7 تقنيات للتخيل الإيجابي مع الأمثلة

7 تقنيات للتخيل الإيجابي مع الأمثلة
(اخر تعديل 2024-04-20 05:42:14 )
بواسطة

تقنيات التخيل؛ هي إحدى الطرائق التي تتيح لنا تحسين حياتنا، لذا دعونا نلقي نظرة على كيفية تحسين قدرة المرء في أي شيء تقريباً باستثمار قدرة العقل على التخيل.

أهمية تقنيات التخيل:

يعدُّ تعلُّم استخدام تقنيات التخيل لإنشاء عمليات محاكاة تساعدك على تحسين الأهداف التي حددتها لنفسك طريقة فعَّالة للتحسن في أي نشاط تقريباً، أو تحقيق أهداف الحياة الأخرى أيضاً.

يوجد نوعان من المحاكاة الذهنية وهما: النتيجة والعملية، فالنتيجة؛ هي تجربة حسية تعتمد على تمثيل النتيجة التي تتوقعها، والعملية؛ هي محاكاة الخطوات التي عليك اتخاذها للوصول إلى النتيجة النهائية.

تُظهِر الأبحاث أنَّه للحصول على أقصى استفادة من عمليات المحاكاة، فإنَّ أفضل طريقة هي استخدام كلا النوعين معاً، وإضافة إلى ذلك يعدُّ إنشاء عملية المحاكاة باستخدام منظور المشارك بدلاً من منظور المراقب جزءاً أساسياً من هذه الممارسة.

استخدم الأشخاص الناجحون تقنيات التخيل لتصور أهدافهم وأفكارهم مدة طويلة، وتساعد هذه الممارسة الأشخاص على تحقيق الحياة التي يطمحون إليها بثقة كاملة حتى مع وجود التوتر، فلا يعلم معظمنا أنَّنا جميعاً نمتلك هذه القوة العقلية، ولكن يمكن لأي شخص استخدامها بفاعلية في حياته.

إحداث تغيير في طريقة تفكيرك:

يعني التخيل في الأساس استخدام خيالنا لعيش النتيجة المرغوبة مقدماً، لذا يمكنك زيادة التركيز على أهدافك والحفاظ على هذا التركيز باستخدام تقنيات التخيل، وذلك بطريقة تخيل أهدافك على شكل صور ذهنية؛ إذ يحوِّل دماغك تلك الصور إلى حقيقة، وهناك تفسير عاطفي واستجابة سلوكية لكل صورة في عقلنا الباطن.

فيما يأتي بعض الفوائد التي يحصل عليها كثير من الأشخاص من خلال استخدام تقنيات التخيل للتركيز على أهداف الحياة الصحية:

  • تنشيط العقل الباطن الإبداعي الذي يعدُّ موطن الأفكار الإبداعية التي تساعد على تحقيق الأهداف.
  • يدرك الدماغ ويتعرف بسهولة أكبر إلى الموارد التي ستحتاجها لتحقيق أحلامك.
  • قد يكون قانون الجذب مفيداً، ويساعدك التخيل على العثور على الأشخاص والموارد والظروف التي ستحتاج إليها لتحقيق أهدافك.
  • يبني التخيل دافعك الداخلي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أحلامك.

دعنا نلقي نظرة على بعض التقنيات التي يمكنك من خلالها التدرب على استخدام الخيال لتحقيق أهدافك في العالم الحقيقي.

اعلم أنَّ هذه ليست صيغاً كيميائية، وقد تحتاج إلى أن تكون مرناً ومستعداً لتقبُّل الأفكار الجديدة في أثناء هذه العملية، ففي بعض الأحيان تكون لدينا أحلام غير واقعية، وسيساعدنا الكون على العثور على ما نحتاج إليه.

7 تقنيات للتخيل الإيجابي:

إليك 7 تقنيات للتخيل الإيجابي مع الأمثلة:

1. خريطة الكنز:

هذا أسلوب تخيلي يتطلب رسم صورة ملموسة لشيء نريد الحصول عليه، وبمجرد أن تكون لديك فكرة عما تريده، فيمكنك رسمه على شيء مادي، وعلى سبيل المثال للحصول على أعلى الدرجات في الاختبار القادم، يمكنك البدء برسم جميع العوامل المتعلقة بالاختبار، وقد تحتاج إلى تخصيص وقت أطول للدراسة أو البحث عن مصادر جديدة للمعلومات، لذا مهما كانت العوامل التي تعتقد أنَّك ستحتاج إليها، تأكد من رسمها بالتفصيل قدر الإمكان.

العامل الهام هنا؛ هو أنَّك تتخيل الأهداف في أثناء رسمها، فسوف يتخيل عقلك الطريق إلى النجاح بينما تقوم برسم خريطتك، وتتطلب هذه التقنية الصبر؛ لأنَّ الاندماج الكامل في التمرين يستغرق وقتاً، لذا يُستحسن أن تكون في مكان هادئ، ولا تنس إيقاف تشغيل أي عوامل تشتت الانتباه مثل التلفزيون أو الراديو في أثناء رسم خريطتك لتحقيق النجاح.

