قصة البطة

قصة البطة
(اخر تعديل 2023-06-21 10:15:30 )
بواسطة

كانت تعيش قرب إحدى البحيرات الصافية والعذبة مجموعة من البط رمادية اللون، وكانت هذه البطات تلعب وتمرح دائمًا معًا، وكانت مجموعة البط دائمًا تسبح في البحيرة كلَّ صباح، وكانت هناك بطة ذات ريش أبيض ناصع دائمًا ما تتباهى بلونها وجمالها، فقد كانت تشعر أنَّها أجمل بطة موجودة بينهم، ومن خلال مشيتها وطريقة تعاملها مع البطات الأخريات، عرفت البطات أنَّ هذه البطة مغرورة.


اعتادت البطات ذات اللون الرمادي على البطة البيضاء المغرورة، ولم تعد تكترث لوجودها قرب البحيرة، لأنَّه لم ترغب أية بطة من البطات باللعب معها بسبب غرورها، وبسبب كلمات الغرور التي كانت تسمعها لهم، وخصوصًا أنها كانت تصف البطات الرماديات بأنها قبيحة وليست جميلة، وبذلك خسرت أصدقاءها، ولم تعد تلعب مع البطات في البحيرة مثل البقية، وكانت تنظر إلى البطات وهي تلعب وتمرح في الماء، بينما تقفُ هي وحيدة على طرف البحيرة تتحسر على وحدتها وعلى عدم مشاركة البطات الأخريات تلك المتعة.


وقد ازداد غضب البطة البيضاء عندما جاءت إحدى الدجاجات وكان لونها أسود، ودعت البطات الرمادية أن تخرج من البحيرة وتلعب معها، فخرجت البطات ووافقت على اللعب مع الدجاجة، فلعبوا وفرحوا كثيرًا، وحزنت البطة البيضاء لأنّ البطات الرماديات قبلوا اللعب مع الدجاجة ولم يقبلوا اللعب معها بعد الآن.


في ذلك الوقت خطرت للبطة البيضاء فكرة حتى تستطيع اللعب مع البطات الأخريات، وهي أن تقوم بتلوين ريشها باللون الأسود مثل لون الدجاجة التي لعبت مع البطات، وذلك حتى تحبها البطات ذات اللون الرمادي وتلعب معها، فقفزت البطة في البحيرة لتبلّل ريشها بالماء ثمَّ خرجت من البحرة وتدحرجت على كومة من الفحم الأسود، فأصبح لون ريشها أسود، ولكنه لم يكن جميلًا أبدًا، بل كان مخيفًا.


وصار كل مَن رآها يخاف منها، وعندما ذهبت للعب مع البطات الرمادية وهي تظنُّ أنها كل البطات سوف تحبها، خافت منها جميع البطات وهربت بعيدًا، وقد ظنوا أنها وحش مخيف يتنكر في زي بطة.


في ذلك الوقت عرفت البطة البيضاء أنّ كل ذلك حدث نتيجة غرورها وتكبُّرها على البطات الأخريات، فقرّرت أن تعيد لونها الأبيض وتغسل ريشها من الفحم، فقفزت إلى البحيرة وغسلت جسدها، وذهبت إلى البطات الرماديات واعتذرت منها على ما بدر منها من غرور وسخرية من شكل صديقاتها الطيبات وألوان ريشهم، فقبلت البطات اعتذارها وأصبحت البطة البيضاء صديقة لهم منذ ذلك اليوم، وصارت تلعب معهم وتمرح في البحيرة.


الخلاصة هي أنَّ الغرور خلقٌ سيّء، وأنَّ شكل الشخص ولونه غير مهمّ في تعامل الناس مع بعضهم، المهم هو الأخلاق الطيبة والصداقة والمحبة والتعاون والودّ بين الجميع.