5 أركان أساسية للشخصية القيادية

5 أركان أساسية للشخصية القيادية
(اخر تعديل 2024-04-07 05:35:16 )
بواسطة

يبدو أنَّ هؤلاء الأشخاص يتمتعون بسمات قيادية يفتقر إليها غيرهم، وفيما يأتي:

5 أركان مشتركة بين القادة البارزين على مستوى العالم:

1. النشاط والطاقة:

يتميز الشخص المؤثر بطاقته الجسدية والعاطفية والنفسية البارزة، وهو قادر على نشر الحيوية والحماسة في كل مكان يحل فيه، ولدى هؤلاء الأشخاص قدرة بارزة على إثارة انتباه الآخرين واهتمامهم، وعلى التحلي بالروح المعنوية والطاقة الإيجابية في الأوقات الصعبة عندما لا تجري الأمور في صالحهم وتكون طاقتهم في أدنى مستوياتها، وهنا يكمن الفرق بين القائد الفذ ونظيره العاجز.

القائد الفذ قادر على اتخاذ القرارات الصعبة والقيام بالإجراءات اللازمة لتسوية الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح على الرغم من التحديات؛ إذ يطرح القائد العظيم مشكلات حقيقية من صلب الواقع العملي، ويلهم الآخرين ويحثهم على مواجهة التحديات، ويزودهم بالروح المعنوية التي يحتاجون إليها لإيجاد الحلول اللازمة في أقسى الظروف والأحوال.

كيف تزيد طاقتك؟

ثمة عادات أساسية في الحياة اليومية تساعد على زيادة مستويات الطاقة والنشاط بصرف النظر عن عدد ساعات النوم ومستوى السكر في الدم، وهذا لا يعني أن توهم نفسك باستخدام تقنيات التفكير الإيجابي، وتقتنع بأنَّ كل شيء على ما يرام دون أن تلتزم بتطبيق خطوات وعادات معيَّنة على أرض الواقع؛ بل أن تتبع نمطَ حياة وتطبق ممارسات تساعدك على تعزيز نشاطك وحيويتك.

تقتضي إحدى الوسائل المستخدمة في زيادة النشاط والحيوية الاعتناء بصحة الجسم، وذلك من خلال ممارسة التمرينات الرياضية التي تساعدك على زيادة طاقتك الجسدية وقدرتك على التحمل، ويجب أن تكون لديك من ناحية أخرى رؤية واضحة عن الأهداف والنتائج التي تريد أن تحققها.

تُعدُّ مثل هذه الرؤية بمنزلة مصدر للدافع والإلهام والطاقة لكل من القائد وأعضاء الفريق، ولقد اشتهر رجل الأعمال الأمريكي "ستيف جوبز" (Steve Jobs) في تركيزه الكامل على تصنيع المنتجات الأولى على مستوى العالم من خلال رؤيته الواضحة لمستقبل شركته، وهو نفس المبدأ الذي اعتمده رجل الأعمال الأمريكي "ستيف وين" (Steve Wynn) للحفاظ على حماسة وطاقة فريق العمل؛ لذلك يجب عليك أن تقتدي بالناجحين والملهمين حتى تصبح مثلهم.

2. الانضباط العاطفي:

يتميز القائد الاستثنائي والفعَّال بقدرته البارزة على إشاعة الروح المعنوية والطمأنينة عندما تكون ظروف العمل عصيبة وغير مستقرة، فيستمد الإنسان شعور الاطمئنان من الأشخاص القادرين على إدارة عواطفهم وضبطها عندما يكون المستقبل المنظور مجهولاً، وهذا ينطبق على الحياة الشخصية والعمل، ولا تتوقف هذه السمة القيادية على الذكاء العاطفي وحسب، وإنَّما تعتمد على المرونة العاطفية والمقاومة النفسية.

يتمتع القائد الفذ بثبات عاطفي يتيح له إمكانية استخدام حس الدعابة، والمرح، والفضول، والتعاطف، والإبداع في الأوقات العصيبة، وهو ما يمنحه المقاومة والمرونة النفسية التي يحتاج إليها للتغلب على التحديات بمساعدة فريقه، ويصبح القائد في هذه الحالة مصدراً للدعم يقصده الجميع بحثاً عن التوجيه والأفكار ووجهات النظر، وللاطمئنان على المستقبل.

