

في راحتيك حضارة الأجيال

لا ينتمي لك من يخون ولاء

إنّ الولاء شهادة الأبطال

يا قبلة التاريخ يا بلد الهدى

أقسمت أنّك مضرب الأمثال


يقول الكاظمي:


ومن لم تكن أوطانه مفخراً له

فليس له في موطن المجد مفخر

ومن لم يبن في قومه ناصحاً لهم

فما هو إلا خائن يتستر

ومن كان في أوطانه حامياً لها

فذكراه مسك في الأنام وعنبر

ومن لم يكن من دون أوطانه حمى

فذاك جبان بل أخسّ وأحقر


مصطفى صادق الرافعي:


بلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خير فيمن لا يحبّ بلاده

ولا في حليف الحب إن لم يتيم

ومن تؤوه دار فيجحد فضلها

يكن حيواناً فوقه كل أعجم

ألم تر أنّ الطير إن جاء عشه

فآواه في أكنافه يترنم

وليس من الأوطان من لم يكن لها

فداء وإن أمسى إليهنّ ينتمي

على أنها للناس كالشمس لم تزل

تضيء لهم طراً وكم فيهم عمي

ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها

تجبه فنون الحادثات بأظلم

ولا خير فيمن إن أحبّ دياره

أقام ليبكي فوق ربع مهدم

وقد طويت تلك الليالي بأهلها

فمن جهل الأيام فليتعلم

وما يرفع الأوطان إلا رجالها

وهل يترقى الناس إلا بسلم

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله

على قومه يستغن عنه ويذمم

ومن يتقلب في النعيم شقي به

إذا كان من آخاه غير منعم


يقول القروي:


وطن ولكن للغريب وأمة

ملهى الطغاة وملعب الأضداد

يا أمةً أعيت لطول جهادها

أسكون موت أم سكون رقاد

يا موطناً عاث الذئاب بأرضه

عهدي بأنك مربض الآساد

ماذا التمهل في المسير كأننا

نمشي على حسك وشوك قتاد

هل نرتقي يوماً وملء نفوسنا

وجل المسوق وذلة المنقاد

هل نرقى يوماً وحشور رجالنا

ضعف الشيوخ وخفة الأولاد

واهاً لآصفاد الحديد فإننا

من آفة التفريق في أصفاد


يقول إبراهيم المنذر:


أنا حرّ هذي البلاد بلادي

أرتجي عزّها لأحيا وأغنم

لست أدعو لثورة أو يزال

لست أدعو لعقد جيش منظّم

لست أدعو إلاّ لخير بلادي فهي

نوري إذا دجى البؤس خيّم

إنّما الخير في المدارس يرجى

فهي للمجد والمفاخر سلّم

وحّدوها وعمّموا العلم فيها

فدواء البلاد علم معمّم

إنّ من يبذل النّقود عظيم

والّذي ينشر المعارف أعظم

لا أباهي بما أنا اليوم فيه

نائباً يجبه الخطوب ويقحم


يقول مصعب تقي الدين:


صباح الفقر يا بلدي

صباح الدمع والمنفى

صباح الجرح لو يحكي

سيغرق أرضنا نزفا

صباح الموت لا تسأل

متى أو أين أو كيفا

طيور الموت مرسلة

ورأس العبد لا يخفى

وإن الشمس لو تدري

لكفت ضوءها خوفا

من الحكام أن يجدوا

كفيفا يرفع الكفا

إلى الرحمن يسأله

ليرسل جنده صفا

على الحكام قد وعدوا

وكل وعودهم سوفا

تعالى سيدي الوالي

ونحمده فقد أوفى

أذاب الخوف في دمنا

وأسكن روحنا سيفا

أحب الظلم يا بلدي

أيهجره وقد ألفا

صباح الهم يا بلدي

جراح أصبحت عرفا

يموت الحلم نقبره

ونزرع بعده خوفا


يقول عبد الرحيم عجيب:


سلمت يا موطن الأمجاد والكرم

يا موطني يا رفيع القدر والقيم

سلمت حام لهذا الدين يا وطنا

سما به المجد حتى حلّ في القمم

لم تعرف الأرض أغلى منك ياوطنا

مشى عليه النبي الحق بالقدم

يا مهبط الوحي يا تاريخ أمتنا

يا مشعل النور للأمصار في الظلم

إليك تهفو قلوب الناس قاطبة

وترتمي فيك حول البيت والحرم

ومنك يا موطني المعطاء انطلقت

جحافل تنشر الإسلام للأمم

وتحمل الخير للدنيا فتنقذها

من فتنة الكــفر والإلحاد والصنم

علوت يا موطني وازددت مفخرة

كل يرى المجد قد حلاك بالعظم

أنت الذي في قلوب الشعب مسكنه

أنت الذي في قلوب الناس لم ترم

إليك حبي وأشواقي أقدمها

مغروسة فيك قد أسقيتها بدمي


يقول نزار قباني:


