3 أسباب تجعلنا نعتقد أنَّنا مخطئون دوماً

3 أسباب تجعلنا نعتقد أنَّنا مخطئون دوماً
(اخر تعديل 2024-04-06 06:07:13 )
بواسطة

اكتشاف جذور الشعور هذا عائد إليك؛ فربما لم يكن لينجح أي شيء معك في المنزل، أو ربما تعرضت للتنمر في المدرسة؛ لأنَّك كنت مختلفاً عن أقرانك، فافترضتَ نتيجة ذلك أنَّ هناك مشكلة بك؛ لذا كان من الأسهل عليك السير مع التيار والعيش بسلام.

الكتابة عن موضوع كهذا ليست أمراً سهلاً؛ لأنَّ ثمة عدة أسباب مختلفة وراء شعور الناس بهذه الطريقة، ولكن ثمة أيضاً بعض الأفكار العامة التي يمكن أن تساعد على شرح ما يحدث، وبعض المبادئ التي قد تستطيع تطبيقها على مواقف تواجهها.

3 أسباب تجعلنا نعتقد أنَّنا مخطئون دائماً:

إليك 3 أسباب تجعلنا نعتقد أنَّنا مخطئون دائماً:

1. تجنُّب إيذاء مشاعر الآخرين:

قد يكون السبب الأول هو عدم رغبتك بإيذاء مشاعر الآخرين، وهي استجابة طبيعية، ولكن ماذا لو كانوا يستغلون ذلك لمصلحتهم؟ وماذا لو كان عليك قول أمر يزعجهم لتتجنب الانجرار إلى موقف لا تريد أن تكون فيه؟

لعلَّ أول إجابة قد تتبادر إلى ذهن الكثيرين هي: "سيكون الأمر قاسياً عليهم"، لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يعاركون "المراقب" الكامن داخلهم؛ (أي يريدون أن يقولوا شيئاً، لكنَّهم يشعرون بأنَّهم ملزمون نفسياً بعدم التدخل)، قد يقدم المقال هذا بعض الأدلة لإنهاء ذلك الصراع داخلهم.

2. أخذ الأمور على محمل شخصي:

ما الذي يحدث عندما تكون في موقف قد ينطوي على صراع أو مواجهة أو مجرد خلاف؟ يترقب بعض الناس دوماً ما إذا كان هناك أي شيء يُقال عنهم، فقد يكون الأمر مجرد غرور، أو ربما لم يسبق أن تعلموا أنَّ احتياجات الآخرين هامة أيضاً، أو ربما لأنَّهم يتوجسون شيئاً قد يؤذيهم (وهو أمر غير منطقي البتة إذا فكرت فيه).

يحدث هذا عندما يأخذ الناس الأمور على محمل شخصي، وإذا كان هذا ينطبق عليك، فقد يكون من الصعب تقبل الأمر، ولكن هل كل شيء يتعلق بك حقاً؟ لا يمكن أن يكون كل شيء خطأك دوماً، وعليك التفكير في هذا بجدية.

شاهد بالفديو: كيف تتعامل مع الناس بذكاء؟

3. تحمُّل مسؤولية ردود فعل الآخرين:

قد تتحمل أيضاً مسؤولية استجابة وردود فعل الآخرين بإفراط؛ لكنَّك لست مسؤولاً سوى عن استجابتك أنت، ولنكون منصفين، قد يقع بعض من اللوم على لغتنا في ذلك، فنقول مثلاً:

  • "أنت تغضبني للغاية".
  • "شعرتُ بالحزن عندما قلت ذلك".
  • "أنت من تسبب في إحساسي السيئ".

تحمِلُ لغتنا بُنية "السبب والنتيجة" لتجعل الأمر يبدو كما لو أنَّ شخصاً يمكنه استفزاز شخص آخر وإجباره على الاستجابة بطريقة معينة، ولكن؛ إذا فكرت في الأشخاص الذين لم يعترفوا بأي شيء تحت أشد أنواع التعذيب، فيبدو جلياً أنَّه بإمكان المرء رفض السماح لأي أحد باستفزازه وإرضاخه.

تسمى الحالة الذهنية هذه في أوساط العلاج النفسي بالاعتمادية المشتركة (co-dependency)، أو تجاوز الحدود الشخصية، وفي كلتا الحالتين عليك التراجع وتحمُّل مسؤولية ردود فعلك فقط، ولا يعني هذا أن تتوقف عن الاهتمام بالآخرين؛ بل أن تتوقف عن محاولة حمايتهم من تفكيرهم كي يتمكنوا من تعلُّم كيفية الاستجابة وتحمل المسؤولية عن أنفسهم.

إذا فكرت في الأمر، فثمة قضيتان أساسيتان هنا، وهما السلطة (authority) والملكية (ownership)؛ فمن لديه السلطة ليقرر ما إذا كنت محقاً أم على خطأ؟ أو ما إذا كنت مخطئاً؟

تظهر قضية الملكية على الجانب الآخر؛ لأنَّك قد ترفض امتلاك أي آراء خاصة بك بسبب العواقب التي تتصورها، وجميعنا فعلنا ذلك في مرحلة ما؛ لأنَّنا اعتقدنا أنَّ الآخرين لديهم القدرة على إيذائنا؛ لذا حاولنا حل الأمور من خلال الاتفاق مع آرائهم ما لم نجد أنَّه من "الآمن" الاختلاف معهم، ولكن هذه ليست طريقةً للعيش.

إحدى الطرائق المفيدة جداً للتعامل مع ذلك هي البحث عن أفكار ومعتقدات الأشخاص الذين تعرفهم (أو لا تعرفهم)، ممن دافعوا عن حقوقهم وآرائهم، الأمر الذي سيجعلك تدرك أنَّ الخطأ قد يكمن في تفكيرك، وليس فيك شخصياً.

من أصعب الأمور التي يجب إدراكها هي أنَّك تستطيع تحدي الطريقة التي تشعر بها، وتحتاج إلى القيام بذلك بشدة؛ فنظراً لأنَّ عقولنا تؤكد لنا صحة معتقداتنا، يتطلب التحرر منها قدراً معيناً من الطاقة العاطفية، ولتحقيق ذلك عليك طرح كثير من الأسئلة على نفسك، وبكل عاطفتك:

  • هل هذا لصالحي حقاً؟
  • ما هو الثمن الذي دفعته بالفعل بسبب هذه المعتقدات وأنماط التفكير؟
  • ماذا سوف يكلفني الأمر أيضاً؟
  • لمن سببتُ الأذى؟
  • من الذي سمحتُ له بإيذائي ثم لُمته على ذلك؟
  • إلى متى يمكنني تحمل ذلك؟
  • إلى متى أنا على استعداد لمواصلة فعل ذلك بنفسي؟

خلاصة القول هي: عليك أن تقرر "هل الاستمرار في فعل هذا لصالحك؟"؛ إذ تؤدي مراجعة أفكارك وفهم عواطفك إلى زيادة الثقة بالنفس والتحفيز.