تحسين القدرة على الانضباط العاطفي:

ثمة كتاب قيِّم يدعى "الذكاء الإيجابي" (Positive Intelligence) للمؤلف "شيرزاد شامين" (Shirzad Chamine)، وهو يتحدث عن مصدر النقد، والخوف، والسلطة، والحذر في النفس الإنسانية؛ إذ يشرح المؤلف من ناحية أخرى عن جوانب الجرأة، والإبداع، والفضول، والتصميم في شخصية الفرد.

يجب أن تدرب نفسك على الثبات العاطفي حتى تستفيد من نقاط القوة في شخصيتك، وتتجاهل مصادر السلبية والإحباط فيها، وهو ما يساعدك بدوره على تقديم مساهمة فعَّالة وقيِّمة في أثناء تأدية المهام القيادية، ويتم ذلك من خلال التخلص من المعتقدات التي تقيِّد قدراتك، وتغيير الحوار الذاتي السلبي واستبداله بأفكار إيجابية تعزز إمكاناتك وتزيد من حماستك وتصميمك، لذا يجب عليك من ناحية أخرى أن تسبغ معنى إيجابي وتحفيزي على التجارب التي تتعرض لها في حياتك.

شاهد بالفديو: 15 مهارة يجب أن يتحلى بها القائد الجيد

3. إدارة الحياة:

يمكن تجزئة إدارة الحياة إلى عنصرين أساسيين:

إدارة العلاقات:

يحكي الجميع عن أهمية العلاقات في عالم الأعمال والتجارة، وإنَّ قدرة القائد على التواصل على الصعيد الشخصي والإنساني تتيح له إمكانية إلهام الآخرين، وعيش حياة مرضية وهانئة.

تعتمد جودة حياة الفرد على طبيعة علاقاته، فلا تعتمد جودة العلاقات على تطبيق مهارات الألفة وحسب؛ بل على فهم خلفيات الآخرين الثقافية والمهنية والشخصية، وتقدير مواقفهم وظروفهم، وتقبل وجهات نظرهم، وإيجاد طريقة لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم في أثناء عملهم على تحقيق أهداف الفريق والمؤسسة.

إدارة الوقت:

إنَّ قدرة الفرد على تحقيق أقصى فائدة ممكنة من وقته هي إحدى أبرز سمات القائد الحق في عصر هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد وطريقة استثمارهم للوقت، فالقائد البارز قادر على تحديد الأولويات وإجراءات العمل اللازمة والتركيز على تحقيق النتائج المطلوبة بسرعة وفاعلية.

توجد كمية هائلة من المعطيات والمعلومات المتوفرة في العصر الحديث، ولكنَّ الإنسان يحتاج إلى استثمارها واستنتاج الحكمة منها؛ إذ ثمة أدوات كثيرة لإدارة الوقت حالياً، ولكنَّها يمكن أن تتسبب في هدره عندما لا تُستخدَم بالشكل الصحيح، ويعمد القائد الحق إلى تنمية قدرته على تحديد الأولويات والوقت المناسب لتأديتها من أجل تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

4. التنمية المهنية:

الإنسان الذي لا يحقق التقدم في الوقت الحاضر يحكم على نفسه بالفشل مستقبلاً؛ إذ يُعَدُّ التقدم والنمو من الاحتياجات الإنسانية الغريزية، ولا سيما بالنسبة إلى القادة، ويمكن أن يواجه القائد بعض الصعوبات والتحديات مثل بقية أفراد المجتمع، وهو يحتاج إلى تحقيق أقصى فائدة ممكنة منها واستثمارها في إحراز التقدم والنمو المهني.

فيما يأتي عاملين أساسيين لتحقيق التقدم والنمو:

تحديد الأهداف:

يتميز القائد الفذ بقدرته البارزة على تحديد الأهداف، والدافع الكامن خلفها، وسبب الحاجة إلى تحقيقها، وهو مسؤول عن مساعدة الآخرين على اكتشاف الأهداف والدوافع أيضاً، لذا يجب عليك أن تشرح لأعضاء الفريق الهدف من الإجراءات والنشاطات، والغرض من تحقيق نتيجة معيَّنة بغية تحفيزهم وتحسين أدائهم وزيادة فاعلية تجربتك القيادية ومدى رضاك عنها.

