9 طرق للتخلي عن الماضي

9 طرق للتخلي عن الماضي
(اخر تعديل 2024-04-07 06:21:15 )
بواسطة

يعود ذلك إلى أنَّنا نتذكر المعلومات التي ترتبط بمشاعر وعواطف معينة، والتي تترك انطباعاً لا يُنسى، لهذا السبب تتشكل معظم معتقداتنا المقيدة في مرحلة الطفولة، ولكنَّ هذا لا يفسر سبب رفضنا لتعلُّم كيفية التخلي عن الأمور.

لماذا نواجه صعوبة في التخلي عن الماضي؟

معظمنا أسير ماضيه بسبب حاجتنا إلى الشعور باليقين، والذي يُعدُّ أحد الاحتياجات الستة للبشر، ويتعلق أساساً برغبتنا في البقاء؛ فنحن نحتاج إلى الثقة بأنَّنا قادرون على تجنب الألم، والشعور براحة البال في حياتنا، كما نرغب بالتيقن من المستقبل، ويعني التخلي عن الماضي المضي نحو المجهول؛ إذ يتطلب التخلي عما نألفه الشجاعة، وحتى لو كان سلبياً، وأن نُظهرَ ما يكفي من الضعف لتعلُّم كيفية التخلص من أخطاء الماضي.

السبب الآخر وراء صعوبة تعلم التخلص من الماضي هو ربط العواطف بالمعلومات، وعلى سبيل المثال: إذا سبَّب رجل الألم العاطفي لزوجته التي تحمل طاقة أنثوية عالية، فقد تذكِّره بالأمر مراراً وتكراراً خلال العلاقة، بحيث يشعر شريكها أنَّه من المستحيل إصلاح الأمر معها؛ لأنَّه بصرف النظر عما يفعله لتحسين الوضع، فإنَّها تستمر في معاقبته على تجاوزاته السابقة، ولكن يوجد سببٌ وراء عدم قدرتها على معرفة كيفية نسيان الأمر؛ فالأنثى ذات الطاقة الأنثوية العالية تربط عواطفها بأي شيء يؤثر فيها تأثيراً كبيراً، ولا سيما إذا كان يسبب لها الألم أو المعاناة، وهذا يجعل التخلي عن الماضي أكثر صعوبةً بالنسبة إليها.

أما الشخص ذو الطاقة الذكورية العالية، فهو يهتم ويشعر بالأمور بعمق، ولكنَّه يميل أكثر إلى التحرر من الذكريات ونسيانها، بينما تميل الطاقة الأنثوية إلى جمع تلك الذكريات والعيش بها، فعندما ترتبط عاطفة بذكرى ما يصعب تجاوز الماضي بالنسبة إلى أولئك المجبولين على جمع تلك الذكريات، ولكن ماذا يكلفنا ذلك كله؟ وكيف نتخلى عما مضى في سبيل المضي قدماً بصحة وسعادة أكبر؟

تابع القراءة معنا لتتعلَّم كيفية نسيان الماضي وعيش حياة ملؤها الفرح والحرية، وكما يقول الكاتب "توني روبينز" (Tony Robbins): "نحن لا نختبر الحياة على الإطلاق؛ بل نختبر ما تمليه علينا عقولنا".

إنَّ عالمنا نتاج معتقداتنا، وماضيك ليس مستقبلك إلا إذا كنت تعيش فيه، لذا يمكنك أن تكون وتفعل وتحصل على أي شيء تريده بصرف النظر عن ماضيك.

