قصة القط ذو

قصة القط ذو
(اخر تعديل 2023-06-21 09:30:23 )
بواسطة

في قديم الزمان، كان هناك رجل عجوز بعمل طحانًا، وكان لديه ثلاثة أبناء ذكور، ولما شارف الرجل على الموت، استدعى أبناءه؛ لتوزيع الميراث بينهم، فأعطى لابنه الكبير طاحونة، وأعطى لابنه الأوسط حمارًا، وأعطى لابنه الأصغر قطًا، أخذ كل واحد من الأبناء نصيبه من تركة والدهم عن رضىً وقناعة، وذهب كل واحدٍ منهم إلى أعماله وأشغاله المعتادة.


ولكن، وبعد مرور فترة من الزمن بدأ الابن الأصغر بلوم نفسه: أنّه رضي بهذا القط الذي ليس له أيّ فائدة، وعندما سمع القط كلام الابن، الأصغر طلب منه حذاء وقبعة وحقيبة ليبرهن له أنه قطٌ نافعٌ ومفيد، فأحضر الشاب ما طلبه القط، فارتدى القط الملابس واتجه نحو الغابة، فوجد أرنبًا فاصطاده ووضعه في حقيبته.

ثم ذهب إلى قصر الملك وقال له: لقد أحضرت لك هدية من سيدي الغني، كار اباس وهكذا كان يذهب القط كل يوم إلى الغابة ويصطاد الطيور والأرانب ويبعث بها إلى الملك، ويُخبره أنها من سيّده الغني الثري الذي يمتلك أملاكًا وأراض شاسعة. وبعد مرور الوقت زادت رغبة الملك للقاء صاحب الهدايا والتعرّف عليه.


فاختار القط يومًا مشمسًا للقاء الملك، وأخذ صاحبه الفقير إلى النهر ليسبح فيه، وعندما نزل صاحبه الفقير إلى النهر لكي يسبح، سرق القط ملابسه، وتركه في النهر من دون ملابس، وفي هذه الأثناء كان الملك وابنته خارجين إلى البساتين للتنزه كالمعتاد، فمرّت عربة الملك من عند الرجل الفقير صاحب القط.

فصاح القط: يطلب النجدة منهما، فأمر الملك حرّاسه أن يأتوا بملابس فاخرة وجميلة لصاحب القط، الملابس الفاخرة، وأكمل الجولة في البساتين مع الملك وابنته وفي أثناء سير عربة الملك، كان القط يسير أمام العربة يطلب من الناس أن يخبروا الملك أن هذه الأراضي والبساتين جميعها لصاحبه الرجل الوجيه.

وذلك في مقابل أن يتم تخليصهم من ظلم الرجل الشرير الذي كان يسيطر على الكثير من أراضيهم وهم يعملون لديه بأجور قليلة، وكان للقط ما أراد فعند مرور عربة الملك وابنته من عند البساتين، كان الفلاحون يخبرون الملك أن الأراضي جميعها للرجل الوجيه كما أخبرهم القط.

وفي هذه الأثناء اقترب القط من قصر الرجل الشرير، فخاف من شكله وضخامته وصوته الخشن، وبدأ الرجل الشرير يتحوّل إلى حيوانات مختلفة، فطلب القط من الرجل الشرير أن يتحوّل إلى فأر، وعندما تحوّل التهمه القط وقضى عليه.


وفي هذه الأثناء كانت عربة الملك قد اقتربت من قصر الرجل الشرير، والذي أصبح يمتلكه الآن الوجيه، ولكنه لم يعد فقيرًا بعد الآن، فهو يمتلك قصرًا كبيرًا وضخمًا، فتزوّج الرجل الوجيه ابنة الملك الأميرة، وعاش هو والقط في القصر بسعادة وهناء وسرور بفضل ذكاء القط وحِنكته.

وبختام تلك القصة القصيرة الجميلة ينبغي أن لا ينظر الإنسان نظرة استخفاف، للأشخاص من حوله مهما كان وضعهم وشكلهم، فربّ عملٍ كبير قام به صغير، وربّ عمل بسيط لم يستطع الكبار القيام به.