كيف تصف العمل الذي تكسب منه عيشك؟ وهل تسميه عملك؟ أم مهنتك؟ أم رسالتك الوجودية؟

إذا كنت تسمية عملاً، فهذا يعني أنَّه يستهلك من وقتك وجهدك أكثر مما يعطيك، أما إذا كنت تعده مهنة، فهذا يعني أنَّك تحرز التقدم جراء الجهد الذي تبذله فيه، ولكن إذا كنت تتعامل معه على أنَّه رسالة وجودية، فهذا يعني أنَّك تستمد منه الإلهام والدافع والطاقة النفسية، وتفقد الإحساس بمرور الوقت عندما تمارسه، وهنا تكمن أهمية الهدف والغرض من العمل.

إدارة المسائل المالية:

يحتاج القائد إلى مستوى معيَّن من القدرة على إدارة المسائل المالية؛ لأنَّ جودة القرارات تعتمد بشكل أساسي على إدراك التكلفة الفعلية للوقت، والموارد، وطاقم العمل، لذا يجدر بالقائد أن يعمل على تطوير نفسه وتنمية مهاراته حتى ينجح في تحقيق الأرباح والحفاظ على تأثير إيجابي وتحفيزي في فريق العمل والمؤسسة كلها.

تذكر أنَّ تنمية النشاطات التجارية تعتمد بشكل أساسي على نفسية القائد، كما تُعدُّ المهارات المالية من أبرز سمات الشخصية القيادية، وهي ضرورية ولا غنى عنها مهما كان القائد بارعاً في جوانب العمل الأخرى، أي باختصار عليك أن تعمل على تنمية المهارات التي تؤهلك لإدارة الشؤون المالية في المؤسسة.

5. المديح والتقدير:

يتعلق المديح بالطريقة التي يعامل فيها القائد أعضاء فريقه من ناحية تقدير الجهود المبذولة والاحتفاء بالنجاحات.

لا تتكون الشخصية القيادية بالتعليم والتدريب فقط؛ بل يمكن أن تتكون بفضل التشجيع على النجاح والثناء على التقدم المستمر والتفوق في أداء العمل، ويشكل هذا التكريم والمديح الدافع للسعي وراء التنمية الشخصية المستمرة التي تحفز القائد على تطوير ذاته وتحقيق النتائج التي يطمح إليها.

يعمد القائد البارز إلى تقدير جهود موظفيه والاحتفاء بنجاحاتهم، فهو يعرف أنَّ إحراز التقدم يساعد على تحقيق السعادة على الأمد الطويل؛ وهذا يعني أنَّ التقدم هو مصدر سعادة الإنسان.

كيف تحتفي بنجاحات الموظفين؟

يعمد القائد الفذ إلى تصويب أخطاء الموظفين سراً، ومديح جهودهم علانيةً، ويخطئ القائد عندما ينتظر لحين تحقيق الهدف النهائي حتى يمدح موظفيه ويعرب عن تقديره لجهودهم.

يميل القائد الناجح للاحتفاء بالتقدم الذي يحرزه هو وموظفوه، وتساعد هذه الطريقة على تخفيف شعور الارتباك والإنهاك الذي ينتاب الموظف في أثناء تنفيذ المشاريع الضخمة، لهذا السبب يجب على القائد أن يركز على إنجازات الموظفين، ومن ثم التقدم الذي يحرزونه في العمل، لذا تقدير جهود الموظفين والثناء على تقدمهم ضروري لتخفيف الضغط الواقع على عاتقهم، وزيادة شعورهم بالسعادة والرضى.

في الختام:

لقد قدَّم المقال مجموعة من السمات القيادية التي يشارك فيها نخبة القادة حول العالم، وهو يهدف إلى مساعدة الأفراد على تنمية مهاراتهم، وزيادة قدرتهم على قيادة الآخرين، والتأثير في محيطهم.