إليك فيما يأتي:

9 طرائق لتحقيق ذلك:

1. عدُّ التخلي عن الماضي "ضرورة":

الخطوة الأولى هي الاعتراف بما يعوق حياتك والتفكير في سبب ضرورة المضي قدماً، لذا حدد ما تتمسك به بالضبط، هل هي علاقة فاشلة؟ أم إهانة تعرضتَ لها من صديق أو أحد أفراد العائلة ولا يمكنك نسيانها؟ أم تحتاج إلى مسامحة شخص ما سواء في قلبك أم عبر إخباره بذلك شخصياً كي تتخلص من الغضب وتنعم بالسلام؟

ما إن تحدد سبب صعوبة ترك الماضي، فاسأل نفسك: ما هي الأسباب التي تجعلني مضطراً إلى تجاوز ذلك؟ كيف ستتغير حياتك عندما تتعلم كيفية تجاوز الماضي؟ وكيف سيغير ذلك مسار علاقاتك ويساعدك على التواصل مع شريك حياتك؟ وكيف ستشعر في هذه المرحلة الجديدة من حياتك؟

يُعدُّ هذا أحد أهم أجزاء عملية النسيان؛ لأنَّه يساعدك على الالتزام بالتخلي عن الماضي، فامتلاك هدف واضح أمر ضروري؛ لأنَّه يحفزك عاطفياً عندما تشعر بالرغبة في الاستسلام؛ إذ ستواجه انتكاسات وصعوبات حتماً، ولكن إذا كان لديك سبباً قوياً للتخلي وهدفاً يدفعك، فسوف تحافظ على تركيزك وتصميمك.

2. تحديد عاداتك العاطفية:

يُعدُّ تحديد عاداتك العاطفية أحد أصعب مراحل التخلص من الماضي؛ لأنَّه يتطلب التأمل العميق، فكيف تعيش حياتك؟ وما هي معتقداتك المقيدة؟ وما هي الأمور التي تغلُب فيها عاطفتك؟

لدينا جميعاً نمط تفكير معين نرتاح لوجوده في حياتنا، سواء أكان إيجابياً أم سلبياً، فعندما تعتاد على بعض العواطف، وحتى السلبية منها، فإنَّك لا تلاحظ مدى تأثيرها فيك يومياً، ولا تدرك أنَّك عالق في دوامة من العواطف السلبية، وتعتقد أنَّ ردود فعلك طبيعية تجاه أي موقف معين، ولكن لعاداتنا العاطفية الفريدة تأثير عميق في الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة وفي تصرفاتنا ومدى براعتنا في تجاوز الماضي، فلماذا إذاً نرضى بحياة نعزز فيها من قوة العواطف السلبية ونتخلى عن العواطف الإيجابية؟

تمضي من خلال تحديد عاداتك العاطفية نحو عيش تجربة أكثر إيجابية، والعواطف شبيهة بالعضلات، فإما تدرب نفسك على الشعور بالإحباط أو الحزن أو التوتر أو حتى الاكتئاب بعد كل موقف صعب، أو يمكنك تدريب نفسك على الشعور بالشغف والبهجة والقوة حتى عندما يحدث شيء سيئ في حياتك.

عندما تتولى مسؤولية عواطفك يمكنك أن تتعلمَ كيفية التخلص من الماضي بطريقة تجعلك تشعر بالطمأنينة والحرية بدلاً من الخوف، وعندما تجتاح تفكيرك عاطفة سلبية، اقطع تلك الأفكار واستبدلها بأخرى إيجابية على الفور، فكلما تمكنت من تكييف عقلك أكثر، ازداد تحكمك بتلك العواطف، وتكيفت أكثر مع أي موقف يعترض طريقك.

شاهد بالفديو: 3 نصائح لتجاوز الماضي إلى الأبد "Robin Sharma" "روبن شارما"

3. تكييف عقلك:

تحقق نجاحات كبيرة في الحياة حينما تضع استراتيجيات للتعلُّم وتروي لنفسك قصصاً تبعث فيك الأمل والتشجيع، وتتأكد من أنَّك في وضع مناسب للمضي قدماً، وللقيام بذلك عليك تكييف عقلك يومياً، وقد تشعر بغرابة الأمر أحياناً، ولكن عليك تكييف عقلك لتتجنب تصديق حديثك الذاتي السلبي وتتبنى معتقدات تمكينية ترتقي بك.

