في بادئ الأمر كانت تصر على الرفض ولكن مشيئة الله قدرت لها دخوله فكان ما كان.
دخلت وليتها ما دخلت وقعت في أكبر الأسور فلقد كان ظاهر القفص متناقضا تماما عما بداخله ، حاولت الخروج بسرعة ولكن الباب ورائها أُحكم إغلاقه تماما صارت تبكي وتبكي عسى أن يشفق أحد عليها ويفك أسرها بكت حتى جفت دمعتها ولكن لا حياة لمن تنادي ،فقضت بالأسر زمنا طويلاً. فكرت بالهروب مرات عديدة ولكن كثير ما ترددت خوفًا على بلبلين صغيرين كانا يعيشان معها، كانت تشفق عليهما كثيرًا، وتعلم أنها لن تقدر على فراقهما، فحنانها عليهما يمنعها من تركهما وحيدين في القفص. وكان الهروب بهما من أصعب الأمور التي تواجهها فصارت تضحي بنفسها لأجلهما. فعاشت مأساة ماعهدتها طيلة حياتها كانت الأشواك تحيط بها من كل الجهات، والنيران تشتعل تارات وتهدأ تارة. حاولت التأقلم مع وضعها ما استطاعت حاولت أن تسعد نفسها بنفسها ففشلت.. تفاءلت.. تأملت ولكن بدون جدوى.. صبرت.. حتى ضجرت. لم تعد تهنأ بحياة ولا بشباب ولا بطعام حتى النوم فارق جفنها، كانت تنام وقلبها يقظ خوفها على نفسها وعلى خدها، صارت تغني بدون ألحان، راحت تغني أسفًا على حالها، غنت حتى بح صوتها.واجهت آلاف المصاعب حتى تعدت الآلام طاقتها، وفاقت الجراح قدرة تحملها، فضاق صدرها وشحب وجهها وضعف جسده وتكسر قلبها واشتدت أزمتها، حتى فرجت.. نعم لقد فرجت في هذا الشهر الجميل من أيام الصيف عادت حرة طليقة عادت أبية سعيدة. عادت البسمة لمحياها عادت تحمد الله أن وفقها للخير وعليه أعانها عادت تغرد ألحانها عادت تغني كالبلبلين بأجمل من سابق ألحانها عادت تستبشر بمستقبل زاهر داعية ربها لتبقى هادئة حياتها.