2. التخيل الاستقبالي:

فكر في هذه التقنية كأنَّك تشاهد فيلماً في عقلك، وأنت مخرج الفيلم، ويعدُّ هذا أسلوباً أكثر سلبية من خريطة الكنز، ولكنَّه بنفس الفاعلية.

ابدأ بالاسترخاء باستخدام بعض تقنيات التأمل الأساسية في مكان هادئ دون أي مشتتات خارجية، واستلقِ على ظهرك، وأغمض عينيك، وحاول أن تتخيل بوضوح المشهد الذي تريد تحقيقه في الواقع، فعندما تتبلور الصورة في ذهنك، يمكنك البدء بإضافة الأشخاص والأصوات في عقلك، لذا استمر في بناء الصورة ببطء حتى تحصل على صورة كاملة تبدو حقيقية.

على سبيل المثال تخيَّل أنَّك تجلس في صالة سينما، والأضواء بدأت تخفت، ثم بدأ الفيلم، ومن ثم أنشئ تفاصيل الفيلم بقدر ما تستطيع، ويمكنك إضافة الملابس، وتعبيرات وجهك، وحركات الجسم الصغيرة، والبيئة الموجود فيها.

أضف أي أصوات قد تسمعها في المشهد، مثل الموسيقى أو حديث الأشخاص الآخرين أو أي شيء يبدو طبيعياً بالنسبة إليك، وأخيراً تخيل المشاعر التي ستشعر بها في هذا النشاط، وكرر ذلك عدة مرات، ومن ثم راقب ما سيحدث.

شاهد بالفديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

3. تغيير الذكريات:

استخدم التخيل لتغيير الذكريات المؤلمة والحصول على نتيجة أكثر إيجابية، فهذه الطريقة مفيدة جداً لعلاج الذكريات التي تنطوي على الغضب أو الاستياء، ويمكنك إعادة عرض المشاهد في عقلك واستبدال الاستجابات الغاضبة بأخرى أكثر هدوءاً وسيطرة.

يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن ممارسة هذا النوع من التخيل يومياً يمكن أن تجعل حياتك أكثر سلاماً، وسوف يتذكر عقلك المشهد الذي أعدتَ إنشاءه فقط، وبعد فترة سوف تتلاشى ذكرياتك المؤلمة المتعلقة بالحدث الحقيقي، وإضافة إلى جلب السلام إلى ماضيك، ستساعدك هذه الطريقة أيضاً على أن تكون أكثر هدوءاً في المواقف المستقبلية، فأنت تتدرب على كيفية الحفاظ على الهدوء وعدم التصرف بغضب؛ لذا من خلال التعلُّم من صدمات الماضي يمكننا أن نصبح أشخاصاً أفضل.

إقرأ أيضاً: نيل غيمان: لماذا يعتمد مستقبلنا على المكتبات والقراءة والخيال؟

4. التأمل:

التأمل؛ هو شكل رائع من أشكال التخيل السلبي الذي يمكن أن تكون له نتائج قوية، ويمكن استخدامه بوصفه أساساً لأشكال أخرى من تمرينات بناء العقل.

التخيل من خلال التأمل؛ هو المحور الرئيسي للعديد من أشكال تطوير الذات، لذا يجب عليك التأمل بانتظام؛ فهذا سيسمح لك بالوصول إلى ذاتك الداخلية، فالمكان الداخلي الذي يقودك إليه التأمل هو المكان الذي يمكنك أن تبدأ فيه بتجربة تصورات قوية.

ضع خطة لتخصيص وقت للتأمل كل يوم، فتساعدك الخبرة التي تكتسبها من هذه الممارسة على تحسين تأملك، وإضافة إلى مساعدتك على إنشاء تصورات قوية، سيساعدك هذا التأمل اليومي على الاسترخاء.

5. التخيُّل والوصف:

كلما زادت التفاصيل في التصور، بدت الصورة أكثر واقعية، وتحسن الأداء أكثر؛ لأنَّ الدماغ يبدأ في تطوير العناصر الإبداعية، لذا يمكنك تكرار الصور المرئية مع التمرينات التحفيزية لزيادة احتمالية اتخاذ إجراء تجاه هدفك، وعلى سبيل المثال يمكنك التفكير في المشي صباحاً كونك تريد أن تكون أنشط في حياتك اليومية، وبطريقة تخيل مدى روعة ساعات الصباح الباكر، ومدى روعة الشعور بالمشي، ستزيد من احتمالية البدء في المشي في الصباح بانتظام.

في هذه المرحلة تجري عملية طبيعية لحل المشكلات في دماغك لمساعدتك على وضع خطة لكيفية الحصول على ما تريد، وقد تبدأ بالتفكير في تخصيص الوقت اللازم للتنزه في الصباح، أو اختيار الشخص الذي سيرافقك، فعندما تبدأ التنزه على أرض الواقع، ستعزز المشاعر الإيجابية التي ستحصل عليها الصور الذهنية التي أنشأتها في البداية، لذا احرص على الاستمرار في التركيز على الجوانب الإيجابية لأهدافك حتى بعد أن تبدأ في تحقيقها.