إذا لم تفحص عاداتك وتغيرها، فستقضي حياتك دون أن تعي ما يحدث فيها بدلاً من عيشها بكامل وعيك، وبصرف النظر عن مدى ذكائك أو براعتك، فإذا لم تحترس مما يجول في عقلك، فإنَّك تفسح المجال للأفكار التي تضعفك وتخيب أملك، وبدلاً من التركيز على كيفية التخلص من الماضي، ستشتِّتُك الأفكار التي تبقيك عالقاً في الأنماط السلبية.

أخبر نفسك قصصاً تساعد على تمكينك بدلاً من تقييدك، وغذِّ عقلك بمعارف جديدة وإيجابية، وأحط نفسك بأشخاص يجعلونك أفضل.

4. إنشاء روتين يقويك:

التخلي عن الماضي ليس بالأمر السهل، ولكن يمكن أن يساعدك روتين يقويك على تعزيز الإيجابية والنجاح في حياتك، ففي حياة كل شخصية ناجحة روتين يومياً تتبعه، ويتضمن أموراً مثل تناول وجبة فطور صحية وممارسة التأمل والرياضة وتعلُّم أشياء جديدة، فهذه العادات البسيطة التي تقوم بها كل يوم هي التي تحفزك وتؤدي إلى تغييرات هائلة في حياتك.

ابدأ صباحك بروتين قوي يجمع بين التأمل والتصور لتجعل يومك كما تريد، ومارس التأمل لتصفية ذهنك ومساعدة نفسك على التركيز على الحاضر، وتناول الطعام الصحي دائماً ومارس الرياضة؛ لأنَّ الطاقة التي تمد عقلك وجسمك بها ضرورية للعمل بفاعلية، لذا عليك أن تدرك أنَّ كل ما حدث لك في الماضي هو ما شكَّل شخصيتك وجعلك شخصاً قوياً يمكنه تجاوز كل ما يحدث معه، فعندما تحب نفسك وحياتك، يسهل التخلي عن الماضي؛ إذ يقول "توني روبينز": "ركز على الحلول أكثر من التركيز على المشكلات".

5. تغيير مسار تركيزك:

أكثر ما يسبب لنا الألم في الحياة هو ظننا أنَّنا قادرون على التحكم في مشاعر الآخرين وسلوكاتهم، كما نعتقد أنَّ ظروفنا ناتجة عن قوة غامضة، بينما هي في الواقع نتاج قراراتنا.

إنَّنا قادرون على تحويل السلبيات إلى إيجابيات، والنكسات إلى فرص، والإخفاقات إلى دروس نتعلم منها، وكل ما علينا القيام به هو تقبل فكرة أنَّ الشيء الوحيد الذي نتحكم فيه في الحياة هو أفعالنا وقراراتنا، ونوجه مسار تركيزنا بعيداً عن الأشخاص والأحداث الخارجة عن سيطرتنا.

لا يمكنك العودة بالزمن إلى الوراء وتجنب الدخول في علاقة سامة، ولكن يمكنك تعلُّم كيفية التخلص من أخطاء الماضي، كما لا يسعك إصلاح طفولتك السيئة، ولكن يمكنك أن تدرك أنَّ ماضيك لا يؤثر في مستقبلك؛ إذ يمثِّل كل يوم فرصة للبدء من جديد، ومنذ اللحظة التي تستيقظ فيها يمكنك اتخاذ قرارات أفضل، ويعني تعلُّم كيفية التخلي عن الماضي التخلُّص من العادات السلبية والتركيز على تكوين الحياة التي تستحقها، وليس التعلُّق بالحياة التي عشتها في الماضي.

6. الحضور الذهني:

عليك أيضاً أن تركز على الوعي بحاضرك، لذا تذكَّر أنَّ الحاضر هو أهم وأصدق وقت، فالمستقبل موجود في خيالك فقط وليس حقيقياً، بينما الماضي يكمن في ذاكرتك، والذكريات قد تتخللها الأكاذيب، ولهذا السبب لا شيء أقوى من الروح الإنسانية التي تتحرر من الماضي أو المستقبل، وتعيش في اللحظة الحالية، والحضور الذهني هام جداً، ويحقق الرضى لك ولمن حولك، فيسعد أطفالك وتتطور علاقتك بشريكك وتتعزز صداقاتك.