وَطَنِي يُجَاذبني الهوى في مُهْجَتِي

هُوَ جنّتي هو مَرْتَعي هو مَسْرَحي

آوي إليه وملْءُ عـيني غَـفْوَةٌ

هُو من أحَلِّقُ فَـوْقَهُ بِجوانـحي

ما لا رأت عَيْنٌ ولا سَمِعَتْ بـه

فيه الحواري والملائكُ تَـسْتَحِي

أعـنابُـهُ مِنْ كلِّ داليَـةٍ دَنَت

عسل يُداوي كلَّ جُرحٍ مُـقْرِحٍ

أنا مُرْسَلٌ في غُـرْبَةٍ بِمُهِـمّـَة

لا أرتجي إلاَّ الرضا هُو مَطْمَحِي

في غربتي أحبَـبْتُ فِيـهِ أحِبَّتِي

كلٌّ نُسبّحُ والحبيبُ بِمَسْبَحِـي

تسبيحُهُ يَـعْلو بروحي في السَّمَا

وذكرهُ مَزَجَ الهوى بِجـوارحي

إني غَـريب لا أبالــي مَنْ أنا

فأناي قَـدْ ذابَتْ بِـهِ في مطرحي

يا جَـنَّةَ الفِردَوسِ كوني مَوْطِناً

حقّـاً لكلِّ مُوَحِّـدٍ أو مُفْلـِحِ


يقول الشاعر خليل مطران:


