ما هي الدوافع الداخلية وكيف يمكن تطويرها؟

ما هي الدوافع الداخلية وكيف يمكن تطويرها؟
(اخر تعديل 2024-04-16 06:07:15 )
بواسطة

تصنيف الدوافع:

يوجد نوعان أساسيان للدوافع؛ سلبية وإيجابية، وبمعنى أدق دوافع المتعة، والألم الكامنة في العقل الباطن، فالهدف من سلوك الإنسان؛ هو تحقيق المتعة أو تجنُّب الألم بشكل تلقائي دون وعي حقيقي بذلك مع اختلاف معنى هذين المفهومين من شخص لآخر.

يمكنك بسهولة تعلُّم كيفية تعديل الدوافع بما يخدم مصالحك، وكذلك الاهتمام بتغيير المعتقدات الخاطئة.

الدوافع الداخلية:

يحمل كل إنسان مفاهيم خاصة به عن المتعة والألم تميزه عن غيره نظراً لارتباطها الوثيق بتجاربه ووجهات نظره، ولا يمكن إنكار دور المحفزات الخارجية والتفاعل مع الأحداث الخارجية، ولكن تبقى العوامل الداخلية هي المنشأ الرئيسي للدوافع.

لكل إنسان حرية الاختيار في تفاعله العاطفي والبدني مع الأشياء وهذه الاختيارات هي المسؤولة عن دوافعه، وليس العوامل الخارجية مثل الجوائز والمكافآت والعقوبات، وعلى سبيل المثال لك حرية الاختيار في الإقبال على تعلُّم أشياء جديدة أو تجنُّبها، ولكن بشكل عام إذا كنتَ متأكداً من أنَّ القيام بفعل معين سيعود عليك بالمتعة، فمن السهل أن تكون مندفعاً تجاهه، وخلاف ذلك صحيح، لذا سيتولد داخلك نفور ورغبة في تجنُّب أي شيء سيسبب لك ألماً أو معاناة.

إعادة برمجة المعتقدات والأفكار:

على سبيل المثال، إذا لم يكن لديك الحافز للقيام بالتمرينات الرياضية، فربما يعود ذلك إلى بعض المعتقدات والأفكار المعيقة التي تحملها، ومنها:

  • جرَّبت سابقاً ولم أستفد من الرياضة.
  • أشعر بالضيق عند الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، ومن ثم مقارنة نفسي مع الآخرين.
  • ليس لدي وقت كافٍ لممارسة التمرينات الرياضية؛ لذلك لن أحصلَ على فائدةٍ تُذكَر.
  • أُفضِّل الاسترخاء والاستمتاع بالأشياء التي أحبها بدلاً من ممارسة الرياضة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح للحصول على الدافع والبقاء متحفزاً

فيما يأتي خطوتان لتطوير الدافع الداخلي:

الخطوة الأولى: استبدال مفهوم المعاناة بالمتعة

تتحدث بعض الأفكار فيما يأتي الأولى منها عن تجنُّب المعاناة والأخيرة مرتبطة بالمتعة، ولكن من يرى في الرياضة معاناة أكثر من المتعة من الصعب أن يحفز نفسه على الالتزام بها ما لم يستبدل أحكامه المسبقة بأفكار جديدة تساعده على الاستمتاع والرغبة بممارسة الرياضة، لذا إليك هذه الأفكار:

  • بالنظر إلى الفوائد الكثيرة التي حققها الآخرون من الرياضة، يمكنني أن أحصل على النتائج التي أرجوها أيضاً.
  • من خلال وجودي في الصالة الرياضية سأكون قادراً على رؤية النتائج المبهرة التي حققها الآخرون من خلال التزامهم بالرياضة، وهذا بمنزلة إلهام وتشجيع لي على تحقيق النتيجة التي أطمح لها.
  • ممارسة الرياضة ولو بالحد الأدنى تجعلني أشعر بحالة أفضل وتساعدني على الحفاظ على صحتي.
  • توجد عدة نشاطات وتمرينات مسلية ومفيدة للصحة غير الرياضة.

الخطوة الثانية: إعادة القليل من عنصر الألم

بعد أن نجحتَ من خلال الخطوة السابقة في تحويل دوافع الألم إلى متعة قد يكون هذا كافياً لتشجيعك على ممارسة الرياضة، ولكن في بعض الأحيان قد تحتاج للتذكير ببعض العواقب السلبية ولكن بطريقة مدروسة ومفيدة.

فكِّر في العواقب السلبية التي تنتج عن الخمول وعدم ممارسة الرياضة، وفيما يأتي بعض الأمثلة:

  • سأصبح بديناً وكارهاً لجسدي ومظهري الخارجي.
  • إذا لم أتَّخذ من الرياضة عادة ثابتة، فلن أنعَمَ بحياة طويلة وصحية.
  • سأكون مثالاً سيئاً وعِبرة للآخرين إذا امتنعتُ عن الرياضة وخسرتُ لياقتي البدنية.

يمكنك اختيار ما ترغب به من العبارات السابقة، والتي تجدها كافية لبناء دافع داخلي، فكلما زاد حجم المعاناة التي تسعى إلى تجنُّبها والمتعة التي تريد الحصول عليها، زادت قوة الدافع وأصبح التغيير أسهل وأسرع.

من الضروري أن تذكِّر نفسك باستمرار بهذه العبارات أو غيرها من خلال إضافة أشياء جديدة من تجربتك الخاصة.

في الختام:

الخوف من التغيير؛ هو العائق الأكبر الذي يمنعنا من تجربة أشياء جديدة، فالإنسان بطبيعته يرتاح للأشياء التي اعتاد عليها ولا يحبِّذ فكرةَ التحدي وتجربة أشياء جديدة أو تغيير نمط الحياة الذي اعتاده لسنين طويلة، ولكنَّك قادر على تحمُّل مسؤولية حياتك، واتخاذ قرار بالتغيير في أي لحظة، وكل ما يتطلبه الأمر وجود دافع حقيقي، إضافة إلى التقنيات المذكورة في هذا المقال؛ إذ ستساعدك كثيراً على بناء هذا الدافع واستخدامه بالطريقة الصحيحة؛ للخروج من دائرة الراحة والبدء برحلة التغيير نحو الأفضل من خلال التجارب والخبرات الجديدة.