حكاية الثعلب

حكاية الثعلب
(اخر تعديل 2023-06-21 05:15:25 )
بواسطة

في يوم من الأيام كان الغراب جائعًا يطير في الأرجاء باحثًا عن رزقه، فوجد قطعة جبنٍ مُلقاة على الأرض فانشرح صدره وسُرّ كثيرًا؛ لذلك قال في نفسه: يا لها من قطعة جبن كبيرة صفراء! يبدو أنّها لذيذة وشهية جدًا، سآكلها وأشبع.

حمل الغراب قطعة الجبن في منقاره وطار بها بعيدًا عن بقية الطيور والغربان، حتّى وصل إلى مكان مرتفع وحطّ على غصن شجرة مليئة بالأغصان في إحدى الحدائق الجميلة.

في أثناء وقوف الغراب على غصن الشجرة، كان هناك ثلعب يحوم في الأرجاء وهو يشعر بالجوع ويبحث عن شيء حتى يسدّ به جوعه، رأى الثعلب الغراب من بعيد على غصن الشجرة وفي فمه قطعة جبن صفراء، قرّر أن يُعمل الحيلة كي يأخذها من فم الغراب، فهو يعرف أنّ الغراب ليس غبيًّا كي يطير نحوه ولن يطير حتى لو طلب منه.

مرّ الثعلبٌ بالقرب منه ونادى عليه: أيّها الغراب، ها أنا صديقك الثعلب، ألا تراني؟ إنّني في الأسفل، أيّها الغراب ألا تسمعني؟ نظر الغراب إلى الأسفل ووجد الثعلب يُنادي عليه، فردّ عليه قائلًا: نعم أنا أسمعك، ما الأمر، هل حدث خطب ما؟ ردّ الثعلب عليه: لا، ولكنّني في أثناء طريقي سمعت الحيوانات تتحدّث عنك.

سأله الغراب مُتعجّبًا: ماذا سمعتهم يقولون؟ ردّ الثعلب عليه قائلًا: إنّهم يذكرونك بالخير ويُثنون عليك، يقولون إنّك صاحب صوت جميل، وتستطيع الغناء وأنت واقف على غصن الشجرة بصوت مرتفع وجميل، أُعجب الغراب بكلام الثعلب وانفرجت أساريره؛ أي شعر بالسعادة، فراح ينظر إلى الثعلب مُفتخرًا ومُعجبًا بكلامه.

طلب الثعلب من الغراب أن يُسمعه صوته ويُغنّي له، فوافق الغراب على طلب الثعلب، ثم راح يُفكر ماذا سيُغنّي له، وما إن قرّر الغراب الغناء حتى سقطت قطعة الجبن الصفراء من فمه نحو الأسفل وهَوَت في فم الثعلب، وانشغل الغراب في الغناء ثم تفاجأ بسقوط الجبن من فمه.

نظر الغُراب إلى الأسفل فرأى الثعلب المكّار يضحك عليه وفرّ بقطعة الجبن بعيدًا والتهمها، واستلذّ بها على نظر الغراب وهو سعيد بما فعل، حينها علم الغراب بخدعة الثعلب فبكى حزنًا على ضياع قطعة الجبن منه وبات جائعًا، وبدلًا من أن يُغنّي طربًا وفرحًا غنّى حزنًا وحسرة.

العبرة من القصة أنّ الغراب يُعلّمنا ألّا نثق بالآخرين، وأن نُحافظ على جهدنا ولا نُعطيه لأحد لا يستحقّه.