بِلادِي لا يَزَالُ هَوَاكَ مِنِّي

كَمَا كَانَ الْهَوَى قَبْلَ الْفِطَامِ

أُقَبِّلُ مِنْكَ حَيْثُ رَمَى الأعادِي

رَغَاماً طَاهِراً دُونَ الرَّغَامِ

وَأُفْدِي كُلَّ جُلْمُودٍ فَتِيتٍ

وَهَى بِقَنَابِلِ الْقَوْمِ اللِّئَامِ

فَكَيْفَ الشِّبْلُ مُخْتَبطاً صَرِيعاً

عَلَى الْغَبْرَاءِ مَهْشُومَ الْعِظَامِ

وَكَيْفَ الطِّفْلُ لَمْ يُقْتَلْ لِذَنْبٍ

وَذَاتُ الخِدْرِ لَمْ تُهْتَكْ لِذَامِ

لَعَمْرُ المُنْصِفِينَ أَبَعْدَ هَذَا

يُلامُ المُسْتَشِيطُ عَلَى المُلامِ

لَحَى اللهُ المَطَامِعَ حَيْثُ حَلَّتْ

فِتِلْكَ أشَدُّ آفَاتِ السَّلامِ

تَشُوبُ المَاءَ وَهْوَ أَغَرُّ صَافٍ

وَتَمْشِي فِي المَشَارِبِ بِالسِّقَامِ

أَيُقْتَلُ آمِنٌ وَيُقَالُ رَفِّهْ

عَلَيْكَ فَمَا حِمَامُكَ بِالحِمَامِ

سَتَسْعَدُ بِالَّذِي يَشْفِيكَ حَالاً

وَتَنْعَمُ بَعْدَ خَسْفٍ بِالمَقَامِ

فَإِمَّا أَنْ تَعِيشَ وَأَنْتَ حُرٌّ

فَذَاكَ مِنَ التَّغَالِي فِي المرَامِ

وَإِمَّا أَنْ تُسَاهمَ فِي المَعَالي

فَطَائِشَةٌ بِمَرْمَاكَ المَرَامِي

مَضَى عَهْدٌ يُجَارُ الْجَارُ فِيهِ

وَيُؤْخَذُ لِلْحَلامِ مِنَ الحَرَامِ

وَهَذَا الْعَهْدُ مَيْدَانُ التَّبَارِي

بِلا حَدٍ إِلَى كَسْبِ الْحُطَامِ

مُبَاحٌ مَا تَشَاءُ فَخُذْهُ إِمَّا

بِحَقِّ الرَّأْيِ أَوْ حَقِّ الْحُسَامِ

وَلا تَكُرُثْكَ نَوْحَاتُ الثَّكَالَى

وَلا شَكْوَى ضَمِيرِكَ فِي الظَّلامِ

أَساتِذَةً المَطَامِعِ مَا ذَكَرْتُمْ

هُوَ النَّامُوسُ يَقْدُمُ وَهْوَ نَامِ

فَلا يَضْعُفْ ضَعِيفٌ أَوْ نرَاهُ

لِنابِ الليْثِ يُصْلَحُ فِي الطَّعَامِ

فَهِمْنَا مَأْخَذَ الْجَانِي عَلَيْنَا

وَإِعْذَارَ المُسِمِينَ الْعِظَامِ

وَإِنَّ بَدِيلَ عَصْرٍ كَانَ فِيهِ

عِجَافُ الْقَوْمِ مِلْكاً لِلضِّخَامِ

زَمَانٌ سَادَ شَعْبٌ فِيهِ شَعْباً

وَأَنْزَلَهُ بِمَنْزِلَةِ السَّوَامِ

فَقَوْمٌ مِنْ مُلُوكٍ كَيْفَ كَانَتْ

مَرَاتِبُهُمْ وَقَوْمٌ مِنْ طَغَامِ

وَبَيْنَ الْعُنْصُرَيْنِ خِلافُ نَوْعٍ

عَلَى كَوْنِ الْجَمِيعِ مِنَ الأَنَامِ

أَقُولُ وَقَدْ أَفَاقَ الشَّرْقُ ذُعْراً

مِنَ الْحَالِ الشَّبِيهَةِ بِالمَنَامِ

عَلَى صَخَبِ الرَّوَاعِدِ فِي حِمَاهُ

وَرَقْصِ المَوْتِ بَيْنَ طُلىً وَهَامِ

أَقُولُ بِصَوْتِهِ لِحُمَاةِ دَارٍ

رَمَاهَا مِنْ بُغَاةِ الغَرْبِ رَامِ

أُبَاةَ الضَّيمِ مِنْ عَرَبٍ وَتُركٍ

نُسُورَ الشُّمِّ أسَادَ المَوَامِي

قَرُومَ العَصْرِ فُرْساناً وَرَجْلاً

نُجُومَ الكَرِّ مِنْ خَلْفِ اللِّثَامِ

بَنَا مَرَضُ النَّعِيمِ فَنَسِّمُونَا

وَغىً يَشْفِي مِنَ الصَّفْوِ العُقَامِ

بِنَا بَرْدُ المُكُوثِ فَادْفِئونَا

بِحُمَّى الْوَثْبِ حَيْثُ الْخَطْبُ حَامِ

بَنَا عَطَلُ السَّمَاعِ فَشَنِّفُونَا

بِقَعْقَعَةِ الْحَدِيدِ لَدَى الصِّدَامِ

لَقَدْ جِئْتُمْ بِبُرْهَانٍ عَظِيمٍ

عَلَى أَنَّا نَعُودُ إِلَى التَّمَامِ

وَأَنَّا إِنْ جَهِلْنَا أَوْ غَلِطْنَا

أَنِفْتَا أَنْ نُعَاتَبَ بِاحْتِكَامِ

وَأَنَا حَيْثُ فَاتَحَنَا كَذُوبٌ

بِمِيعَادٍ فَطِنَّا لِلْخِتَامِ

فَإِنْ زِينَتْ لَنَا الأَقْوَالُ عِفْنَا

تَعاطِيهَا كَمَاكِرَةِ المُدَامِ

عَلَى هَذَا الرَّجَاءِ وَنَحْنُ فِيهِ

نَسِيرُ مُوَفَّقِينَ إِلَى الإمَامِ

مُثُولِي رَافِعاً إِجْلالَ قَومِي

إِلَى عَبَّاسٍ المَلِكِ الْهُمَامِ

إِلَى مَلِكِ التَّضَامُنِ وَالتَّآخِي

عَمِيدِ الشَّرْقِ مِنْ بَعْدِ الإمَامِ

وَجَهْرِي جَهْدَ مَا تَسَعُ المَعَانِي

بِمَدْحِ شَقِيقِهِ السَّنِمِ المقَامِ

مُتِمِّ إمَارَةِ الأَصْلِ المُعَلَّى

بِفَضْلٍ بَاذِخٍ كَالأَصْلِ سَامِ

وَأَدْعُو أَنْ يُعِزَّ اللهَ مِصْراً

وَيَولِيَهَا السُّعُودَ عَلَى الدَّوَامِ