6. الشدة العاطفية:

تعدُّ العاطفة إحدى أقوى الأشياء في حياتنا، ولكنَّنا عموماً لا نفكر كثيراً في استخدامها بوصفها أداة تحفيزية، ونحن نعلم أنَّ الأفكار تسبق العاطفة، وعندما تظهر العاطفة تشعر بشيء عميق يجعلك تربط عواطفك مع أشياء أخرى في حياتك، ويمكنك استخدام هذا لصالحك، ولكن عليك استخدام الأشياء التي تشعر بها شعوراً قوياً، وليس الأشياء التي ترغب في تصديقها حتى تنجح هذه الطريقة.

تخيل أكبر قدر من التفاصيل، بحيث تبدأ في الشعور بالتجربة كما لو كانت حقيقية على المستوى العاطفي؛ فهذا يدفعك إلى العمل نحو هدفك، لذا احذر التركيز على أشياء مثل المكاسب المادية، لأنَّ الجشع هو عاطفة قوية ولكنَّها غير صحية.

إحدى الاستراتيجيات التي قد تزيد من الشدة العاطفية للتخيل هي الاستماع إلى الموسيقى، لذا اختر مقطوعة موسيقية تتناسب مع القوة العاطفية، ومن ثم استمع إلى نفس المقطوعة الموسيقية في حياتك اليومية؛ إذ تعتمد تقنيات التخيل على الصور القوية التي يستغرق بناؤها في عقلك وقتاً طويلاً.

شاهد بالفديو: 6 وسائل لتنمية حس الخيال عند الأطفال

7. التعرض:

إنشاء محاكاة بصرية مفصلة وواقعية في عقلك، قد تتطلب تعريض نفسك لشيء ما في العالم الخارجي، فمن الصعب جداً على معظم الناس إنشاء مشهد من خيالهم فقط، لذا يساعدك استخدام التعرض على تقوية خيالك، وعلى سبيل المثال قد يكون من الصعب إنشاء مشهد لشيء لم تجربه من قبل مثل الغوص، وتدخل عدة عوامل في عملية الغوص، وستحتاج إلى أخذ هذه العوامل في الحسبان إذا كنت تريد أن يكون التخيل فعَّالاً.

للنجاح في ذلك يمكنك قراءة الكتب أو مشاهدة مقاطع فيديو أو الاستعانة بخبير لاكتساب المعرفة المتعلقة بالموضوع الذي ترغب في تجربته، وذلك من خلال إضافة تعرض حسي حقيقي لعقلك عن موضوع معين، ويمكنك استخدام التقنيات الأخرى في هذه القائمة لتحقيق تأثير أكبر بكثير.

تقبُّل الأفكار والتجارب الجديدة:

يتيح لك التخيل تغيير معتقداتك وافتراضاتك وآرائك عن نفسك، فهو يسمح لك بتسخير 18 مليار خلية دماغية وجعلها تعمل جميعها في اتجاه واحد وهادف، وسوف يشترك عقلك الباطن في عملية ستغيرك إلى الأبد، وبمرور الوقت ما دمت تقضي وقتاً في تخيل أهدافك وممارسة هذه التقنيات، فسيكون من الأسهل بكثير التركيز على تحقيق أحلامك، ومن المفيد أيضاً أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين، وتقرأ كتباً تبعث على البهجة وتستمع إلى البرامج الصوتية التي تغمر عقلك برسائل إيجابية تشجعك على الحياة، ولن يحقق أي شخص النجاح إذا كان يركز على السلبية ويبحث عن المشكلات.

دعمت معظم الدراسات فوائد التخيل؛ إذ يمكن استخدامه مع علاجات أخرى، مثل علاج مجموعة متنوعة من الحالات بدءاً من الربو والقلق وحتى الأرق والألم العضلي الليفي.

يعدُّ التخيل إحدى الطرائق العديدة التي يمكنك من خلالها ممارسة اليقظة الذهنية لتخفيف التوتر والعيش في اللحظة الحالية.

في الختام:

تساعد ممارسة التخيل الناس على تجاوز العقبات في حياتهم، والاسترخاء وتخفيف التوتر، وقد تساعد هذه التقنيات أيضاً الناس على حل مشكلات الألم المزمن، وشفاء أنفسهم عاطفياً وجسدياً، إضافة إلى تحقيق أهداف مثل؛ فقدان الوزن أو الإقلاع عن التدخين، لذا ممارسة التخيل يومياً أمر هام.

لكن هذا لا يعني أنَّه علينا قضاء اليوم كله في التفكير في أهدافنا حتى ننجح هذه التقنية، ففي الواقع قضاء كثير من الوقت في التخيل يمكن أن يحرمك من شيء أساسي مثل؛ عيش اللحظة الحالية؛ لذلك ابذل قصارى جهدك لتحقيق التوازن بين أهدافك والواقع، ومارس تقنيات التخيل لمساعدتك على بناء الحياة التي تريدها.