قصة السمكات

قصة السمكات
(اخر تعديل 2023-06-21 10:18:23 )
بواسطة
في يوم من الأيام كان يوجد سمكات ثلاث في إحدى البرك؛ سمكة جميلة ولكنها مغرورة بجمالها وتعتقد أنه وسيلة لإنقاذها من أي مأزق، وأخرى كسولة وذكية ولكنها تعتمد على ذكائها ظنًا منها أنه سينقذها دائماً في اللحظات الأخيرة، والثالثة حكيمة وعاقلة تضع لكل شيء حساب مسبق وتفكر قبل أن تتصرف أي تصرف صغير.

كانت السمكات الثلاث جائعات ويردن الحصول على الطعام بأية وسيلة، فقالت السمكة الجميلة: اذهبن أنتن للبحث عن الطعام وأنا هنا سأنتظر أحد الصيادين ليرمي شباكه الممتلئة بالطعام، ولن يقوى على اصطيادي عندما يرى جمالي وجمال زعانفي، أما السمكة الكسولة فقالت: وأنا سأنتظر مثل العادة ليرمي صياد شباكه وألتقط الطعام وأهرب فوراً ولكنني لن أتحرك من مكاني مطلقاً وطعامي سيصل لي.


بعد حوار السمكتين الجميلة والكسولة، جاءت السمكة العاقلة لتجتمع مع السمكات الثلاثة في البركة وبدأ الحوار بينهن حول أفضلية رأي كل واحدة لتزعم كل واحدة أنها على صواب، قالت السمكة الجميلة: الناس ينظرون دوماً للمظهر الخارجي ويعاملون على هذا الأساس، وقالت السمكة الكسولة: الناس لا ينظرون إلى الجمال بل إلى الدهاء والذكاء ويهمهم من يعرف كيف يقتنص الفرص دون مجهود.

ثم أسلفت السمكة العاقلة: أنا لا أقتنع بكلامكن البتة، لا الجمال الخارجي، ولا الذكاء وحدهما يمكناننا من النجاة وعيش حياة جيدة، فالناس يهمها من يعرف كيف يتصرف في جميع المواقف دون تهور أو طيش ودون اعتماد على صفة والغرور بها؛ فعندما نمتاز بالحكمة فإن ذلك ينجينا من كل المواقف.

لم تنتهِ السمكة العاقلة من سرد حكمها حول حسن التصرف حتى مدّ أحد الصيادين شباكه ولمحتها السمكات الثلاث قبل أن تصل إليهن، لم تناقش السمكة العاقلة صديقاتها واكتفت بكلمة: اهربن سريعاً، وهربت على نحو سريع إلى مكان بعيد، قالت السمكة الجميلة للسمكة الذكية: سألتقط الطعام من الشبكة سريعاً ثم أهرب وإن لم أستطع الهروب سريعاً سأحرك بذيلي للصياد وسينبهر بجمالي ويحررني أنا متأكدة.

وقالت الذكية: وأنا سألتقط الطعام وسأخرج من بين فتحات الشبكة ووصلت الشبكة وبدأت السمكتان بالتقاط الطعام..


على عكس توقع السمكتين كان الصياد محترفاً وسريعاً للغاية؛ لم تستطع السمكتان الهروب البتة بعد دخولهما الشبكة، حاولت السمكة الجميلة الخروج وتصنع الحركات الغريبة ولكن محاولاتها باءت بالفشل واستطاع الصياد أن يلحقها بالسمكات التي اصطادها في الصندوق، أما السمكة الذكية الكسولة استطاعت تمزيق الشبكة بفمها والفرار من الشبكة ولكنها تضررت بسبب ضيق الشبكة الممزقة، لتنزل إلى البركة وتلتقي بالسمكة التي نجت بكل سهولة..


ما إن شاهدت السمكة العاقلة السمكة الذكية بائسة ومتعبة قالت لها: أرأيتِ يا صديقتي؟ أخبرتكما أن الجمال والذكاء وحدهما لا يأتيان بفائدة إن لم يكونا مصحوبان بحسن التصرف، وهذه المرة نجوت بأعجوبة وليس بفضل ذكائك أليس كذلك؟.

قالت السمكة الذكية: بلى، علمت الآن أننا أخطأنا كثيرًا بفعلنا هذا، أتعلمين؟ لن أكرر هذا ما حييت وسأصبح مثلك أذهب وأبحث عن رزقي ولن أنتظر الشباك الغادرة كي أتناول طعامي، كنتِ محقة جداً ولكننا عُمينا عن الحقيقة، أشكرك جداً، وأود أن نصبح أصدقاء مقربين بعد اليوم.


"إن الاعتماد على الميزات الظاهرية من أكبر الأخطاء التي قد تواجهنا في كسب رزقنا؛ لذا علينا التحلي بالحكمة في التصرف ونسعى لكسب الرزق ولا نعتمد على أي شيء سوى مجهودنا".