يمكنك التدرب على الحضور الذهني، فإذا أردتَ مزيداً من الفرح والسعادة والرضى، صبَّ تركيزك على حياتك الحقيقية، وليس شاشة هاتفك، ولا تستسلم لإغراءات التكنولوجيا التي تبعدك عن الواقع؛ بل أعِر انتباهك إلى اللحظة الحالية، وامتن لكل ما هو جميل وخيِّر فيها، وأهم طريقة لنسيان الماضي هي التوقف عن العيش فيه.

7. تعزيز النمو الشخصي:

أنسب وقت للعمل على النمو الشخصي هو عندما تريد تعلم التخلي عن الأمور؛ لأنَّ التركيز على التعلُّم وتحسين الذات يلهيك عن الأفكار السلبية، ويقويك أيضاً، لذا حدد المجال الذي ترغب في النمو فيه شخصياً سواء أكان تطوير حياتك المهنية أم تكوين علاقة صحية تستحقها، وبعدها حدد العقبات التي قد تواجهها واجمع الأدوات التي تحتاجها لتحقيق النجاح، ومن ثم جرب العمل مع مدرب خلال رحلة نموك الشخصي.

يمكن أن تفيدك كتابة اليوميات أيضاً، فيساعدك تسجيل أفكارك على تحديد ما يعوقك لتتمكن من المضي قدماً، ويمكنك أيضاً ممارسة الامتنان، فقد يساعدك على التركيز على الحاضر بدلاً من العيش في الماضي، لذا دوِّن ما تمتن لأجله في يومياتك أو مارس الامتنان في أثناء التأمل صباحاً، وفكر في كل الأشياء التي يجب أن تكون ممتناً لها في حياتك؛ فهذا يساعدك على تعلُّم كيفية التخلص من الماضي.

شاهد بالفديو: 7 خطوات لبناء خطة نمو شخصي

8. إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين:

ما الذي يميز أولئك الذين يحققون أهدافهم عن الذين لا يفعلون ذلك؟

لا يتعلق الأمر بالوقت أو المهارات؛ بل بمعرفة كيفية الحصول على ما يريدون، لأنَّهم يعلَمون أنَّ ما تركز عليه بكل طاقتك ستحصل عليه بالتأكيد، وأنَّك ستصبح مثل الأشخاص الذين تحيط نفسك بهم، فالتخلي عن الماضي أكثر صعوبةً إذا كنت محاطاً بأشخاص يذكرونك به باستمرار، بينما عندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين وملتزمين بالنمو والتقدم، سيسهل عليك المضي قدماً في حياتك، وكما يقول "توني روبينز": "جودة حياة الشخص هي غالباً انعكاس مباشر لما تتوقعه من أقرانه".

9. رد الجميل:

ابحث عن هدف أسمى من نفسك تخدمه في أثناء سعيك لفهم كيفية التخلص من الماضي، وعش من أجل عائلتك أو مجتمعك أو الإنسانية، فالدافع هام جداً، لذا ابحث عن الدوافع التي تجدها أسمى من نفسك، وبصرف النظر عن مدى شعورك بالانكسار، فلا بد أنَّ لديك شيئاً يمكنك مشاركته مع الآخرين، وذلك حتى لو كان أمراً عادياً كالابتسامة في وجه أحد أو الإصغاء إليه، وعندما تدرك أخيراً أنَّ سر الحياة هو العطاء، ستتحسن حياتك كثيراً، وستكون قادراً على إدراك كيفية التخلص من الماضي، فحياتك هامة وإذا تقبلت حقيقة أنَّ الهدف من وجودك هو العطاء وليس "الأخذ" فقط، فسيشعر الآخرون بصدقك ويفتحون قلوبهم لك؛ إذ يذكرك رد الجميل بجوهر وجودك، ويساعد التركيز على احتياجات الآخرين على تمكينك للقيام بأكثر مما كنت تعتقد أنَّك تستطيع القيام به.